تقرير صادم عن أوضاع سكان «الفتيحاب» المحاصرة من «الدعم السريع»
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
وصف تقرير غرفة طوارئ الفتيحاب الوضع في المنطقة المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع بأنه (كارثي) وأفرز حالة من التردي في جميع الجوانب.
الخرطوم: التغيير
نشرت غرفة طوارئ الفتيحاب بمدينة أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم، تقريراً تفصيلياً صادماً بشأن الأوضاع التي يعيشها حوالي 70 ألف مواطن يعيشون تحت حصار فرضته قوات الدعم السريع منذ نهاية شهر يوليو الماضي.
وكشف التقرير عن مقتل 225 مدنياً وإصابة نحو 3671 آخرين منذ اندلاع المعارك بين الجيش والدعم السريع منتصف ابريل الماضي، ونوهت إلى وقوع العديد من الانتهاكات لحقوق الانسان وجرائم الحرب.
ووصف التقرير الوضع بأنه (كارثي) وأفرز حالة من التردي في جميع الجوانب.
«التغيير» تنشر نص التقرير:غرفة طوارئ الفتيحاب
تقرير عن الوضع الراهن
تقع مدينة الفتيحاب في مساحة تقدر بـ49 كلم2 في الجزء الجنوبي لمحلية أم درمان ويحدها من الشمال مدينة المهندسين، ومن الشرق النيل الأبيض ومن الناحية الغربية محلية أمبدة ومن الجنوب الريف الجنوبي، ويبلغ عدد سكانها زهاء (134327) نسمة، بكثافة سكانية تقدر بـ(8194.5).
شهدت منذ اندلاع الحرب معارك شرسة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع نسبة لوجود سلاح المهندسين، سلاح الموسيقى، السلاح الطبي، كلية القادة والاركان (اكادمية نميري العسكرية) وقيادة اللواء 48 راجمات على حدودها الشمالية وتتواجد قوات الدعم السريع على حدودها الجنوبية والغربية مما جعلها ساحة معارك مفتوحة.
أسفرت المعارك عن وقوع 225 قتيل وقرابة 3671 اصابة في صفوف المدنين، وصاحبتها عديد من الانتهاكات لحقوق الانسان وجرائم الحرب مثل جرائم الاغتصاب، التهجير القسري، القتل على اساس عرقي، نهب الاموال و الممتلكات، الاختطاف والاخفاء القسري واستخدام اسلوب تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
رغم ضراوة المعارك الا انها شهدت نسبة نزوح منخفضة مقارنة بمناطق الخرطوم الاخرى نسبة لان اغلب سكانها من قبيلة الجموعية ومدينة الفتيحاب تمثل مناطق تواجدهم التاريخية ولا يوجد لديهم اماكن للنزوح لها خصوصا مع ارتفاع تكاليف الإيجار في الولايات الآمنة، حيث يقدر عدد المتواجدين حتى تاريخ اليوم الجمعه 24 نوفمبر 2023 اكثر من 70.000 نسمة.
فرضت قوات الدعم السريع حصار على مدينة الفتيحاب في نهاية شهر يوليو حيث كان يتم التضيق على دخول المواد الغذائية والطبية ويتم الحد من حركة المدنيين، في منتصف اكتوبر شددت قوات الدعم السريع الحصار ومنعت دخول كافة المواد الغذائية والطبية، كما منعت دخول عربات المواصلات الداخلية وحتى العربات التي يقطرها الحمار، مما اضطر السكان الفارين من جحيم المعارك الدائرة للخروج سيرا على الاقدام لمسافات طويلة , ورغم ذلك تم التعدي عليهم، نهب مقتنياتهم، التحرش الجنسي بالنساء وارجاعهم ومنعهم من المغادرة.
كما تم قصف الاحياء السكنية من قبل الدعم السريع بالمدافعية الخفيفة والثقيلة مما اوقع قتلى وجرحى وادى الى تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية كتدمير الخط الناقل للكهرباء وتدمير محطة كهرباء بانت التحويلية.
وقامت بقصف مستشفى طوارئ ابو سعد وهو مستشفى تديره غرفة طوارئ الفتيحاب مما ادى الى اغلاقه ونقله الى منطقة اخرى , حتى دور العبادة لم تسلم من القصف حيث قصف مسجد الشيخ جلي بمربع 6 ومسيد الشيخ احمد ود سليمان بمربع 1 ومسجد العدلاناب بمربع 1 ومسجد السمانية بمربع 2.
هذا الوضع الكارثي أفرز حالة من التردي في كافة الجوانب:
الجانب الصحي:أغلقت اغلب المستشفيات والمراكز الصحية ابوابها ما عدا مستشفى ومراكز تشرفان عليهما غرفة الطوارئ، إلا انها أصبحت تعاني من انعدام لأغلب الأدوية المنقذة للحياة وادوية الأمراض المزمنة، ادوات الاسعافات الأولية ومواد المختبرات، كما يعاني الكادر الطبي من الاجهاد وكذلك لم يحصل على راتب منذ 7 أشهر.
الجانب المعيشي:اغلقت كل الأسواق ابوابها ما عدا سوق ام دفسو الواقع في مربع 4 و الذي انعدمت فيه كل المواد العذائية الضرورية كالزيت والدقيق والسكر وحتى ملح الطعام واصبح الحصول عليها حلم بعيد المنال، واختفت كل من الخضروات , اللحوم ,الألبان ومشتقاتها مما ادى الى نشوب شبه مجاعه ادت الى تفشي امراض سوء التغذية وفقر الدم خاصة لدى الاطفال وتم للاسف تسجيل حالة وفاة نسبة للجوع ونتوقع حدوث وفيات خاصة وسط الاطفال بسبب سوء التغذية.
الجانب البيئي:فقد وصل لمرحلة كارثية نسبة لتكدس النفايات المنزلية والطبية، كما كثرت البرك والمياة الراكدة مما خلق بيئة مناسبة لتوالد الذباب والبعوض وغيرها من نواقل الأمراض، وكذلك توجد بعض المقابر المستحدثة بسبب الحرب أصبحت قبورها مفتوحه نسبة لانتفاخ الجثث ونبش الكلاب، كما تم قطع اغلب الاشجار من قبل السكان واستخدامها للطهي والانارة في ظل انعدام غاز الطهي والفحم وإنقطاع الكهرباء.
الجانب الخدمي:المياه منعدمه منذ اكثر من 5 اشهر نتيجة لتوقف محطة مياه المقرن، ومنع قوات الدعم السريع دخول عربات المياه حتى العربات المقطورة بالحمير كارو، الامر الذي اجبر السكان على الشرب من مياة النيل الغير نقية مما تسبب في تفشي حالات الاسهالات المائية، اما فيما يخص الكهرباء فهي تعاني من انقطاع تام لقرابة الشهر نتيجة لقصف محطة بانت التحويلية.
اما في جانب الاتصالات فاغلب مناطق مدينة الفتيحاب تعاني من انقطاع في خدمة الاتصال والانترنت.
الجانب الامني:تشهد المنطقة اشتباكات يومية بين القوات المسلحه والدعم السريع، كما يتم قصف الاحياء بصوره يومية من قبل الدعم السريع الامر الذي ادى الى تدمير عدد كبير من المنازل والمرافق العامة والخدمية، كما ينتشر النهب مسلح من عناصر الدعم السريع في منطقة الشقلة جنوب الفتيحاب و منطقة السوق الليبي ومربع 11 و13 في الجزء الغربي.
المطلوب:1.رفع الفوري للحصار عن مدينة الفتيحاب
2.التوقف عن قصف الاحياء السكنية والمرافق العامة والخدمية
3.فتح ممرات انسانية عاجلة لدخول المواد الغذائية والطبية
4.تقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة
5.عدم التعرض للمواطنين الفارين من جحيم الحرب
6.عدم التعرض لافراد غرف الطوارئ والعاملين بالحقل الانساني
7.تجهير دور ايواء لاستقبال مواطني الفتيحاب النازحين.
24/ 11/ 2023م
#انقذوا_الفتيحاب
#فك_حصار_الفتيحاب
الوسومأم درمان الجيش الدعم السريع السلاح الطبي السودان الفتيحاب غرفة طوارئ الفتيجاب غرفة طوارئ نيالاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم درمان الجيش الدعم السريع السلاح الطبي السودان الفتيحاب قوات الدعم السریع من قبل
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان
دبي- القاهرة- قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، في أقوى خطوة تتخذها نحو تقسيم السودان بعد 20 شهرا من الحرب الأهلية، وتخوض قوات الدعم السريع اشتباكات مع الجيش السوداني منذ أبريل نيسان من العام الماضي، وتسيطر الآن على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان بما في ذلك معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
ومن شأن تشكيل أي حكومة جديدة لإدارة تلك المناطق أن يمثل تحديا للحكومة المعترف بها دوليا والتي يقودها الجيش والتي أُجبرت على الخروج من الخرطوم العام الماضي وتباشر الآن عملها من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
واتفقت مجموعة من السياسيين وزعماء جماعات مسلحة على تشكيل ما وصفوها بأنها “حكومة سلام”، حسبما قال أعضاء في المجموعة لرويترز هذا الأسبوع.
وقالوا إنها ستكون بقيادة مدنية ومستقلة عن قوات الدعم السريع وستشكل لتحل محل الحكومة في بورتسودان والتي اتهموها بإطالة أمد الحرب.
(رويترز)