صدرت للكاتب جابر خمدن، مجموعة قصصية جديدة بعنوان «زرانيق»، عن «مؤسسة أبجد»، حيثُ يرتحل فيها إلى أزقة المنامة بذاكرتها، وحكاياتها، أمكنتها، ليعيد صياغة المنامة، بمزيجٍ من الواقعية والخيال، ويستعيد تلك المدينة القديمة، بكل حيثياتها، والقصص المروية عنها وفيها، متوقفاً عند معالمها البارزة، ومفصلاً في أسواقها وما تحتويها، ومعيداً رسم بيوتها وتراثها، ليجعل من السرد في المجموعة، قصص تعيد صياغة المنامة، معنوناً كل قصة باسم زقاق.

بدءاً من «زرنوق الأحلام»، إلى «الحلم الذهبي»، و«الثياب المسحورة»، التي بخلاف الثياب العادية، «هي ثياب تغير كيمياء الجسد، وتعبث بفيزياء المكان»، وصولاً إلى «مدينة فوق سطح ورقة»، حيث يعيد خمدن رسم خارطة الذكريات، فيعيد أماكن للوجود، بإيقاع زمنها الخاص، ويستحضر البحر، خلف (فندق دلمون)، والبحيرة المنسية وراء مبنى (بنك ستاندر جارتر)، بالإضافة لعيون الماء، والبيوت القديمة، والمدارس... وصولاً إلى مبنى البلدية وساعته، وقوس باب البحرين.
وفي «زرنوق الغموض»، يأخذ القارئ إلى حيثُ روح الأزقة التي اختفت، فيما هو في «زرنوق يتذكر»، يعيد للقارئ ذاكرة تلك الأزقة، التي تتخلل البيوت، وصولاً إلى وسط المنامة، حيثُ سوقها الشعبي الذي يتفصل إلى أزقة يكمن في كل واحدة منها سوق قائم بذاته، وصولاً إلى «داعوس بومباي»، الذي يمثل الهند الصغيرة، حيثُ المعبد الهندوسي وبابه البرتقالي اللون، وإلى جواره متاجر الذهب، حيثُ يندمج بريق الذهب بألوان عيد الأضواء الهندوسية «ديوالي»، وحيث «تتقافز الآلهة من بطون الكتب، مجتمعةً تنظر للمصلين المؤمنين بعوالم الأساطير».
يمر خمدن في مجموعته على كافة التفاصيل، تراه حيناً يفصل في قطع القماش المباعة في سوق المنامة، وفي دكاكينها، وصولاً إلى أنواع البضائع، ومروراً بالمقاهي القديمة، وطبيعة الناس الذين يمرون على هذه الأسوق والمقاهي، وصوت لهجاتهم، ولغاتهم المتعددة، كما يتطرق لأنواع اللباس التي تراها على مرتادي المنامة، وتعددها، كأنما الإنسان في سفرٍ لا يغادر فيه المكان.
كما يتعمق في تفاصيل القصص المحكية على ألسنة القاطنين والمرتادين، وقصص الجدات وحكاياتهم الشعبية، التي يعيد توظيفها بشكلٍ سردي، إلى جانب رسم العمارة سردياً، ليكشف عن أشكالها التقليدية التي تتميز بالطابع المعماري المحلي، والنوافذ الوظيفية، والبيوت ذات الأحجام الصغيرة الوديعة، مستعيداً مشهدية سكانها القدامى، وهم يجولون في الأزقة، ويتبادلون الزيارات لبعضهم البعض، وطبيعة أحاديثهم وحكاياتهم.
كما يعيد توظيف المنامة الحديثة، بما تمتاز به من تعدد جاليات ففيها ترى الخليجي، والهندي، والفلبيني، والباكستاني، ومختلف الجنسيات الأفريقية... ومدى الغنى الذي يشكله هذا التنوع العرقي والديني، الذي يميز المنامة عن غيرها، فعبر هذه التوليفة، يعيد خمدن المنامة بكل سحرها وحيويتها، ليشكلها مكاناً لقصصه، وتشكل أزقتها مسرحاً لأحداث أبطاله الذين هم كل هؤلاء.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

النزاهة تعيد 20 مليار دينار لشركة الخطوط الجوية العراقية

10 مارس، 2025

بغداد/المسلة: اكدت هيئة النزاهة الاتحادية، الاثنين، إعادة قرابة عشرين مليار دينارٍ لمصلحة الشركة العامة للخطوط الجويَّة العراقية من إحدى الشركات الأهلية.

وذكرت الهيئة، أنَّ “جهود الفريق المُؤلَّف لمُتابعة ملفَّات وديون الشركة العامَّة للخطوط الجويَّة العراقيَّة أسفرت عن إعادة مبلغ ماليٍّ قدرُهُ (١٩,١٥٣,٣٤٧,٥٢٠) تسعة عشر مليار دينارٍ من إحدى الشركات الأهليَّـة إلى الشركة العامَّة للخطوط الجويَّة العراقيَّة.

وتابعت أنَّ “الشركة خاطبت الهيئة بكتابٍ رسميٍّ لتسديد المبلغ الذي بذمَّتها لمصلحة الخطوط الجويَّة العراقيَّة، مُؤكّدةً تسديدها المبلغ على دفعتين، بلغت الأولى (١٦,٠٧٧,٣٢٠,٠٠٠) ستة عشر مليار دينار، أمَّا الدفعة الثانية التي قامت الشركة بتسديدها فقد بلغت (٣,٠٧٦,٠٢٧,٥٢٠) ثلاث مليارات دينارٍ”.

يُشارُ إلى أنَّ “هيئة النزاهة الاتحاديَّة كانت قد أفصحت في الثامن عشر من الشهر الجاري عن المبالغ التي كشفت عنها ومنعت هدرها والتي أعادتها فعلاً إلى خزينة الدولة في العام الماضي، مُؤكّدةً أنها بلغت قرابة (٩٥٠) مليار دينارٍ عراقيٍّ، و(٩) مليارات دولارٍ أمريكيٍّ خلال العام ٢٠٢٤”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كورنيش عصري في قلب الموصل.. واجهة نهرية تعيد رسم ملامح المدينة
  • قصة قصيرة من وحي واقع السودان السرويالي بعنوان (الوعد والوعيد)
  • هل تعيد بريكس تشكيل موازين القوى الاقتصادية العالمية؟
  • السعودية تعيد العليمي إلى عدن لاحتواء تحركات الزبيدي الفردية
  • شباب الأهلي يهزم المنامة في «سلة غرب آسيا»
  • الأمطار تعيد الحياة إلى منتجع رأس الماء بشفشاون
  • النزاهة تعيد 20 مليار دينار لشركة الخطوط الجوية العراقية
  • شركة الأسمدة بحمص تعيد معمل سماد الكالنترو للإنتاج بطاقة 350 طناً يومياً
  • حروب التعريفات الجمركية قصيرة لكن تأثيراتها تدوم أطول   
  • بعد مائة عام سيدة تعيد كتاب استعاره جدها من مكتبة