«زرانيق» لجابر خمدن قصص قصيرة تعيد روح المنامة وحكاياتها
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
صدرت للكاتب جابر خمدن، مجموعة قصصية جديدة بعنوان «زرانيق»، عن «مؤسسة أبجد»، حيثُ يرتحل فيها إلى أزقة المنامة بذاكرتها، وحكاياتها، أمكنتها، ليعيد صياغة المنامة، بمزيجٍ من الواقعية والخيال، ويستعيد تلك المدينة القديمة، بكل حيثياتها، والقصص المروية عنها وفيها، متوقفاً عند معالمها البارزة، ومفصلاً في أسواقها وما تحتويها، ومعيداً رسم بيوتها وتراثها، ليجعل من السرد في المجموعة، قصص تعيد صياغة المنامة، معنوناً كل قصة باسم زقاق.
وفي «زرنوق الغموض»، يأخذ القارئ إلى حيثُ روح الأزقة التي اختفت، فيما هو في «زرنوق يتذكر»، يعيد للقارئ ذاكرة تلك الأزقة، التي تتخلل البيوت، وصولاً إلى وسط المنامة، حيثُ سوقها الشعبي الذي يتفصل إلى أزقة يكمن في كل واحدة منها سوق قائم بذاته، وصولاً إلى «داعوس بومباي»، الذي يمثل الهند الصغيرة، حيثُ المعبد الهندوسي وبابه البرتقالي اللون، وإلى جواره متاجر الذهب، حيثُ يندمج بريق الذهب بألوان عيد الأضواء الهندوسية «ديوالي»، وحيث «تتقافز الآلهة من بطون الكتب، مجتمعةً تنظر للمصلين المؤمنين بعوالم الأساطير».
يمر خمدن في مجموعته على كافة التفاصيل، تراه حيناً يفصل في قطع القماش المباعة في سوق المنامة، وفي دكاكينها، وصولاً إلى أنواع البضائع، ومروراً بالمقاهي القديمة، وطبيعة الناس الذين يمرون على هذه الأسوق والمقاهي، وصوت لهجاتهم، ولغاتهم المتعددة، كما يتطرق لأنواع اللباس التي تراها على مرتادي المنامة، وتعددها، كأنما الإنسان في سفرٍ لا يغادر فيه المكان.
كما يتعمق في تفاصيل القصص المحكية على ألسنة القاطنين والمرتادين، وقصص الجدات وحكاياتهم الشعبية، التي يعيد توظيفها بشكلٍ سردي، إلى جانب رسم العمارة سردياً، ليكشف عن أشكالها التقليدية التي تتميز بالطابع المعماري المحلي، والنوافذ الوظيفية، والبيوت ذات الأحجام الصغيرة الوديعة، مستعيداً مشهدية سكانها القدامى، وهم يجولون في الأزقة، ويتبادلون الزيارات لبعضهم البعض، وطبيعة أحاديثهم وحكاياتهم.
كما يعيد توظيف المنامة الحديثة، بما تمتاز به من تعدد جاليات ففيها ترى الخليجي، والهندي، والفلبيني، والباكستاني، ومختلف الجنسيات الأفريقية... ومدى الغنى الذي يشكله هذا التنوع العرقي والديني، الذي يميز المنامة عن غيرها، فعبر هذه التوليفة، يعيد خمدن المنامة بكل سحرها وحيويتها، ليشكلها مكاناً لقصصه، وتشكل أزقتها مسرحاً لأحداث أبطاله الذين هم كل هؤلاء.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
اكتشاف سقارة الجديد يعيد كتابة تاريخ الحضارة المصرية
سقارة مهد الفراعنة، تفاجئنا مجددا بكشف أثري مذهل.. هذا الاكتشاف غير المسبوق يفتح آفاقا جديدة لفهم الحضارة المصرية، ويطرح تساؤلات حول الكثير من الجوانب الغامضة في تاريخنا القديم. فما الذي يكمن خلف هذه الاكتشافات؟ وما هي الأسرار التي ستكشفها لنا سقارة في المستقبل؟.
تمكنت بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة من العثور على مجموعة من المصاطب والمقابر والدفنات الأثرية التي يرجع تاريخها لعصور مختلفة في مصر القديمة.
واكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية من المجلس الأعلى للآثار المصرية وجامعة كانازاوا اليابانية خلال أعمال الحفائر الأثرية بالمنحدر الشرقي لمنطقة سقارة 4 مقابر يرجع تاريخها إلى أواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة وأكثر من عشر دفنات من عصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار الدكتور محمد إسماعيل خالد أهمية هذا الكشف والذي يشير إلى أن "منطقة سقارة الأثرية لا تزال تحمل في طياتها العديد من الأسرار التي لم تبح بها بعد".
وأوضح أن هذا الكشف الجديد يشير إلى أن جبانة سقارة الحالية تمتد شمالاً لمساحة أكبر مما هو معروف حالياً، كما إن اكتشاف دفنات تعود إلى أوائل عصر الأسرة الثامنة عشرة يثبت أن استخدام سقارة كجبانة للدولة الحديثة بدأ عندما إُعيدت مدينة ممفيس عاصمة للدولة المصرية بعد طرد الهكسوس.
وتعود هذه المقابر إلى عصر الأسرتين الثانية والثالثة وهي عبارة عن مصطبتين من الطوب اللبن ومقبرتين منحوتتين في الصخر إحداهما تقع بالقرب من حافة هضبة سقارة الشمالية ولها بناء علوي وبئر محصنة بسده من الحجر الجيري على مدخل الممر المؤدي لحجرة الدفن وفق رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبد البديع.
أما المصطبة الأخرى فمتاخمة للمنحدر الصخري وتتكون من جزء علوي من الطوب اللبن وبئر مستطيلة في وسطها، كما تم الكشف عن عدة أوعية في المنطقة المجاورة لها تشتمل على طبق من الالباستر المصري ووعاء اسطواني مصمت ربما يعود تاريخه إلى أواخر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، وفق المسؤول المصري.
وأكد رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أن البعثة ستقوم بالمزيد من أعمال الحفائر خلال المواسم القادمة للكشف عما تحويه داخلها.
من جانبه ثمن وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي المجهود الذي تبذله البعثات الأثرية المصرية والأجنبية لإزاحة الستار عن مزيد من الاكتشافات الأثرية التي تساهم بدورها في الكشف عن مزيد من تاريخ وأسرار الحضارة المصرية القديمة.
فيما أشار د. نوزمو كاواي رئيس البعثة من الجانب الياباني، أن البعثة قامت كذلك خلال موسم حفائرها الحالي بأعمال الترميم والتنظيف للكتاكومت اليوناني الروماني والذي كشفت عنه البعثة خلال مواسم حفائرها السابقة، كما تمكن فريق العمل خلال أعمال التنظيف من الكشف عن بقايا آدمية محنطه ومجمعة من القطع الأثرية من بينها نماذج "تيراكوتا" لمقاصير جنازيه وكسرات من تيراكوتا من رأس الآلهتين إيزيس وأفروديت، وكذلك كسرات من توابيت خشبية وقطع من الفخار. وسوف تستكمل البعثة أعمالها خلال موسم الحفائر القادم في محاولة فك المزيد من أسرار هذه المنطقة الأثرية الهامة.