زيارة عدد من ممثلي شركات السياحة البرازيلية إلى المقصد السياحي المصري
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
التقى أحمد علي مدير عام المكاتب الخارجية بالإدارة المركزية للمكاتب السياحية بالهيئة، و سيلفانا سعيد مسئول المكتب المركزي لدول أمريكا اللاتينية بالهيئة بعدد ٣٥ من ممثلي شركات السياحة البرازيلية وذلك خلال زيارتهم لمصر.
وذلك في إطار الجهود التي تبذلها وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي للترويج للمقصد السياحي المصري في الأسواق السياحية الواعدة والتي من بينها أسواق أمريكا اللاتينية ولاسيما السوق البرازيلي
وقد جاءت هذه الزيارة بهدف تعرف المشاركين بها على المقصد السياحي المصري وما يتمتع به من تنوع في مقوماته ومنتجاته وأنماطه السياحية بالإضافة إلى ما يذخر به المقصد السياحي المصري من أماكن سياحية وأثرية وأنشطة سياحية مختلفة يمكن ممارستها خلال زيارته.
وخلال اللقاء، ألقى أحمد علي الضوء على ما قامت به الدولة المصرية من جهود لتطوير البنية التحتية بالمقاصد السياحية المصرية المختلفة والتي من بينها الساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة، مشيراً إلى المتحف المصري الكبير الذي سيتم افتتاحه قريباً والذي سيكون من أهم المزارات السياحية لدى السائح الذي لديه شغف بالتراث والحضارة المصرية العريقة مثل السائح البرازيلي.
كما استعرض المقومات السياحية والأثرية التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري والجهود التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي للترويج للمقصد السياحي المصري في الأسواق السياحية المختلفة.
كما ثمنت Andresa Araujo رئيس مجلس إدارة أحد منظمي الرحلات البرازيليين على الدور التي تقوم به الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في كافة المحافل الدولية للترويج للمقصد السياحي المصري، معربة عن تمنياتها بسرعة تدشين خط الطيران المباشر القاهرة- ساو باولو في القريب العاجل والذي سيساهم في زيادة الحركة السياحية ليس من دولة البرازيل فقط ولكن من قارة أمريكا اللاتينية بكاملها.
وقد تضمن برنامج الزيارة القيام بجولة تم خلالها زيارة عدد من الأماكن السياحية والأثرية بكل من القاهرة والغردقة والإسكندرية بالإضافة إلى القيام برحلة نيلية من أسوان إلى الأقصر.
وقد أعرب المشاركون في الزيارة عن إعجابهم بما شاهدوه خلالها من مقومات سياحية وبالتنوع والثراء الذي يتميز به المقصد السياحي المصري.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرازيل الساحل الشمالي السوق البرازيلي المتحف المصري
إقرأ أيضاً:
التسويق السياحي كأداة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد والهوية
د. سعيد الدرمكي
في ظل التنافس العالمي المحتدم، بات من الواضح أن الاعتماد على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز لم يعد خيارًا مستقرًا كما كان في السابق، رغم كونها الدعامة الأساسية لاقتصادات العديد من الدول لعقود عدة. وفي المقابل، تظل المقومات الطبيعية الخلابة من جبال شامخة، وبحار هادئة، وشواطئ ساحرة، عناصر جذب تأسر الألباب وتحول الأماكن إلى وجهات تنبض بالحياة والجمال. ومن هنا، تبرز السياحة كأحد أهم البدائل الاقتصادية الواعدة، شريطة استثمارها برؤية استراتيجية ذكية.
وفي قلب هذه الصناعة الحيوية، يبرز التسويق السياحي كأداة محورية لا تقتصر وظيفته على استقطاب الزوار فحسب، بل يتجاوز ذلك ليجسد هوية المكان وينقل رسالته الثقافية وقيمه إلى العالم. فعندما يُصاغ الخطاب السياحي برؤية تسويقية ناضجة، يتحول المكان من مجرد مشهد طبيعي إلى تجربة إنسانية لا تُنسى.
التسويق السياحي لا يقتصر على دوره التقني في عرض الإعلانات والترويج للعروض، بل يتجاوز ذلك بكثير؛ إذ يركّز على إدارة تجربة الزائر والانطباع الأول عن الوجهة. وهو يشمل مجموعة متكاملة من الأنشطة التي تهدف إلى جذب الزوار المحليين والدوليين، من خلال تقديم تجربة سياحية فريدة ومتميزة معتمدا على أربعة عناصر أساسية تُعرف بالمزيج التسويقي وهي المنتج السياحي، السعر، الترويج، والتوزيع.
حينما تتم إدارة التسويق السياحي بذكاء وكفاءة، فإنه يتحول من نشاط ترويجي بحت إلى أداة إنتاج اقتصادي فاعلة. فالسائح في هذه الحالة يُعد مستثمرًا مؤقتًا، يضخ أموالًا مباشرة في السوق المحلية عبر الإقامة، والتنقل، والتسوق، مما يسهم في زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي. كما يُسهم ذلك في تنشيط قطاعات متعددة مثل النقل، والفنادق، والمطاعم، والصناعات التقليدية، إلى جانب خلق فرص وظيفية متنوعة على مختلف المستويات. ولا يقتصر الأثر هنا، بل يمتد لدعم وتمكين رواد الأعمال، لا سيما في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
يلعب التسويق السياحي دورًا محوريًا في تعزيز الصورة الذهنية للدولة؛ إذ يسهم في نقل وترسيخ القيم، والتعريف بالتاريخ والحضارة، مما يعزز سمعتها على المستوى الدولي كوجهة آمنة وجذابة وغنية بالفرص. كما يبرز التنوع الثقافي والتراثي كمصدر للفخر الوطني وأداة لتعزيز التفاهم الإنساني. وإلى جانب ذلك، يساهم في تصحيح الصور النمطية المغلوطة من خلال رواية صادقة وواقعية لتجارب الزوّار. وفي هذا الشأن، نجحت دول ذات موارد محدودة مثل جورجيا وألبانيا في توظيف التسويق السياحي الذكي لبناء صورة عالمية متميزة، تفوقت بها على دول أكثر خبرة وثراءً.
وتُعد تجربة سلطنة عُمان في السياحة والتسويق السياحي نموذجًا متوازنًا يجمع بين الأصالة والاستدامة. وفي خطوة استراتيجية لتعزيز حضورها العالمي، أطلقت السلطنة هويتها الترويجية الوطنية تحت شعار "أهل عُمان"، بهدف توحيد الرسائل الاتصالية بين الجهات المعنية، وتسويق السلطنة كوجهة جاذبة للاستثمار والسياحة والإقامة. وتشمل هذه الجهود أكثر من 60 مبادرة، ومنصة رقمية متكاملة، وبرامج لبناء القدرات، بما ينسجم مع رؤية "عُمان 2040" ويُعزّز من تنافسية السلطنة في الأسواق الدولية عبر أدوات احترافية ومستدامة.
ورغم الجهود المقدمة، لا تزال هناك فرص كبيرة لتعزيز التسويق الرقمي وتنويع المنتجات السياحية، كالسياحة العلاجية والتعليمية، مما يسهم في رفع القدرة التنافسية لعُمان عالميًا. وتشير بيانات عام 2025 إلى أن مساهمة القطاع السياحي تتراوح بين 2.75% و3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع استهداف زيادتها إلى 3.5% بحلول عام 2030، بما يرسّخ دور السياحة كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي الوطني.
ومن التحديات العامة في تسويق السياحة، أنه لا يزال يواجه عقبات تتطلب حلولًا إبداعية ومستدامة. ومن أبرز هذه التحديات المنافسة العالمية المتصاعدة، حيث تتسابق الدول في تقديم تجارب سياحية فريدة وغير مسبوقة. كذلك، فإن محدودية الاستثمار في التسويق الرقمي تُعد عائقًا كبيرًا، على الرغم من تأثيره الفعّال في جذب شرائح السياح الشباب. ومن بين العقبات الأخرى، الاعتماد على الحملات الموسمية بدلًا من بناء خطط تسويقية شاملة وطويلة الأمد، إلى جانب ضعف إشراك المجتمع المحلي كجزء من الاستراتيجية السياحية، وقلة الترويج لأنماط سياحية نوعية مثل السياحة البيئية، والعلاجية، والتعليمية. وهذا يتطلب تبني رؤية تسويقية مبتكرة تُعيد تشكيل حضور الدولة في السوق السياحية العالمية بأسلوب مستدام وتنافسي.
الخلاصة.. إن التسويق السياحي ليس ترفًا إعلاميًا ولا نشاطًا تكميليًا؛ بل هو ضرورة استراتيجية تسهم في دعم اقتصاد الدولة وتعزيز هويتها الوطنية. ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة إلى بلورة رؤية وطنية شاملة، تُدمج فيها عناصر الاستثمار، والابتكار، والمشاركة المجتمعية. ومع تطور أدوات التسويق وتغير توقعات السائح العالمي، يبقى التحدي الأكبر أن تنجح كل دولة في سرد قصتها بطريقتها الخاصة، وبصوت يحمل صدق التجربة ودفء الانتماء، ليصل إلى قلوب العالم والسياح على حد سواء.