تونس.. دور تشريعي وتنموي لـ «المجلس الوطني»
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أحمد مراد (تونس، القاهرة)
أخبار ذات صلة تونس: إحباط 17 عملية هجرة وضبط 470 شخصاً في صفاقس تونس.. ضبط 8 أشخاص بتهمة التآمر على أمن الدولةتترقب الأوساط السياسية والشعبية في تونس انطلاق الانتخابات المحلية التي تُجرى في 24 ديسمبر المقبل، ويتشكل على أثرها المجلس الوطني للجهات والأقاليم، «الغرفة الثانية للبرلمان»، الذي جرى استحداثه في الدستور الجديد الذي تم إقراره في يوليو 2022.
وحدد الفصل الـ 84 من الدستور التونسي، مهام المجلس الوطني للجهات والأقاليم، وينص على أن «تُعرض وجوباً على المجلس المشاريع المتعلقة بميزانية الدولة ومخططات التنمية الجهوية والإقليمية والوطنية لضمان التوازن بين الجهات والأقاليم».
كما تشمل مهام المجلس ممارسة صلاحيات الرقابة والمساءلة في مختلف المسائل المتعلقة بتنفيذ الميزانية ومخططات التنمية، والمصادقة على قانون المالية ومخططات التنمية بأغلبية الأعضاء.
وشدد الناشط السياسي التونسي، صهيب المزريقي، على أهمية الدور الذي يلعبه المجلس الوطني للجهات والأقاليم في الحياة العامة والساحة السياسية والتشريعية التونسية باعتباره شريكاً تشريعياً مؤثراً، ويؤدي دوراً مهماً في التعبير عن احتياجات الجماهير في مناطق إقامتهم المختلفة، ومتابعة تنفيذ ميزانية الحكومة ومخططات التنمية، وغيرها من الأمور التي تمس عصب حياة التوانسة.
وذكر المزريقي في تصريح لـ «الاتحاد» أن المجلس يضمن توزيع مخططات التنمية بشكل متوازن وعادل بين مختلف المناطق، ويحد من الإجحاف الذي طال بعضها في السابق، وبالتالي يُعد من أفضل المستجدات التي جاء بها دستور 25 يوليو.
ويتألف المجلس من أعضاء منتخبين عن الجهات والأقاليم، وأعضاء كل مجلس جهوي ينتخبون من بينهم 3 أعضاء لتمثيل جهتهم بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم، وأعضاء المجالس الجهوية في كل إقليم ينتخبون نائباً واحداً من بينهم يمثل هذا الإقليم في المجلس، وقد جرى تقسيم البلاد إلى 5 أقاليم، ولا يجوز الجمع بين عضوية المجلس وأي وظيفة أو نشاط آخر، بمقابل أو من دون مقابل.
وقال الناشط السياسي التونسي، إن التقسيم الجديد للبلاد على شكل 5 أقاليم يرتكز على بُعد اقتصادي وتنموي يؤسس لعدالة اجتماعية حقيقية، فمن الضروري اعتماد خريطة اقتصادية جديدة ترتكز على تقسيم البلاد جغرافياً أفقياً مراعاة للخصائص المناخية بقصد إيجاد خريطة فلاحية وصناعية واضحة المعالم، وتنسجم مع الخيارات الاستراتيجية للدولة التونسية.
وأضاف المزريقي أن نجاح هذه التجربة غير المسبوقة يتطلب اعتماد «لا مركزية» التخطيط والتنفيذ للبرامج التنموية على مستوى مختلف الأقاليم مع ارتباط مختلف الهياكل الإقليمية بمركزية ذات مهام تنسيقية بقصد إعادة توزيع الثروة خدمة لتنمية متوازنة بين مختلف الأقاليم، وهو ما يفرض إعادة هيكلة مختلف قطاعات الاقتصاد من صناعة، وفلاحة، وخدمات مالية وتجارية بشكل يلبي احتياجات الشعب، والتأسيس لعلاقات إنتاجية وتشغيلية متشابكة ومتداخلة بين الجهات بهدف القضاء على التمييز الطبقي، وفك العزلة عن المناطق الداخلية.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي التونسي، باسل الترجمان، أن المجلس الوطني للجهات والأقاليم حلقة مهمة في مسيرة استكمال مؤسسات الدولة، ويسهم بشكل كبير في تلبية متطلبات الشعب، وخدمة مشروعات ومخططات التنمية التي يسعى الرئيس قيس سعيد إلى تنفيذها ضمن البرنامج الإصلاحي الذي يتبناه.
وقال الترجمان لـ «الاتحاد» إن الدولة التونسية تسير بخطى ثابتة في برنامج الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي عبر آليات سياسية وتشريعية حديثة ومتطورة، وهو ما يعمل على تطهير البلاد من الآفات التي تحاول تدميرها لتحقيق مصالحها الشخصية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تونس
إقرأ أيضاً:
«الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمثل قطاع الدواء أحد الأعمدة الرئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الصحي، حيث يلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين وضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة وجودة عالية ومع التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع في السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإزالة العقبات وتوفير بيئة مواتية للنمو والتطوير.
وفي هذا السياق، جاءت استجابة الحكومة، ممثلة في الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، للمطلب المقدم من شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، لتؤكد حرص الدولة على دعم الصناعات الدوائية والعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات التي تعترض طريقها ويأتي هذا التحرك يعكس استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز القطاع الصناعي ككل، وجعله أحد المحركات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
حيث استجاب الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لمطلب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، بتشكيل لجنة تضم عددًا من المختصين، من بينهم الدكتور عوف، لدراسة التحديات التي تواجه قطاع الدواء والعمل على إزالة العقبات التي تعرقل تطوره.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن ناشد الدكتور علي عوف الحكومة، عبر بيان رسمي سابق، بضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمناقشة المشكلات التي يعاني منها قطاع الدواء وأشار في بيانه إلى أهمية هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2000 شركة ومصنع وموزع، تمثل كيانًا كبيرًا يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات السوق المحلي.
وقد عبرت شعبة الأدوية عن امتنانها لهذه الاستجابة السريعة من الحكومة، حيث أرسلت برقية شكر وتقدير إلى الفريق كامل الوزير وأشادت بالاجتماعات الدورية التي يعقدها الوزير مع المستثمرين لبحث مشكلاتهم والعمل على حلها بفعالية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الدولة لتعزيز القطاع الصناعي ووضعه ضمن أولويات التنمية.
وأكد الدكتور علي عوف أن تشكيل اللجنة يُعد تطورًا إيجابيًا يعكس اهتمام الحكومة بقطاع الدواء، الذي شهد تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير الصناعات الدوائية بما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي ويقلل الاعتماد على الواردات.
استجابة وزير الصناعةوفي هذا السياق يقول محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، يعتبر قطاع الدواء أحد الركائز الأساسية التي تدعم منظومة الصحة العامة والاقتصاد الوطني ومع تنامي التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، جاء قرار وزير الصناعة بتشكيل لجنة مختصة بالتعاون مع شعبة الأدوية خطوة هامة لمعالجة الأزمات وتعزيز مكانة الصناعة الدوائية.
وأضاف فؤاد، أن استجابة وزير الصناعة لمطالب شعبة الأدوية التي تتعلق بتحديات تواجه القطاع، مثل نقص المواد الخام وغيرها مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات التنظيمية خطوة جيدة لدعم القطاع من خلال تبني سياسات تسهم في تخفيف الأعباء على الشركات المصنعة، وتعزيز قدرتها على المنافسة محليًا ودوليًا.
تشكيل لجنة مختصةوفي نفس السياق يقول محمود علي طبيب صيدلي، أن الإعلان عن تشكيل لجنة متخصصة تضم ممثلين عن شعبة الأدوية، وخبراء في الصناعة، ومسؤولين حكوميين بداية الطريق الصحيح لضبط سوق الدواء وطالب علي اللجنة بدراسة المشكلات المطروحة ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ مثل تقييم العقبات التنظيمية والإدارية واقتراح سياسات لدعم المنتجين المحليين إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع آليات لضمان توفير الأدوية بأسعار معقولة.
وأضاف «علي»، رغم أهمية هذه المبادرة، يبقى نجاحها مرهونًا بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة حيث تحتاج الحكومة إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لضمان تحقيق النتائج بالإضافة إلى أن تشكيل لجنة لبحث تحديات قطاع الدواء خير دليل على الاهتمام الحكومي بصناعة الدواء، التي تعد دعامة أساسية للأمن الصحي والاقتصادي، موضحًا أن التنفيذ الفعال لتوصيات اللجنة، يمكن أن يشهد القطاع نقلة نوعية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحفيز الاستثمار في هذه الصناعة الحيوية.