«الاستدامة».. «هدف» عالمي في ملاعبنا
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
معتز الشامي (دبي)
وقعت رابطة المحترفين الإماراتية، مذكرة تفاهم مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، لتعزيز ممارسات الاستدامة، وخفض انبعاثات استهلاك الكهرباء من خلال الاعتماد على شهادات الطاقة النظيفة في مسابقات الرابطة المحترفين الإماراتية.
وتوقيع المذكرة خطوة غير مسبوقة تصب في مصلحة توجهات الدولة نحو الاستدامة، كما سبقت بها رابطة المحترفين أغلب روابط آسيا والمنطقة في الاهتمام بنشر ثقافة الاستدامة والطاقة النظيفة والتحرك صوب تقديم مبادرات وعقد اتفاقيات شراكة مع الجهات المتخصصة وذات العلاقة بهذا الجانب البيئي المهم، وإفادة الأندية المحترفة وتوعيتها بأهمية مراعاة مثل هذه الأبعاد التي تقلل من الانبعاثات الضارة بالكوكب.
وتضمنت مذكرة التفاهم بين رابطة المحترفين، وشركة مياه وكهرباء الإمارات تضمين طرف ثالث في المذكرة، وهو قطاع الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في شركة «أدنوك».
وبموجب الاتفاقية، ستصبح شركة «مياه وكهرباء الإمارات» شريكاً للطاقة النظيفة، حيث ستعمل على توفير «شهادات الطاقة النظيفة» لخفض انبعاثات إمدادات الكهرباء إلى مقر رابطة المحترفين الإماراتية في أبوظبي، كما سيتعاون الطرفان على تعزيز مفاهيم الاستدامة والترويج لمخطط «شهادات الطاقة النظيفة» في أندية كرة القدم المشاركة في المسابقات التي تنظمها الرابطة.
ويأتي تحرك الرابطة لملف «الاستدامة»، تماشياً مع سياسات الدولة في مجابهة ظاهرة التغيير المناخي، واستضافتها مؤتمر المناخ «كوب28»، حيث سبق وكانت الإمارات من أوائل الدول بالمنطقة التي تهتم بـ «الاستدامة» للمنشآت الرياضية، بل وسبق ونظمت الهيئة العامة للرياضة، قبل 6 سنوات «منتدى الإمارات لاستدامة المنشآت الرياضية» بالتعاون مع وزارة تطوير البنية التحتية، ووقتها تم إطلاق البرنامج الوطني لاستدامة المنشآت الرياضية بمشاركة مختلف الجهات ذات العلاقة، ووقتها شارك في المؤتمر أكثر من 300 شخصية متخصصة في مجال المنشآت الرياضية من داخل الدولة وخارجها.
فيما تم لاحقاً تشكيل فريق عمل تقوده وزارة تطوير البنية التحتية، لوضع الكودات الهندسية والأدلة الإرشادية والمواصفات الفنية التي تتعلق بالاستدامة العمرانية، وتم تخصيص جزء منها للمنشآت الرياضية، واقتران موافقة البلديات المتعلقة بترخيص المنشآت الرياضية والمصادقة على تنفيذها بمدى توافق مخططاتها الهندسية ومواصفاتها الفنية وأنظمتها الإنشائية مع متطلبات الاستدامة والصداقة مع البيئة. أخبار ذات صلة نجوم «دورينا» شركاء في التوعية بخطورة ما يواجهه الكوكب البراعم يتحدثون لـ «الاتحاد» عن قضايا البيئة: نجوم المستقبل.. ماذا قالوا عن «كوب 28»؟ مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة
وأكد عبد الله ناصر الجنيبي، رئيس رابطة المحترفين الإماراتية أهمية البعد البيئي في ملاعب كرة القدم الإماراتية، وقال: «تدرك رابطة المحترفين الإماراتية الدور الرئيس الذي ستلعبه هذه الشراكة في تعزيز الممارسات المستدامة وتعزيز وعي الأندية والمشجعين حول الحاجة الماسة للتصدي لظاهرة التغيُّر المناخي، والتي تمثل جزءاً أوسع من التزاماتنا الهادفة إلى دعم مبادرات الدولة بشأن تحقيق مستقبل أفضل للجميع.
ومع الإعلان عن عام 2023 «عام الاستدامة» في دولة الإمارات، من الطبيعي أن نقوم باتخاذ إجراءات فعالة للتأكد من أن جميع عملياتنا تجري على نحو مسؤول تجاه البيئة والأجيال القادمة».
وتعمل رابطة المحترفين الإماراتية بالتعاون مع شركائها والجهات المعنية على تطوير استراتيجية الاستدامة البيئية التي ستحدد أطر العمل لتنفيذ خطط التغير المناخي، وإدارة الموارد على نحو مستدام.
كما تواصل الرابطة استكشاف المبادرات التي من شأنها الإسهام في خفض الأثر البيئي لمسابقات الرابطة، وتقييم الالتزام بحملة «السباق إلى الصفر» التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، وهي مبادرة عالمية تهدف للوصول إلى صافي انبعاثات صفري وتحقيق انتعاش صحي ومرن، وإطلاق العنان للنمو الشامل والمستدام.
على الجانب الآخر، قال حمد عبد الله الحمادي، رئيس مجلس إدارة شركة مياه وكهرباء الإمارات: أن هذه الشراكة تعد فرصة فريدة للشركة لتسريع عملية الانتقال بقطاع الطاقة في دولة الإمارات، وخفض الانبعاثات من أنشطة كرة القدم الاحترافية بما يتماشى مع أهداف الاستدامة في الدولة وأضاف «من خلال الالتزام المشترك بالكفاءة والاستدامة، فإننا نضع معياراً جديداً للتميز داخل الملاعب وخارجها. وبتوقيع هذه الاتفاقية، التي تعدُّ الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، فإننا نتطلع إلى تعزيز التعاون مع رابطة المحترفين الإماراتية، والاستمرار في العمل على تعزيز شراكات مماثلة مع مختلف الجهات».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة رابطة المحترفين الإماراتية الإمارات الكهرباء التغير المناخي كوب 28 مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ رابطة المحترفین الإماراتیة میاه وکهرباء الإمارات المنشآت الریاضیة الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
السياحة الخضراء في الإمارات.. جمال الطبيعة تحت مظلة الاستدامة
نجحت دولة الإمارات في تذليل العديد من التحديات الطبيعية والجغرافية، والتغلب على ظروف البيئة الجافة، وتحويل المساحات الصحراوية الشاسعة إلى واحات غناء وحدائق ممتدة، بالتزامن مع تطوير نوعي في البنية التحتية المستدامة، حتى أصبحت الدولة إحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، وحجزت وجهاتها على امتداد مساحة الإمارات باعتبارها مكاناً جاذباً في مجال السياحة الخضراء.
وفي هذا الصدد، أولت دولة الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة الخضراء والبيئية باعتبارهما من الركائز الأساسية في تعزيز استدامة السياحة في الدولة، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ودعم تنافسية الوجهات السياحية، مدعومة بالعديد من المبادرات البيئية الرائدة والاستراتيجيات المستقبلية المستدامة التي من شأنها إبراز قيمة السياحة المسؤولة، وتعزيز ثقافة التعامل المستدام مع البيئة، ونشر مفاهيم السياحة الخضراء التي تراعي بصورة كاملة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمقبلة.
أجمل شتاء وحرصاً على ترسيخ هذه المفاهيم على الصعيد المجتمعي، جاء إطلاق وزارة الاقتصاد النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار "السياحة الخضراء"، بالتعاون مع المركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى المزارع والمشاريع الزراعية بالإمارات السبع، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في الدولة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.ويشكل مفهوم "السياحة الخضراء" الذي تتبناه حملة أجمل شتاء في العالم خلال هذه الدورة، رافداً حضارياً للوعي البيئي المجتمعي يتجلى من خلاله الدمج المبتكر بين الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر والحدائق الغناء في الإمارات، مقروناً بضوابط الاستدامة والحفاظ على البيئة والكنوز الطبيعية للأجيال، لتصبح تجارب السياحة الشتوية في الدولة فرصة سانحة لنشر الوعي البيئي وإبراز المعالم السياحية البيئية والمناطق الخضراء.
ولترسيخ أولوية وأهمية مفهوم السياحة الخضراء في المجتمع، عملت دولة الإمارات على إقرار منظومة تشريعية وقانونية تعزز استدامة الموارد الطبيعية وحماية مواطِن التنوع البيولوجي، كما دعمت تحقيق منظومة الاستدامة في قطاعات عدة، وعززت عمليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والحد من معدلات التصحر والتلوث. ريادة إماراتية وحرصت دولة الإمارات على تأكيد ريادتها في مجال الاحتفاء بكنوز الطبيعة، وعلى التعريف بالكثير من الوجهات التي تتناسب مع تعريف الأمم المتحدة للسياحة الخضراء أو البيئة، ووفقاً للتعريف الأممي لهذا المفهوم فإنه يقصد به جميع أشكال السياحة المعتمدة على الطبيعة والتي يكون الدافع الرئيسي للسياح فيها هو ملاحظة وتقدير الطبيعة بالإضافة إلى الثقافات التقليدية السائدة في المناطق الطبيعية، كما تحتوي على ميزات تعليمية، فضلاً عن دورها في تقليل التأثيرات السلبية على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافي، مع الحفاظ على المناطق الطبيعية التي تستخدم كمناطق جذب سياحي بيئي عبر زيادة الوعي تجاه الحفاظ على الأصول الطبيعية والثقافية، سواء بين السكان المحليين أو السياح.
وانسجاماً مع ذلك، تبنت الإمارات توجهات مستقبلية رائدة على المستوى العالمي تركز على السياحة المسؤولة والاستدامة، وترسيخ هذه الثقافة لدى الوجهات السياحية المحلية، مع إعطاء أولوية للابتكار والتحول الرقمي في هذا القطاع لزيادة الإيرادات والنمو وتعزيز فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوظيف وتطوير تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز جهود الدولة في خفض الانبعاثات الكربونية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة للحياد المناخي 2050، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. رؤية استشرافية ونجحت الدولة بفضل الرؤية الاستشرافية، في ترسيخ المكونات الرئيسية لنمو قطاع السياحة حيث حلت في المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة 18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، لتحقق تقدماً بمقدار 7 مراكز مقارنةً بالمرتبة الـ 25 عالمياً في العام 2019، محققةً نتائج إيجابية تعكس المكانة الرائدة للدولة على خريطة السياحة والسفر العالمية، وتعزز الوصول إلى مستهدفات "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031"، والرامية إلى الارتقاء بمكانة الإمارات كأفضل هوية سياحية حول العالم بحلول العقد المقبل.
وتبرز المحميات الطبيعية في الإمارات بوصفها إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تعمل على تعزيز التنوع البيولوجي وحفظ التوازن البيئي، كما تحتضن الدولة محميات طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة وتنقسم هذه المحميات الطبيعية إلى محميات بحرية تمثل نحو 12.01% من المناطق البحرية والساحلية ومحميات برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة.
كما أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة مشروعاً وطنياً يستهدف الاهتمام والترويج للسياحة البيئية في الامارات تحت مسمى "كنوز الطبيعة في الإمارات"، وهو عبارة عن منظومة مرحلية للترويج لمقومات السياحة البيئية في دولة الإمارات. ممارسات مستدامة وبادرت الجهات المعنية بالقطاع السياحي على مستوى الدولة بإطلاق المبادرات التي تعزز السياحة البيئية الخضراء ومفاهيم الاستدامة، فقد أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي 3 مبادرات تعزز الاستدامة في القطاع السياحي وتمكن الشركاء من تطبيق الممارسات المستدامة في أعمالهم.
كما أطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي 50 مبادرة رائدة في الحفاظ على البيئة والاستدامة ضمن منظومتها السياحية، سواء كانت محميات صحراوية، أو مطاعم، أو منشآت فندقية، أو مناطق جذب سياحي تحافظ على البيئة، بالإضافة إلى الأنشطة التوعوية والثقافية التي تهتم بهذا المجال.