الناطق باسم سرايا القدس: لن نبرح المعركة حتى تحرير جميع أسرانا وتحقيق أهدافنا والقادم أعظم
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
الجديد برس:
أعلن الناطق العسكري باسم “سرايا القدس”، أبو حمزة، الجمعة، “الالتزام بوقف العمليات العسكرية خلال فترة الهدنة الإنسانية”.
وأوضح أبو حمزة، في كلمة متلفزة، أن الالتزام بالهدنة “ساري المفعول ما التزم العدو، وأي خرق سيُقابل بالرد المناسب”، مؤكداً أن “مشروع المقاومة الجهادي لن يتوقف حتى تحرير كامل فلسطين”.
وبارك أبو حمزة للأسرى الذين سيُفرج عنهم في ضوء المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة، قائلاً: “إنكم تستحقون من مقاومتكم وشعبكم أكثر وأكثر، ونحن قوم لا نترك أسرانا في أيدي الغاصبين، ولن نبرح معركتنا حتى تحقيق كل أهدافنا”.
ولفت في السياق، إلى أن الشعب الفلسطيني “وقف يواجه ومقاومته أعتى جيوش المنطقة وأكثرها ظلماً وفتكاً للحجر والبشر”، مؤكداً أن “الضفة كانت وما زالت جزء لا يتجزأ من معركة الدفاع عن الشرف العربي والإسلامي”.
وأشار أبو حمزة إلى أن سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية دكوا، على مدار 48، المدن والبلدات المحتلة بمئات الصواريخ وقذائف الهاون التي أعادت جنود وضباط الاحتلال إلى المشافي والمقابر والمصحات الفلسطينية”.
وأضاف أن “قوات النخبة الباسلة اقتحمت على الموت بالموت، وقدمت خيرة الأبناء في معركة التي حضرت فيها وحدة الساحات”.
وتطرق في هذا السياق إلى توجيه المقاومة الإسلامية في لبنان “ضربات مميتة” للاحتلال والقادم أعظم، وإلى المقاومة الإسلامية في العراق التي توجه الضربات للقواعد الأمريكية.
وأيضاً تطرق إلى “اليمن السعيد” الذي دك “أم الرشراش” (مستوطنة إيلات) بالصواريخ والمسيرات، وأعاد البحر الأحمر العربي إلى حاضنته العربية، وقال للاحتلال إن “حق التصرف القانوني لنا وليس لكم ولن يكون”، بحسب أبو حمزة.
كلمة الناطق باسم سرايا القدس أبوحمزة pic.twitter.com/YV6An0Xm9Z
— Free Palestine ???????? (@M0_Gooner) November 24, 2023
وفي وقتٍ سابق الجمعة، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، أن الهدنة الموقتة “اعتراف صريح بانتكاسة أهداف” الاحتلال الإسرائيلي الذي “اضطر إلى إنجاز الاتفاق، نتيجة تعثر قواته في التقدم على محاور القتال، التي لا تتجاوز 50 كيلو متراً مربعاً”.
وأوضح النخالة، في كلمة متلفزة، أن “مزيداً من العدوان الإسرائيلي واجهه مزيد من المقاومة، الأمر الذي أجبر الاحتلال على التفاوض على المدنيين من أسراه”.
وأضاف أن المقاومة ستجبر الاحتلال الإسرائيلي لاحقاً على عملية تبادل كبيرة تضمن “تحرير كل الأسرى تحت عنوان: كل الرهائن مقابل كل الرهائن”.
كما أكد النخالة أنّ المقاومة ستُجبر الاحتلال “على إعادة الإعمار وعلى شروط سياسية أخرى ستفتح آفاقاً مهمة أمام شعبنا وحريته، رغم عنجهيته اللغوية وجرائمه بحق المدنيين”.
وختم النخالة كلمته بالإشارة إلى حزب الله في لبنان وكذلك المقاومة في العراق وفي سوريا واليمن، الذين يشاركون المقاومة الفلسطينية في غزة في قتال الاحتلال الإسرائيلي.
وأتى ذلك بعدما دخلت الهدنة الموقتة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة حيز التنفيذ، بعد تواصل العدوان منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف.
وبموجب اتفاق الهدنة، سيُفرج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال في مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، وسيتم خلال الأيام الـ4 الإفراج عن 50 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن التاسعة عشرة.
كما ستشمل التهدئة توقف الطيران المعادي عن التحليق بصورة كاملة في جنوب قطاع غزة، وتوقفه عن التحليق مدة 6 ساعات يومياً، من الـ10 صباحاً حتى الـ 4 مساءً، في مدينة غزة وشمالي القطاع.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد أكدت أن بنود الصفقة هدفها تعزيز صمود شعبنا، وهي “انتصار لقضية أسرانا، كمقدمة لتحرير الأسرى كافة، وفكّ الحصار عن القطاع”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی سرایا القدس أبو حمزة
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن كسر الذراع اليابسة للجيش الإسرائيلي؟
تنوّعت تكتيكات المقاومة بعد أكثر من عام من الكرّ والفرّ مع قوات الاحتلال. فمع كل مرحلة جديدة تعمد المقاومة إلى تنويع أساليب الهجوم. وفي الأسبوع الأخير من ديسمبر/ كانون الأول كانت ثورة السكاكين والاختراقات والأحزمة الناسفة، إضافة إلى المخزون التقليدي الذي رافق المعركة منذ بداية العدوان.
وشمال القطاع الذي حولته "خطة الجنرالات" إلى أرض محروقة، حولته المقاومة إلى مسرح "لصيد الثعابين". فالأرض المباركة لن تخون أصحابها. ويطل أبو عبيدة على عجل كي يفصل حصيلة الجولة. فيشير إلى "بطولات المقاومين الملهمة" لكل أحرار العالم. ويتحدى العدو أن يكشف عن خسائره.
فجيش الاحتلال لم يعد قادرًا على حسم المعارك مثلما كان. فتلك الانتصارات الخاطفة قد صودرت شروطها إلا من التاريخ. فقد ولدت المقاومة كي تردع "الردع" وكي تقهر الجيش الذي لا يقهر.
الذراع اليابسة"الذراع اليابسة" هي ترجمة للتعبير العبري "زروع هيابشة". وهي صفة تطلق على جيش الاحتلال، كناية عن صراعه الظافر مع الجيوش العربية التي كانت في أغلب الجولات سهلة الانكسار.
فمن نكبة عام 1948 حتى هزيمة يونيو/ حزيران 1967 كان الجيش الصهيوني قادرًا على الانتصار في حروبه الخاطفة. ولكن المقاومة أثبتت أن الذراع اليابسة يمكن أن تكسر. وتلك واحدة من حقائق الطوفان التي لا يختلف فيها عاقلان.
إعلانلا يخفى على أحد أن المشروع الصهيوني مشروع "إحلالي استيطاني"، تأسس من خلال القدرة على اختراق القرار الدولي، واستدامة حالة العسكرة. فلا غرو أن يتزامن بناء دولة الكيان مع إعلان رئيس الحكومة المؤقتة ديفيد بن غوريون عن ولادة الجيش الصهيوني في 26 مايو/أيار 1948. وقد أثبت ذلك التزامن أن العسكر هم العمود الفقري للمشروع الصهيوني، وأن العنف "سمة عضوية جوهرية" في الكيان الطارئ على المنطقة.
لقد وصف هرتزل الفكرة الصهيونية بأنها "فكرة استعمارية". فكان من الطبيعي أن يحمل جيشها مواصفات الجيوش الاستعمارية في تركيبته، وفي أيديولوجيته وفي أدائه القتالي. وأن يستبطن على الميدان، الأساليب الكولونيالية في إخضاع الشعوب.
فلا عجب أن يتأسس الجيش الصهيوني من الرماد الحارق للانتداب البريطاني في فلسطين، ومن دخان المعارك في الحرب الفاصلة بين العرب والعصابات الصهيونية سنة 1948. وإذا أضفنا لتلك الطبيعة الاستعمارية الوجه الاستيطاني للمشروع الصهيوني، نفهم حقيقة العسكرة.
فالمجتمعات الاستيطانية بطبيعتها مجتمعات عسكرية، على اعتبار أنه "لا يمكن وضع الأسطورة الاستيطانية موضع التنفيذ إلا بقوة السلاح". وأمام الهواجس الأمنية والاستشعار الدائم للتهديد، فإن دولة الكيان غالبًا ما تحتفظ بالجاهزية العالية للردع. إضافة إلى حالة التعبئة العامة والاستنفار المستمر. وهو ما أضاف إلى عسكرة الدولة عسكرة المجتمع، فولدت "الأمة المسلحة" مثلما يقول الإسرائيليون عن أنفسهم.
وهكذا فقد أسست دولة الكيان على امتداد سبعة عقود، أو يزيد، جيشًا من أعتى الجيوش المحترفة في العالم. فكان بمثابة القوة الضامنة لوجود تلك الدولة. وخلال جولات الصراع مع الجيوش العربية كان الأقدر على بدء المعارك وعلى إنهائها.
جولات الصراع السابقةجاءت أولى جولات الصراع من الحروب العربية الصهيونية مع نهاية الانتداب البريطاني عام 1947. فقد نازلت العصابات الصهيونية الجيوش العربية الضعيفة في حرب سماها الصهاينة حرب الاستقلال وما هي إلا حرب النكبة. ورغم قساوة النكبة، فإن التاريخ سيبقى محتفظًا لبعض العسكريين العرب بذكرى ناصعة مثل المجاهد عبد القادر الحسيني.
إعلانانتصرت العصابات الصهيونية على الجيوش النظامية العربية عبر العمليات العسكرية، وعبر المؤامرات الدولية. وكانت دولة الكيان ثمنًا لانتصاراتهم. فأصبح ينظر إلى سنة 48 على أنها "سنة مقدسة" وأنها "المصدر التكويني" للكيان. لتتحول بعدها العصابات إلى "جيش الدفاع".
فكان أول جيش في التاريخ يتناسل من عصابات القتل والتدمير. وقد كان مفهومًا أن تتماهى أخلاق الجيش الوليد مع أخلاق العصابة الموؤودة، ليصبح "السلوك العسكري للجنود الإسرائيليين في ساحة المعركة عام 1948 نموذجًا للأجيال الآتية"، مثلما قال تشومسكي. أما عربيًا فقد مثلت تلك الحرب هزة عنيفة "أطاحت بالعديد من المسلمات السياسية والفكرية القائمة واستبدلت بها أخرى جديدة".
لم يكد العرب يتجاوزون نكبة دولة الاستقلال حتى جاءت نكسة الدولة القومية. فكانت هزيمة يونيو/ حزيران 1967 جولة أخرى على درب مراكمة الهزائم. انقاد خلالها العرب في بضعة أيام إلى هزيمة قاسية.
نجحت الحرب الخاطفة فجر الخامس من يونيو/ حزيران في إخراج الطيران المصري عن الخدمة. وهو ما يصدق على الجبهتين الأردنية والسورية. ومع نهاية المعركة كان جيش الاحتلال يستولي على أراضٍ جديدة. فقد خسرت مصر سيناء وغزة. وخسر الأردن الضفة والقدس. وخسرت سوريا هضبة الجولان. وبذلك وسعت دولة الاحتلال من عمقها الإستراتيجي.
وقد غيّر ذلك الحدث الجلل الكثير من واقع العرب الذين استوطن قلوبهم شعور دائم بالهزيمة. فانهارت دولة المخابرات العربية، وانهارت معها الديمقراطية الاجتماعية. وكانت الهزيمة هي المكافئ الموضوعي لدولة القهر العربي ومواطنها الذليل. ومن خلال تلك المعارك السهلة اكتسب الجيش الصهيوني صفة الجيش الذي لا يقهر.
العقيدة القتاليةوعلى الرغم من الانتصار الجزئي في حرب العبور 1973، فإن الصهاينة قد ظلوا يتحكمون في المبادرة الميدانية. وقد تشكلت العقيدة الأمنية لدولة الاحتلال في ضوء الحربين- الهزيمتين. وهي عقيدة تقوم على "تعزيز قوة الردع والإنذار الإستراتيجي، ثم سرعة الحسم".
إعلانولكن بعد حرب يوليو/ تموز 2006 اهتدت المراجعات الصهيونية إلى ضرورة التسليم بنهاية الحروب الشاملة. فقد أصبحت المواجهات المحدودة واللامتناظرة مع تنظيمات لادولتية (حزب الله، حماس وغيرهما) هي النمط السائد، بينما قلت أهمية الحروب الشاملة بين دول.
وفي كل الأحوال، لقد أيقظت تلك الهزائم وتلك النكبات روح المناظرة حول الدولة والسياسة في السياقات العربية. وجرى الاشتباك الأيديولوجي حول قضايا الحرية والتحرر والمقاومة وطرائق النهوض بعد الهزيمة. فانبثقت مقاربات أخرى في إدارة الصراع.
طوفان الأقصىلقد تحولت المواجهة العسكرية منذ الانتفاضة الثانية من الأنظمة إلى التنظيمات. أي من صراع مع الجيوش النظامية إلى صراع مع المقاومة. وهو ما يعني التحول من الحروب النظامية إلى الحروب اللامتناظرة.
وقد شهدت غزة بالذات عدة جولات من الصراع. فمنذ 2008 حتى 2023 تواترت الجولات. فكانت معركة "الفرقان" 2008، ومعركة "حجارة السجيل" 2012، ومعركة "العصف المأكول" 2014، ومعركة "سيف القدس" 2021. ثم جاء الطوفان. وعبر تلك التراكمات كانت تُبْنى حالة الاستعصاء لدى المقاومة.
وقد كان الطوفان خلاصتها. وفي الطوفان كانت المقاومة تواجه الغرب الحضاري وقاعدته المتقدمة، في ظل صمت عربي يرتقي بعضه إلى المشاركة في المجهود الحربي لجيش الاحتلال. ومع ذلك فقد كانت المقاومة في غزة قادرة على إلحاق الأذى بالعدو. فكانت الجولة الجديدة هي الاختبار الأصعب لجيش الاحتلال.
على الرغم من الاختلال الكبير في موازين القوى، فإن المقاومة قد جمعت إلى قوة الحسم العسكري، الوعي الاستخباراتي والقدرة على قراءة المرحلة. إضافة إلى معرفة غير مسبوقة بالعدو سهلت التخطيط والتنفيذ.
وحين بادرت بالهجوم المباغت فقد حرمت جيش الاحتلال من امتياز الضربة الأولى. فجاءته برًا وبحرًا وجوًا. فقتلت وأسرت وشردت واستولت وخاضت معارك ضارية في مدن الغلاف حتى بدا جيش الاحتلال في حالة من الشلل التام. وحين حاول استعادة المبادرة، كانت المقاومة قد سبقته بخطوات.
إعلانولم تكن الحرب البرية أقل قسوة على الصهاينة. فقد دخل جيش الاحتلال الحرب في حالة من الانهيار المعنوي. وأمام الفشل الاستخباراتي لم يستطع أن يبني عملياته العسكرية بنجاح فغرق في رمال غزة. وحين التقى الجمعان كانت كل مدينة في القطاع دولة بحالها وجيشًا بحاله. فاستحالت غزة كل غزة إلى أرض ملتهبة.
فالمقاوم يظهر فجأة. ينفذ مهامه القتالية بالقذائف أو بالعبوات أو بالألغام فيثخن في العدو. ويثخن في آلياته ثم يختفي. وفي كل ذلك الأداء كان يحرم المحتل من تحقيق أهدافه.
وفي لغة الأهداف كانت المقاومة أكثر واقعية. فقد ذهبت أهداف نتنياهو أدراج الرياح؛ لأن الحرب على غزة "حرب لا يمكن الفوز فيها". في حين كان "الطوفان" قادرًا على تسفيه سردية الاحتلال وإنهاء التسويق السياسي لمظلوميته التاريخية، وإيقاف حالة التدهور العربي. والأهم من كل ذلك كسر "الذراع اليابسة".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية