الحرب السودانية هي الأغرب والاكثر بذاءة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
تجارة حرب وسلمية مضروبة:
هذه الحرب السودانية هي الأغرب والاكثر بذاءة.
يعفي بعض المعلقين بالكامل تقريبًا أحد الأطراف المتحاربة بآلية حذف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الموثقة التي يرتكبها ذلك الطرف يوميا.
حيث يفضل أبواق الجنجويد حصر كل إداناتهم تقريبًا على مجموعة يسمونها دعاة الحرب، وهم مدنيون لا يقاتلون حاليا ولا يغتصبون ولا يينهبون ولا يرتكبون التطهير العرقي.
والاغرب أنهم غالبا يدينون من يسمونهم دعاة الحرب أكثر من الجيش الذي يحارب والسبب هو أن التظاهر بمقاومة الأخوان أصبح تجارة مربحة في الدخل والخارج توفر غطاء ومشروعية لأي خيانة وأي عمالة وأي فساد.
لاحظ أيضا أن الذين يركزون نيرانهم علي دعاة حرب حقيقين أو مفبركين هم كانوا في أمس قريب يمارسون العمل المسلح ضد النظام السابق أو يدعون إليه أو يتحالفون مع المجموعات المسلحة وقد كافأوا هذه الحركات المسلحة بمئات الملاين من الدولارات فيما سمي بسلام جوبا.
ثم لاحظ أيضا أن حركات دارفور التي منحوها في الوثيقة مئات الملايين من الدولارات لم تحرك ساكنا والجنجويد يبيد في مساليت دارفور ويشعل النيران في كل نواحيها وكان إبادة المساليت لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد وكأن المساليت ملوك دولة 56 أو من أهل الشريط النيلي المشلخ تي أو مشلخ كديس شايقي.
والحقيقة أن هؤلاء، أبواق الجنجويد وغيرهم، ليسوا ملتزمين بالسلام من حيث المبدأ، فقد اختاروا الحرب، وسموها المقاومة المسلحة ضد نظام البشير، عندما كانوا خارج السلطة. لكنهم الآن يتظاهرون بأنهم حمائم سلام مع ان أبرز أصواتهم هم في الواقع أمراء حرب يحملون رتباً عسكرية من ميليشياتهم الحربية.
وحتى الذين لم يقاتلوا ضد النظام السابق منهم من أيد الحرب/المقاومة المسلحة ودعمها بشكل كامل ووفر لها الغطاء السياسي والدبلوماسي والمشروعية.
أما ينبغي عليهم أن يسدوا لأنفسهم معروفًا ويتوقفوا عن وصف خصوم ضلالهم بالجملة بأنهم دعاة حرب لمجرد رفضهم مشروع الجنجويد؟
أنا شخصياً كنت ضد الحرب وما يسمى بالمقاومة المسلحة ضد نظام البشير منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، واحزر ماذا؟ نفس هذه الجماعات التي كانت تعتاش علي السياسة في ذلك الوقت وصفتني بالضعف ومحاباة الكيزان.
نفس دعاة الحرب آنذاك، الذين أرسلوا الفقراء وأطفال الآخرين للموت في القتال، بينما ظلوا آمنين في عواصم لامعة، ورحلوا عائلاتهم في مدن أجنبية حلوة كي يعيشون في راحة من أرباح الحرب التي حققوها.
نفس تجار الحرب والمتحالفين معهم كقرادة التصقت علي ظهر جمل يوصلها إلي السلطة الآن يتظاهرون أنهم من أهل السلام ويتهمون الآخرين بلا دليل باطالة أمد الحرب ولا يختشون من أنهم مع الحرب إذا كانت سبيلهم إلي السلطة ومع التظاهر بالسلمية إذا كانت طريقهم إلي السلطة حتي لو كانوا الجناح السياسي لأحد محاربي اليوم.
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
البرهان: السبيل الى وقف الحرب هو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو “على الباغي ستدور الدوائر”
اوضح الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، أن طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً، والسبيل الى ذلك هو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو “على الباغي ستدور الدوائر “.وأكد البرهان في خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك، أن قوات الشعب المسلحة تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، المساندين لها والمدافعين عن السودان، وعن الحق، وأنه لا تفضيل ولا إنحياز لأي جهة على حساب الأخرين، مبيناً ان حرب الكرامة ميّزت الخبيث من الطيب والوطني من المأجور، متوجهاً بالتحية للمجموعات التي ساندت وقاتلت مع القوات النظامية بمختلف كياناتهم ومناطقهم.وخصّ البرهان بالتحية المقاتلين في شمال دارفور وكردفان، على صبرهم وتحملهم الحصار، وقال لهم “إننا قادمون”، مؤكداً بأن طريق النصر واضح المعالم وأن خيار الشعب لن يوقفه إلا تطهير كامل السودان من مليشيا آل دقلو الإرهابية .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب