8 أسئلة يجب على رائد الأعمال طرحها قبل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ومع التقدم التكنولوجي المذهل الذي تم إحرازه في مجال الذكاء الاصطناعي، تواجه الشركات فرصًا ومعضلات أخلاقية غير مسبوقة.
وفي الوقت الذي تفكر فيه المؤسسات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها، لا تفتأ مجموعة التحديات المعقدة المحيطة بإنشائها وتنفيذها في إثارة الجدل.
قبل الانغماس في عالم الذكاء الاصطناعي، يجد روّاد الأعمال الحكماء أنفسهم واقفين عند مفترق طرق، لا يحلمون بالابتكار والتطوير فحسب، بل يفكرون أيضًا في العقبات المحتملة التي تنتظرهم.
لتقديم رؤاهم، نستعرض فيما يلي أهم الأسئلة التي يجب على قادة الأعمال طرحها قبل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ودمجها في أعمالهم بأي طريقة ذات مغزى.
8 أسئلة على كلّ رائد أعمال طرحها قبل استخدام الذكاء الاصطناعي
1- كيف نتعامل مع ردة الفعل العنيفة تجاه الذكاء الاصطناعي؟
– من المأمول أن يُحدث الذكاء الاصطناعي طفرة في كثير من الصناعات ويدفعها إلى الأمام بشكل كبير، وخاصة في عالم الفن.
– ولكن هناك حاجة ماسة إلى الاستعداد وتقبل ردود الفعل وحقيقة أن الجمهور سيتمسك بالرغبة في أن يكون فنهم نتاجا إنسانيا أصيلا.
2- ما هي الآثار السلبية المحتملة؟
– أولاً، سل نفسك ما هي القيمة الأساسية لشركتك وثقافة عملك؟
– بعد ذلك، انظر إلى الآثار المحتملة لكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي سلبًا على عملك.
– هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأشخاص؟ هل ستكون القوى العاملة الآن أقل دورًا؟
– ومن خلال دعم هذا في ثقافتك، كيف سيبدو الأمر بعد عامين أو ثلاثة أو خمسة أعوام من العمل؟ وهل هذا ما تريده حقًا؟
3- لم لا أكون سباقًا؟
– يتعامل كل جيل مع شكل جديد ومتطور بشكل مخيف من التكنولوجيا.
– أولئك الذين احتضنوا في السابق التلفزيون (الإعلانات)، ووسائل التواصل الاجتماعي (التسويق المؤثر)، والإنترنت كانوا ناجحين.
– وينطبق الشيء ذاته على الذكاء الاصطناعي. لذا سل نفسك، “هل أرغب حقًا في التخلف عن الركب؟”.
– أيضًا يمكن توجيه السؤال: “كيف يمكنني تبني أدوات الذكاء الاصطناعي، ولكن بطريقتي؟”.
4- كيف يمكنني مساعدة فريقي على تحقيق أقصى استفادة من هذه الأدوات؟
– السؤال الأول الذي يجب أن يطرحه أي رائد أعمال على نفسه هو، “كيف يمكنني تجهيز فريقي على أفضل وجه لتحقيق أقصى استفادة من هذه الأدوات؟”.
– لا يتعلق الأمر فقط بالتكنولوجيا الجديدة؛ بل يتعلق أيضًا بإدارة التغيير والتأكد من تقبل الجميع واستعدادهم للنجاح.
– لذلك يُنصح بتجاوز الضجيج، والتركيز على كيف يمكن أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في العمل اليومي للفريق بطريقة هادفة.
5- كيف تتماشى هذه الأدوات مع قيمنا وما تأثيرها على أصحاب المصلحة لدينا؟
– يجب على أصحاب الأعمال أن يسألوا كيف سيتماشى تنفيذ الذكاء الاصطناعي مع قيمهم الأخلاقية ويؤثر على أصحاب المصلحة.
– وأن يضعوا في اعتبارهم أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد يكون له آثار سلبية على القوى العاملة.
– لذا من الأهمية بمكان تقييم كيفية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على أدوار الموظفين ومهاراتهم وأمنهم الوظيفي.
6- ما الهدف من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؟
– لا تسارع دون تفكير إلى استخدام أدوات الذكاء الصناعي.
– وجّه لنفسك السؤال: “هل تبحث عن بيانات عالية الجودة أو معرفة أعمق أو ممارسات أكثر كفاءة؟”.
– سيساعدك تحديد أهدافك من استخدام الذكاء الاصطناعي وموظفيك على تحديد الأدوات المناسبة لك، وكيفية استخدامها بطريقة تتوافق مع علامتك التجارية.
7- ما مخاطر الأمن السيبراني التي يشكلها الذكاء الاصطناعي؟
– تحمل تقنيات الذكاء الاصطناعي في طياتها أيضًا مخاطر محتملة بخرق البيانات.
– غالبًا ما يقلق العملاء بشأن تسريبات البيانات العرضية. نصيحتنا بسيطة: ممارسة قدر من اليقظة والمسؤولية.
– تذكر دائمًا أنه لا ينبغي مشاركة البيانات الحساسة خارج المنظمة.
8- كيف سيؤثر ذلك على موهِبة اكتشاف الأشياء مُصادفَة؟
– دائمًا ما يتم التقليل من أهمية اكتشاف الأشياء مُصادفَة، رغم أنها مصدر الإبداع ويمكن أن تكون المكوّن السري للنجاح في مجال الأعمال.
– يمكن للذكاء الاصطناعي تنظيم العمليات، وهو أمر رائع للتمتع بأعلى معايير الكفاءة والاتساق والجودة، لكنه مثبط للتفكير الإبداعي والابتكار.
– يُعد فهم الأنشطة التي تتطلب شرارة الصدفة وتلك التي تستفيد من المزيد من الهيكلة أمرًا بالغ الأهمية لتكامل الذكاء الاصطناعي.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: استخدام أدوات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
يشهد العالم اليوم تطورا مُتسارعا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت تطبيقاته تتغلغل في مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية إلى التعليم والصناعة والخدمات المالية وغيرها من القطاعات. ومع هذا التوسع الهائل، تتزايد الحاجة إلى وضع أطر تنظيمية تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنية، وهو ما يُعرف بحوكمة الذكاء الاصطناعي.
إن التحدي الرئيس الذي تواجهه الحكومات والمؤسسات يتمثل في إيجاد توازن بين تشجيع الابتكار التكنولوجي من جهة، وضمان الامتثال للمبادئ الأخلاقية والقانونية التي تحمي الأفراد والمجتمعات من المخاطر المحتملة من جهة أخرى. وقد عرفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حوكمة الذكاء الاصطناعي بأنها «مجموعة من السياسات والإجراءات والمعايير القانونية التي تهدف إلى تنظيم تطوير واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وشفافة، مع ضمان احترام القيم الإنسانية وحماية الحقوق الأساسية».
ووفقا لتوصية منظمة اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لعام 2021، فإن الحوكمةَ الفعالةَ للذكاء الاصطناعي ينبغي أن تستند إلى مبادئ الشفافية والمساءلة والأمان لضمان تحقيق الفائدة للمجتمع دونَ المساس بالحقوق الفردية. تهدفُ هذه الحوكمة إلى ضمان العدالة والشفافية وحماية البيانات واحترام حقوق الإنسان في جميع مراحل تطوير واستخدام هذه التقنيات. وتبرز أهمية الحوكمة في ضوء المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل التحيز الخوارزمي وانتهاك الخصوصية والتأثير على سوق العمل، الأمر الذي يستدعي وضع تشريعات صارمة لضمان عدم إساءة استخدام هذه التقنية.
وفي سياق الجهود الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، صدر التقرير الدولي حول سلامة الذكاء الاصطناعي في يناير 2025 عن المعهد الدولي لسلامة الذكاء الاصطناعي (International AI Safety Report)، الذي شارك في إعداده 30 دولة من بينها منظمات دولية بارزة مثل هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث تناول الحالة الراهنة للفهم العلمي المتعلق بالذكاء الاصطناعي العام، وهو ذلك «النوع من الذكاء الاصطناعي القادر على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام». وقد هدف التقرير إلى بناء فهم دولي مشترك حول المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم، مع تقديم تحليل شامل للوسائل العلمية والتقنية المتاحة لإدارتها والتخفيف منها بفعالية، وتوفير معلومات علمية تدعم صانعي القرار في وضع سياسات تنظيمية فعالة. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي العام، فإن التقرير يحذر من المخاطر المتزايدة المرتبطة باستخدامه.
فمن الناحية الأمنية، قد يُستغل الذكاء الاصطناعي في تنفيذ هجمات سيبرانية متقدمة أو في تسهيل عمليات الاحتيال الإلكتروني، من خلال إنتاج محتوى مزيف (Fake content) يصعب تمييزه عن الحقيقي. كما أن هناك مخاطر اجتماعية تتمثل في إمكانية تعميق التحيزات الموجودة في البيانات التي تُستخدم في تدريب هذه الأنظمة. إضافة إلى ذلك، مخاوف تتعلق بفقدان السيطرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حيث يمكن أن يؤدي التطور المتسارع لهذه الأنظمة إلى سلوكيات غير متوقعة قد يصعب التحكم بها. أما على المستوى الاقتصادي، فإن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في اضطرابات كبيرة في سوق العمل، حيث يؤدي إلى استبدال العديد من الوظائف التقليدية بالأنظمة الآلية، ففي قطاع خدمة العملاء مثلا، تعتمد الشركات الكبرى مثل أمازون وجوجل على روبوتات الدردشة (Chatbots) لتقديم الدعم الفني والتفاعل مع العملاء بكفاءة عالية، مما يقلل الحاجة إلى الموظفين البشريين.
أما في مجال التصنيع والتجميع، فقد أصبحت الروبوتات الصناعية تقوم بمهام الإنتاج بدقة وسرعة تفوق القدرات البشرية، كما هو الحال في مصانع تسلا وفورد التي تستخدم أنظمة مؤتمتة لتنفيذ عمليات اللحام والتجميع، مما يقلل التكاليف ويرفع كفاءة الإنتاج. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يمتد تأثيره إلى المزيد من القطاعات.
ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، أصبح من الضروري تبني استراتيجيات وحلول لمواجهة تحديات فقدان الوظائف التقليدية. ويُعد إعادة تأهيل القوى العاملة من أهم هذه الحلول، إذ يجب الاستثمار في برامج تدريبية تُمكن الموظفين من اكتساب مهارات رقمية وتقنية جديدة، مثل تحليل البيانات وتطوير البرمجيات، مما يساعدهم على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغير. إلى جانب ذلك، يمثل تعزيز ريادة الأعمال والابتكار حلا فعالا، حيث يُمكن تشجيع إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يخلق فرص عمل جديدة.
كما يعد تبني نموذج العمل الهجين ضرورة مُلحة، إذ يُمكن دمج الذكاء الاصطناعي مع القدرات البشرية بدلا من الاستبدال الكامل، مما يعزز الإنتاجية مع الحفاظ على دور العنصر البشري. كما أن تطوير الأطر القانونية والتنظيمية يعد خطوة مهمة، حيث ينبغي صياغة قوانين تضمن الاستخدام العادل والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وتحمي العمال من التمييز الناتج عن الأتمتة. بالإضافة إلى ذلك فإن التعليم المستمر يُسهم في تأهيل القوى العاملة الوطنية لمواكبة التحولات في سوق العمل، حيث ينبغي تعزيز ثقافة التعلم المستمر لضمان قدرة القوى العاملة على التكيف مع المتطلبات المستقبلية للتكنولوجيا المتقدمة. وغيرها من الاستراتيجيات الجديدة لدمج الإنسان مع الآلة في بيئة العمل.
من جانب آخر، هناك مخاطر تتعلق بالخصوصية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية، مما يزيد من احتمالات انتهاك الخصوصية وسوء استخدام المعلومات. ولتقليل هذه المخاطر، من الضروري تبني مجموعة من الاستراتيجيات التقنية والتنظيمية التي تعزز شفافية وأمان أنظمة الذكاء الاصطناعي. ومن أبرزها، تطوير تقنيات تتيح فهما أعمق لآليات اتخاذ القرار لدى الذكاء الاصطناعي، مما يسهل عملية المراجعة والمساءلة. بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية تعزيز الأمن السيبراني عبر تصميم بروتوكولات حماية متقدمة لمواجهة التهديدات المحتملة.
كما يجب العمل على تصفية البيانات وتقليل التحيز لضمان دقة وعدالة أنظمة الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات. ومن أجل حماية بيانات المستخدمين، يتوجب استخدام تقنيات التشفير القوية وآليات الحماية الحديثة التي تضمن الامتثال لمعايير الخصوصية. بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على دور الإنسان في عمليات اتخاذ القرار، لضمان عدم الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في الأمور الحساسة، مما يقلل من المخاطر المحتملة الناجمة عن التحكم الذاتي للأنظمة. إن التطور السريع لهذه التقنية يتطلب نهجا شاملا يجمع بين البحث العلمي والسياسات التنظيمية والتقنيات المتقدمة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه الأنظمة، بحيث تتحقق الفائدة المرجوة منها دون التعرض للمخاطر المحتملة.
وقد اعتمدت العديد من الدول سياسات مُتقدمة لتنظيم الذكاء الاصطناعي، حيث اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات رائدة في هذا المجال عبر قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ عام 2024م والذي يُعدُ أول إطار قانوني شامل يهدف إلى تَنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وفق معايير صارمة تحمي الخصوصية وتحد من التحيز الخوارزمي. وفي المقابل، تبنت الولايات المتحدة الأمريكية نهجا يعتمد على توجيهات إرشادية لتعزيز الشفافية والمساءلة، مع منح الشركات حرية الابتكار ضمن حدود أخلاقية محددة. أما الصين، فقد ألزمت الشركات التقنية بمراجعة وتقييم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المُستخدمة في المنصات الرقمية، لضمان الامتثال لمعايير الأمان السيبراني.
عليه فإنه يُمكن الإشارة إلى مجموعة من التوصيات والمُبادرات التي يُمكن أن تُسهم في تعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، ومن أبرزها: وضع أطر قانونية مَرنة تُتيح تطوير الذكاء الاصطناعي دون عرقلة الابتكار، مع ضمان حماية حقوق الأفراد والمجتمع وتعزيز الشفافية والمساءلة من خلال فرض معايير تضمن وضوح كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وإتاحة آليات لمراجعة القرارات التي تتخذها هذه الأنظمة وتعزيز التعاون الدولي لإنشاء منصات مشتركة لمراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي وتبادل المعلومات بين الدول حول المخاطر المحتملة وتشجيع البحث والتطوير المسؤول عبر دعم الأبحاث التي تركز على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر أمانا واستدامة وتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي الأخلاقي من خلال دمج مقررات حوكمة الذكاء الاصطناعي في مناهج المؤسسات الأكاديمية والتعليمية، لضمان وعي المطورين الجدد بالمسؤوليات الأخلاقية المترتبة على استخدام هذه التقنية.
إن حوكمة الذكاء الاصطناعي تُشكل ركيزة أساسية لضمان تحقيق أقصى الفوائد من هذه التقنية، مع الحد من المخاطر المرتبطة بها. وبينما يستمر الابتكار في التقدم بوتيرة غير مسبوقة، فإن المسؤولية تقتضي وضع سياسات وتشريعات تنظيمية تضمن الاستخدام العادل والمسؤول لهذه التقنيات، بما يتوافق مع القيم الأخلاقية والقوانين الدولية. ويُعد تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومات وصناع القرار، لكن من خلال التعاون الدولي ووضع سياسات متقدمة، يمكن بناء مستقبل مستدام للذكاء الاصطناعي يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
عارف بن خميس الفزاري كاتب ومتخصص في المعرفة