حركة العدل والمساواة اتهمت بعض قيادات الحركات المسلحة التي جاءت بعد اتفاق السلام بلعب دور أساسي في الإطاحة بحكومة ثورة ديسمبر.

التغيير: وكالات

أكدت حركة العدل والمساواة السودانية، أن المؤتمر الوطني كان وراء انقلاب 25 أكتوبر وإشعال حرب 15 أبريل، وأن لديها أدلة ووثائق تؤكد ذلك ستكشف عنها في الوقت المناسب.

ونوهت إلى أن بعض قيادات الحركات المسلحة التي جاءت بعد اتفاق السلام لعبت دوراً أساسياً في الإطاحة بحكومة ثورة ديسمبر.

وأجرت منصة (استقصائي) حواراً مع القياديين بحركة العدل والمساواة؛ الأمين العام أحمد تقد ونائب الرئيس، مسؤول قطاع كردفان آدم عيسى حسابو يبث عند الثامنة مساء غدٍ السبت 25 نوفمبر.

قال الأمين العام أحمد تقد إن الرئيس السابق للحركة جبريل إبراهيم عاد إلى الحركة الإسلامية منذ عودتهم إلى الداخل وسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية تتعدى ما حصل عليه بعد توقيع اتفاق السلام.

من جانبه، أكد نائب رئيس الحركة ومسؤول قطاع كردفان آدم عيسى حسابو، أن القرار داخل الحركة احتكر على قيادات معينة ومحدودة، وأن رئيس الحركة السابق جبريل وأخيه ظلا على تواصل مع مدير جهاز المخابرات في عهد النظام السابق صلاح عبدد الله قوش وتابع “أصبحت حركة العدل والمساواة واجهة للمؤتمر الوطني”.

ووقعت عدد من الحركات المسلحة في اكتوبر 2020م اتفاقاً للسلام بجوبا مع حكومة الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام الإنقاذ في ابريل 2019م، لكن أغلبها ظل مسانداً لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في اكتوبر 2021م وحتى اندلاع حرب الجيش والدعم السريع في 15 ابريل الماضي.

وقررت مجموعة من حركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل عقد مؤتمر استثنائي للإطاحة برئيس الحركة جبريل إبراهيم الذي يتقلد منصب وزير المالية في حكومة الانقلاب، وجرى إعادة تشكيل مكاتب الحركة.

وأدانت المجموعة احتكار مجموعة داخل الحركة للقرار، فضلاً عن عودة الدائرة الضيقة إلى تنظيماتهم القديمة ذات الخلفية الإسلامية والتماهي مع أهداف حزب المؤتمر الوطني المحلول الذي ثار عليه الشعب وأسقطه بثورة ديسمبر 2018م.

الوسومآدم عيسى حسابو أحمد تقد لسان اتفاق جوبا البرهان الحركات المسلحة السودان انقلاب 25 اكتوبر ثورة ديسمبر جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة السودانية حكومة الفترة الانتقالية سليمان صندل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اتفاق جوبا البرهان الحركات المسلحة السودان انقلاب 25 اكتوبر ثورة ديسمبر جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة السودانية سليمان صندل حرکة العدل والمساواة الحرکات المسلحة

إقرأ أيضاً:

هل دخل السودان عصر الميليشيات؟

هناك أكثر من سردية لبداية الحرب في السودان، ومن هو صاحب المصلحة في إشعال الحرب، لكن السردية الحكومية الرسمية تقول إن ميليشيا «قوات الدعم السريع» تمردت على سلطة الدولة وحاولت الاستيلاء على السلطة، فاضطر الجيش للتصدي لها. لكن حتى من يقول بتلك السردية يعترف بأن «قوات الدعم السريع» تكونت في عهد حكومة الإنقاذ الإسلامية، وكانت مهمتها هي القيام بالأعمال التي لا يمكن للجيش أن يقوم بها، بخاصة في دارفور التي كانت مشتعلة. وصدر قانون «الدعم السريع» في ظل حكومة الإنقاذ، وتم السماح لها بالتمدد من ناحية العدد ونوعية التسليح حتى صارت تشكل خطراً حقيقياً، ثم جاء الفريق عبد الفتاح البرهان وعدّل قانون «الدعم السريع» ليمنحها مزيداً من الصلاحيات، ويعطيها قدراً من الاستقلالية عن القوات المسلحة السودانية.

إذا افترضنا حسن النية في كل ما حدث، إن كان ذلك ممكناً، فالطبيعي أن يتعلم الناس من التجربة، ويمتنعوا عن تكرارها، على الأقل في المستقبل القريب، ويتجهوا ناحية تقوية الجيش الرسمي، وإعادة تأهيله وتسليحه وتدريبه ليكون القوة الوحيدة الحاملة للسلاح، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً.

أعلنت الحكومة الاستنفار، وكان المفهوم هو قبول متطوعين من المدنيين للالتحاق بالجيش. وفعلاً بدأ هذا العمل في عدد من الولايات، لكن في الوقت ذاته ظهرت «كتيبة البراء بن مالك» التابعة للحركة الإسلامية، وبدأت من جانبها فتح باب التجنيد وسط الشباب، واتخذت لنفسها شعاراً وراية مختلفين، وأدبيات مستوحاة من تاريخ الحركة الإسلامية وفصائلها المسلحة في العهد الماضي، ثم أعلنت حركات دارفور المتحالفة مع الحكومة تخليها عن الحياد وانضمامها لصفوف الجيش، مع فتح معسكرات للتجنيد والتدريب داخل وخارج السودان، وبالتحديد في دولة إريتريا المجاورة، ثم ظهر نحو خمسة فصائل من شرق السودان فتحت معسكراتها في إريتريا وبدأت تخريج المتطوعين. وكان الملمح الظاهر لكل هذه المجموعات المسلحة، بما فيها حركات دارفور وشرق السودان، هو الطابع القبلي للحشد والتعبئة والتجنيد.

الاختلاف الوحيد ظهر في منطقة البطانة، شرق الجزيرة، وولايتَي سنار والنيل الأزرق، حيث ظهرت مجموعات مسلحة انضمت لـ«الدعم السريع»، بقيادة أبو عاقلة كيكل في منطقة البطانة، والبيشي في منطقة سنار، والعمدة أبو شوتال في النيل الأزرق. وبالطبع كان الطابع القبلي لـ«قوات الدعم السريع» أظهر من أن يتم إخفاؤه؛ فقد اعتمدت بشكل أساسي على القبائل العربية في ولايات دارفور.

كانت التحذيرات تتردد من دوائر كثيرة، ليست فقط بين المجموعات المدنية التي وقفت ضد الحرب، ولكن حتى من بين صفوف السلطة والقوات المسلحة، واتفقت كلها على أن تمرد ميليشيا لا يمكن محاربته بتكوين عشرين ميليشيا أخرى لا تخضع بشكل مباشر لسلطة القوات المسلحة، وإنما لسلطة القبيلة.

بعد الانقلاب الكبير الذي قاده أبو عاقلة كيكل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وانضمامه للقوات المسلحة مع قواته المسماة «درع السودان»، شنت «قوات الدعم السريع» حملات انتقامية على مدن وقرى منطقة البطانة وشرق النيل، وقتلت المئات من المدنيين، وشردت مئات الآلاف من قراهم، ونهبت متاجرهم وممتلكاتهم. ورغم السخط الكبير على كيكل باعتبار أنه كان مسؤولاً عن استيلاء «قوات الدعم السريع» على ولاية الجزيرة، فإنه استفاد من التعبئة القبلية في المنطقة وضاعف حجم قواته، واستطاع أن يحقق انتصارات كبيرة ضد «الدعم السريع».

مع تقدم الجيش وتحقيق الانتصارات سرعان ما بدأ صراع الفصائل يظهر على السطح، بخاصة من خلال صفحات «السوشيال ميديا»، بين مجموعات «القوات المشتركة» المكونة أساساً من حركات دارفور المسلحة، وقوات «درع السودان» التي تمددت في منطقتَي شرق وغرب الجزيرة حتى غطت على ما عداها، ومجموعات الكتائب الإسلامية التي أحست بوجود منافسة مبنية على الأساس القبلي والمناطقي تحد من تمددها في المناطق المختلفة. وتحولت الانتقادات إلى اتهامات بالفساد وارتكاب الجرائم والتصفيات، ووصلت لمرحلة تبادل اتهامات الخيانة والعمالة. وتزامن ذلك مع تبني البرهان وأركان الحكومة لما يُعرف بـ«خريطة الطريق» لمرحلة ما بعد الحرب، والتي أعدتها قوى سياسية ومسلحة متحالفة مع البرهان لم تشرك الحركة الإسلامية في إعدادها. وتضمن «الخريطة» للبرهان حكماً مطلقاً خلال فترة انتقالية قادمة، رأت فيها بعض الفصائل إنكاراً لدورها في الحرب.

الخطر الذي يخشاه السودانيون هو تحول هذه الصراعات الإسفيرية إلى صراعات ميليشيات مسلحة على الأرض، وهو ما بدا ظاهراً الآن؛ إذ تحول السودان إلى «كانتونات» تدخل البلاد في دوامة لا يعرف أحد حدودها وخطوط نهايتها.

فيصل محمد صالح
نقلا عن الشرق الأوسط  

مقالات مشابهة

  • مدير عام الطب الشرعي بغزة: الاحتلال يطمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • اتفاق تاريخي في سوريا.. وتركيا تضع شروطها بوضوح
  • شاهد بالصور.. الإفطار الرمضاني لقيادة حركة العدل والمساواة السودانية بالفاشر الصمود
  • حركة حماس تؤكد: لا حديث عن اتفاقات جديدة ونتنياهو يرفض أي صيغة لإتمام اتفاق الهدنة
  • حركة الفصائل الفلسطينية تؤكد تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار
  • قيادات بمحلية التضامن بجنوب كردفان تؤكد رفضها لحكومة موازية من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية وحلفائها
  • مشاركة المقاومة الشعبية
  • قدرة ناشطي/ناشطات الحركات على مجاراة الآخرين ضعيفة