الإمارات موطن للشركات الناشئة ومركز رائد للابتكارات المناخية
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
تشكل الشركات الناشئة في دولة الإمارات، رافدا أساسيا لدفع عجلة الابتكارات والتنمية المستدامة، ولا سيما الابتكارات المرتبطة بالقضايا المناخية والبيئية، حيث تتبنى معظم الشركات الناشئة في الدولة أفضل الحلول البيئية التي تدعم مزيج الطاقة، بالإضافة إلى توافق مستهدفاتها مع استراتيجية الإمارات للحياد الكربوني بحلول 2050.
وتسعى الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ للحد من الانبعاثات الكربونية، ودعم الجهود المحلية والدولية لخفض تداعيات التغير المناخي والبيئي، وذلك من خلال التنويع في ابتكار منتجات مستدامة تستهدف فئات المجتمع كافة، بداية بالأفراد ووصولا إلى الحكومات والشركات الكبرى المحلية والعالمية.
بيئة داعمة
وتقع هذه الشركات ضمن أولويات الدولة كونها ركيزة أساسية للانتقال إلى القطاعات الخضراء؛ إذ تسهم كل الشركات التكنولوجية الناشئة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في الإمارات، وتعد مساهما فاعلا لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية بالإضافة إلى تعزيز الناتج المحلي للدولة. ووفقا لمنظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي “HUB71″، فقد جمعت الشركات الناشئة التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها تمويلات بلغت 5.1 مليار درهم بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، ما يعكس مكانة أبوظبي حاضنة للشركات الناشئة الواعدة في القطاعات المختلفة، كما جمعت الشركات الناشئة في الإمارات بشكل عام أكثر من 371 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 من 109 مستثمرين، وذلك وفقا لتقرير صادر عن منصة بيانات الشركات الناشئة “Magnitt”.
مساهمات HUB71
وبدورها تدعم “Hub71” طموحات النموّ لدى شركات التكنولوجيا الناشئة في جميع أنحاء العالم، وتعمل على تطوير ونشر تطبيقاتها المتطوّرة في القطاعات المختلفة، وقد ضمت حتى الآن، أكثر من 260 شركة ناشئة تنتمي لأكثر من 50 دولة، من تلك التي اختارت إمارة أبوظبي منطلقًا لنموّها الإستراتيجي في المنطقة.
ويحظى مجتمع الشركات الناشئة في “Hub71” بدعم 26 شريكًا في السوق، و21 شريكًا حكوميًا، و41 صندوقًا لرأس المال المغامر والمستثمرين، و44 مؤسسة عائلية، وتوفّر المنظومة بيئة مناسبة للشركات الناشئة في مختلف مراحل تطوّرها، لتسهيل وصولها إلى الأسواق، وتمكينها من الحصول على التمويل، وضمان ملاءمة منتجاتها للسوق، وتزويدها بتوجيهات الخبراء والدعم التشغيلي والاستشارة.
وتتوزع الشركات الناشئة في “Hub71” على أكثر من20 قطاعًا، إلا أن التكنولوجيا المناخية والاستدامة هما من القطاعات ذات الأولوية، التي يمكن أن تسهم فيها التكنولوجيا إلى حدّ كبير في تسريع الوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050؛ حيث تلتزم “Hub71” بدعم الشركات الناشئة المبتكرة التي تسعى بنشاط نحو المساهمة في بناء مستقبل مستدام.
الشركات الناشئة المناخية في HUB71
وتضمّ منظومة “Hub71 للتكنولوجيا العالمية”، 14 شركة ناشئة تعمل في مجال الاستدامة وتنتمي إلى 9 دول؛ هي دولة الإمارات وإيطاليا وجنوب إفريقيا وهونج كونج وسنغافورة ومصر والمملكة المتحدة وفنلندا والولايات المتحدة الأمريكية، في حين من المتوقع أن يرتفع هذا العدد في العام المقبل.
وتتوزع هذه الشركات على شركتين ناشئتين في مجال التكنولوجيا المناخية، هما “Acquaii” و”Carbonsifr”، و4 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة، هي “Green Future Project” و”44.01″ و”Archireef” و”FortyGuard”، و3 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية، هي “HereGo” و”iFarm” و”RevolTech”، بالإضافة إلى 3 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، هي “Producers Market” و”Platfarm” و”Sustainable Planet”، وشركتين ناشئتين في مجال التكنولوجيا المالية، هما “ACX” و”Momint”.
تنافسية الحياد المناخي
وتستفيد “Hub71” من قوة الشراكات في دعم تطوير الشركات الناشئة، التي تسعى إلى التحقّق من سلامة منتجاتها وتحسينها بصورة تؤثر إيجابًا على البيئة والمناخ، وهي تحرص وقبيل انعقاد مؤتمر الأطراف “COP28” في دبي نهاية الشهر الجاري، على الارتقاء بدور الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المناخية والاستدامة في أبوظبي، وذلك من خلال تسليط الضوء على مساهماتها، ودعم جهودها الهادفة إلى تسريع عملية إزالة الكربون، والوصول إلى الحياد المناخي في المستقبل.
طموحات واعدة
من ناحيتها، تحرص شركة “Yellow Door Energy” التي تتخذ من دبي مقرا لها، على النهوض بمسؤولية الطاقة المتجددة على مستوى الشركات الناشئة، حيث تتطلع إلى زيادة محفظتها من أصول الطاقة المتجددة إلى مليار دولار بحلول عام 2025.
جدير بالذكر أن الشركة امتلكت أصولا من الطاقة النظيفة بقيمة 100 مليون دولار في 2021، وهي تختص بإدارة مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العديد من البلدان بما فيها الإمارات.
كما تحتضن مدينة مصدر في أبوظبي عددا من الشركات الناشئة كشركة “Volts”، التي تعد أول شركة ناشئة تعمل في مجال تسريع برامج التكنولوجيا النظيفة في المنطقة، بالإضافة إلى شركة “Forty Guard” التي تعمل على مكافحة تأثير الانبعاثات الحرارية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس يواجه التحديات المناخية
الشارقة: «الخليج»
أكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أن مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس والتغيرات المناخية، يمثل تجسيداً عملياً لتوجيهات سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، الرامية إلى تحويل التحديات إلى فرص عبر البحث العلمي التطبيقي.
وكان قد وجه سموّه بإنشاء المركز بعد المنخفض الجوي الاستثنائي الذي ضرب الدولة في أبريل 2024، وتسبَّب في هطل أمطار غير مسبوقة أدت إلى تحديات كبيرة في مختلف مناطق الدولة.
جاء ذلك خلال حضوره للقاء الأول للتبادل التقني، ونظمه مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس والتغيرات المناخية، بحضور نحو 30 جهة محلية من وزارات وهيئات وطنية ذات صلة وثيقة بالتحديات التي تواجه الدولة في الطقس والتغيرات المناخية وما يترتب عليها من مشكلات وتحديات في قطاعات مختلفة، على أن يكون اللقاء بداية لانطلاق سلسلة من الفعاليات التي تسعى إلى ترجمة الأبحاث العلمية إلى إجراءات ملموسة، انسجاماً مع رؤية الدولة في مواجهة التغير المناخي وبالجمع بين الخبرات الأكاديمية والسياسات الحكومية.
شريك للمجتمعوأكد الدكتور النعيمي، خلال كلمته الافتتاحية، أن الجامعة تهدف عبر المركز أن يكون شريكاً استراتيجياً في خدمة المجتمع وليس مجرد مركز أكاديمي، حيث تعمل الفرق البحثية على دراسة المشكلات الواقعية وتقديم حلول قائمة على البيانات لدعم صناع القرار في الدولة بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص.
وشدد على أن التحديات المناخية لا تعرف حدوداً، ولذا تسعى الجامعة إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة، انسجاماً مع رؤية الدولة في قيادة الجهود العالمية للاستدامة ونجاح الجامعة في مسعاها مرهون بالشراكة الفعّالة مع جميع الجهات، لأن التخطيط الاستباقي والمشاركة المجتمعية، أساس بناء مجتمع مرن ومستعد للسيناريوهات المناخية المختلفة، لذلك كان إطلاق المركز جزءاً من استراتيجية الجامعة، هدف لتعزيز البحث العلمي التطبيقي المتعدد التخصصات وخلق منصة بحثية تُعنى بدراسة المخاطر المناخية وتحليلها وتقديم توصيات استباقية للحد من آثارها، بتوحيد الجهود البحثية بين تخصصات الجامعة المختلفة مع مشاركة الهيئات والمؤسسات الوطنية وأفراد المجتمع، للعمل على ابتكار أدوات ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لرصد التغيرات المناخية وتحسين جاهزية الدولة والأفراد للتعامل معها.
الاستراتيجيات الوطنيةوأشادت الدكتورة العنود الحاج، الوكيلة المساعدة لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، بدور الجامعة الرائد في تعزيز الاستدامة، قائلةً «لا يمكن فصل البحوث العلمية عن الواقع الذي نعيشه أو المستقبل الذي نصبو إليه فالأزمات المناخية تتطلب أبحاثاً تطبيقيةً ترسم خريطة طريق للإجراءات التنفيذية، وتكشف النقاب عن المخاطر المُحدقة، سواءً تلك التي نواجهها اليوم أو التي ستظهر غداً».
تغير المناخ: تحديات وطنية وحلول علميةوأوضحت أن «تغير المناخ أحد أبرز القضايا التي توليها دولة الإمارات أولويةً قصوى، نظراً لتأثيراته المتشعبة على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ورؤية الوزارة واستراتيجيتها تُبنى على نتائج البحوث العلمية. والتنمية السريعة التي شهدها العالم جاءت بمزايا اقتصادية، لكنها خلَّفت تداعيات بيئية خطرة، مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ولذا فإن تبني سياسات مستنيرة كالاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة والتخطيط الحضري المستدام، هو السبيل الأمثل لتحقيق التوازن بين النمو والحفاظ على الموارد».
حلول ملموسةوقال الدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا: «إن المركز نموذج حي لالتزام الجامعة بتحويل الأبحاث العلمية إلى حلول ملموسة تخدم قضايا المجتمع وخلق منصة بحثية تُعلي قيمة العلم التطبيقي في مواجهة التحديات المحلية والعالمية، فالبحث العلمي ليس غايةً بذاتها، بل أداة لصناعة مستقبل آمن عبر شراكات مجتمعية فاعلة تدمج المعرفة الأكاديمية بالواقع العملي».
وتابع: إن التحديات التي تواجه البشرية، تُذكّرنا بأن المعرفة يجب أن تكون جسراً يربط بين المختبرات العلمية وحياة الناس اليومية. ومن هذا المنطلق، فإن تبادل البيانات والخبرات عصب نجاح أي مبادرة بحثية وهذه الشراكات لا تُثري البحث العلمي فحسب، بل تضمن أن تكون مخرجاته واقعية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
حلول مبتكرةالدكتور قاسم ناصر، مدير المركز، قدم عرضاً للحضور عن المركز كونه منصةً متعددة التخصصات تجمع بين الخبرات العلمية والتقنية لمواجهة التحديات المناخية التي تواجه إمارة الشارقة والدولة بشكل عام. انطلاقاً من تجربة الدولة مع الأمطار الاستثنائية في أبريل 2024 والمركز يعمل على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على أحدث التقنيات، مثل الأقمار الصناعية المكعبة والمزودة بأجهزة استشعار فائقة الدقة ونماذج الذكاء الاصطناعي للتنبّؤ بالفيضانات وتحليل البيانات الضخمة عبر نظم المعلومات الجغرافية (GIS)..
كما تطرق إلى عدد من المشاريع البحثية مثل: مثل نظام الإنذار المبكر الذكي للفيضانات وتقييم المخاطر المتعددة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، بوضع خريطة شاملة للمناطق المعرضة للخطر وتصميم بنى تحتية مستدامة قادرة على الصمود مع السيناريوهات المناخية المختلفة وأنظمة لرصد الأمراض المرتبطة بالفيضانات، مثل الملاريا وغيرها وتعزيز جاهزية المنشآت الطبية عبر تدريب الكوادر وتحديث المناهج الأكاديمية في مجال الطب الكارثي وإطلاق حملات توعوية متعددة اللغات لتمكين المجتمع من مواجهة الأزمات، بالتعاون مع المدارس والقطاع الخاص.
تخفيف المخاطر الصحيةخلال اللقاء شاركت الدكتورة لوسي سمرجيان، رئيسة قسم علوم الصحة البيئية في الجامعة، بعرضٍ مفصّل عن المشاريع البحثية الطبية الرامية إلى تعزيز الصحة العامة أثناء الأزمات المناخية، موضحة أن الفريق البحثي الخاص بجانب الطب والعلوم الصحية في المركز يعمل على دراسة تأثير الفيضانات على جودة المياه وانتشار الأمراض والملوثات البيولوجية والكيميائية في مياه الفيضانات.
كما استعرضت خطة عمل لتخفيف المخاطر الصحية خلال الكوارث، تشمل إنشاء خط ساخن للاستشارات الطبية عن بُعد بالتعاون مع العيادة الطبية للجامعة وتدريب فرق طبية تطوعية على إدارة الحالات الطارئة بالشراكة مع مركز التميز للشيخوخة الصحية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في توقع فاشيات الأمراض وتخصيص الإمدادات الطبية بكفاءة، إلى جانب استخدام الطائرات بدون طيار لنقل الأدوية إلى المناطق المنكوبة ومشروع تطوير نماذج تنبؤية ذكية تربط بين شدة الفيضانات وكثافة السكان لتحديد أوقات الاستجابة المثلى للطوارئ وتحليل البيانات التاريخية لتحسين تخطيط الموارد الطبية.
نظام ذكيثم قدم الدكتور طارق مرابطين، أستاذ مشارك في قسم الهندسة المدنية والبيئية، عرضاً تفصيلياً عن سلسلة مشاريع بحثية لكليات الهندسة والحوسبة والمعلوماتية والعلوم تهدف إلى تعزيز قدرة البنية التحتية على مواجهة التحديات المناخية، لا سيما الفيضانات وأوضح أن الفريق يعمل على تطوير نظام ذكي لإدارة مياه الأمطار في ضاحية السيوح دراسة تجريبية، يشمل تصميم بنى تحتية قادرة على امتصاص الصدمات المائية عبر تقنيات حصاد الأمطار وأنظمة ضخ آلية تعتمد على بيانات الأقمار الصناعية ونماذج التنبؤ الهيدرولوجية.
كما استعرض مشروعاً لرسم خرائط جيوهيدرولوجية دقيقة للمناطق تجمع المياه الجوفية في الشارقة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي، بهدف تحديد مناطق تخزين المياه الجوفية وتجنُّب استنزافها ومشروع للتصريف الذكي للفيضانات، يعتمد على نماذج هيدرولوجية متقدمة وتقنيات ضخ أوتوماتيكية لتجنب تجمع المياه في المناطق الحضرية ومشروع لتوظيف الطائرات بدون طيار، لرصد التضاريس وتحديد المسارات الآمنة لإخلاء السكان أثناء الكوارث.
الحلول المجتمعيةالدكتور أحمد فاروق والدكتور سيد علي حسين، من كلية الاتصال والدكتور محمد سالم الجنيبي والدكتورة أسماء السعدي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قدموا استراتيجية شاملة لربط الأبحاث العلمية بالحلول المجتمعية، عبر عدد من المشاريع لتعزيز الوعي وبناء القدرات المجتمعية في مواجهة التغير المناخي، حيث استعرضوا مبادرة «سفراء المركز» التي تهدف إلى تمكين المجتمع بنشر الوعي العلمي والعمل التطوعي وتتضمن المبادرة تدريب شباب وطلبة الجامعة على مفاهيم إدارة الكوارث المناخية وتأهيلهم لنقل المعرفة إلى المدارس والقطاع الخاص وسيعمل السفراء حلقة وصل بين المركز والمجتمع، لدعم خطط الإخلاء وتوزيع الموارد خلال الطوارئ وتعزيز ثقافة الاستعداد المبكر وصميم أدوات إعلامية مبتكرة.