“ديبر” تعتمد أسلوب عمل منهجي يركز على بناء القيمة الذاتية
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أبوظبي-الوطن:
تتمحور طريقة التدريس في حضانات “ديبر”، والتي تعتمد على الخبرة الإسكندنافية البارزة في مجال التعليم بالإمارات، حول مفهوم “ثقافة القلب”، التي تشكل أساس تجربة التعلم للأطفال والطلاب يوميًا في “ديبر”. وتقول شونا روس، رئيسة مكتب أصول التربية في حضانات “ديبر”: “إن الطريقة النوردية في التعلم تشجع على الاستكشاف الخارجي حتى يتمكن الأطفال من تجربة ما تعرضوا له في الفصل بشكل مباشر”.
وتمتلك روس خبرة تعليمية متعددة الثقافات بعد عملها في مدارس في سيول، أبوظبي، هيروشيما، قوانغتشو، والنرويج، تتميز بحماسها وموهبتها الطبيعية في التواصل مع الأطفال، مما يجعل تجربة التعلم غنية للصغار.
وفي حوار مع صحيفة “جلف تايم”، تشارك روس تجربة شخصية عزيزة على قلبها كمعلمة،تحكي عن طالبة في المدرسة الثانوية كانت شغوفة بالفن، وكيف لاحظت تغير سلوكها نتيجة لتوقفها عن دروس الفن الخاصة بسبب الظروف المالية لعائلتها. وبتشجيع من روس، واصلت الطالبة الرسم واستعارت الأدوات من معلم الفن في المدرسة. وفي نهاية فترة عمل روس بالمدرسة، ظهرت الطالبة ومعها ما يبدو أنه قماش ضخم مغطى. وأخبرتها كم كانت ممتنة لدعمها وأنها أرادت أن تريها عملها الفني المكتمل. عندما كشفت عنه، كان بورتريه لروس.
وأضافت روس :كنت مصدر الإلهام الذي اختارته. مرت 13 سنة، وما زلت لا أملك الكلمات لوصف ما شعرت به في تلك اللحظة. ذكرتني بأهمية بناء العلاقات ورؤية جميع الطلاب كما هم لأقوم بدوري في مساعدتهم على أن يصبحوا الأشخاص الذين سيكونون.
وعند سؤالها عن كيفية تميز “ثقافة القلب” في “ديبر” في مجال التعليم المبكر، تقول روس إن جميع المؤسسات التعليمية تقدر توفير بيئة آمنة وشاملة، لكن “ثقافة القلب” في “ديبر” تعتمد على أسلوب عمل منهجي يركز على بناء القيمة الذاتية والتعاطف والشمولية. يتعلم الأطفال قيمتهم الذاتية ويبدأون في فهم واحترام الاختلافات مع الآخرين، مما يعزز شعورهم بالانتماء لمجتمع يشجع على التعبير والشمول.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“التعداد العام للسكان خطوة أساسية نحو بناء مستقبل مستدام للعراق”
بقلم : حيدر السعد ..
يُعَدُّ التعداد السكاني العام من أهم الوسائل العلمية التي تُمكّن الدول من فهم خصائص سكانها وتحليل احتياجاتهم الحالية والمستقبلية. وفي العراق، تأتي أهمية التعداد السكاني كخطوة أساسية نحو بناء رؤية مستقبلية تُسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتطوير الخطط الوطنية، استنادًا إلى بيانات دقيقة وشاملة.
ويعتبر التعداد السكاني أساسًا للتخطيط الوطني؛ إذ يوفر معلومات دقيقة حول عدد السكان، توزيعهم الجغرافي، أعمارهم، ومستوياتهم التعليمية والاقتصادية. هذه البيانات لا تُعد مجرد أرقام، بل هي أداة تمكّن الحكومة من فهم التغيرات الديموغرافية التي تؤثر على مختلف القطاعات، مثل التعليم، الصحة، والبنية التحتية.
من خلال هذه المعلومات، يمكن للحكومة تطوير سياسات مستنيرة تُلبي الاحتياجات المتزايدة للمجتمع. كما يتيح التعداد فهم التحديات التي تواجه الفئات السكانية المختلفة، مما يعزز العدالة الاجتماعية ويُسهم في تمكين الفئات المهمشة عبر تخصيص موارد تتناسب مع احتياجاتها.
تُسهم نتائج التعداد السكاني في تحسين جودة الخدمات العامة بشكل مباشر. فعلى سبيل المثال:
“في قطاع التعليم ” تُستخدم بيانات التعداد لتحديد المناطق التي تحتاج إلى مدارس جديدة أو تطوير المؤسسات التعليمية القائمة، وفي الرعاية الصحية ،
تُساعد البيانات في توزيع المرافق الصحية بشكل عادل، وضمان تقديم خدمات طبية تتناسب مع عدد السكان واحتياجاتهم ، كذلك على صعيد البنية التحتية ، حيث ان المعلومات الدقيقة المشاريع التنموية إلى المناطق التي تحتاج إلى طرق، شبكات مياه، أو كهرباء، مما يعزز حياة السكان ويُحسّن مستوى معيشتهم.
إن نجاح عملية التعداد يعتمد بشكل كبير على التعاون الفعّال بين المواطنين وموظفي التعداد ، الموظفون الذين يقومون بهذه المهمة يتمتعون بكفاءة عالية وتدريب متخصص لضمان جمع البيانات بدقة واحترافية ،لذا، فإن تعاون الأفراد مع موظفي التعداد من خلال تقديم المعلومات الصحيحة يُعتبر واجبًا وطنيًا يعكس الوعي المجتمعي بأهمية هذه العملية.
إن المشاركة في التعداد السكاني تُبرز وعي المجتمع بأهمية دوره في بناء مستقبل البلاد. البيانات التي يتم جمعها لا تفيد فقط الجيل الحالي، بل تمتد فوائدها للأجيال القادمة من خلال وضع استراتيجيات طويلة الأمد تُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية.
يُمثل التعداد السكاني العام واجبًا وطنيًا يتطلب من الجميع التعاون والمساهمة. دعونا نشارك بفعالية في هذه المهمة الوطنية لضمان نجاحها. فبمشاركتنا جميعًا، نُسهم في رسم ملامح مستقبل أفضل لعراقنا الحبيب، حيث تُلبي احتياجات جميع مواطنيه، وتُعزز تنميته المستدامة.
إن التعداد السكاني ليس مجرد عملية إحصائية، بل هو تجسيد لروح المسؤولية الوطنية، حيث يتعاون المواطنون والحكومة في بناء قاعدة بيانات تمثل حجر الأساس للتخطيط المستقبلي. من خلال توفير المعلومات الدقيقة، يُمكن تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتطوير الخدمات العامة، واستغلال الموارد بشكل أكثر كفاءة.
المشاركة في التعداد تُظهر مدى وعي المجتمع وإدراكه لدوره في تحقيق التنمية. فهي خطوة تعكس إيمان كل فرد بأهمية دوره في صنع مستقبل بلده. لذلك، ندعو الجميع للتفاعل الإيجابي مع فرق التعداد، وتقديم البيانات اللازمة بكل صدق ودقة.
فلنعمل معًا من أجل عراق مزدهر ومستدام، حيث تُصاغ السياسات الوطنية بناءً على حقائق مدروسة، وليس على افتراضات. بوعينا وتعاوننا، نصنع الفارق ونؤكد أن العراق يمتلك القدرة على تحقيق نهضة شاملة تخدم كافة أبنائه.
” التعداد مسؤولية الجميع، ومستقبل الوطن يبدأ بمشاركة كل فرد فيه.”
حيدر السعد