مفتي الجمهورية: المشارك في الانتخابات بمنزلة الشاهد المسئول أمام الله عن شهادته
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن المشاركة الإيجابية في الاستحقاقات الوطنية -ومنها انتخابات الرئاسة- واجب وطني؛ حيث إن المشاركة الفعالة في الانتخابات وإبداء الرأي الحر الَّذي تُملِيه مصلحة الوطن واجب وطني ودليل على التحضر والرقي.
المشاركة الإيجابية في الاستحقاقات الوطنيةجاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن واجب المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية نابعٌ مِن حُبِّنا لبلادِنا ونابعٌ مِنَ انْتِمَائِنا لِهذا الوطنِ.
ووجَّه مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور شوقي علام رسالةً إلى المواطن المصري بأن يختار من ينتخبه في أي انتخابات بوجه عام وفق معايير حقيقية تؤدي إلى صلاح الوطن؛ لأنه بمنزلة الشاهد المسئول أمام الله عن شهادته هذه، وعلى الناخب أن يزن العملية الانتخابية بعقله ويفاضل بين الناخبين بالبرامج والأعمال الجيدة والقدرة على حماية الوطن والحفاظ على استقراره؛ لأن صوته أمانة.
وعن حقوق المرأة السياسية من انتخاب وترشح وتولي المناصب السياسية قال فضيلته: إن الإسلام لم يتقوقع، بل نجد أنه أعطى المرأة والرجل كافة الحقوق ليعمروا هذا الكون محققين المصلحة في الدنيا والآخرة، وقد ساوى بين الرجل والمرأة في هذه الحقوق كغيرها من التكليفات الشرعية؛ فهي على العموم تشمل الرجل والمرأة، إلا إذا دل دليل على أن هذا الخطاب خاص بفئة معينة فيبقى خاصًّا بها كبعض التكليفات الخاصة بالمرأة نظرًا لطبيعتها الخاصة الأنثوية ويظهر هذا الأمر أكثر في جانب العبادات.
حكم إعادة صلاة الجمعة ظهرًا.. دار الإفتاء تجيب حكم تعدد الأذان لصلاة الجمعة.. دار الإفتاء تجيب
وشدَّد فضيلة المفتي على دور الكفاءة في ممارسة كل الحقوق والوظائف، وهى المقدرة على القيام بالعمل على وجه أتم وأكمل؛ فكل الوظائف والمهن تحتاج إلى التدريب والتأهيل والتسلح بالمهارات اللازمة للقيام بها، يضاف إليها رصيد الخبرة، وقد تختلف معايير الكفاءة من مكان لآخر ومن زمن لآخر، فيختار الأصلح والأنسب للقيام بالمهمة، بمعنى أن يكون عنده مكون معرفي يستطيع من خلاله أن يؤدي عمله بإتقان وهو ما يجمعه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".
وعن دَور علماء الدين في حث المجتمع على المشاركة الإيجابية وحفظ المقاصد الكلية للشريعة قال فضيلته: توجد معانٍ وعبر كثيرة في الشرع الشريف تؤكد مدى حرص الإسلام على المسئولية الجماعية، ودعوته إلى العمل الإيجابي ورفضه لأي عمل سلبي، منها ما جاء عن النُّعمان بن بشيرٍ -رضي الله عنهما- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلُ القائِمِ على حُدُودِ الله والواقِعِ فيها كمَثَلِ قومٍ استهَمُوا على سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعْلاها وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذين في أسفَلِها إذا استَقَوْا من الماء، مَرُّوا على مَن فوقَهُم، فقالوا: لو أنَّنا خرَقْنا في نصيبِنا خرقًا ولم نُؤذِ مَن فوقَنا! فإنْ ترَكُوهم وما أرادوا هلَكُوا جميعًا، وإنْ أخَذُوا على أيدِيهم نجَوْا ونجَوْا جميعًا)). فهذا الحديث -حديث السفينة- قد جمع بين ثناياه أهم معاني المسئولية المشتركة التي ينبغي أن نكون عليها.
ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أنَّ حديث السفينة فيه تأسيس لمبدأ الضبط الاجتماعي؛ لأنه إذا غاب تحوَّل المجتمع إلى العشوائية والتخبُّط، وهو يرسِّخ كذلك لمبدأ المسئولية المشتركة عند الفرد في شتَّى شئونه ومراحله، بما يُعْلي من قيمة المسئولية الفردية، ويؤكِّد أنها أساس للمسئولية الجماعية، وهذا الضبط الاجتماعي يتمثل في سن وتشريع وتطبيق القوانين المنظمة والضابطة لأي أمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام الإفتاء المشاركة الإيجابية الاستحقاقات الوطنية انتخابات الرئاسة
إقرأ أيضاً:
الياس المر في عيد الاستقلال: نقف إجلالا أمام شهداء الوطن منذ تأسيسه
أكد النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء الياس المر في بيان في ذكرى الاستقلال، "الوقوف إجلالا امام شهداء الوطن منذ تأسيسه، ونستحضر بفخر تضحيات بناته وأبنائه وخاصة الجيش اللبناني، الحامي الأمين لسيادة الوطن ووحدته. منذ تأسيسه، وحتى اليوم، وقف الجيش سدًا منيعًا في وجه التحديات، مقدمًا الشهداء والجرحى دفاعًا عن أرضنا وكرامتنا. في معركة المالكية عام 1948، خاض الجيش مواجهات بطولية ضد العدو الإسرائيلي، مؤكدًا التزامه بحماية الوطن".
أضاف: "لم يقتصر دور الجيش على الدفاع العسكري فحسب، بل كان ولا يزال رمزًا للوحدة الوطنية، جامعًا بين مختلف أطياف المجتمع اللبناني. في أصعب الظروف، حافظ الجيش وما زال حتى الان، على استقرار البلاد، مؤكدًا التزامه بالعيش المشترك والسلم الأهلي".
وختم: "في ذكرى الاستقلال آمل ان نجتاز جميعا بوحدتنا ما نمر ويمر به لبنان من عدوان اسرائيلي وحشي قريبا وان ننتخب رئيسا للجمهورية ونعيد لبنان إلى عافيته وازدهاره".