صحيفة الاتحاد:
2024-10-02@05:36:36 GMT

حداثة الشابي الشعرية في «بحر الثقافة»

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

أبوظبي (الاتحاد)
كان الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي موضوع أمسية أدبية نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، تحت عنوان: «حداثة أبي القاسم الشابي» تحدث فيها الباحث والمترجم د. محمد آيت ميهوب عن هذا الشاعر المجدد.
وبدأ د. ميهوب حديثه بتقديم لمحة من حياة الشاعر ونشأته في بيئة محبة للعلم والثقافة، بدءاً من البيت إلى جامع الزيتونة الذي كان مركزاً مهماً للتعليم وتحصيل الثقافة والتراث.

وأشار إلى أن الشاعر الشابي ما زال حياً بيننا طبعاً بشعره الذي تتوارثه الأجيال، وتساءل: ما السر الذي يجعل الشابي حياً بيننا؟ وهناك شعراء كثر لكن لم يملأ أحد مكانه! 
وتابع د. ميهوب حديثه قائلاً: إن الشابي كان يدعو إلى التجديد، ولكنه عندما يعود إلى قريته نجده يندمج مع الناس. أما الحداثة في شعر الشابي، فهي ليست بمفهوم الحداثة الزمنية ولا الحداثة بالمعنى الشكلاني، بل الحداثة بالمعنى الشعري لأن الحداثة تكون بالتجديد الدائم، مشيراً إلى أن شهرة الشابي تكمن في أنه أول شاعر تونسي يعرفه المشارقة، وكان ينشر في مجلة «أبولو» التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد زكي أبوشادي.
وقال د. ميهوبي إنه إذا كان لا بد من العودة إلى النص الشعري عند الشابي، فإن فيه كثيراً من الثنائيات: الحياة والموت، الأمل واليأس، وكان الشاعر يعاني من مرض القلب ويوم أحس بدنو أجله أعد ديوانه «أغاني الحياة» وهذا الديوان نشر بعد وفاته، وقد اكتشفت بعض القصائد المجهولة التي لم تنشر في حياته، ولا أدري لماذا أبعدها الشابي! وتأتي هذه القصائد في المرحلة الثانية من عمره من 29 إلى 34، وفي هذه القصائد يبدو التصاق الشاعر مع التجربة الروحية والصوفية عنده. ورأى د. ميهوب أن شعر الشابي يتألف من مرحلتين، في الأولى كانت بنية النص تقليدية لم يستطع أن يغادرها وسنه الصغير لم يسمح له بأن يكون لشعره صدى الذات. والمرحلة الثانية كانت أعمق فكراً وبنية جمالية، مبيناً أن المرحلتين لم تنفصلا، وإن كان الشاعر لم يدرس الفلسفة ولكن الفلسفة تسربت إليه من قراءته وإعجابه بالعقاد والمازني. وأشار إلى التجديد في شعره وحضور الذات عنده وتأثير جبران وإيليا أبي ماضي ونسيب عريضة. وأكد أن الشابي أراد أن يكون هو ذاته في شعره، وأن يجعل شعره بيتاً لذاته. ولذا كان حضور الذات في النص، فلغته لغة إيحائية استخدم فيها التركيز البسيط.
وتساءل د. ميهوب لماذا ما زلنا نستمع إلى شعر الشابي؟ ربما لأنه مثل لحظة قطيعة شعرية ملهمة بين ثنائي البناء والهدم، فأخذ من القديم ونسج للجديد، كما أن رسائله كانت وسيلة للتواصل مع الآخرين، وكان يكتب بشكل يومي هذه الرسائل التي جمعها محمد الحليوي. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أمسية أدبية

إقرأ أيضاً:

محمد المكي إبراهيم .. زاد (الأكتوبريات) وخيار ( الخلاسية)

محمد المكي أحمد

أي قلب وعقل ووجدان قد رحل ، وأي خيال خصب فقده السودانيون وعشاق الشعر الثوري برحيل الشاعر المبدع ، المفكر،السفير محمد المكي إبراهيم، في القاهرة (29 سبتمبر 2024).

عدد من السودانيين تداولوا خبر وفاته بألم ودعاء ونشروا شعره الذي سكن قلوب الملايين، لأنه خاطب أشواقهم وأحلامهم وتطلعاتهم إلى وطن الحرية والعدالة.

( الأكتوبريات) ..الملحمة الشعرية الخالدة عن ثورة الشعب السلمية في 21 أكتوبر 1964 ما زالت تسكن القلوب.

رحل لكن نبضه ما زال حيا، يستمد منه بنات وأبناء السودان زادا في هذا الزمن الصعب، كي يتم الخلاص من الليل الكالح.

ثقته في الشعب من دون حدود :
باسمك الأخضر يا اكتوبر الأرض تغني
الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني
والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي
باسمك الشعب انتصر
حائط السجن انكسر
والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي

رحل لكنه باق في قلوب وعقول ملايين السودانيين الذين أحبوا شعره وفكره، وستبقى اشعاره مصدر الهام لشعب السودان ، ومصدر طاقة متجددة ، تشعل نيران الغضب الشعبي ضد الطغاة، اليوم أو غدا.

(ود المكي) المولود في العام 1939 مفخرة للسودانيين، ولأهلنا في كردفان، وخصوصا في الأبيض عاصمة إقليم كردفان ، وبارا الخضراء، و( الخيران ) بمزارعها ورمالها النظيفة، وهي قرى ( الطويل والحمرة والبشيري).

من تلك الربوع الخضراء استمد الراحل نضار القلب والوجدان ، فتميز بشعر جميل ،عميق المعاني ، و صاع خياله شعرا أنتج صورا حيوية .

ما أصعب الحديث عنه في سطور عجلى ، لكنني أشير للقاريء العربي أنه درس القانون في جامعة الخرطوم،عمل محاميا لفترة قصيرة، ثم التحق بوزارة الخارجية فصار سفيرا.

اهتم بقضية صراع الهوية في السودان، وهي ما زالت تشكل مصدر أزمات مستمرة، و مزايدات سياسية ، فهل السوداني عربي أم أفريقي؟.

قال في حوار مع ( العربي) "أنني أدخلت الخلاسية في الشعر السوداني" هذه الكلمة ذكرها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في إحدى قراءاتي له، فاعجبيتني، وأدخلتها في شعري ، فاحتفى بها السودانيون ، خاصة الجنس اللطيف".

النبض السوداني كان حاضرا اذ قال " كنا نسعى لتوطين كل شيء على طريقتنا الخاصة، نأخذ من العربية الفصيحة ونطوعها للبيئة السودانية" أي كان إبن بيئته ومجتمعه ، مع اعتزازه بالانتماء العربي - الإفريقي للسودانيين.

السودانيون أحبوا ( الخلاسية)، إذ قال:
الله يا خلاسية
ياورد بااللون مسقية
بعض الرحيق انا والبرتقالة أنت
يا مملوءة الساق أطفالا خلاسيين
يا بعض زنجية وبعض عربية
وبعض أقوالي أمام الله

هذا النبض أبدع في وصف ( الخلاسية) وهو يقول لنا هكذا يكون الوطن جميلا حينما ندرك جماليات التمازج والتفاعل العربي الإفريقي في وطن قارة، متعدد الأعراق والثقافات .

من صفاته أنه كان أمينا ومنصفا، قال في حوار صحافي إن " الشاعر محمد المهدي المجذوب سبق أبناء جيله وسجل اعترافه باصولنا الخلاسية في العديد من قصائده" .

عن شعره الثوري الأكتوبري قال" عندما تغنى به الفنان الكبير محمد وردي منحنى شهرة واسعة، لذا يرجع له الفضل الكبير في ذلك، كان (وردي) يحب الشعر الثوري".

محمد المكي إبراهيم شخصية متعددة السمات....

أعزي أسرة الفقيد وأهله، أهلنا، وشعب السودان وعشاق شعره ، كما أعزّي زملاءه وأصدقاءه ، وأهلنا في ربوع ( كردفان) .
( إنا لله وإنا إليه راجعون)
لندن- 29 سبتمبر 2024

modalmakki@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • مصادر للوفد: تفويض الشاعر أحمد سامى خاطر قائماً بأعمال رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي
  • "أزمة الحداثة وتحولاتها" في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
  • الشاعر المفكر الذي غادرعلى أجنحة الهوية
  • مؤتمر أدبي بعنوان "الأدب من الشفاهية إلى الرقمنة"
  • «الثقافة» تصدر كتاب «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب
  • الثقافة تصدر «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب
  • الإبداع العربي| «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» إصدار جديد بهيئة الكتاب
  • محمد المكي إبراهيم .. زاد (الأكتوبريات) وخيار ( الخلاسية)
  • «الأدب من الشفاهية إلى الرقمنة» في مناقشات مؤتمر قصور الثقافة بالمنيا
  • المطربة غادة رجب تغني على مسرح نقابة الصحفيين في حضور وزير الثقافة