بعد نحو 49 يوماً من قصف قوات الاحتلال المستمر على قطاع غزة، بدأت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإسرائيل، صباح اليوم، وتستمر حتى الاثنين المقبل، واعتُبر أن أهم بنود الهدنة هو عملية تبادل الأسرى بين الجانبين، وهو ما قوبل بترحاب واسع فى كل أنحاء العالم، كونه خطوة مهمة نحو التهدئة، وربما وقف إطلاق النار.

ولاقى بدء دخول الهدنة الإنسانية المؤقتة فى قطاع غزة ترحاباً دولياً واسعاً، مقدِّراً الجهود التى بذلتها القيادة المصرية بمشاركة قطر والولايات المتحدة.

وقالت حركة حماس، فى بيان رسمى صادر عن كتائب القسام، إن «بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التى تهدف إلى خدمة شعبنا وتعزيز صموده فى مواجهة العدوان، ونشكر الجهود المشتركة والمبذولة من الجانب المصرى والقطرى لتنفيذ هذه الهدنة».

ورحبت الأمم المتحدة ببدء تنفيذ الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن، لكنها قالت: «لا يزال ينبغى القيام بالكثير».

وقالت واشنطن إن الرئيس الأمريكى جو بايدن «راض جداً» عن الهدنة الإنسانية وتوصَّل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، كما شكر الرئيس السيسى على الجهود المبذولة حتى تنفيذ هذه الهدنة. ورحبت إنجلترا بالهدنة، معتبرة أنها خطوة رئيسية لحل أزمة المحتجزين والأزمة الإنسانية، للمّ شمل العائلات التى تفرقت ومعالجة الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إنها سعيدة بالهدنة، وإنه لا بد من الاستفادة من هذا التوقف لتكثيف المساعدة الإنسانية.

كما أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى عن ارتياح كبير بعد إعلان الهدنة، معتبرة أنها كانت ضرورية من أجل معالجة الأزمة الحالية فى غزة.

ورحب الرئيس الفرنسى إيمانويل جوزيه ببدء الهدنة، قائلاً إنه يعمل بلا هوادة لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين، وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً أعربت فيه عن أن تبادل المحتجزين بين الجانبين قد يكون بداية لوقف إطلاق النار.

كما أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً للترحيب باتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار بين الجانبين، آملة أن تؤدى الهدنة إلى تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية وتخفض من حدة التصعيدات والتوترات. وقال الناطق باسم الكرملين ديمترى بيسكوف إن الهدنة هى أول نبأ سار من غزة منذ وقت طويل، مضيفاً أن روسيا وعدداً كبيراً من دول العالم كانت تدعو لوقف النار ووجود هدنة إنسانية لأن ذلك ضرورى لأى تسوية دائمة للصراع.

ورحبت دولة الإمارات ببدء تنفيذ الهدنة وتبادل المحتجزين بين الجانبين، معربة عن أملها فى أن يؤدى ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار، كما أثنت وزارة الخارجية الإماراتية، فى بيان لها، على الجهود التى قامت بها مصر وقطر والولايات المتحدة لتحقيق هذا الاتفاق.

وأصدرت وزارة الخارجية الأردنية بياناً أشادت فيه بالجهود التى أفضت للتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية فى غزة بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

وشدد الناطق باسم الوزارة السفير سفيان القضاة على أهمية أن تكون هذه الهدنة «خطوة تُفضى إلى وقف كامل للحرب المستعرة على قطاع غزة، وأن تسهم فى وقف التصعيد واستهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسرياً».

ورحبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالهدنة الإنسانية، داعية إلى وقف تام للعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى وإدخال المساعدات الإنسانية. وأعلنت سلطنة عُمان أنها ترحب ببدء الهدنة الإنسانية فى غزة وتبادل عدد من الأسرى المدنيين وإتاحة دخول أعداد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية لقطاع غزة، مثمنة الوساطة المشتركة التى قامت بها مصر وقطر لتحقيق ذلك. ورغم بدء التنفيذ فإن قوات الاحتلال الإسرائيلى لا تزال تواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين فى مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية، وحتى فى غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين بسبب خروقاتها.

وبحسب قناة القاهرة الإخبارية، لم تنسحب قوات الاحتلال من مجمع الشفاء الطبى، وهو أكبر مستشفى فى غزة، إلا بعد سريان الهدنة المؤقتة ببضع ساعات، وهو ما يخالف بنود الهدنة بشكل صريح.

وبحسب تليفزيون فلسطين، فإنه بمجرد بدء تنفيذ الهدنة اتجه آلاف النازحين من الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى الشمال، إلا أن قوات الاحتلال تعاملت مع الوضع بإطلاق الرصاص على المدنيين العزل، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين، وإصابة 7 فلسطينيين، جرَّاء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم، فى منطقة وادى غزة خلال محاولتهم العودة.

واعتدت قوات الاحتلال، ظهر أمس، على المصلين فى حى وادى الجوز بالقدس المحتلة، بعد أن منعتهم من الوصول للمسجد الأقصى لأداء الصلاة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وأطلقت الرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، والغاز السام المسيل للدموع، ولاحقت المصلين، واعتدت على عدد منهم بالضرب، وتمكنت أعداد قليلة من الوصول إلى الأقصى لأداء الصلاة بعد قيام الاحتلال بفرض إجراءات عسكرية مشددة على دخول المصلين.

الاحتلال يعتدي على المصلين ويمنع مَن هم دون الـ70 عاماً من دخول المسجد الأقصى

كما اعتدت على المصلين بالأقصى، إذ منعت مَن هم دون الـ70 عاماً من الدخول، ما تسبّب بانخفاض كبير فى أعداد المصلين الذين تمكنوا من الوصول، كما اعتدت على عدد من القادمين على أبواب المسجد، وفقاً لما أعلنته «دائرة الأوقاف الإسلامية». وقبيل بدء تنفيذ الهدنة بساعات قليلة اعتقل جنود الاحتلال، فجر أمس، فلسطينياً يُدعى عبادة عامر، بعد تفتيش منزله فى قرية كفر قليل، جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأحرقت قوات الاحتلال مركبتين، الأمر الذى أدى إلى امتداد النيران إلى أحد المحال التجارية، خلال اقتحامها عدة حارات داخل البلدة القديمة، وفقاً لما ذكرته «وفا». وضمت حملة الاعتقالات 6 من عمال غزة عقب مداهمة مبنى سكنى فى بلدة ترقوميا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، كما اعتقل الجنود شاباً فلسطينياً يُدعى محمد ماجد كتانة، بعد مداهمة منزله فى بلدة قفين، شمال طولكرم شمال غرب الضفة الغربية المحتلة. كما اعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلى 5 فلسطينيين واستولت على مركباتهم، خلال مرورهم عبر حاجز عسكرى، جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، كما منعت القوات الفلسطينيين من مواصلة قطف ثمار الزيتون غرب يانون.

الاحتلال يقتحم المستشفى الإندونيسي في «بيت لاهيا»

واقتحمت قوات الاحتلال «المستشفى الإندونيسى» فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قبل بدء سريان الهدنة، ما أدى إلى استشهاد فلسطينية، واعتقال 6 آخرين، كما استهدفت القوات المستشفى بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد عاملين ومصابين ونازحين فيه، وإصابة آخرين بجروح، وتعطل محطة الأكسجين بداخله، فيما انتشلت طواقم الدفاع المدنى 10 فلسطينيين من تحت الأنقاض جرَّاء قصف الطائرات الحربية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى منزلاً فى جباليا شمال القطاع.

استشهاد 2 وإصابة 7 فلسطينيين خلال محاولتهم العودة إلى شمال القطاع

كما كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شاب فلسطينى يُدعى محمد حناوى «22 عاماً»، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى، فى مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا، عقب اقتحامها المخيم ومحاصرتها منزل الشهيد.

الاحتلال يعتدى على المصلين ويمنع مَن هم دون الـ70 عاماً من دخول المسجد الأقصى.. ويقتحم المستشفى الإندونيسى فى «بيت لاهيا».. واستشهاد 2 وإصابة 7 فلسطينيين خلال محاولتهم العودة إلى شمال القطاع

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين أسبانيا بلجيكا الضفة الغربیة المحتلة الاحتلال الإسرائیلى الهدنة الإنسانیة وزارة الخارجیة قوات الاحتلال بین الجانبین على المصلین إطلاق النار قطاع غزة عدد من فى غزة

إقرأ أيضاً:

"الاحتلال الإسرائيلي" يشدد إجراءاته العسكرية على محافظة "رام الله والبيرة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إجراءاتها العسكرية على عدة مناطق في محافظة (رام الله والبيرة)، عبر نصب حواجز عسكرية، وإغلاق بوابات.
وأفادت مصادر أمنية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا على مدخل مدينة روابي شمال غرب رام الله، وشددت إجراءاتها على حاجز عين سينيا العسكري شمالا، الذي يشهد أزمة خانقة، وتفتيشا دقيقا للخارجين والداخل للمدينة.
وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال نصبت حاجزا على مدخل بلدة عابود شمال غرب رام الله، ويشهد أزمة خانقة، فيما تغلق قوات الاحتلال بوابة قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، واضطر المواطنون الفلسطينيون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى طرق بديلة.
كما نصب جنود الاحتلال الإسرائيلي، حاجزا على مدخل قرية النبي صالح، وأعاقوا حركة المواطنين، وفتشوا المركبات ودققوا في بطاقات راكبيها.

مقالات مشابهة

  • المملكة وفرنسا تترأسان مؤتمرًا دوليًا في نيويورك لحل القضية الفلسطينية
  • أمل الحناوي: اتفاق وقف إطلاق النار يسير بخطوات ثابتة «ولو كرهت إسرائيل»
  • أمل الحناوي: المرحلة الأولى من اتفاق بغزة يتم تنفيذها بخطوات ثابتة
  • الاحتلال يفرج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يشدد إجراءاته العسكرية على محافظة "رام الله والبيرة"
  • الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • مقاومون يستهدفون قوات الاحتلال شمال غربي جنين
  • الاحتلال يفرج عن 110 أسرى فلسطينيين ضمن اتفاق الهدنة في غزة
  • إسرائيل تفرج عن 110 أسرى فلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • سفيرة أمريكا تزور العريش ومعبر رفح لمتابعة تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار