أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن أهالى قطاع غزة يعانون من عدم وجود مياه صالحة للشرب وأغذية ومواد طبية، إضافة إلى سقوط 15 ألف مدنى، منهم ما يزيد على 5500 طفل و2500 سيدة.

«دي كرو» يشكر مصر والرئيس السيسي على جهود إجلاء 100 بلجيكي من القطاع

جاء ذلك خلال مباحثات ثلاثية مشتركة أجراها اليوم، مع بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا، وألكسندر دى كرو، رئيس وزراء بلجيكا، فى قصر الاتحادية بالقاهرة بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، أعقبها مؤتمر مشترك للزعماء الثلاثة.

وشدد «السيسى» على أن مصر لن تسمح وترفض التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أرضهم، وعلى ضرورة التحرك بشكل مختلف، والاعتراف بالدولة الفلسطينية من المجتمع الدولى وإدخالها الأمم المتحدة.

وقال الرئيس إنه يقدر زيارة رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا إلى مصر، موجهاً الشكر لهما على موقفيهما تجاه التطورات التى تحدث فى قطاع غزة، مضيفاً: «تناولت مباحثاتنا خلال هذا اليوم التطورات التى تتم فى هذه الفترة بالقطاع من مواجهات عسكرية والنتائج التى تتم على الأرض والإجراءات التى نحتاج إلى التحرك فيها بفاعلية أكثر، والهدنة المؤقتة لمدة 4 أو 5 أيام»، وتابع: «نتمنى أن تزيد عبر تسليم المزيد من الأسرى والرهائن، وإدخال المزيد من المساعدات لإعاشة أكثر من 2.3 مليون إنسان يحتاجون كل شىء، مثل المياه والأغذية والمواد الطبية، بسبب الحصار المفروض منذ 7 أكتوبر».

وأضاف: «نتحدث عما يتراوح بين 60% و70% من الضحايا أطفالاً ونساء، وهذا الأمر لا بد من وضعه فى الاعتبار، ومن خلال حديثنا مع رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا، فإن من المهم أن يقدم المجتمع الدولى مساعدات تكفى إعاشة المدنيين والمواطنين فى قطاع غزة»، مشيراً إلى أننا «تحدثنا عن أهمية وجود مناطق آمنة فى وسط القطاع وشماله وجنوبه، وهذه المناطق تسمح بوجود الناس التى فقدت منازلها، وهنا نتحدث عما لا يقل عن 40 ألفاً إلى 50 ألفاً دُمروا بشكل كامل، وأكثر من 80 ألف منزل تضررت بشكل أو بآخر».

السيسي: ما يتم عمليا في القطاع يجعل بيئة الحياة مستحيلة لإجبار سكانه على النزوح خارجه ولن نسمح فى مصر بتهجير قسرى للفلسطينيين

ولفت «السيسى» إلى أن ما يتم عملياً فى قطاع غزة يجعل بيئة الحياة فى القطاع مستحيلة لإجبار سكانه على النزوح خارجه، وهناك توافق فى حديثى مع الرئيس بايدن على أن هذا الأمر خطير، وهو أكد لى أنه لن يسمح بتهجير قسرى خارج القطاع، وهذا الأمر تم تجديده مع أصدقائنا المسئولين رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا، وتابع: «لن نسمح فى مصر بهذا الأمر، فقد استقبلنا 9 ملايين لأن ظروفهم مختلفة عن الظروف بقطاع غزة، فمن استقبلناهم لديهم مشكلات أمنية فى بلدهم مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق والسودان، لكن بلدهم موجودة محدش هياخدها لكن القطاع أمر مختلف خالص، وهذا أمر لن نسمح به، سواء التهجير القسرى أو تصفية القضية الفلسطينية، ووجدت تفاهماً حقيقياً من الأصدقاء تجاه هذا الأمر»، وواصل: «المرحلة العاجلة التى نتحدث عنها هى احتواء التصعيد ومحاولة تهيئة بيئة مناسبة وتوفير المساعدات، حيث قدمت مصر ما يتراوح بين 70% و75% من المساعدات إلى القطاع رغم ظروفنا الاقتصادية».

معبر رفح لم ولن يغلق.. ويجب وجود مناطق آمنة في القطاع تسمح بوجود الناس التى فقدت منازلها

وأوضح الرئيس أن «هذا الأمر يعكس مسئولية حقيقية وجدية حقيقية من جانب المجتمع الدولى والمهتمين بتحقيق السلام فى منطقتنا، وإننا تحدثنا عن مرحلة احتواء التصعيد الحالى فى غزة وتهيئة بيئة مناسبة وتوفير مساعدات، ومصر بكل تواضع قدمت حتى الآن ما يقرب من 70 لـ75% من المساعدات التى قُدّمت إلى قطاع غزة، رغم ظروفنا الاقتصادية»، منوهاً بأنه «خلال المرحلة الراهنة ينبغى على المجتمع الدولى المساهمة فى إدخال مساعدات إنسانية تكفى لإعاشة 2.3 مليون إنسان بقطاع غزة، معبر رفح لم ولن يغلق.. لنسمح بدخول المساعدات وخروج الرهائن والأسرى والجنسيات التى عملنا على أن تخرج، خلال الفترة الماضية، سواء من كل الدول الصديقة أو دول كان لها رعايا مزدوجة الجنسية أو رعايا بالقطاع، وهنا نتحدث عن رعايا أكثر من 30 دولة، ومن جانبنا لم نعطل أبداً خروج هؤلاء الرعايا، والأمر مرتبط بموافقة الجانب الإسرائيلى على خروج هؤلاء الرعايا والقوائم التى يتم التصديق عليها فى هذا الإطار».

وتابع: «تحدثنا عن مرحلة ما بعد الحرب، وأهمية إحياء مسار حل الدولتين، وهى الفكرة التى تم طرحها على مدار 30 عاماً ولم تحقق الكثير، ونريد أن نكون واقعيين وموضوعيين فى حل هذه القضية، ونحن نتحدث عن 5 جولات صراع تمت على مدار 17 إلى 20 عاماً الماضية وتسببت فى سقوط ما يقرب من 27 ألف مدنى فلسطينى أغلبهم من النساء والأطفال».

وأكد «السيسى»: «أرجو عدم إغفال ذلك الأمر وأسبابه من أن الأفق السياسى لحل القضية الفلسطينية كان دائماً لا يصل إلى تحقيق المأمول بأن يكون هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، وقلنا قبل ذلك إننا مستعدون أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وأن تكون هناك ضمانات بوجود قوات من (الناتو) أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أمريكية، لتحقيق الأمن لكلا الدولتين».

ومن جانبه، تقدم «دى كرو»، بالشكر للرئيس السيسى بسبب مساهمته فى إجلاء ما يقرب من 100 بلجيكى من غزة، أمس، مضيفاً: «سيادتكم لعبتم دوراً محورياً فى هذا الصدد من أجل توفير سلام وأمان الأشخاص على مدار 6 أسابيع، ونقدر المساعدة التى قدمتموها لنا، وهذا أحد أهداف زيارتى لمصر»، وتابع: «تحدثنا عن وقف إطلاق النار وتحقق هذا الأمر أخيراً، فلنجعل هذا الأمر ينفذ اليوم وعلى مدار الأيام المقبلة».

وشدد رئيس وزراء بلجيكا على أن وقف إطلاق النار بشكل دائم يجب أن يكون محور التركيز حالياً، وعلى أهمية تأكيد المزيد من دخول المواد والمساعدات لقطاع غزة، وقال: «يجب تقديم الدعم لغزة فى الجنوب والشمال، ما يعنى أن الأراضى الإسرائيلية يجب أن تفتح معابر أخرى وألا يقتصر دخول المساعدات على معبر واحد»، مضيفاً: «المدنيون الأبرياء فى غزة فى حاجة إلى هذا الأمر، وعلينا أن نطبق القانون الإنسانى، كما أنه علينا احترام القانون الإنسانى الدولى وتجنب خسائر بشرية فى غزة»، وتابع: «نتكلم عن أن إحياء المسار قد لا يكون هو الأمر المطلوب بعد ما رأيناه من نتائج تعسر هذا المسار على مدار 30 سنة ما يملى علينا ضرورة التحرك بشكل مختلف عما كنا عليه، والاعتراف بالدولة الفلسطينية».

وفى كلمته شكر رئيس الوزراء الإسبانى الرئيس السيسى لاستقطاع جزء من وقته واستقباله ورئيس وزراء بلجيكا، مؤكداً أنه لا يمكن إغفال الضحايا المدنيين فى غزة، بمن فيهم آلاف النساء والأطفال، وكذلك لدينا أكثر من مليونى شخص فى غزة يواجهون ويلات الحرب.

«سانشيز»: دعم مصر بـ4 أطنان من المساعدات للمستشفيات.. ويشدد على ضرورة تنفيذ حل الدولتين

وقال «سانشيز»: «حضورى إلى مصر يهدف لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بقدر كاف، وكذلك فإن الهدنة الإنسانية يجب أن تستمر، وطلبنا من السلطات أن تتفاوض فى وجهات النظر بشأن هذا الأمر، ونأمل أن تقود الهدنة، التى كان وراءها الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى وقف إطلاق النار».

وأضاف: «أود أن أشكر مصر على الدور الأساسى، الذى تقوم به فى ظل الحرب المستمرة بقطاع غزة، فدوركم كان محورياً لتوصيل المساعدات إلى الفلسطينيين، الذين كانوا فى حاجة إليها خاصة المعدات الطبية، وإجلاء المدنيين من جنسيات مختلفة»، وتابع أن هناك صراعاً مستمراً على الحدود، وهذا كان جزءاً من الحوار، فيما يخص المنطقة، معرباً عن التزام إسبانيا وكذلك الاتحاد الأوروبى بأكمله، بدعم السلطات المصرية فى استجابتها للأزمة الحالية، وتوفير 4 أطنان من المساعدات، ستُسلم إلى المستشفيات فى مصر لتوفير المساعدات للمرضى بغزة، والاتحاد الأوروبى ملتزم بمساندة مصر.

وشدد على ضرورة البدء فى التنفيذ النهائى لحل الدولتين، ونحن بحاجة إلى منظور جاد لتحقيق السلام، وإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى الذى استمر لعقود كثيرة، ومن المهم بالنسبة لنا مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، واقترحنا عقد مؤتمر دولى فى أقرب وقت ممكن، وأتمنى العرب والغرب يجتمعون لوضع حد لهذا الصراع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين أسبانيا بلجيكا إسبانیا وبلجیکا المجتمع الدولى وزراء إسبانیا من المساعدات فى قطاع غزة رئیس وزراء هذا الأمر على مدار أکثر من على أن فى غزة

إقرأ أيضاً:

مواصلة معاناة الفلسطينيين في غزة مع اغلاق المعابر لليوم الـ 184

يمانيون ||

يواصل جيش العدو الصهيوني اليوم إغلاق معابر غزة لليوم الـ 184 على التوالي، ويمنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع، ما أسفر عن وفاة المئات وتفشي الأمراض وباتت غزة على شفا الهاوية.

 

ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.وفقا لوكالة فلسطين اليوم .

 

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.

 

وقال الغذاء العالمي، إن “هناك أكثر من 30 ألف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة”.

 

وشدد على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.

 

وكانت وزارة الصحة قالت، إن أكثر من 30 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.

 

وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من التأثير الكارثي والوضع المأساوي الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.

 

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 43 ألف مواطن، وإصابة نحو 102 ألف آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وسط تدهور الوضع الإنساني.

 

 

مقالات مشابهة

  • عبر معبر رفح.. الإمارات ترسل قافلتي مساعدات إلى قطاع غزة
  • «السيسى» الصادق.. أمام «الله» ثم «شعبه» (٤-٤)
  • نداء إلى أصقاع المعمورة.. في غزة الجوع يتفشى ورغيف الخبز مفقود
  • مواصلة معاناة الفلسطينيين في غزة مع اغلاق المعابر لليوم الـ 184
  • بعد فوز ترامب.. حركة الأمر 9 المتطرفة تطالب الإدارة الجديدة برفع الحظر عليها
  • ضريبة النجاح القاسية
  • "الأغذية العالمي": 90% من أهالي شمالي القطاع بلا طعام
  • الفارس الشهم 3 تجسد مبادرات الإمارات خلال عام في قطاع غزة
  • “الفارس الشهم 3” تجسد مبادرات الإمارات خلال عام في قطاع غزة
  • «الفارس الشهم 3» تجسد مبادرات الإمارات في قطاع غزة خلال عام