مع ارتفاع عدد القتلى في الشرق الأوسط، يفكر بعض الناخبين الأمريكيين الشباب غير الراضين عن رد فعل الرئيس جو بايدن، في التصويت لطرف ثالث، أو مقاطعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في السنة المقبلة.

هكذا ينقل تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، ناقلا عن عدد من الطلاب الليبراليين عن انفتاحهم على مرشحي الطرف الثالث، وإحباطهم من إعادة المنافسة المحتملة بين الرئيس السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن.

ويرجع التقرير ذلك إلى إصرار بايدن على دعم إسرائيل بشكل لا متناهي، ورفضه كافة الضغوط المتعلقة بفرض وقف إطلاق نار دائم في غزة.

ويضيف أن دعم وتأييد الشباب لبايدن بدأ بالتضاؤل من فترة طويلة من الحرب أصلًا، بسبب خيبة أملهم بسبب الوعود التي لم يتم الوفاء بها بشأن سياسات، مثل: تغير المناخ، والإعفاء من قروض الطلبة، والمخاوف بشأن عمره.

ويأتي استمرار بايدن، الآن، بنفس سياساته الداعمة لإسرائيل برغم التزايد المرعب في أعداد القتلى بين المدنيين في غزة وتعبيره عن ذلك من خلال مقال افتتاحي للصحيفة ذاتها، السبت الماضي.

وقال بايدن حينها: "طالما أن حماس تتمسك بأيديولوجيتها التدميرية، فإن وقف إطلاق النار ليس سلامًا"، ليزيد من غضب وعدم ثقة الشباب الجامعي، على وجه الخصوص، الذي ينتظر منه وقف الحرب لا إشعالها أكثر وأكثر.

اقرأ أيضاً

مع استمرار دعمه لإسرائيل ضد غزة.. شعبية بايدن تتراجع إلى أدنى مستوياتها

ويلفت التقرير إلى أن هذا الانقسام بين الناخبين الأمريكيين جاء كنتيجة حتمية لعدم موافقة الأجيال الشابة على سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة، وعمليات الحصار، وتضييق الخناق على كل من غزة والضفة الغربية، والسماح باستمرار تعديات المستوطنين المتكررة.

ويُضاف إلى ذلك عدم جدية إدارة بايدن في اتخاذ إجراءات لفرض ضوابط على الحكومة الإسرائيلية أو حتى انتقادها بشكل صريح.

ويحذّر التقرير من أن تضاؤل نسبة المشاركة بين الناخبين الشباب قد يؤدي إلى تعقيد محاولة إعادة انتخاب بايدن، خاصة في الولايات الحاسمة الرئيسة مثل ميشيغان التي يؤيد 61% من ناخبيها الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا الرئيس بايدن، بحسب استطلاعات للرأي.

ويؤكد التقرير أن عزوف الشباب عن المشاركة أو اتجاههم نحو التصويت لطرف ثالث سيصب، لا محالة، في صالح الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لا يرغب به العديد من الشباب أيضًا؛ لكن الإحباط من بايدن وإدارته سيدفعهم لترجيح فوزه بشكل غير مباشر.

ويقول تقرير الصحيفة، إن بهافاني آير، المتخرجة في جامعة ميشيغان (21 عاماً)، انتظرت في الصف حتى ما بعد منتصف الليل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للمساعدة في إعادة انتخاب الحاكمة الديمقراطية غريتشن ويتمير، والتصويت لتشريع الإجهاض في الولاية.

وتعتبر بهافاني نفسها ديمقراطية، لكنها قالت وهي تجلس في منطقة مفتوحة وسط الحرم الجامعي حيث يتجمع الطلاب، بين الفصول الدراسية، إنها لا تعرف إذا كانت ستدعم محاولة إعادة انتخاب الرئيس بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

اقرأ أيضاً

اتهم إسرائيل بقتل السلام.. دحلان: بايدن متواطئ في حرب غزة وأعطى رخصة لقتل الأطفال

ومع أن إحدى أهم أولوياتها هي حماية حق الإجهاض، لكن معارضتها لسياسة بايدن في الحرب بين إسرائيل وغزة وقراره رفض الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار يثقل كاهلها هذه الأيام بنفس القدر.

وقالت آير، التي تدرس خيارات الطرف الثالث، لكنها لا تزال غير متأكدة من ستدعم: "في الانتخابات الماضية، صوت تلقائياً.. لكن في هذه الحالة، أشعر أن الأمر لن يكون على هذا النحو على الأرجح".

وأثناء جلوسها مع أندريا غونزاليس، وحمزة عرفان، في الأسبوع الماضي، تحدث الثلاثة عن هواجس أخلاقية في اتجاهات التصويت، وإذا كانوا سيصوتون أصلاً، في الانتخابات الرئاسية في العام المقبل.

وقالت غونزاليس (19 عاماً)، وابنة مهاجرين، إنها تشعر بإحساس عميق بالمسؤولية للإدلاء بصوتها في المرة الأولى التي ستشارك فيها في الانتخابات الرئاسية، لكنها ممزقة بسبب ما تشعر أنه نقص في الخيارات.

وبينما تشعر بازدراء ترامب وسنوات خطابه المثير للجدل ضد النساء، والمهاجرين، والملونين، فإن موقف بايدن من الحرب يصعب عليها تحديد ميلها.

وأشار عرفان (21 عاماً)، الذي قال إن حماسته للرئيس الحالي تضاءلت بسبب الحرب، إلى أن الصراع غيّر مكانة بايدن بشكل عام بين المسلمين، الذين يشعر كثيرون منهم أنه أظهر قلة تعاطف مع المدنيين الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً

في رسالة إلى بايدن..مطالبة ديمقراطية بالضغط على إسرائيل لوقف العنف

وتلفت الصحيفة إلى أن الشك الذي يتشاطره الأصدقاء الثلاثة، رمز للرفض الأوسع الذي أعرب عنه العديد من الناخبين الشباب في جميع أنحاء البلاد لتعامل بايدن مع الحرب بين إسرائيل وغزة.

ويعد دعم جيل (Z)، والناخبين من جيل الألفية الذين يعرفون بالمولودين بين 1997 و2012 وبين 1981 و1996 على التوالي، المرشحين الديمقراطيين، وكان الشباب أساسيين في قلب الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان الزرقاء، وتأمين فوز بايدن في  2020.

لكن لقاءات مع أكثر من 10 طلاب تؤكد أن تعامل بايدن مع الحرب ينذر بتراجع الحماسة له بين الناخبين الشباب قبل انتخابات 2024، مع انقسام العديد من الطلاب وغيرهم من الشباب على كيفية استخدام أصواتهم وقوتهم التنظيمية.

وبسبب المخاوف من عمر بايدن، أعرب عدد من الطلاب الليبراليين عن انفتاحهم على مرشحي الطرف الثالث، وإحباطهم من إعادة المنافسة المحتملة بين ترامب وبايدن.

والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07: 00 بالتوقيت المحلي (05: 00 ت.غ).

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيرًا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

ومنذ 7 اكتوبر / تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، أكثر من 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

اقرأ أيضاً

بايدن ومجازر إسرائيل.. 50 عاما من الدعم وآلاف الأطفال القتلى

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن انتخابات انتخابات أمريكية دعم إسرائيل الانحياز لإسرائيل إسرائيل اقرأ أیضا بایدن فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟

استهدفت إحدى الغارات الأمريكية المتواصلة عن اليمن القيادي البارز في جماعة أنصار الله "الحوثي"، واسمه عبدالله الرصاص، الذي كان في سيارته مع مرافقين يتنقل بين المواقع العسكرية.

ويأتي ذلك بينما أعلنت جماعة الحوثي أن الرصّاص ومرافقيه توفوا صباح الجمعة بحادث مروري في مديرية مجزر، "أثناء عودتهما من المشاركة في فعالية جماهيرية" بمركز المديرية، غير أن تعازي ذويي وأقارب الضحايا ومعارفهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفتهم بـ"الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهي التسمية التي يطلقها "الحوثيون" على عملياتهم العسكرية خارج الحدود اليمنية.

ويُعد عبدالله أحسن الرصاص، المعروف بكنية "أبو محسن"، أحد القيادات الأمنية البارزة في صفوف جماعة الحوثيين، وارتبط اسمه بالعديد من الأحداث في اليمن، خصوصا في محافظتي صنعاء ومأرب.


وولد الرصاص في قرية "الشرية" التابعة لمديرية بني حشيش الزراعية، شرق العاصمة صنعاء، وانخرط مبكرا صفوف جماعة الحوثي.

وبعد وصل جماعة الحوثي إلى السلطة عام 2015، بدأ الرصاص بالظهور كأحد العناصر الفاعلة ميدانيًا، وأسندت إليه مهام أمنية حساسة، أبرزها توليه منصب مدير أمن مديرية بني حشيش، قبل أن تتوسع صلاحياته لاحقًا ليصبح مشرفًا ميدانيًا للمديرية. 

وتم نقل الرصاص إلى مديرية مجزر شمال غربي محافظة مأرب، حيث تولى إدارة الأمن هناك، وهو ما يعكس الأهمية التي كانت تُعطى له ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية للحوثيين، خاصة في المناطق المحيطة بمركز محافظة مأرب، ذات الموقع النفطي الحساس.

لم تقتصر مهام عبدالله الرصاص على الجانب الأمني فقط؛ الذي يقال إنه مراس خلاله العديد من "أساليب القمع والترهيب"، بل كُلّف أيضًا بالانخراط في مهام مرتبطة بالقوة الصاروخية التابعة جماعة أنصار الله.


وأشارت مصادر يمنية إلى مشاركته في الإشراف على إنشاء شبكات أنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة، إضافة إلى نصب منصات صاروخية وأنظمة رصد ومراقبة على المرتفعات الجبلية للمديرية.

وبرز الرصاص كأحد القيادات البارزة التي جمعت بين العمل العسكري والأمني، مع التزامه بالرؤية الأيديولوجية للحوثيين في مختلف المراحل، وارتبط اسمه بعدد من العمليات الأمنية الحساسة، حيث اعتبر شخصية موثوقة في الجماعة.

مقالات مشابهة

  • الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن
  • قبيل انتهاء محكوميته بشهر.. تدوير أحمد الطنطاوي في قضية جديدة
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • وزير الرياضة يلتقي علاء مشرف لدعمه قبل انتخابات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • الصومال: بدء تسجيل الناخبين
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • الرئيس الأمريكي السابق بايدن وزوجته يصلان ساحة القديس بطرس لحضور جنازة بابا الفاتيكان
  • استطلاع: غالبية الناخبين الديمقراطيين الأمريكيين يؤيدون تقييد تسليح إسرائيل