أخطر 24 ساعة في أزمة غزة.. طرح رؤية جديدة لإنهاء الحرب|وتوتر بإسرائيل
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
تواصل القاهرة دورها الكبير منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث تبذل جهوداً حثيثة مع جميع شركائها الإقليميين والدوليين؛ في سبيل وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل شامل وعادل للأزمة الفلسطينية.
إدخال المساعدات الإنسانيةالمستشار محمود فوزي، رئيس الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بمعبر رفح، قال إن تواجد الحملة اليوم عند المعبر، يحمل رسالتين، الأولى لأهلنا في فلسطين وغزة، قائلا: "رسالة العون والدعم والمساندة، نؤكد فيها أننا دائما هنا معكم، الأقرب إليكم، ولن نبخل بجهد أو عمل؛ لرفع هذا الظلم والعدوان الغاشم، حتى تعودوا في القريب العاجل إلى دياركم وحياتكم الآمنة، التي نعدكم أننا سنكون على استعداد كامل لبنائها وتعميرها إلى جواركم أيضا".
وأضاف فوزي، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده اليوم، بمعبر رفح، أن الرسالة الثانية لجميع سكان العالم الذين يشاركوننا في الأخوة والإنسانية والحياة، أنه قبل أيام، كان اليوم العالمي للطفل، اليوم الذي اجتمع فيه قادة العالم منذ 23 سنة؛ ليقطعوا على أنفسهم وعدا للأطفال أننا سنبقيهم آمنين، مبينا أن 70% من ضحايا الحرب من الأطفال والنساء، متسائلا: "هل ستظل كل هذه الكلمات مجرد شعارات تردد أو أيام احتفالية رمزية نحتفل بها".
كما أشار إلى استهداف الصحفيين في قطاع غزة، وسقوط ضحايا، مشددا على الدعم المصري للقضية والأشقاء في غزة والضفة الغربية.
وكان قد أكد الرئيس السيسي، أن الدولة المصرية لم تغلق معبر رفح أبدا، متابعا: "مهم أوي النقطة دي.. بقولكم الكلمة دي؛ عشان شوفت الكثير من المغالطات.. إننا مش عاوزين أو بنقفل المعبر.. المعبر مفتوح بشكل مستمر.. وكنا مستعدين".
وأضاف الرئيس السيسي، أمس في ستاد القاهرة خلال مؤتمر "تحيا مصر فلسطين": "قبل موضوع 7 أكتوبر كانت بيدخل 500 شاحنة يوميا.. ولما يبقي فيه أزمة كبيرة كده.. مش من صفاتنا أو سماتنا إننا نقفل المعبر".
ومن جهتها، أكدت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم، أنه تم إيصال نحو 30 ألف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، منها 16 ألف طن من الدولة المصرية و10 آلاف طن من المنظمات والهيئات الدولية، و4 آلاف طن من عدة دول عربية وأجنبية.
عودة الهدوء إلى قطاع غزةيشار إلى أن 19 مصابا وصلوا من قطاع غزة اليوم إلى معبر رفح؛ للعلاج في مصر، وذلك بعد أن بدأ صباح اليوم تدفق شاحنات الوقود والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر منفذ رفح البري بإشراف الأمم المتحدة والسلطات المصرية، بموجب اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، والتي دخلت حيز التنفيذ، بعد جهود مصرية وقطرية وأمريكية مشتركة.
وفيما يخص تفاصيل الهدنة في غزة، فهي تسري لمدة 4 أيام، بدأت من صباح اليوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين، وسيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وفي المقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي.
وسيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي لكافة مناطق قطاع غزة خلال الهدنة، فضلاً عن وقف الطيران الإسرائيلي تحليقه فوق غزة لـ 6 ساعات يوميًا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحا.
ونجحت القاهرة والدوحة في التوصل إلى هدنة إنسانية لمدة 4 أيام، في خطوة مهمة للسيطرة على الأوضاع الملتهبة داخل قطاع غزة منذ شهرين وراح ضحيتها أكثر من 14 ألفاً فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء.
وكثفت الشقيقتان، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، جهودهما على مدى أكثر من أسبوعين؛ للوصول إلى اتفاق الهدنة، وصفقة تبادل الأسرى.
كما سيتم السماح بنفاذ كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة، بما فيها شمال القطاع، والذي كانت ترفض إسرائيل وصول أي مساعدات له، وهذا سيخفف كثيرا من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا في الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.
نجاح الدبلوماسية المصريةوحول هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية والشئون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وبين إسرائيل، التي بدأت اليوم من الساعة السابعة صباحا، والمقرر أن تستمر 4 أيام؛ هي ثمار الدبلوماسية المصرية الفاعلة خلال الأسابيع الماضية.
وأشار خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، إلى أن مصر كثفت اتصالاتها مع الشركاء الإقليميين والشركاء الدوليين؛ من أجل العمل على وقف إطلاق النار، والوصول إلى هدنة إنسانية؛ لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يواجه تحديات غير مسبوقة، مع استمرار العدوان الشامل، والقصف الكامل لكل أنحاء القطاع، والحصار التام، ومنع المياه والكهرباء والغذاء، وتعنت إسرائيل في إدخال المساعدات عبر معبر رفح.
وأكد أن هذه الهدنة، تعكس الجهود المصرية، وانحيازها للشعب الفلسطيني، من خلال الاستراتيجية المصرية في التحرك على المسار الإنساني وإدخال المساعدات، والمسار الأمني في وقف إطلاق النار، وأسلوب الهدنة؛ لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وأيضا المسار السياسي المتعلق بالعمل على حل الدولتين، باعتبار أن حل هذا الصراع من جذوره، يتطلب إزالة مسبباته، أي إزالة وإنهاء هذا الاحتلال الغاشم، ووقف العدوان الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الهدنة اليوم، يمكن أن تكون أساسا للبناء عليها، لوقف إطلاق النار بشكل دائم، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلق بالأمس، في احتفالية تحيا مصر، حملة؛ لدعم الشعب الفلسطيني، وهي أكبر قافلة للمساعدات الإنسانية التي تضم عشرات المئات من الشاحنات من المساعدات المختلفة، والتي تعكس التلاحم الجماهيري المصري مع الدولة المصرية، ومبادرات حياة كريمة، ومؤسسات ومبادرات ومنظمات المجتمع المدني المهمة.
ونوه بأن ذلك يعكس حقيقة أن القضية الفلسطينية في ضمير الشعب الفلسطيني، وبالتالي دخلت اليوم في قطاع غزة أكثر من 200 شاحنة من المساعدات المصرية الضخمة، إضافة إلى مساعدات الدول العربية والدول الأجنبية؛ لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفا حياتية صعبة بسبب هذا الحصار الشامل وجرائم الحرب الإسرائيلية.
كما أكد أن هناك جهود مصرية مكثفة لإنجاح هذه الهدنة، وتمديدها، وبالتالي تنفيذ هدنة أخرى؛ لتبادل المزيد من الأسرى بين الجانبين، تمهيدا لوقف إطلاق النار,
ولفت إلى أن مصر وضعت خطوطا حمراء فيما يتعلق برفض التهجير القسري الفلسطينيين الذي تمارسه إسرائيل، وهو ما أعلنه الرئيس السيسي، وأكد عليه اكثر من مرة، ومنها، خلال لقائه مع كل من، رئيس وزراء إسبانيا، ورئيس وزراء بلجيكا، وبالتالي هذا يعكس حقيقة الدور المصري الثابت في دعم الفلسطينيين وتخفيف المعاناة عنهم، وإدخال المساعدات، والعمل على وقف إطلاق النار، وأن يكون هناك سلام عادل وشامل للفلسطينيين يؤدي إلى استعادة الحكومة المشروعة، باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار، ومنع اندلاع مثل هذه المواجهات الدموية مستقبلا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة عبدالفتاح السيسي معبر رفح مصر فلسطين محمود فوزى المساعدات الإنسانیة الشعب الفلسطینی وقف إطلاق النار المعاناة عن قطاع غزة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لوقف الحرب خلال رمضان
أديس أبابا - وام
عقدت دولة الإمارات مع جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد»، اليوم، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان».
حضر المؤتمر الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، والدكتور ويليام ساموي روتو رئيس جمهورية كينيا، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وموسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وممثلون عن هيئة «إيغاد»، كما شارك فيه عدد من الدول الإقليمية والدولية والمنظمات الدولية الرائدة.
وهدف المؤتمر إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة الكارثية في السودان، وإطلاق دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان.
وفي هذا الصدد، عبر العديد من الدول عن دعم دعوة دولة الإمارات إلى هدنة إنسانية ووقف الحرب خلال شهر رمضان المبارك.
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان إنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، عقدت دولة الإمارات، بالتعاون مع حكومة إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وهيئة «إيغاد»، مؤتمراً يجمع الدول والمنظمات الدولية لتجديد الالتزامات في إطار الجهود المشتركة للحد من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وأضاف الشيخ شخبوط، أنه باعتباره أول مؤتمر للسودان يُعقد هذا العام، سيعمل هذا المؤتمر الهام على تحديد المسار للمؤتمرات المستقبلية المقررة لمساعدة الشعب السوداني، وتواصل دولة الإمارات تعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين وخاصة مع شركائها في إفريقيا لتقديم المساعدات بكافة الوسائل المتاحة.
ودعا الشيخ شخبوط الأطراف المتحاربة إلى احترام قدسية شهر رمضان المبارك من خلال تنفيذ هدنة إنسانية لضمان الوصول الآمن والعاجل ودون أية عوائق للمساعدات الإنسانية الأساسية لأولئك الأكثر احتياجاً، وخاصة الأطفال وكبار السن والنساء.
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان أنه لا يوجد «فيتو» على وصول المساعدات الإنسانية، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه من الضروري تأكيد أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وشدد الشيخ شخبوط بن نهيان على أن دولة الإمارات تواصل التزامها كواحدة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، مشيراً إلى أنه في هذا السياق، قدّمت دولة الإمارات 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات إلى 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الصراع.
وأضاف الشيخ شخبوط بن نهيان أن دولة الإمارات قدمت 3.5 مليار دولار من المساعدات للشعب السوداني، على مدى العقد الماضي، ما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمسِّ الحاجة في أوقات الأزمات. وجدد تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار.
من جانبه، قال الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.. «كإحدى الدول المجاورة والقريبة من السودان وبصفتها دولة شقيقة، تعرب إثيوبيا عن تضامنها مع الشعب السوداني خلال هذه الأوقات الصعبة. يرتبط بلدانا بروابط عميقة، وأجيال من النضال والطموحات والروابط الثقافية المشتركة. وقد قامت إثيوبيا خلال الست سنوات الماضية بشكل فعال بدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، كما ساهمت في تعزيز الجهود الاقتصادية من خلال توفير الكهرباء عبر خطوط الطاقة المخصصة».
من جانبه، قال فكي محمد.. «يدل النزاع القائم وغير المحتمل في السودان على فشل قيادة الأطراف المتحاربة في منح دولتهم والشعب السوداني فرصة لتحقيق السلام والعدالة والكرامة وإنشاء وطن. حيث يُعد هذا الوضع، إضافةً إلى الرفض المستمر من أولئك الذين يتخذون من هذا الصراع العالمي ذريعةً بحجة تخليص السودان من الحرب والانقسام المستمر، فشلاً أخلاقياً وسياسياً، وعليه، أكرر مرة أخرى دعوتي للجيش السوداني ولقوات الدعم السريع وحلفائهما إلى تبني وقف إطلاق نار دائم وشامل وفوري ومن دون شروط».
كما صرح قائلاً: «سيمهد وقف إطلاق النار الطريق لحوار سياسي سوداني شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وإعادة السودان إلى النظام الدستوري».
بدوره، اعتبر الدكتور ورقنه جيبيهو سكرتير عام هيئة «الإيغاد» أنّ «مستقبل ملايين السودانيين على المحك، وقد وضع التاريخ علينا مسؤولية التصرف، والآن، أكثر من أي وقت مضى، يتعين علينا أن نتجاوز التعهدات ونركز على خطوات عملية ومنسقة بهدف تخفيف المعاناة، ووضع الأساس للتعافي الطويل الأجل لصالح شعب وجمهورية السودان».
وفيما يلي النص الكامل لبيان الإمارات العربية المتحدة:
الضيوف الكرام،
الدول المضيفة الموقرة،
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، وأود أن أعبر عن خالص تقديري لشركائنا في تنظيمه (إثيوبيا والاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد) على جهودهم القيمة في هذا المؤتمر الحاسم والمهم.
إلى الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية: إن قيادتكم لا حدود لها. كما أتقدم لكم بجزيل الشكر لجهودكم التي أدت إلى جمعنا اليوم في أول مؤتمر إنساني لعام 2025 من أجل شعب السودان، الذي سيكون منبراً لإطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى حشد الجهود لمعالجة الوضع الكارثي في السودان.
إلى الرئيس روتو: شكراً على خطابك
وإلى الأمين العام غوتيريش: شكراً لحضورك اليوم.
شهدنا طوال عامين تطوّر أحد أخطر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، حيث تتطلّب هذه الأزمة عملنا الفوري والجماعي.
يؤكّد هذا الحضور الكبير والمتنوع اليوم أهمية الرسالة التي تهدف إلى معالجة الوضع في السودان، وضرورة مواجهته بصورة جماعية.
يستقبل العالم الإسلامي بعد أسبوعين شهر رمضان الكريم، وندعو خلال هذه الفترة المقدسة إلى احترام هذه الأيام والموافقة على وقف إطلاق النار، ما يعكس قيم الرحمة والتضامن الإنساني التي يجسّدها شهر رمضان، والذي يوفّر فرصة بارزة ومهمة لتخفيف المعاناة الهائلة للشعب السوداني، والذي تشكل النساء والأطفال أغلبيته.
إنّ هذا المؤتمر سيعمل على ضمان توفير الموارد اللازمة للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للشعب السوداني خلال هذا الشهر الفضيل.
ومنذ إبريل 2023، قدّمت دولة الإمارات ما يزيد على 400 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوداني (في السودان وفي الدول المجاورة التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين). واليوم، نعيد تأكيد التزامنا الثابت للشعب السوداني من خلال الإعلان عن تخصيص 200 مليون دولار أمريكي إضافية من المساعدات الإنسانية. ويؤكد هذا الدعم تضامننا الراسخ في العقد الماضي، والذي قدّمنا خلاله 3.5 مليار دولار أمريكي لإخواننا وأخواتنا في السودان.
نتفق جميعاً على أهمية صون حقوق الشعب السوداني، فلأبنائه حق الأمان وحق الطعام والحق في أساسيات الحياة والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى. وهذه الحقوق لا يمكن تسييسها، ولا ينبغي تحديها، من خلال العمليات أو الآليات البيروقراطية.
إنّ هذا المؤتمر يسلط الضوء على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما أنه من الضروري تأكيد أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وفي هذا المقام، نؤكد أهمية التزام كافة الأطراف بواجباتهم الملزمة حسب القانون الدولي الإنساني. وأن يتم محاسبة المسؤولين عن عرقلة المساعدات الإنسانية دون تردد.
وعليه، نجدد دعوتنا لجميع الأطراف بضمان الوصول الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية وبلا أية عوائق، وضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت الإنسانية، ووقف الهجمات على العمليات الإنسانية.
وبينما لا يمكننا تأكيد، بما فيه الكفاية، أهمية هذه اللحظة الحاسمة، تؤكد دولة الإمارات دعمها الثابت والراسخ للشعب السوداني.