مدارس الظل.. على أرض مصرية
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
فى البداية.. لم يكن المشهد غريبًا.. أعداد كبيرة من الطلبة السودانيين فى مراحل عمرية متباينة يرتدون زيًّا مدرسيًّا موحدًا يسيرون جنبا إلى جنب أولادنا فى طريقهم للمدارس كل صباح.. لكن وبمرور فترة لا ترقى لشهور، تحول المشهد ليصبح كالتالي: عمارات وفيلل فى أرقى المناطق بالقاهرة والجيزة تحولت فجأة لمدارس ومراكز تعليمية للجالية السودانية.
ترى لأى جهة تتبع تلك المدارس، وكيف تم استصدار ترخيص بفتحها بتلك السرعة، وأى مناهج يتم تدريسها، وهل تشرف عليها وزارة التربية والتعليم المصرية أو حتى تتابع ما يقدم بها من مناهج أم لا؟ والأهم ما هو مصدر تمويلها؟
تساؤلاتنا من موقع حذر، وليس تجنيًّا أو ظلمًا لإخوة فتحت مصر لهم ذراعيها كما فعلت مع غيرهم من الأشقاء العرب الفارين من حروب أهلية أو غيرها ببلدانهم، ودعونا نستعرض بعضا من الأحداث الماضية والتى تبرر موقفنا الحذر.. فى عام ٢٠١٩ ظهرت إعلانات وصور لمدرسة سورية ب٦ أكتوبر، يرتدى طلابها أشرطة حمراء مثيرة للريبة، كتلك التى يضعها المجاهدون، وبعد انتشار الأمر تبين أن المبنى مملوك لمصرى أجره لسورى وحوله الأخير لمدرسة خاصة تستقبل الطلبة السوريين فقط، وتبين أن وزارة التربية والتعليم لا تعلم عن الأمر شيئا، وتم تتبع الحدث حتى أغلقت وفر صاحبها.
وفى عام ٢٠١٦، تلقت وزارة التعليم عدة شكاوى تفيد قيام إحدى المدارس الأمريكية بمصر بتدريس منهج زائف، عن حرب أكتوبر، يؤكد أن مصر قد هزمت من إسرائيل وأن الأخيرة قد تركت لها سيناء إيثارا للسلم، وحينها تبرأت الوزارة من تبعية تلك المدرسة لها، مؤكدة أنها تتبع السفارة الأمريكية وليس لوزارة التعليم المصرية أى سلطة أو حتى مراقبة لما يتم تدريسه بها من مناهج.
مما سبق يتأكد لدينا ضرورة استصدار قانون يحتم خضوع مدارس الجاليات حتى تلك التى تتبع سفارة بلادها وخارجيتها لإشراف مباشر لوزارة التربية والتعليم المصرية، وهو ما نراه منطقيًا، لمباشرة مناهج مجهولة تدرس على أرض مصرية ولمواطنين من المفترض إدماجهم فى المجتمع المصري، وليس تغريبهم أكثر، مع المحافظة على هويتهم الأصلية التى لا يمكن إنكارها.
فإن كان هناك قرار يرجع لعام 2013 يفيد بمعاملة الطلاب اللاجئين معاملة الطالب المصرى فى المدارس المصرية الحكومية، واستجابت وزارة التربية والتعليم لإدماج الطلاب اللاجئين وملتمسى اللجوء من أصحاب الجنسيات (السورية- السودانية –الجنوب سودانية- اليمنية) بالمدارس الحكومية المصرية للعام الدراسى 2020-2021 دون تجديد الإقامة أو بطاقات اللجوء الزرقاء أو بطاقات ملتمسى اللجوء الصفراء، وذلك لمساعدة أبناء اللاجئين على الحصول على حقهم فى التعليم، إذن فما الحاجة لإنشاء مدارس ومراكز سودانية أو سورية أو غيرهما، لا تخضع لمتابعة وزارة التربية والتعليم المصرية؟
وإن كانت هناك ضرورة ملحة لتلك المدارس، لأسباب تثبيت الهوية والعادات والتقاليد أو تجنبا لتنمر محتمل لاختلاف اللهجة أو لون البشرة، فما الضير أن تخضع تلك المدارس خضوعا كاملا لإشراف وزارة التربية والتعليم المصرية، وأن توضع مناهجها تحت أعين متخصصينا، لا أن نخضع نحن لتبعيتها الكاملة لسفارتها، ونعاملها معاملة مبانى السفارات، تأكيدا لحصانتها، ذلك أن ترك الأمر هكذا، دون علمنا بما يتم تقديمه بين جدران مبان على أرضنا، إنما ينذر بأزمات وربما كوارث مستقبلية، أقلها ضررًا ما يتعلق بصعوبة الدمج المجتمعى للاجئين، واستمرار شعور التغريب والاختلاف، وهو ما يمكن أن ينتج أمورا يحزننى مجرد التفكير بها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أرض مصرية نبضات المناطق بالقاهرة وزارة التربیة والتعلیم المصریة
إقرأ أيضاً:
وزيرا الاتصالات والتعليم يشهدان تخريج أول دفعتين من مدارس WE للتكنولوجيا
شهد اليوم الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تخريج أول دفعتين من طلاب مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية للعامين الدراسيين 2022-2023 و2023-2024، والذي يبلغ إجمالي عدد الخريجين 1137 خريجا من 6 محافظات على مستوى الجمهورية، وذلك بمركز إبداع مصر الرقمية «كريتيفا» بالجيزة.
إعداد جيل جديد من الكوادر الفنية المؤهلةوتهدف مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية التي أنشأتها الشركة المصرية للاتصالات WE تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى إعداد جيل جديد من الكوادر الفنية المؤهلة، والقادرة على المنافسة في أسواق الاتصالات المحلية والإقليمية والدولية وتنمية مهاراتهم وإكسابهم الخبرة العلمية والعملية، وذلك من خلال دعم وتطوير منظومة التعليم الفني وبناء نموذج تعليمي متكامل، يجمع بين التعلم الأكاديمي والخبرة العملية التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل الحقيقية.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الرؤية من وراء إنشاء مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية هو تخريج جيل مؤهل وفقا لمستحدثات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبما يتواكب مع متطلبات سوق العمل، وتقديم نموذجا جديدا لخريجي التعليم الفني في مصر، وتغيير الصورة النمطية حول التعليم الفني.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أنه من أبرز التحديات التي برزت عند البدء في إنشاء هذه المدارس هو أن تحظى على ثقة الطلاب المتفوقين؛ مشيرا إلى أن الطلاب كانوا على قدر من الوعى والإدراك بما توفره هذه المنظومة التعليمية من برامج تمكنهم من اكتساب مصفوفة من المهارات، والكم المعرفي على النحو الذي يؤهلهم للمنافسة في سوق العمل المحلى والإقليمي والعالمي بفاعلية واقتدار.
التعاون في مجال التكنولوجياوأضاف الدكتور عمرو طلعت أنه تم البدء أولا بإنشاء مدرسة واحدة في مدينة نصر والتي شهدت إقبالا من الطلاب بما مثل حافزا للتوسع في إنشاء المدارس في كافة أنحاء الجمهورية؛ موضحا أنه تم حتى الآن الوصول إلى 19 مدرسة في 19 محافظة بها أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة؛ مؤكدا على استمرار التعاون مع وزارة التربية والتعليم الفني في إنشاء مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية بالمحافظات للوصول إلى 27 مدرسة خلال العام المقبل، بمعدل مدرسة بكل محافظة ثم بعد ذلك زيادة أعداد المدارس في كل محافظة.
شركات التكنولوجيا أصبحت تتصدر المشهد الاقتصاديوأوضح أن مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية توفر التعليم التكنولوجي وفقا لأحدث علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى مقررات التعليم الثانوي العام؛ مشيرا إلى أن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعد مرتكزا أساسيا لكل القطاعات حيث أصبحت عنصرا أساسيا لتحقيق تنمية حقيقية؛ لافتا إلى أن شركات التكنولوجيا أصبحت تتصدر المشهد الاقتصادي العالمي، كما أن معيار تقدم الدول يقاس بمقدار تقدمها في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ووجه «طلعت» التهنئة لخريجي مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية؛ داعيا الخريجين للاستمرار في تحصيل المزيد من العلم والاطلاع على مستحدثات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز قدراتهم التنافسية في سوق العمل.
كما وجه الشكر للسادة أولياء الأمور على ثقتهم في مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية، كذلك وجه الشكر لفرق العمل في كل من وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والتعليم والشركة المصرية للاتصالات لجهودهم في إنجاح المنظومة التعليمية بهذه المدارس.
وأكد أن هناك تواصل دائم مع وزير التربية والتعليم، حول كيفية تطوير هذه المدارس والتوسع في مختلف محافظات الجمهورية.
وفي كلمته، أكد الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تمثل خطوة متقدمة نحو بناء نظام تعليمى فني حديث ومتطور، يلبى احتياجات سوق العمل، ويستجيب للتطورات السريعة في مجالات التكنولوجيا والصناعة.
كما وجه وزير التربية والتعليم خالص الشكر، وعظيم التقدير إلى الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على اهتمامه البالغ بدعم منظومة التعليم الفني في مصر، والشراكة الناجحة مع الوزارة في العديد من المبادرات، كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للمهندس محمد نصر الدين -العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، لجهوده المتواصلة في تعزيز أواصر التعاون المثمر مع الوزارة.
وقال «عبد اللطيف»: «لقد أسهمت هذه الجهود في تقديم نموذج متميز ومشرف لمدارس التعليم الفني؛ مما يعكس دعمًا حقيقيًا لتطوير هذا القطاع الحيوي، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، وتأتى في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بنشر نظام مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التي تهدف إلى تقديم تعليم فني وتقنى متميز، يجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي».
وأوضح أن هذه المدارس تسعى إلى تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة، وتأهيلهم لسوق العمل بقدرات تنافسية عالية، كما تمثل جسرًا بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، مما يسهم في إعداد جيل من الشباب القادر على الابتكار، والإبداع، مشيرًا إلى أن ما أنجزته الشركة المصرية للاتصالات في مجال التعليم الفني، وبرامج التدريب والتأهيل لطلاب وخريجي تلك المدارس يعد مثالا حيا يعكس التزامها العميق بدعم المجتمع، وتمكين أفراده؛ بما يسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقا واستدامة.
وأكد الوزير أن ما نشهده اليوم من تخريج لطلاب مؤهلين قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل إنما يأتي تتويجا لجهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني – بالتعاون مع كافة الجهات المعنية للارتقاء بأداء المنظومة التعليمية، كما يأتي تطوير التعليم الفني والتطبيقي على رأس أولويات الدولة المصرية؛ إذ يمثل نقطة ارتكاز حقيقية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد قوى قائم على المهارات والكفاءات المتخصصة.
كما أكد وزير التربية والتعليم أن مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية تمثل نموذًجا متميزا لما يمكن تحقيقه من نجاح عندما تتضافر الجهود بين مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص؛ بهدف إعداد جيل مؤهل يمتلك المعارف العلمية، والمهارات العملية التي يتطلبها سوق العمل.