لا شك أن القيمة الحقيقة للإنسان ليست فيما يُضاف إليه من خلال منصبه أو جاهه أو ماله أو حسبه أو نسبه، بل القيمة الحقيقية له فيما يُضيف هو إلى مجتمعه من خير ومنفعة، فالمال والمنصب والنسب هي أمور غير مضمونة ولا مستقرة على الإطلاق.
فالمناصب لا تصنع العباقرة.. والثروات لا تخلق الرجال.. فقد يحصل العبقري أو النابغ على منصب فيزدان المنصب به ولا يزدان هو بالمنصب.
وللأسف الشديد، هناك العديد من أصحاب المناصب في بلادنا قد ينفصلون عن الواقع بأوهام يُكرسها فيهم المنافقون عبدة المناصب أصحاب المصالح المُتسلقين، ويوهمونهم بأنهم الصفوة المصطفاة، والخيرة المختارة، وغيرهم لا يرقون إلى مستواهم ولا يصلون إلى إمكانياتهم، فتصيبهم لعنة التكبر والغرور.
إنني أشعر بأن هذه اللعنة تصيب بعض الذين يتقلدون المناصب فتبعدهم عن مجتمعاتهم وتطردهم من بيئتهم، فتراهم يتحولون إلى شخصيات مختلفة تمامًا وتتغير حياتهم تغيرًا جذريًا، وكأن هذا المنصب دمر شخصياتهم وسحق كل القيم الموجودة في دواخلهم، فهم لا يعرفون إلا أصدقاء المصالح والمنافع ولا يستمعون إلا لمن يعتقدون أنه سيسهم في استقرارهم وبقائهم في مناصبهم.
وتبقى هذه الفئة خائفة مترقبة قلقة من زوال منصبها في يوم قريب، فليس لديهم إلا هذا المنصب يستمدون منه عزهم وعنفوانهم، وإذا زال المنصب زالوا وتقزّموا، وهذه هي الكارثة الأصعب عليهم، فقد عرفوا بالمنصب، وليس لديهم كيان حقيقي بدونه.
هل يعلم أصحاب المناصب بأن عليهم واجبات مثل ما لهم حقوق؟ هل يعلمون بأنهم مسؤولون فلهم السلطة وعليهم المسؤولية؟ هل هناك تغيير لمسناه من مسؤول بمنصب جديد أم نحن فقط نسمع بمنصب لأشخاص سابقين بترتيب جديد فقط تغيير الأماكن. هل تجرأ أحد المسؤولين في الجهات والمؤسسات الحكومية وغيرها بالاعتذار عن منصبه عندما يشعر بأنه ليس أهلًا له كما في الدول المتقدمة الحريصة على الدولة قبل المنصب، أم أنه ليس لديه شيء ويستمر ويجر الخراب في البلاد والعباد.
إنني انصح كل صاحب منصب بألا يغتر بمنصبه وألا يجعل ذلك المنصب يغير من شخصيته وأسلوب حياته، وأن يتمسك بمبادئه وأخلاقه، فالمناصب تأتي وتزول، ولا يبقى للإنسان بعد ذلك إلا ذكره وسيرته. فالمنصب يجب ألا يغيرنا، بل نحن من يجب أن نغير المنصب لنجعله أكثر خدمة للمواطن وأكثر قربًا منه، كما لا يجب أن يصنعنا المنصب، مجدًا وثروة، بل نحن من نصنعه، مستقبلًا زاخرًا بالخير على الوطن والمواطن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أصحاب المناصب الدول المتقدمة
إقرأ أيضاً:
فئات ممنوعة من آداء مناسك الحج لعام 2025
أيام قليلة تفصلنا عن غلق باب التقدم على قرعة الحج الخاصة بوزارة الداخلية، التي فتحت أبوابها أمام المواطنين الراغبين في آداء مناسك الحج لعام 2025، منذ 30 أكتوبر الماضي وحتى 16 نوفمبر.
وهناك عدد من الفئات الممنوعة من آداء مناسك الحج، نظرا لحالتهم الصحية، وهذا ما توضحه " بوابة الوفد" في التقرير التالي.
الفئات الممنوعة من الحج
الأطفال الأقل من سن 12 عامًا، وذلك لضمان عدم تعريضهم لمشاق السفر ومناسك الحج.
مرضى الفشل الكلوي والتليف الرئوي، نظرا لاحتياهم لرعاية طبية خاصة.
أصحاب الأمراض المعدية.
المصابون بالسمنة المفرطة المرضية، لصعوبة آداء مناسك الحج عليهم.
مرضى القلب المتقدمون ومرضى التليف الكبدي والحوامل.
أصحاب الأمراض النفسية الشديدة، وألزهايمر.
مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي.