الفلسطينيون والإسرائيليون يخسرون عندما يختار القادة العنف
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
مع اليوم الأول من وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في غزة، يخيم على المشهد عدد من التساؤلات، تبدأ بالحديث عن ماذا بعد الهدنة وتنتهي بالتساؤل عن العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الحرب.
في تقرير لها على مجلة ناشونال إنترست ترى الكسندر لانجلوا، أن الأمر سيتطلب شجاعة سياسية كبيرة لتصحيح أخطاء الماضي والحاضر في هذا الصراع.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي اكتملت فيه صفقة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية على المدى القصير بعد أسابيع من المفاوضات أثناء الحرب بين إسرائيل وحماس، فمن الواضح أن العمل العسكري لا يشكل حلاً للصراع الأوسع.
وبحسب المجلة، فقد ساهمت عقود من الموت على كل جانب، والتي صيغت على أنها ما يسمى "دوائر العنف"، في تغذية التطرف والعنف الذي أدى إلى القتال الدائر اليوم.
وترى لانجلو أن المسار الجديد ضروري، وهو المسار الذي يتجاوز الخطاب الفارغ والدعم الأعمى لأي جهة فاعلة. حل الدولتين
بحسب التقرير، يطرح العديد من اللاعبين المهمين هذه القضية، ويجددون الدعوات إلى حل سياسي جدي يؤدي إلى إقامة دولة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقد قدم كبار الفاعلين، مثل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق سلام فياض، حججاً ملحوظة في هذا الصدد.
ويردد باحثون ومحللون آخرون مشاعرهم، بما في ذلك رئيسا الباروميتر العربي أماني جمال ومايكل روبنز، اللذين يسلطان الضوء بشكل معقد على درجة الحرارة السياسية الفلسطينية للدعوة إلى طريق نحو السلام.
وفي نهاية المطاف، هناك دعم قوي للتوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع المدمر، ومع ذلك، يجب أن تكون الحلول مستدامة ومدعومة بإجراءات قوية يمكن التحقق منها.
ورغم أن هذه النتيجة هي التي يقررها الفلسطينيون والإسرائيليون بأنفسهم في نهاية المطاف، فإنها لابد أن تنتهي إلى دولة قابلة للحياة لكلا الطرفين على النحو الذي تدعمه المبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي.
Salam Fayyad, former prime minister of the Palestinian Authority, explains why both the PLO and the PA have very little standing among Palestinians today—and outlines how these groups can preserve a path to peace in the region.https://t.co/pdPcLIwtXm
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 19, 2023
وتعتقد الكاتبة أن مصطلحات مثل "دورات العنف" و"التصعيد" غالبًا ما تقلل من شأن العنف المستمر منذ عقود - وخاصة الإجراءات الإسرائيلية ضد المجتمعات الفلسطينية الأضعف بشكل كبير - إلا أنها مفيدة لفهم كيف يغذي العنف الصراع بينما يؤدي إلى تصلب المواقف السلبية على كلا الجانبين.
تنبع هذه المشكلة جزئياً من عدم تناسق القوى بين المجموعتين المتصارعتين.
على سبيل المثال، تؤدي السياسات الإسرائيلية، إلى أضرار مدنية كبيرة تؤثر على الفلسطينيين.
وتضرب الكاتبة المثل بما تم تطبيقه خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان عام 2006، وهو حل يدعو إلى أقصى قدر من عدم التناسب في العمليات العسكرية لإنشاء ردع دائم.
على هذا النحو، فإن تصاعد أعمال العنف بين إسرائيل وفلسطين في الأعوام 2008، و2009، و2014، و2018، و2021، و2022 يعكس إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين البالغ 899، و1066، و2329، و300، و349، و191، على التوالي.
تتزامن هذه الأرقام مع وصول الوفيات الإسرائيلية إلى ثلاثة وثلاثين، وأحد عشر، وثمانية وثمانين، وثلاثة عشر، وأحد عشر، وواحد وعشرين على التوالي، خلال نفس السنوات.
ومن الجدير بالذكر أن معظم القتلى الإسرائيليين خلال هذه السنوات كانوا من الجنود، في حين أن معظم القتلى الفلسطينيين كانوا من المدنيين.
كما أصيب عشرات الآلاف من الفلسطينيين في سنوات الصراع هذه أيضًا.
من المؤكد أن هذه الأرقام لا تشير إلى أن الوفيات الإسرائيلية أقل أهمية، ولا أنها تساهم بشكل مختلف في ردود الفعل العنيفة في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة. السابع من أكتوبر
الحقيقة أن إسرائيل شهدت أكبر عدد من الخسائر البشرية منذ تأسيسها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، حيث قتلت حماس ما يقرب من 1200 من المدنيين والجنود، واحتجزت 230 آخرين كرهائن في عمل وحشي مذهل، وفق التقرير.
رداً على ذلك، أطلقت إسرائيل حملة برية وبحرية وجوية ذات أبعاد تاريخية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 14000 شخص حتى كتابة هذه السطور.
ومعظم هؤلاء الأفراد هم من المدنيين، ونصفهم تقريباً من الأطفال.
إن تصاعد حجم وتواتر أعمال العنف هو اتجاه مثير للقلق؛ وبينما انخفض عدد الوفيات خلال هذه الارتفاعات الكبيرة في أعمال العنف تدريجياً قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول)، زاد حجم الدمار.
Mapping destruction from space shows about half of northern Gaza's buildings are damaged, researchers say - ABC News https://t.co/wNt40laLhI
— Intelligence FRONT (@Intelligencefnt) November 23, 2023
ويقدر البنك الدولي أن ما يقرب من 485 مليون دولار كان ضروريا لإعادة بناء غزة بعد حرب عام 2021 بين إسرائيل وحماس.
وتشير التقارير الميدانية اليوم إلى أن العدد سيكون أعلى بشكل كبير حيث إن العديد من المناطق في قطاع غزة أصبحت غير صالحة للعيش.
هذه هي العوامل التي تجبر الناس على الفقر المدقع لأنهم يشهدون وفاة أحبائهم أثناء فرارهم بناءً على أوامر إخلاء غامضة.
إنه مستوى من العنف سيؤثر بشدة وسلبي على ما يقرب من مليون شاب يكافحون من أجل البقاء في غزة، مما يصيبهم بالصدمة مدى الحياة بطرق تؤدي بانتظام إلى مستقبل عنيف.
ومع عدم وجود وطن يعودون إليه وسط مخاوف مشروعة من نكبة ثانية -حدث عام 1948 الذي وصفه الفلسطينيون بأنه طردهم من أراضيهم عند إنشاء إسرائيل- فماذا على الفلسطينيين أن يفعلوا؟
الجواب، بحسب المجلة، للأسف بسيط للغاية: معالجة الوضع الراهن أو المخاطرة بتكرار التاريخ و"دورات العنف".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة بین إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مسؤول محلي: ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في تعز إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري
يمن مونيتور/وكالات
أعلنت السلطات الصحية ارتفاع وفيات الكوليرا في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري 2024.
وأوضح مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز تيسير السامعي، أن وفيات الكوليرا في المحافظة ارتفعت إلى 52 حالة منذ مطلع العام الجاري 2024.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن” حالات الإصابة بالمرض في المحافظة ارتفعت إلى 8 آلاف و 461 حالة” .
وأشار السامعي إلى أن من بين الإصابات 1382 حالة مؤكدة بالفحص المخبري.
وحث المسؤول الصحي المواطنين على ضرورة اتباع وسائل الوقاية اللازمة للحد من انتشار الوباء.
كما دعا المنظمات الدولية إلى التدخل السريع لدعم السلطات الصحية اليمنية من أجل السيطرة العاجلة على انتشار وباء الكوليرا.