مع اليوم الأول من وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في غزة، يخيم على المشهد عدد من التساؤلات، تبدأ بالحديث عن ماذا بعد الهدنة وتنتهي بالتساؤل عن العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الحرب.


في تقرير لها على مجلة ناشونال إنترست ترى الكسندر لانجلوا، أن الأمر سيتطلب شجاعة سياسية كبيرة لتصحيح أخطاء الماضي والحاضر في هذا الصراع.


ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي اكتملت فيه صفقة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية على المدى القصير بعد أسابيع من المفاوضات أثناء الحرب بين إسرائيل وحماس، فمن الواضح أن العمل العسكري لا يشكل حلاً للصراع الأوسع.
وبحسب المجلة، فقد ساهمت عقود من الموت على كل جانب، والتي صيغت على أنها ما يسمى "دوائر العنف"، في تغذية التطرف والعنف الذي أدى إلى القتال الدائر اليوم.
وترى لانجلو أن المسار الجديد ضروري، وهو المسار الذي يتجاوز الخطاب الفارغ والدعم الأعمى لأي جهة فاعلة. حل الدولتين

بحسب التقرير، يطرح العديد من اللاعبين المهمين هذه القضية، ويجددون الدعوات إلى حل سياسي جدي يؤدي إلى إقامة دولة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقد قدم كبار الفاعلين، مثل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق سلام فياض، حججاً ملحوظة في هذا الصدد.
ويردد باحثون ومحللون آخرون مشاعرهم، بما في ذلك رئيسا الباروميتر العربي أماني جمال ومايكل روبنز، اللذين يسلطان الضوء بشكل معقد على درجة الحرارة السياسية الفلسطينية للدعوة إلى طريق نحو السلام.
وفي نهاية المطاف، هناك دعم قوي للتوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع المدمر، ومع ذلك، يجب أن تكون الحلول مستدامة ومدعومة بإجراءات قوية يمكن التحقق منها.
ورغم أن هذه النتيجة هي التي يقررها الفلسطينيون والإسرائيليون بأنفسهم في نهاية المطاف، فإنها لابد أن تنتهي إلى دولة قابلة للحياة لكلا الطرفين على النحو الذي تدعمه المبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي.

Salam Fayyad, former prime minister of the Palestinian Authority, explains why both the PLO and the PA have very little standing among Palestinians today—and outlines how these groups can preserve a path to peace in the region.https://t.co/pdPcLIwtXm

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 19, 2023


وتعتقد الكاتبة أن مصطلحات مثل "دورات العنف" و"التصعيد" غالبًا ما تقلل من شأن العنف المستمر منذ عقود - وخاصة الإجراءات الإسرائيلية ضد المجتمعات الفلسطينية الأضعف بشكل كبير - إلا أنها مفيدة لفهم كيف يغذي العنف الصراع بينما يؤدي إلى تصلب المواقف السلبية على كلا الجانبين.

دورة العنف في هذا السياق، فإن الوفيات بين الفلسطينيين أعلى بكثير تاريخياً من الوفيات الإسرائيلية عندما تتكرر دورة العنف.
تنبع هذه المشكلة جزئياً من عدم تناسق القوى بين المجموعتين المتصارعتين.
على سبيل المثال، تؤدي السياسات الإسرائيلية، إلى أضرار مدنية كبيرة تؤثر على الفلسطينيين.
وتضرب الكاتبة المثل بما تم تطبيقه خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان عام 2006، وهو حل يدعو إلى أقصى قدر من عدم التناسب في العمليات العسكرية لإنشاء ردع دائم.
على هذا النحو، فإن تصاعد أعمال العنف بين إسرائيل وفلسطين في الأعوام 2008، و2009، و2014، و2018، و2021، و2022 يعكس إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين البالغ 899، و1066، و2329، و300، و349، و191، على التوالي.
تتزامن هذه الأرقام مع وصول الوفيات الإسرائيلية إلى ثلاثة وثلاثين، وأحد عشر، وثمانية وثمانين، وثلاثة عشر، وأحد عشر، وواحد وعشرين على التوالي، خلال نفس السنوات. 
ومن الجدير بالذكر أن معظم القتلى الإسرائيليين خلال هذه السنوات كانوا من الجنود، في حين أن معظم القتلى الفلسطينيين كانوا من المدنيين.
كما أصيب عشرات الآلاف من الفلسطينيين في سنوات الصراع هذه أيضًا.
من المؤكد أن هذه الأرقام لا تشير إلى أن الوفيات الإسرائيلية أقل أهمية، ولا أنها تساهم بشكل مختلف في ردود الفعل العنيفة في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة. السابع من أكتوبر

الحقيقة أن إسرائيل شهدت أكبر عدد من الخسائر البشرية منذ تأسيسها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، حيث قتلت حماس ما يقرب من 1200 من المدنيين والجنود، واحتجزت 230 آخرين كرهائن في عمل وحشي مذهل، وفق التقرير.
رداً على ذلك، أطلقت إسرائيل حملة برية وبحرية وجوية ذات أبعاد تاريخية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 14000 شخص حتى كتابة هذه السطور.
ومعظم هؤلاء الأفراد هم من المدنيين، ونصفهم تقريباً من الأطفال.
إن تصاعد حجم وتواتر أعمال العنف هو اتجاه مثير للقلق؛ وبينما انخفض عدد الوفيات خلال هذه الارتفاعات الكبيرة في أعمال العنف تدريجياً قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول)، زاد حجم الدمار.

Mapping destruction from space shows about half of northern Gaza's buildings are damaged, researchers say - ABC News https://t.co/wNt40laLhI

— Intelligence FRONT (@Intelligencefnt) November 23, 2023


ويقدر البنك الدولي أن ما يقرب من 485 مليون دولار كان ضروريا لإعادة بناء غزة بعد حرب عام 2021 بين إسرائيل وحماس.
وتشير التقارير الميدانية اليوم إلى أن العدد سيكون أعلى بشكل كبير حيث إن العديد من المناطق في قطاع غزة أصبحت غير صالحة للعيش.
هذه هي العوامل التي تجبر الناس على الفقر المدقع لأنهم يشهدون وفاة أحبائهم أثناء فرارهم بناءً على أوامر إخلاء غامضة.
إنه مستوى من العنف سيؤثر بشدة وسلبي على ما يقرب من مليون شاب يكافحون من أجل البقاء في غزة، مما يصيبهم بالصدمة مدى الحياة بطرق تؤدي بانتظام إلى مستقبل عنيف.
ومع عدم وجود وطن يعودون إليه وسط مخاوف مشروعة من نكبة ثانية -حدث عام 1948 الذي وصفه الفلسطينيون بأنه طردهم من أراضيهم عند إنشاء إسرائيل- فماذا على الفلسطينيين أن يفعلوا؟
الجواب، بحسب المجلة، للأسف بسيط للغاية: معالجة الوضع الراهن أو المخاطرة بتكرار التاريخ و"دورات العنف".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الفلسطينيون في قطاع غزة يستقبلون رمضان ببهجة رغم الدمار

الثورة نت/..

يستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة، شهر رمضان المبارك ببهجة ومعنويات مرتفعة رغم الدمار الهائل، والفقد الكبير الذي خلفه العدوان الصهيوني الوحشي في أوساط جل العائلات.

ووفق وكالة (سما) الإخبارية، اليوم السبت، استعدادا لاستقبال رمضان، كثفت بلديات قطاع غزة جهودها لإزالة آثار حرب الإبادة وتزيين الشوارع وسط ركام المنازل.

وأطلقت البلدية على الحملة شعار “غزة أجمل بأيدينا”، وتضمنت المبادرة تنظيف الشوارع وجمع النفايات إلى جانب أعمال تبليط وإصلاح أرصفة.

وفي خانيونس، أضفى أهالي القطاع أجواء مميزة في أول سحور بشهر رمضان المبارك، حيث إنهم نظموا مائدة سحور جماعية وسط الركام الكبير.

وانتشرت في أنحاء القطاع فوانيس رمضان، وجال “المسحراتي” في أحياء القطاع المنكوبة، ما أضفى بهجة كبيرة على الأطفال.

وأطلقت البلدية حملة تحمل شعار “غزة أجمل في رمضان”، شملت “أعمال إزالة ورفع الركام” في شوارع المدينة وطلاء جدران المنازل المدمرة.

يذكر أن أهالي قطاع غزة عاشوا شهر رمضان الفائت وسط حرب الإبادة الصهيونية الوحشية التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف.

مقالات مشابهة

  • جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
  • وسط صمت دولي.. برلماني: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا للضغط على الفلسطينيين
  • الجبهة الوطنية يختار 10 أمناء للأمانات المركزية
  • تهجير الفلسطينيين من غزة جريمة طبقتها إسرائيل قبل أن ينظّر لها ترامب.. كتاب جديد
  • أوغندا تؤكد وفاة ثاني حالة بفيروس إيبولا ليرتفع عدد الوفيات إلى 10
  • شاهد | الفلسطينيون يعودون للصلاة في المساجد المدمرة
  • الفلسطينيون في قطاع غزة يستقبلون رمضان ببهجة رغم الدمار
  • إفطار وسط الركام.. الفلسطينيون في رفح يستقبلون أول أيام رمضان في مشهد استئنائي
  • المطران عطالله حنا: نتمنى أن تزول المظالم التي يتعرض لها الفلسطينيون
  • الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟