الجزيرة:
2025-02-07@08:21:17 GMT

تنكيل ومصير مجهول.. أكذوبة حاجز النزوح الآمن بغزة

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

تنكيل ومصير مجهول.. أكذوبة حاجز النزوح الآمن بغزة

غزة-  في مشهد يتكرر، يتنقل أفراد عائلات فلسطينية بين المستشفيات وأماكن وجود الصحفيين بحثا عن أي معلومة حول أبنائهم الذين يعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر ممر النزوح بين شمال قطاع غزة وجنوبه. مذعورين من إمكانية إعدام قوات الاحتلال أبناءهم، أو تحويلهم إلى مفقودين إلى الأبد.

وتشتكي العائلات من عدم قدرتها على التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي الجهة الوحيدة التي تمتلك القدرة على التواصل مع السلطات الإسرائيلية.

وتعمل إسرائيل منذ نحو 40 يوما على إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه البالغ عددهم نحو مليون شخص، عبر طلب نزوحهم بشكل مستمر نحو الجنوب.

وأقام جنود الاحتلال حاجزا جنوب مدينة غزة، يجبر العائلات النازحة على المرور عبره، ويتم خلاله تفتيشهم واعتقال بعضهم.

الاحتلال يجبر سكان شمال قطاع غزة على النزوح سيرا على الأقدام لكيلومترات رافعين أيديهم (وكالة حماية البيئة) مخاوف من الانتقام

يقول "أبٌ" فلسطيني، فضل عدم ذكر اسمه تخوفا من انتقام جيش الاحتلال، إن ابنه اختُطف قبل 4 أيام لدى مروره من حاجز النزوح قادما من مخيم جباليا شمال القطاع، وإنه لا يملك أي معلومة بشأن مصيره.

ويضيف الأب للجزيرة نت، "يوميا أتنقل من مكان لآخر بحثا عن أي معلومة، ولكن دون جدوى، علمت أنهم أطلقوا مجموعة من المختطفين ولكني لا أعرف أين وكيف، حاولت كثيرا الاتصال بالصليب الأحمر دون أن أنجح في ذلك".

وفي قصة أخرى، ذكر شقيقان "شاب وشابة" -لمراسل الجزيرة نت- أن قوات الاحتلال اعتقلت والدهما البالغ من العمر نحو 57 عاما على الحاجز، وأن العائلة تجهل مصيره.

وأبدى الشابان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، خشيتهما الكبيرة على حياة والدهما، كونه يعمل شرطيا في وزارة الداخلية بغزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

كما يتناقل العديد من النازحين، قصصا عن تنفيذ جنود الاحتلال عمليات إعدام ميدانية، لعدد من الأشخاص على الحاجز بعد اعتقالهم.

وفي حادثة أخرى، كانت نهايتها سعيدة، أخبر نازح في مركز إيواء -الجزيرة نت- أن قوات الاحتلال احتجزت شقيقه على الحاجز، لكنها أفرجت عنه مساء.

 

مصدر حقوقي يؤكد اعتقال ما بين 400 و 500 فلسطيني عبر حاجز النزوح من شمال غزة إلى جنوبها (رويترز) مصيدة للاعتقال والتنكيل

يُقدّر رامي عبدو رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عدد المعتقلين عبر حاجز النزوح من 400 إلى 500 شخص، حتى الآن.

ويقول عبدو للجزيرة نت، "هذا الحاجز تحوّل إلى مصيدة للاعتقال والتنكيل، وعمليات القتل خارج نطاق القانون".

ويسرد قصة مأساوية لزوجة اسمها رشا نزحت برفقة أطفالها مع زوجها بهاء، والذي اعتقله الاحتلال بعد التنكيل به وبالعائلة. ويضيف "مشت الزوجة رفقة أطفالها الصغار عدة كيلومترات تبكي زوجها، دون أن تعلم ماذا تفعل وإلى أين تذهب".

ويتابع الحقوقي الفلسطيني، "هذا حال مئات الأسر التي لا تعرف مصير أبنائها، وتتخوّف من تعرضهم للقتل كما حدث مع عدد من المعتقلين". ويؤكد أن معاناة الأهالي تزداد بسبب عجزهم عن الحصول على أي معلومة عن مصير أولادهم وانقطاع أو سوء الاتصالات.

وانتقد عبدو ما اعتبره "عدم قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجهد المطلوب من أجل معرفة مصير المعتقلين". ولفت إلى أن المرصد الذي يرأسه وثّق بعض الحوادث التي قَتلت فيها إسرائيل بعض المواطنين جراء رفضهم عمليات التنكيل.

ويشير الحقوقي ذاته إلى أن المرصد الأورومتوسطي وثق حادثة تعذيب واعتقال زوج وزوجته بسبب رفض الأول، تعرض زوجته للتفتيش، و جمع شهادات لنازحين عبروا الممر المعلن عنه، تحدثوا عن إفادات صادمة عن حوادث قتل واعتقال وإذلال متعمد لهم.

وأضاف رامي عبدو أن جيش الاحتلال يجبر السكان على السير مشيا على الأقدام قرابة 7 كيلومترات للنزوح إلى جنوب القطاع، ويحظر وصول أي مركبات على بعد حوالي 4 إلى 5 كيلومترات من نقطة عسكرية يقيمها على مشارف مدينة غزة، ويجبر النازحين على رفع أذرعهم طوال سيرهم وحمل رايات بيضاء.

 


خرق قوانين الحرب

ونقل عبدو عن شهادات سكان رصدها مرصده الحقوقي، معاينة عشرات الجثث متقطعةً أشلاء وبعضها متفحمة غالبيتها لنساء وأطفال ملقون على الأرض، وآخرون داخل سيارات مدنية استُهدفت بالقذائف.

وأكد في السياق ذاته أن إسرائيل، التي تدفع السكان للنزوح القسري من الشمال إلى الجنوب، "لا توفر لهم ملجأ آمنا أو وسيلة للنزوح بأمان، بل تستهدفهم خلال ذلك لتخرق بشكل صريح قوانين الحرب".

ولم يتسن للجزيرة نت الحصول على تعقيب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. لكن -في بيان سابق- تقول اللجنة إنها تشعر "بالعجز والإحباط" حيال المناشدات المتواصلة التي تصلهم من قبل المواطنين الفلسطينيين.

وقال البيان الذي أصدره مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية في غزة، وليم شومبرق في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري "إنّها لمأساة إنسانية لا تُحتمل تتكشف ملامحها نُصب أعيننا، فالناس يناشدوننا ليلا ونهارا، ويلتمسون المساعدة في إيصالهم إلى بر الأمان".

وأضاف المصدر نفسه "بصفتي عاملا في المجال الإنساني، يتملكني شعور بالإحباط بسبب عجزي عن تلبية هذه النداءات، إذ تفتقر طواقمنا إلى الضمانات الأمنية الأساسية اللازمة للتحرك في شمال غزة".

وحول النازحين ومناشدات العائلات بخصوص أبنائها المعتقلين والمفقودين، قال شومبرق "نتلقى مكالمات عديدة من نازحين يبحثون عن أفراد عائلاتهم، من الأهمية ألا يتفرق شمل أفراد الأسرة الواحدة أثناء عمليات الإجلاء".

وتابعت اللجنة الدولية أنها تشعر "بقلق بالغ إزاء الظروف المحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة التي يجري في ظلها إجلاء المدنيين، وهم يلوحون بالرايات البيضاء، يسيرون عشرات الكيلومترات أمام الجثث الملقاة على الطرقات وهم محرومون من المستلزمات الأساسية مثل الطعام والماء".

وأسفرت الحرب التي أطلقتها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على غزة عن استشهاد أكثر من 14 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اللجنة الدولیة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يغير معالم جنين وينسف منازلها ويجبر 15 ألفاً من سكانها على النزوح

 

الثورة / متابعات

واصل جيش العدو الصهيوني عدوانه لليوم الرابع على بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، وأعلن حظر تجوال على طمون لمدة 48 ساعة، وفجّر منزل شهيد في مخيم جنين، كما يشن جيش العدو الصهيوني عدوانا على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ11 على التوالي، وعلى مخيم جنين لليوم السابع عشر ، مخلفا شهداء وإصابات واعتقالات ودمارا واسعا في المنطقة، فيما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان بالرصاص والعبوات المتفجرة.

وأفادت مصادر محلية، أن قوات العدو قصفت بمسيرة منطقة طمون التي تعاني من وضع إنساني كارثي بسبب الحصار والعمليات الواسعة لقوات الاحتلال، وأن هناك عشرات العائلات المحاصرة في طمون أطلقت نداءات استغاثة.

وأطلق سكان مخيم الفارعة نداء استغاثة للدخول إلى المخيم ومساعدة السكان، في حين أعاقت قوات العدو دخول طواقم الإسعاف إلى المخيم لعدة أيام في حين تواصل اقتحام المنازل وطرد السكان من المخيم وتنفيذ عمليات اعتقال.

وقالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، إن إجمالي النازحين من المخيم وصل إلى 15 ألف مواطن، في حين دمر «جيش» الاحتلال الإسرائيلي 180 منزلاً، وتسبب العدوان بقطع الخدمات الأساسية، وتوقف المدارس، وحرمان 4 مستشفيات من المياه.

وأكدت اللجنة أن أهالي مدينة جنين يعانون ظروفاً مأساوية مع انقطاع المياه والكهرباء، في وقت تستمر آليات الاحتلال في حصار مستشفى جنين الحكومي بعد جرف مدخله والشارع الرئيس المؤدي إليه.

وتعاني أقسام المستشفى نقصاً حاداً في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على محاولة إيصال المياه إلى المستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة، بسبب منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من الدخول إليه.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، في بيان، إن الشكل الهندسي والديموغرافي للمخيم سيتغير بشكل كامل بعد التفجيرات داخله، فيما أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار أن الوضع في جنين كارثي، والمدينة تواجه شللاً تاماً في كل مناحي الحياة.

وكانت مديرية التربية والتعليم في جنين قد أعلنت أن دوام المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال في مدينة ومخيم جنين سيكون عن بعد، في حين يكون الدوام وجاهياً في باقي بلدات وقرى المحافظة.

بالتوازي، تنفذ قوات الاحتلال حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية في البلدة مع عشرات الفلسطينيين، بعدما حولت عدداً من المنازل إلى ثُكَن عسكرية.

وفي طوباس أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين، فجر أمس الخميس، بجروح ما بين الطفيفة والمتوسطة إثر اعتداء قوات العدو الصهيوني عليهم قرب مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» في إن طواقمها الطبية تعاملت مع ثلاث إصابات بـ «الضرب المبرح» نتيجة اعتداء قوات العدو على فلسطينيين قرب حاجز «الحمرا» العسكري في الأغوار الشمالية، قرب مدينة طوباس.

وحاجز «الحمرا» أقامه الاحتلال عند مفترق طرق يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى والجنوبية والشمالية، ويشهد منذ قرابة العام ونصف تشديدات عسكرية وإغلاقات متكررة أمام تنقلات الفلسطينيين، زادت حدتها خلال اليومين الماضيين.. كما فجرت قوات العدو منزل الشهيد محمد عصري فياض أحد قادة كتيبة جنين في حي الغبس بمخيم جنين.

في المقابل أعلنت سرايا القدس– كتيبة جنين أنها تصدت لقوات العدو المقتحمة لبلدة السيلة الحارثية.. مشيرة إلى أنها حققت إصابات مؤكدة بقواته

كما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» بكتيبة طولكرم، أمس الخميس، عن استهداف قوة صهيونية، وتحقيق إصابات مؤكدة، وذلك بالاشتراك مع سرايا القدس وشباب الثأر والتحرير.

وقالت كتيبة طولكرم في كتائب القسام، في بلاغ لها: إنه «بعد عودة الاتصال بإحدى تشكيلاتنا القتالية فجر اليوم، أكدوا تمكنهم برفقة سرايا القدس وشباب الثأر والتحرير من استهداف قوة من المُشاة كانت متمركزة في معبر الطيبة بزخات كثيفة من الرصاص المباشر موقعين إصابات مؤكدة».

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يجبر الفلسطينيين على النزوح من مدينة طولكرم (صور)
  • الاحتلال يغير معالم جنين وينسف منازلها ويجبر 15 ألفاً من سكانها على النزوح
  • إعلام إسرائيلي: عملية حاجز تياسير تؤكد صعوبة الوضع في شمال الضفة
  • الأمم المتحدة تدين تصاعد العنف واستمرار النزوح الجماعي في السودان
  • الاحتلال يحاصر بلدة طمون ومخيم الفارعة لليوم الرابع ويجبر العائلات على النزوح
  • الأمم المتحدة: تصاعد العنف في السودان واستمرار النزوح الجماعي
  • الاحتلال الإسرائيلي يجبر فلسطينيين على النزوح من 60 منزلا في طوباس
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال يرتكب جرائم تهجير وإجبار على النزوح في الضفة
  • بلدية طمون: جيش الاحتلال أجبر نحو 15 عائلة على النزوح القسري
  • جيش الاحتلال يجبر 20 عائلة إسرائيلية على النزوح القسري بالضفة