كشف كلايف جونز، أستاذ الأمن الإقليمي بجامعة دورهام، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، من المستفيد "عسكريا وسياسيا" من الهدنة الموقتة في غزة التي دخلت حيز التنفيذ اليوم الجمعة لأربعة أيام. 

وبموجب الهدنة، قامت حماس بالافراج عن 50 أسير وأسيرة مقابل إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا، وهي أيضا بمثابة استراحة محارب من المعارك المستمرة منذ أسابيع.

وفيما ستسعى حماس للاستفادة منها عسكريا، فإن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستبحث بدورها عن غنائم سياسية.

وبدأت الهدنة بالإفراج عن دفعة أولى هم 13 امرأة وطفلا من بين حوالي 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر. كما سيتم بالتزامن إطلاق ما لا يقل عن 150 من السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل.

وقال جونز: “من الناحية العسكرية، تعتبر هذه الهدنة بالنسبة إلى حماس بمثابة استراحة المحارب. ليس هناك أدنى شك في ذلك. حيث ستمنحها فرصة لإعادة تجميع صفوفها وإعادة التمركز وإعادة دراسة استراتيجيتها. لكن في الجهة الأخرى، فإن وقف إطلاق النار لن ينفع بالضرورة القوات الإسرائيلية بنفس الطريقة التي ستستفيد بها حماس."

كما ينبغي أخذ العامل السياسي للوضع الراهن في عين الاعتبار. حيث إن بنيامين نتانياهو هو تحت الضغط في وقت واحد من قبل عائلات الأسرى وكذلك من الشركاء الدوليين وخاصة الولايات المتحدة على حد سواء. وهو مدرك للوضع في بلاده ولعدم شعبيته. وهكذا فقد انتهى به الأمر إلى إجراء حسابات سياسية. وهو يعتبر بأن وقف إطلاق النار سيكون مفيدا من الناحية السياسية، ليس فقط لإسرائيل، بل على الأرجح له أيضا.

ويتخوف البعض من أن الهدنة لن توقف زخم الهجوم الإسرائيلي في مدينة غزة ومحيطها. 

وأوضح أنه من المرجح أن المعارك ستستأنف، لكن من المستحيل القول حاليا ما إذا كانت ستكون بنفس العنف كما كانت عليه من قبل. يتوقف ذلك على عوامل عدة، بما فيها نجاح عملية تبادل الاسري وتفاعل إسرائيل مع الضغوط الدولية، وبشكل خاص من الولايات المتحدة. 

عدد شهداء العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة قد ارتفع إلى 14854 شهيدًا، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة حسب آخر حصيلة للسلطات الصحية التابعة لحماس. إضافة إلى ذلك، أصيب 36 ألف شخص. 

وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد أكثر من 200 فلسطيني منذ بدء الحرب بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

على الجانب الآخر، تسببت عملية طوفان الأقصى بمقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون حسب تل أبيب. كما قُتل ما لا يقل عن 51 جنديا إسرائيليا منذ بدء العملية البرية في غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة الهدنة حماس إسرائيل الأقصى

إقرأ أيضاً:

الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة، إذا لم تطلق حركة حماس ما تبقى من رهائن إسرائيليين محتجزين لديها. وتخطط إسرائيل فعلاً لذلك.

دمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية

وكتب دوف ليبر وآنات بيليد في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن إسرائيل أعدت خططاً لسلسلة خطوات تصعيدية، بهدف الضغط على حماس، بعد توقف المفاوضات لتمديد المرحلة الأولى من وقف النار التي امتدت سبعة أسابيع، ما قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت 16 شهراً. وقف السلع والإمدادات

وبدأت الخطوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بوقف دخول السلع والإمدادات إلى غزة. وستشمل الإجراءات التالية قطع الكهرباء والمياه، وفق ما أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أضاف أن هذه الخطوات نوقشت في اجتماع الكابينيت الأسبوع الماضي.
وإذا أخفقت هذه الخطوات، فإن إسرائيل يمكنها اللجوء إلى حملة من الغارات الجوية، وعمليات المداهمة التكتيكية ضد أهداف لحماس، حسب محلل أمني إسرائيلي مطلع، ومن ثم، يمكن لإسرائيل أن تهجّر مجدداً مئات آلاف الفلسطينيين، الذين استفادوا من وقف النار للعودة إلى منازلهم في الشطر الشمالي من القطاع.

هجوم أقوى

واستناداً إلى مطلعين على الخطة الإسرائيلية، فقد تهاجم إسرائيل القطاع بقوة عسكرية أكبر من تلك التي زجت بها في النزاع حتى الآن، مع نية احتلال فعال في الوقت الذي تهاجم فيه بقايا حماس.

As cease-fire talks stall, Israel has charted a course for gradually increasing pressure on Hamas to the point of another invasion of the Gaza Strip https://t.co/2H47GxXetX

— The Wall Street Journal (@WSJ) March 8, 2025

وفي إسرائيل، هناك كثيرون يشعرون بأن هجوماً آخر على غزة، لا يمكن تجنبه. ويقول المسؤول السابق في البنتاغون مايكل ماكوفسكي، الذي يتولى الآن منصب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، في واشنطن: "هناك تصميم على العودة والقضاء على حماس مهما حدث. وأعتقد أن إسرائيل ستدخل المنطقة بقوة وحزم".
ويأتي هذا التخطيط في الوقت الذي وصلت فيه إسرائيل وحماس إلى مرحلة محورية في المحادثات، حيث يطرح الطرفان العدوان مواقف متعارضة تماماً من القضايا الجوهرية في الحرب، ما يعرقل الجهود الرامية إلى مواصلة المفاوضات.
وتريد إسرائيل من حماس إطلاق عشرات الرهائن الذين لا يزالون في حوزتها، الأمر الذي تقول الحركة إنها ستقدم عليه فقط عند نهاية دائمة للقتال، وهو ما ترفضه الدولة العبرية. وتطالب تل أبيب أيضاً حماس بالتخلي عن السلطة وعن سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة المصنفة على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة.
وفي خطوة انتقالية، تقترح إسرائيل تمديد وقف النار شهراً، إذا واصلت حماس إطلاق الرهائن، وحددت السبت، أمس مهلة أخيرة للحركة لتلبي مطالبها. وإذا لم تفعل، فإن إسرائيل قالت للوسطاء في اتفاق وقف النار، إنها ستصعد معاقبة حماس تدريجياً وصولاً إلى العودة الشاملة للحرب.

BREAKING: @elianayjohnson with the Washington Free Beacon reports that Israel plans massive Gaza offensive in 4–6 weeks with 50,000+ troops to eliminate Hamas:

Israeli FM: "We will open the gates of hell on Hamas again." pic.twitter.com/0ZdsJ9tTQt

— Eyal Yakoby (@EYakoby) February 28, 2025

وتصر حماس على بدء المفاوضات حول وضع حد نهائي للحرب، وترفض مناقشة نزع سلاحها، حسب  الوسطاء.

ترامب نفد صبره

وأظهر ترامب في الأسبوع الماضي علامات على نفاد صبره بعد التأخير. وحذر حماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء، ، فقال لها إذا لم تطلق جميع الرهائن المتبقين في غزة فوراً، "فإنكم ميتون!". وبعد يوم واحد، اقترح ترامب ومبعوثه ويتكوف، أن تتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل، إجراءً مشتركاً ضد حماس.
ويقول محللون أمنيون، إن إسرائيل في موقع أفضل بكثير للدخول إلى غزة، أكثر بكثير مما كانت عليه عند بداية الحرب. فقد أعادت ملء مستودعاتها بالذخائر، وزال ضغط إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كما أنها لن تحتاج إلى تموضع أعداد كبيرة من جنودها على حدودها الشمالية تحسباً لهجوم من حزب الله، الذي فرضت عليه إسرائيل وقفاً للنار بعد حملة عسكرية شرسة.
ودمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية، بما فيها منشآت لصنع الأسلحة وأنفاقاً رئيسية تستخدم للربط بين المواقع العسكرية المهمة. ومُنعت الحركة من الحصول على مساعدة من الخارج، وتعتقد إسرائل أنها قتلت 20 ألف مقاتل، بينهم قادة كبار. وبينما جندت حماس آلافاً إضافية، فإن هؤلاء لا يملكون الخبرة وسيتدربون في أوقات عصيبة قد يتحولون معها إلى أهداف.
وأوضح المحلل الأمني المطلع على التخطيط الإسرائيلي، إن المراحل الأولية للتصعيد قد تستغرق شهرين، في وقت تبدأ إسرائيل خلالها تعبئة قواتها لشن غزو واسع بوجود أعداد كافية من الجنود للإمساك بالأرض.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف أميدرور، عن أي جهد للقضاء على حماس عسكرياً: "لا سبيل إلى تحقيق ذلك دون احتلال غزة". وأضاف أن إسرائيل ستحتاج إلى ستة أشهر على الأقل أو إلى عام، لإخضاع الحركة.
أما المحللة الفلسطينية البارزة لدى مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى فقالت، إنه رغم الضعف الذي يعتري حماس، فمن المرجح أن تنجو الحركة من جولة قتال  أخرى.

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: فريق التفاوض الإسرائيلي مكون من الشاباك والموساد والجيش ومنسق شؤون المحتجزين
  • وفد إسرائيلي يصل الدوحة لمناقشة الهدنة بغزة .. لا يضم رئيس فريق التفاوض
  • وفد إسرائيلي يصل الدوحة لمناقشة الهدنة بغزة.. لا يضم رئيس فريق التفاوض
  • نتنياهو يتحدى الهدنة في غزة| انقطاع الكهرباء والخدمات تحدٍ سافر للقرار الدولي.. ومقررة حقوق الإنسان الأممية في فلسطين تنذر بإبادة جماعية بالقطاع
  • إسرائيل تعتزم وقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء قبل مفاوضات مرتقبة في الدوحة حول الهدنة
  • حماس تكشف تفاصيل محادثات الحركة غير مسبوقة مع إدارة ترامب
  • حماس تؤكد إصرارها على التفاوض بشأن المرحلة الثانية من الهدنة في غزة
  • حماس تكشف: عقدنا عدة لقاءات مع أمريكا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار
  • الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع
  • إعلام إسرائيلي يوضح خطط الاحتلال للضغط علي حماس إذا فشلت محادثات الهدنة