سودانايل:
2025-03-04@09:30:08 GMT

الدور الخبيث للأجهزة الأمنية – دارفور نموذجاً !!

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

لقد عم الأمن والسلام والطمأنينة جميع المدن التي تم تحريرها من سطوة فلول النظام البائد، نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، والفاشر لا محال لاحقة بسرب المدن المحررة والمستقلة، التي استشعر قاطنوها نعمة الاستقرار، وكما للحرب ثمن فللسلم أيضاً ثمن، وهو الصمود في وجه العدو المتصل إلى حين فك قبضته من رقاب الناس، والعدو المتصل الذي حذر منه الحكماء أكثر من تحذيرهم من خطر العدو المنفصل، هو هذه الأجهزة الأمنية – أمن ومخابرات واستخبارات عسكرية وشرطة أمنية ومباحث مركزية وأمن شعبي وغيرها، وللحريصين على تناول القضايا العامة بالإقليم وعي وادراك ومتابعة وتوثيق، لما قامت به الأجهزة الأمنية في مدن وقرى وأرياف دارفور، بعد مجيء سيئة الذكر الإنقاذ لسدة الحكم، وكان أول نشاط ملحوظ لجهاز الأمن المساهم في تفتيت عضد المجتمع، حينما رفع بولاد السلاح في وجه رفاق الأمس المنتمين لتنظيم الاخوان المسلمين – الجبهة الإسلامية القومية، وكعادة الحكومة الانقلابية الإخوانية أنها لا تثق في الجيش، الذي تعتبره مخترق بالطابور الخامس الأيام ألأولى من عهدها بشئون الحكم، فاتخذت التحشيد القبلي مدخلاً لقتال (المتمرد) بولاد، وبمناسبة هذا المصطلح (المتمرد) نرى لجوء جميع الحكومات المركزية إليه، في حال غضبت أي جماعة سياسية أو اجتماعية من ظلم الحاكم، فالوصمة جاهزة والوصفة العلاجية كذلك محضّرة ولا تختلف عن سابقاتها، منذ تحالف الصفوة المركزية المدنية مع الضباط العظام بالجيش، فحركة بولاد تم دحرها بدعم حكومي لا محدود للقبائل.


من عيوب الأجهزة الأمنية المركزية أن تقاريرها تصنف الحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في دارفور، كأنشطة مشكوك في مقاصدها وأهدافها، فيتم وصم النشاط المعني على أساس المعايير الجهوية والقبلية المنافسة لسلطات واقتصاديات المركز، فكم من مشروع تنموي تكرمت وجادت به البلدان النفطية والدول الغربية للإقليم، تم وأده في مهده بحجة أنه يساهم في نهضة جماعات جهوية وقبلية لا يجب أن تنهض، بزعم أن نهضتها تهدد السلطة المركزية المقبوض عليها من قبل جماعات صفوية صغيرة، لا يتجاوز عدد المؤثرين فيها أصابع اليد الواحدة، ومن المشروعات التنموية التي قضى عليها سيف الدولة المركزية، رتل من سيارات اللاندروفر في ثمانينيات القرن الفائت، جاءت كمنحة من دولة ألمانيا الغربية كمنحة للإقليم استولت عليها سلطان الرئيس الأسبق جعفر النميري، حينما كان العم الراحل أحمد إبراهيم دريج حاكماً على الإقليم، زد على ذلك طريق الإنقاذ الغربي الذي أكل أمواله قادة الدويلة الإخوانية الفاسدة، وللعلم، إن موارد ميزانية الطريق اقتطعت من حصة المواطن في كوتات سكر التموين، ومن جرائم مركز الحكم بحق أصول المؤسسات التنموية في الإقليم جريمة بيع أصول هيئة تنمية غرب السافانا، في مزاد غير علني أثري منه الوالي الفاسد آنذاك عبد الحليم المتعافي ثراءً فاحشاً، ولمن هو غير ملم بخصائص حزب الاخوان، عليه أن يدرك بأنه تنظيم مافيا ماسوني لا يرحم، فقدت دارفور جراء سياساته المنحرفة هذا المشروع التنموي الكبير، الذي كان كفيلاً بتحويل جنوب دارفور لمزرعة عملاقة، من المساحات الشاسعة من الهكتارات المربعة المصدرة للمنتجات الزراعية والحيوانية، ولا ننسى ذلك المشروع الحيوي الآخر للزعيم الراحل معمر القذافي، الذي تم الإجهاز عليه وهو في مهده – الطريق المؤبد للربط بين ليبيا ودارفور – ذلك الحلم الذي استأصلته آلة الدويلة المركزية من عقول الدارفوريين.
وفي ذات السياق هنالك عشرات المشروعات التنموية التي قضت عليها (كرّاكة) الحكم المركزي في أقاليم أخرى، ولا يفوتنا ذكر مشروع الجزيرة ومؤسسات السكك الحديدية والنقل النهري والنقل الميكانيكي، وكما ظل يصفهم رفيق دربهم التائب والآيب النقيب سفيان بريمة وهو يقول (قادة الجيش الفاسدين)، فإنّ جميع من خدم تحت إمرة هذه الأجهزة فهو فاسد، لأن رب البيت لم يتوقف يوماً عن ضرب دف الفساد والإفساد، ولولا هذا الفساد الذي أزكمت روائحه الكريهة الأنوف لما حدث الذي يحدث الآن، فنحن لسنا استثناء ممن سبقونا بالولوغ في إناء هذه الرذيلة من الذين آل بهم الحال لنفس المآل، وها نحن في سودان العزة لم نتقدم قيد أنملة نتيجة لأذى حياكة مؤسساتنا الأمنية للمؤامرات والدسائس المكرسة للفساد والعاملة بسوء ضد مصلحة السكان، ومن أجل إشعال الحروب القبلية بالإقليم لا يتورع المدسوسون بين قطاعات المجتمع من إيقاظ ضغينة قديمة نامت فتنتها بين بني العمومة، ليستريح من هو نائم على حرير إيرادات حقول بترول أبو جابرة وبليلة في الخرطوم، وهل يصدق من هو بعيد جغرافياً عن أرض دارفور أنه وفي سبيل إشعال حرب بين قبيلتين، ما على جهاز الخزي والعار هذا إلّا وأن يوغر صدر ابن القبيلة المعيّنة المصاب بالاضطراب النفسي، ليغرس خنجراً مسموماً في خاصرة زميلته ابنة القبيلة الأخرى في فناء جامعة نيالا، لكي يشتعل فتيل الثأر بين القبيلتين ولتتحقق رغبة نائب الرئيس بقصر غردون، ذلك النائب الذي توعّد الإقليم وسكانه بأن يشعلها فتنة عرقية تقضي على الأخضر واليابس، ونسي أن الدائرة لابد وأن تدور عليه، وأن الله سيفضح عرضه أمام كاميرات العالم، حينما أخرجت عائلته من قصره المنيف وقذف بها على قارعة الطريق، فكم من عائلات أخرجها نائب الحاكم هذا من ديارها في حر الصيف وزمهرير الشتاء؟.
هذا غيض من فيض، أما الصناديق السوداء التي في قبضة الأشاوس، لابد وأنها تحمل الكثير المثير والخطر، ولا مفر من تفريغها في ملفات تحفظ في مأمن من آلة الدمار والانتقام الاخواني، الفاقدة للتركيز والأخلاق معاً في هذه الأيام، والباطشة بالمواطنين الأبرياء من سكان الأحياء والمدن، التي مازالت صامدة أمام القصف الجوي الذي لا يميّز، فسودان ما بعد الحرب من الضرورة بمكان أن يكون خالياً من الأجهزة الحكومية الخادمة ضد المصلحة العامة، فالأمن والأمان الذي غشي مدن نيالا وزالنجي والجنينة والضعين، يجب أن يغشى جميع المدن السودانية التي تلاعبت بسكانها هذه الأجهزة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
23 نوفمبر 2023  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان

بورت سودان (السودان)"أ ف ب": يحل شهر رمضان الذي يتسم عادة بكرم الضيافة والتجمعات العائلية للعام الثاني في السودان حيث حجبت الحرب المدمرة هذه التقاليد جراء الصعوبات الاقتصادية الحادة وتفشي الجوع.

يشهد السودان منذ أبريل 2023، نزاعا داميا بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص وخلف أزمة إنسانية كارثية مع انتشار المجاعة في عدة مناطق.

وفي مدينة بورتسودان (شرق) التي بقيت نسبيا بمنأى عن أعمال العنف، لا تزال السلع الغذائية منتشرة في الأسواق، لكن أسعارها الباهظة تجعلها بعيدة المنال.

وبلغ سعر كيلو السكر، المكون الأساسي لمشروبات وحلويات رمضان، 2400 جنيه سوداني (دولار واحد).

كما ارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير، فوصل سعر كيلو لحم العجل إلى 24 ألف جنيه سوداني (10 دولارات)، وكيلو لحم الضأن إلى 28 ألف جنيه سوداني (11,6 دولارا)، بحسب مستهلكين.

وقال محمود عبد القادر لوكالة فرانس برس "نعاني من توفير السلع الرمضانية. الأسعار في السوق متفاوته، فثمن بعضها مرتفع وبعضها الآخر باهظ جدا".

وعبر عن شعور مماثل بالاحباط حسن عثمان بقوله إن "الأسعار مرتفعة للغاية".

في يناير، بلغ معدل التضخم 145% ، مقابل 136% في الشهر نفسه من عام 2024، بحسب المكتب المركزي للإحصاء، في حين يناهز متوسط الأجر الشهري الآن 60 دولارا فقط.

وعلاوة على ذلك، لم يتسلم موظفو القطاع العام في بعض المناطق رواتبهم منذ أبريل 2023.

والوضع أسوأ بكثير في المناطق التي تشهد معارك مدمرة.

ففي أجزاء من دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، انقطعت طرق ايصال المواد الغذائية وانتشرت المجاعة.

وتم الابلاغ عن المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال دارفور، بالإضافة إلى أجزاء من جبال النوبة (جنوب).

ومن المتوقع أن تطال خمس مناطق أخرى بحلول مايو، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وفي بعض مناطق دارفور، تعيش الأسر على قشور الفول السوداني وأوراق الأشجار، بحسب سكان.

وتواجه منظمات الإغاثة صعوبات جمة للوصول إلى هذه المناطق، مما سرع انتشار الجوع.

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّه اضطرّ إلى تعليق عملياته في مخيّم للنازحين ومحيطه في شمال دارفور في السودان، بسبب تصاعد العنف.

وقال عمر مناقو، أحد عمال الإغاثة في شمال دارفور، إن "الوضع هنا صعب جدا، هناك صعوبة في (ايجاد) مياه الشرب والطعام، لا يوجد شيء في الاسواق".

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الخميس من أن السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" ما لم تنته الحرب المدمرة في البلاد وتتدفق المساعدات.

وتابع المسؤول الأممي "نحن ننظر إلى الهاوية. تحذّر الوكالات الإنسانية من أنه في غياب جهود إنهاء الحرب ... فإن مئات الآلاف من الناس قد يموتون".

وفي المناطق المتضررة من الحرب، تعرضت الأسواق للنهب وأنخفضت بالتالي إمدادات الغذاء بشكل هائل.

وقال عمر مناقو إن معظم الأسواق في شمال دارفور لم تعد موجودة.

واوضح "كلها أحرقها الجنجويد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وفي العاصمة الخرطوم حيث اشتدت حدة القتال بين الجيش وقوة الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة، يقوم متطوعون بتوزيع المساعدات التي تمكنوا من جمعها، لكن الاحتياجات هائلة.

واشارت صابرين زروق (30 عاما) المقيمة في أم درمان، إحدى ضواحي الخرطوم، إلى أنه "من قبل كان ثمة مبادرات في الشوارع لتوزيع وجبات الإفطار على أولئك الذين لم يصلوا إلى منازلهم" في الوقت المحدد.

واضافت بحسرة "هذا لم يعد متوفرا".وينتاب العديد من السودانيين الحزن على فقدان التقاليد التي تميز شهر رمضان.

ففي السنوات السابقة، كانت العائلات تقوم بإعداد وجبات إفطار شهية، وتتقاسم الطعام مع الجيران، بينما تزدان الشوارع بالأضواء الاحتفالية.

ويقول محمد موسى، وهو طبيب يبلغ 30 عاما ويقضي أياما طويلة في أحد آخر المستشفيات العاملة في أم درمان، بحسرة "الفطور مع الاهل والاصدقاءوزينة رمضان أيضا، من الأشياء التي افتقدها".

مقالات مشابهة

  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
  • القبض على متهم ينتحل صفة ضابط بأحد الأجهزة الأمنية في كربلاء
  • المرض الخبيث يتفشى .. فمتى تستفيق الشعوب العربية؟
  • الأجهزة الأمنية تضبط سيارة مسروقة قادمة من عمان في مأرب
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • الذكاء الاصطناعي نجم معرض برشلونة للأجهزة المحمولة
  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • إعلام إسرائيلي: أزمة ثقة داخلية وتصاعد الخلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان