ناشطة سودانية: تغير المناخ لا يتوقف بسبب الحروب وانتقام الطبيعة أقوى من أي سلاح
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
التغيير: وكالات
عُقدت بمقر الأمم المتحدة في جنيف هذا الشهر، قمة النشطاء الشباب في مجال المناخ. كان منهم الناشطة السودانية نسرين الصائم، التي شهدت بنفسها كيف يؤدي تغير المناخ إلى الجوع والنزوح، مما “يخلق الظروف المثالية للصراع”.
تحدثت نسرين الصائم مع أخبار الأمم المتحدة عن دعوتها لزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة باعتبار ذلك استراتيجية للاستدامة والسلام، في وقت تتزايد فيه المنافسة على الموارد الطبيعية.
وتطرقت الصائم إلى التحديات الكبرى التي واجهتها في مسيرتها في مجال الدفاع عن البيئة. وقالت إن تلك التحديات لم تكن متعلقة بكونها امرأة وشابة، بل ارتبطت أكثر بالوصول إلى الموارد والنظام السياسي في السودان.
وقالت: “واجهنا العديد من التحديات منها الحد من الحريات في التنقل والتجمع السلمي والعديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وأيضا كانت هناك تحديات فيما يخص السفر والتنقل”.
نسرين الصائم هي الرئيسة السابقة لمجموعة الشباب الاستشارية الخاصة التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة حول تغير المناخ.
عند سؤالها حول أهمية الحديث عن تغير المناخ في وقت ينشغل فيه العالم بالصراعات والحروب أجابت قائلة: “الطبيعة أقوى من أي سلاح. ظللنا مدة طويلة نسيء استخدام الطبيعة ونسيء إليها بالرغم من أنها أعطتنا الكثير والكثير. عندما تقرر الطبيعة الانتقام لن يستطيع أي سلاح أو أي قوة بشرية الوقوف في وجهها. وكل ما نعيشه الآن من صراعات وحروب سيبدو وكأنه بعوضة مقارنة بالمصائب والكوارث التي يمكن أن تصيبنا من تغير المناخ الذي لا يتوقف بسبب الحروب”.
وبرأيها يجب على البشر تعلم درس قيّم، لم يستفيدوا منه حتى الآن، من جائحة كورونا التي انتشرت بسرعة فائقة. فهذه الجائحة، كما تقول الصائم، لم تحترم أي حدود أو قانون وأدت إلى خسائر كثيرة. وحذرت من أن البشر سيخسرون أكثر إذا لم يتعاملوا بصورة أفضل مع الطبيعة.
وشددت الناشطة السودانية على أن الكفاح في مجال العمل المناخي يضمن مستقبل الأجيال القادمة ويساعد الدول الأقل نموا، وهي الأكثر تضررا من تغير المناخ.
وقالت إن العمل المناخي يساعد أيضا على خلق فرص عمل للشباب الذين خسروا وظائفهم بسبب الكوارث الطبيعية. والأهم أن هذا الكفاح يحافظ على وجود البشرية “لأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لن نستطيع العيش في كوكب الأرض وليس لدينا كوكب بديل”.
حلول التصدي للتغير المناخيأما فيما يخص الخطوات الأكثر إلحاحا للحد من تغير المناخ، فتقول نسرين إن الخطوة الأولى هي التقليل من الانبعاثات بصورة حقيقية. وتصيف أن محاولات التكيف لتخفيف آثار تغير المناخ لها حد معين “وعندما نصل الى حد الانهيار لا مجال للتكيف بعد ذلك، كما أن أي محاولة لإيجاد التمويل للخسائر والاضرار ليست سوى مجرد حل وقتي” حسب رأيها.
وانتقالا للتحديات الأساسية التي تواجه أفريقيا والسودان على وجه الخصوص في مكافحة تغير المناخ فبالنسبة لها في ظل النزاعات والحروب لا يمكن تطوير أي برنامج تنموي في حالة انعدام الأمن والسلام.
الحرب في السودان وتداعياتهاشاركت نسرين معنا تفاصيل معايشتها للحرب في السودان وكيف أنها اضطرت لمغادرة بلدها مع طفلها ودون زوجها بعد شهر ونصف من المعاناة. شرحت الصائم كيف أن التحديات التي تواجه السودان تحديدا تتعلق بالقيادة.
وأضافت أن “السودان دولة عظيمة لديها الكثير من الإمكانيات ويمكن أن يكون في مصاف الدول العظمى إذا استثمرت الموارد بصورة جيدة. نحن لا نتمنى فقط، بل نعمل لبناء السلام في السودان وتخفيف آثار الحرب على المواطنين”.
وقالت الصائم إنه للأسف حاليا “يتم استهداف النساء في السودان مباشرة فهن ضحية الاغتصاب، الترهيب والزواج القسري وغير ذلك من انتهاكات”. وشددت على أن ذلك انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ولحقوق المرأة على وجه الخصوص.
“الشباب العربي ليس المستقبل بل هو الحاضر”فيما يخص الشباب تعتبر نسرين أنه لا يجب أن تقع مسؤولية بناء السلام ودعم العمل المناخي على أكتاف الشباب فقط، ولكن للأسف هذا ما يحدث. وقالت إن مهمة الشباب الأساسية هي تنمية الدول لا وقف الحروب.
وأضافت “الواقع الذي فرض علينا كشباب هو أن نخفف آلام الشعوب ومعاناتها. نحاول أن نعمل في الإغاثة الإنسانية، في التعليم البديل للذين خسروا المدارس بسبب الحروب، في محاولة إيصال الطاقة المتجددة للمناطق المتأثرة، المستشفيات، المدارس، الحديث عن السلام نفسه وزيادة الوعي لدى المجتمعات حتى نقلل من حدة الاحتكاكات والتقليل من احتمالية وقوع الحروب في المستقبل”.
برأي الصائم أيضا فإن أمام الشباب مهمة كبيرة وصعبة، ولكنها تتمتع بثقة كاملة في قدراتهم وطاقتهم ومعرفتهم فهم بحاجة فقط الى الدعم المالي والعلمي والتقني.
في الحديث الذي أجريناه مع نسرين كان لابد من التطرق لموضوع الشباب العربي اليوم وخاصة ما يواجهه من تحديات وحروب وصراعات، وأزمات إنسانية وكوارث طبيعية.
ومن هنا وجهت رسالة للشباب العربي قائلة: “الشباب العربي ليس المستقبل بل هو الحاضر. يجب أن نمسك بزمام الأمور ونضع بلداننا في الأماكن التي تستحقها. يجب أن نكون نحن على دفة القيادة ونتحكم في حاضرنا ومستقبلنا. نستطيع فعل الكثير. لدينا إمكانيات وقدرات هائلة فلنستثمرها بأفضل طريقة ممكنة ونتحد معا لأن في اتحادنا قوة”.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومالأمم المتحدة التغير المناخي الحرب في السودان السودان الكوارث الطبيعية المناخ النشطاء الشباب نسرين الصائمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة التغير المناخي الحرب في السودان السودان الكوارث الطبيعية المناخ تغیر المناخ فی السودان
إقرأ أيضاً:
مجلس الشباب العربي يطلق وحدة تعليمية لبناء القدرات
أبوظبي: «الخليج»
أطلق مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، التابع لمركز الشباب العربي وبالشراكة مع فريق رائدة الشباب للمناخ لمؤتمر COP 28 شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، تقريراً بعنوان «تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية»، ليسلط الضوء على المساهمة الفاعلة للشباب العربي في العمل المناخي مع تحديد الفجوات الملحة في تفاعلهم مع سياسات المناخ، وبهدف تعزيز المشاركة الفعالة للشباب العربي، وإنشاء منصة جامعة للعمل المشترك بين الشباب المتخصصين في ملف التغير المناخي وبالتنسيق المباشر مع صناع القرار في جميع أنحاء المنطقة العربية.
أطلق المجلس أول وحدة تعليمية في سلسلة من المبادرات بعنوان «نموذج بناء القدرات: فهم واستخدام تقرير السياسة»، التي تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب في التفاعل مع السياسات المناخية، كما تعكس الوحدة الأولى مقترحات لزيادة مشاركة الشباب في السياسات المناخية في الدول العربية، وتغطي استراتيجيات ومقترحات لتعزيز دور الشباب في العمل المناخي، مع التركيز بشكل خاص على السياق الخاص ب «مؤتمرات الشباب للمناخ».
وجاء ذلك خلال مشاركة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، في مؤتمر COP29، الذي اختتمت فعالياته مؤخراً في باكو، وذلك بهدف إشراك الشباب العربي في العمل المناخي، وتوظيف طاقاتهم لاقتراح الحلول والإبداعات المستجدة في المجال البيئي، والعمل على تنفيذ الحلول المستدامة لتحديات التغير المناخي.
وقال الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب ونائب رئيس مركز الشباب العربي: «إن إطلاق هذا التقرير يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز تفاعل الشباب العربي مع سياسات المناخ، ويُسهم في بناء قيادات شبابية عربية قادرة على قيادة العمل المناخي في المستقبل وتنفيذ مبادرات مناخية أكثر تأثيراَ في المجتمعات، ومن خلال برامج مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، نعمل على تزويد الشباب بالمهارات الأساسية لمواجهة التحديات المناخية الإقليمية وضمان مشاركتهم الفاعلة وتأثيرهم في النقاشات العالمية حول السياسات والقضايا المناخية المختلفة».
وأكدت شما بنت سهيل المزروعي، أن الشباب العربي يشكلون جوهر مستقبل المنطقة، ويتميزون بطاقتهم وابتكارهم في مواجهة التحديات المناخية التي يواجها العالم اليوم، ومع استضافة منطقتنا لمؤتمرين متتاليين للأطراف، كوب 27 وكوب 28، كان لا بد من توجيه طاقاتهم وقدراتهم بما يحقق نتائج ملموسة في ملف المناخ، ويعد هذا التقرير خطوة محورية في معالجة التحديات التي تواجه الشباب، كما يقدم إطاراً واضحاً لإطلاق قدرات الشباب الكبيرة، وذلك بالتعاون مع الجهات الإقليمية الرائدة، ونحن على ثقة بأن أصوات الشباب ستسهم في إحداث تغيير حقيقي ومؤثر في مجتمعاتهم.
وأكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أن الإطار الشامل الذي قدمه التقرير يعكس منظومة استراتيجية متكاملة بين مختلف القطاعات، ويجسد التزاماً حقيقياً بمشاركة الشباب في تطوير حلول مناخية تعكس التحديات والفرص الخاصة في منطقتنا العربية.
وأكد أهمية تعزيز الجهود بين الأجيال لتحقيق الأهداف المناخية المشتركة، وأن إنشاء مجالس شبابية دائمة ضمن الهيئات المناخية يمثل قيمة كبيرة لتحقيق هذا الهدف، حيث يضمن التفاعل المستمر ويسهم في تطوير برامج التوجيه بين الأجيال لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين صانعي القرار والشباب الناشطين في مجال المناخ.
وقالت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية: «إن الإطار الاستراتيجي الذي يعتمده التقرير يمكن أن يفتح إمكانيات كبيرة في تعزيز تفاعل الشباب العربي مع السياسات المناخية، من خلال تحديد المجالات الرئيسية للتنمية واتخاذ خطوات عملية نحو حلول قابلة للتنفيذ، يمكنها أن تحقق قفزة نوعية في مشاركة الشباب في السياسات المناخية في المنطقة بأكملها».
ويواصل مركز الشباب العربي عمله المستمر بتمكين الأجيال القادمة وتفعيل مشاركة الشباب العربي في القضايا البيئية، لا سيما من خلال مبادرة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي (AYCCC)، بالتعاون مع صناع القرار وشركائه الاستراتيجيين في المنطقة، بما يؤسس لمنظومة تكون فيها أصوات الشباب جزءاً أساسياً في صياغة وتنفيذ التوجهات الإقليمية والعالمية نحو العمل المناخي المستدام.