نوافذ :«دس السم...».. محنة دائمة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
[email protected]
ينتصر جميعنا للكلمة التي نحسبها آمنة، وصادقة، نطمئن إليها باطمئناننا إلى أمانة قائلها، ولا تحتمل أن تتلوى بين دهاليز النفس الأمارة بالسوء، ومع أن ذلك نحتاج إلى معادلة معيارية، نعيش حقيقتها على واقع التعاملات اليومية التي تجمعنا بالآخرين، وإلا كيف يمكننا الاطمئنان إلى كثير من هذا الحجم من الكلمات واللغو الذي يحوم على رؤوسنا من كل حدب وصوب، فأيهما نُصوِّب نحو الاطمئنان، وأيهما نُصنّف نحو الخيانة والبهتان، أليس في ذلك محنة؟ لا تزال الكملة «سهم» مصوب إلى مقتول لا محالة، إن هي خرجت عن سياقها الطبيعي، وحدة هذا السهم بما يختلج في نفس قائلها، فإن صدق في مقولته حلت الكلمة رخاء سخاء على متلقيها، وإن جاوز الصدق الخفي، واستبدله بالصدق المغالط في حقيقته؛ فإن الكملة ذاتها سوف تعبر عن حقيقتها عندما تحل على الطرف الآخر، سهم قاتل يتجرعه في ضعف، ويقلق راحته في استسلام لضعف المواجهة.
وبقدر هذه المحنة التي تعيشها الكلمة مع حاملها، إلا أنه حتى مفارقات الأفعال والسلوكيات قائمة في كثير من ممارساتها على نفس الشاكلة التي تعيشها الكلمة، حيث تفرز مجموعة التفاعلات القائمة بين الأفراد في المجتمع كثيرا من السلوكيات المناقضة لما قد يبديه الفرد من مودة ظاهرية في مواقف معينة، فإذا بسلوكيات أخرى، قد تشهدها بنفسك، وقد تأتيك أخبارها من هنا أو هناك، تمثل لك صدمة قاسية، وتقلب قناعاتك عن فرد ما، رأسا على عقب، وتود أن لو لم تعرف عنه شيئا، أو لا تعرفه على الإطلاق، وبالتالي فمجموعة الممارسات التي يقوم بها الأفراد، سواء التي بالكلمة، أو بالفعل تعيش محنتها الخانقة للعلاقات، والمؤزمة للتواصل مع الآخر، وعلى الرغم من التجربة الإنسانية في تقاربها، وتباعدها مع الآخر، لم تستطع أن تصل إلى نقطة فاصلة لإقامة علاقة آمنة وسليمة، تخلو من المنغصات، ومن المثالب، ومن التناقضات بين مختلف الأطراف، فهل هو قدر تعيشه الإنسانية؛ حيث لا مفر من القدر؟ السؤال الآخر أيضا: متى نستطيع أن نهزم مجمل المنغصات التي نعيشها مع أنفسنا، ومع الآخر من حولنا؟ لأنه كلما حققنا شيئا من الإنجاز في اتجاه التصالح سواء مع الذات أو مع الآخر، فإذا بنتوءة تظهر؛ فتعيدنا إلى مربعنا الأول من جديد، وكأن هذا هو قدرنا، قد ينظر البعض إلى تعاليم الدين، وإلى القيم الإنسانية التي ينادي بها البعض على أن لها دورا في الحد من العودة إلى مربعنا الأول في كل مرة، ولكن الواقع يشير إلى أن حتى هذه المعززات للسلوك ليس لها تأثير مباشر على ترجيح السلوك الإيجابي، وتنحية السلوك السلبي، وإنما المسألة متوقفة على مستوى القناعات التي يؤمن بها الفرد، من ناحية، وعلى مستوى «العَرَضْ» أي الشيء المقبوض من ناحية ثانية، وحتى هذه الأخيرة مرتهن على تأثيرها لفترة محددة فقط، ولا يمكن أن تبقى على طول خط سير الرحلة الإنسانية؛ حتى يمكن الاطمئنان عليها، واعتبارها منهجا آمنا؛ لأنه متى ما انتهى «العَرَضْ» استنفرت النفس مرة أخرى.
وبالتالي لن يكون «دس السم في العسل» أمرا عارضا، أو فعلا غير متعمد أبدا، وإنما هو فعل يقوم على «مع سبق الإصرار والترصد» حيث تبيت نيته، والعزم على تنفيذه، وهذا ما يعكس الجانب الآخر «النقيض» للمعنى الإنساني الذي نحمله بين جوانحنا، ونفاخر به، ونقول في كثير من المواقف: «هذا ما إنسان»؛ لأنه أتى بفعل لا تستسيغه إنسانيتنا كما نعتقد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مع الآخر
إقرأ أيضاً:
في مؤجلات الجولة الثامنة من” يلو”.. قطبا حائل يواجهان الحزم والصفا
خالد الحامد- حائل
تستكمل يومي الجمعة والسبت اللقاءات المؤجلة من الجولة الثامنة بدوري يلو لأندية الدرجة الأولى للمحترفين، بعد مشاركة تلك الأندية في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين؛ حيث تقام مواجهتان؛ تجمعان الجبلين والحزم، والطائي والصفا.
الجبلينvs الحزم
في حائل، يلتقي الجبلين المنتشي نتائجه الإيجابية في الفترة الأخيرة مع فريق الحزم الوصيف، في مواجهة قوية يسعى من خلالها الفريقان لاستمرار نغمة الانتصارات.
الجبلين يمتلك في رصيده 13 نقطة بالمركز الثامن، ويأمل في الفوز والاقتراب أكثر من فرق المقدمة. على الطرف الآخر، يدخل الحزم اللقاء وهو في وصافة الترتيب برصيد 22 نقطة، ويسعى لمواصلة انتصاراته وخطف صدارة الترتيب.
الطائيvs الصفا
على استاد مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الرياضية بحائل، يلتقي الطائي بالصفا في مواجهة مهمة للطرفين؛ فالطائي يخوض اللقاء برصيد 17 نقطة بالمركز السابع، ويأمل في الفوز والتقدم في سلم الترتيب قبل المواجهات القادمة الأكثر صعوبة، على الطرف الآخر يطمح فريق الصفا في الفوز وحصد العلامة الكاملة، للتقدم أكثر في سلم الترتيب؛ خاصة أن لديه في رصيده 10 نقاط في المركز 13.