لجريدة عمان:
2024-09-17@02:18:15 GMT

نوافذ :«دس السم...».. محنة دائمة

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

[email protected]

ينتصر جميعنا للكلمة التي نحسبها آمنة، وصادقة، نطمئن إليها باطمئناننا إلى أمانة قائلها، ولا تحتمل أن تتلوى بين دهاليز النفس الأمارة بالسوء، ومع أن ذلك نحتاج إلى معادلة معيارية، نعيش حقيقتها على واقع التعاملات اليومية التي تجمعنا بالآخرين، وإلا كيف يمكننا الاطمئنان إلى كثير من هذا الحجم من الكلمات واللغو الذي يحوم على رؤوسنا من كل حدب وصوب، فأيهما نُصوِّب نحو الاطمئنان، وأيهما نُصنّف نحو الخيانة والبهتان، أليس في ذلك محنة؟ لا تزال الكملة «سهم» مصوب إلى مقتول لا محالة، إن هي خرجت عن سياقها الطبيعي، وحدة هذا السهم بما يختلج في نفس قائلها، فإن صدق في مقولته حلت الكلمة رخاء سخاء على متلقيها، وإن جاوز الصدق الخفي، واستبدله بالصدق المغالط في حقيقته؛ فإن الكملة ذاتها سوف تعبر عن حقيقتها عندما تحل على الطرف الآخر، سهم قاتل يتجرعه في ضعف، ويقلق راحته في استسلام لضعف المواجهة.

وبقدر هذه المحنة التي تعيشها الكلمة مع حاملها، إلا أنه حتى مفارقات الأفعال والسلوكيات قائمة في كثير من ممارساتها على نفس الشاكلة التي تعيشها الكلمة، حيث تفرز مجموعة التفاعلات القائمة بين الأفراد في المجتمع كثيرا من السلوكيات المناقضة لما قد يبديه الفرد من مودة ظاهرية في مواقف معينة، فإذا بسلوكيات أخرى، قد تشهدها بنفسك، وقد تأتيك أخبارها من هنا أو هناك، تمثل لك صدمة قاسية، وتقلب قناعاتك عن فرد ما، رأسا على عقب، وتود أن لو لم تعرف عنه شيئا، أو لا تعرفه على الإطلاق، وبالتالي فمجموعة الممارسات التي يقوم بها الأفراد، سواء التي بالكلمة، أو بالفعل تعيش محنتها الخانقة للعلاقات، والمؤزمة للتواصل مع الآخر، وعلى الرغم من التجربة الإنسانية في تقاربها، وتباعدها مع الآخر، لم تستطع أن تصل إلى نقطة فاصلة لإقامة علاقة آمنة وسليمة، تخلو من المنغصات، ومن المثالب، ومن التناقضات بين مختلف الأطراف، فهل هو قدر تعيشه الإنسانية؛ حيث لا مفر من القدر؟ السؤال الآخر أيضا: متى نستطيع أن نهزم مجمل المنغصات التي نعيشها مع أنفسنا، ومع الآخر من حولنا؟ لأنه كلما حققنا شيئا من الإنجاز في اتجاه التصالح سواء مع الذات أو مع الآخر، فإذا بنتوءة تظهر؛ فتعيدنا إلى مربعنا الأول من جديد، وكأن هذا هو قدرنا، قد ينظر البعض إلى تعاليم الدين، وإلى القيم الإنسانية التي ينادي بها البعض على أن لها دورا في الحد من العودة إلى مربعنا الأول في كل مرة، ولكن الواقع يشير إلى أن حتى هذه المعززات للسلوك ليس لها تأثير مباشر على ترجيح السلوك الإيجابي، وتنحية السلوك السلبي، وإنما المسألة متوقفة على مستوى القناعات التي يؤمن بها الفرد، من ناحية، وعلى مستوى «العَرَضْ» أي الشيء المقبوض من ناحية ثانية، وحتى هذه الأخيرة مرتهن على تأثيرها لفترة محددة فقط، ولا يمكن أن تبقى على طول خط سير الرحلة الإنسانية؛ حتى يمكن الاطمئنان عليها، واعتبارها منهجا آمنا؛ لأنه متى ما انتهى «العَرَضْ» استنفرت النفس مرة أخرى.

وبالتالي لن يكون «دس السم في العسل» أمرا عارضا، أو فعلا غير متعمد أبدا، وإنما هو فعل يقوم على «مع سبق الإصرار والترصد» حيث تبيت نيته، والعزم على تنفيذه، وهذا ما يعكس الجانب الآخر «النقيض» للمعنى الإنساني الذي نحمله بين جوانحنا، ونفاخر به، ونقول في كثير من المواقف: «هذا ما إنسان»؛ لأنه أتى بفعل لا تستسيغه إنسانيتنا كما نعتقد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مع الآخر

إقرأ أيضاً:

مصر تدفع بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى السودان

وصلت إلى ميناء بورتسودان، الأحد، سفينة الإمداد «أبو سمبل 2» التابعة للقوات البحرية المصرية، محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإغاثية، من مواد غذائية، وإعاشية، ومستلزمات طبية وأدوية، مقدمة من القوات المسلحة المصرية، ووزارتي التضامن الاجتماعي و«الصحة»، وجمعية «الهلال الأحمر المصري».

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، الأحد، فقد تم «تقديم المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجاً بالسودان، الذي تعاني الولاية الشمالية فيه من أضرار السيول، وذلك يأتي انطلاقاً من الدور المصري الفاعل تجاه الأشقاء، وتقديم الدعم والتضامن لهم في مختلف المحن والأزمات، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء السودانيين».

وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني فرّوا من الحرب، فضلاً عن ملايين السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات، حسب الخارجية المصرية.

وقال وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، في يوليو (تموز) الماضي، إن «الحكومة المصرية قدمت مساعدات إنسانية عاجلة للأشقاء في السودان، وهذا ليس منحة وإنما واجب».

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، في يوليو الماضي، بأن مصر «وجّهت قوافل برية، وأقامت جسوراً جوية وبحرية لنقل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الاقتتال الداخلي منذ العام الماضي».

وذكرت القناة أن «التحرك المصري لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للسودانيين بدأ منذ اليوم الأول من الأزمة».

وأعلنت الحكومة المصرية، قبل أيام، إرسال قوافل طبية إلى السودان؛ للتخفيف من حدة الوضع الإنساني والصحي، الذي يواجه السودانيين، خلال فترة الحرب. وبحث وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، مع المرشح لمركز القنصل العام لمصر في مدينة بورتسودان، أحمد يوسف، أخيراً، إجراءات احتواء الوضع الصحي في السودان.

وتحدث الوزير المصري حينها عن «تنظيم قوافل طبية وتوجيهها لإقليم شمال السودان، للعمل في بعض المستشفيات السودانية». وأشار إلى أن القوافل الطبية المصرية تشمل «عيادات متنقلة، وأدوية، ومستلزمات طبية».

القاهرة: «الشرق الأوسط»  

مقالات مشابهة

  • عاجل. الرئيس الإيراني: لا عداء مع الولايات المتحدة لكننا لسنا الطرف الذي يقوم بتهديد الآخر وفرض العقوبات
  • تعميم هام من اللجنة الوزارية المشتركة بشأن المزدوجين وظيفياً (وثيقة)
  • لافروف: الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية كارثية
  • أوكرانيا تدعو الأمم المتحدة و«الصليب الأحمر» للانضمام للجهود الإنسانية في كورسك
  • الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يحاضر في الدورة التدريبية للصحفيين الأفارقة
  • مصر تدفع بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى السودان
  • شجار بين سائقي حافلة وسيارة في هاتاي: سائق يهاجم الآخر بسكين
  • قصة قصيرة: إثنان والعربة
  • ‏الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة تم اعتراض واحد منهما وسقط الآخر في المنطقة البحرية
  • الديمقراطية..الرأي الآخر!