فى مئوية ميلاد المناضل السياسى وعالم الرياضيات عبد العظيم أنيس
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
الدكتور عبدالعظيم أنيس أحد العلماء البارزين الذين تركوا بصماتهم الواضحة في العديد من المجالات الأكاديمية والفكرية والثقافية أحد كبار علماء الرياضيات المعروفين عالميًا والمفكر والمناضل والسياسى في العديد من القضايا الوطنية.
أخبار متعلقة
«عبدالعظيم أنيس»
تحية وداع د. عبدالعظيم أنيس والأستاذ محمود أمين العالِم الرائعين
عبدالعظيم أنيس: آخر ثلاثة إخوة من عباقرة مصر
عبد العظيم أنيس
واحتفالاً بمرور 100 عاماً على ميلاده.
ولد أنيس الدكتور عبدالعظيم (15 يوليو 1923- 15 يناير 2009) بحى الأزهر بقلب القاهرة الفاطمية لعائلة لها ثمانية أبناء، أربعة ذكور وأربع إناث. وكان هو أصغرهم جميعا باستثناء واحدة من شقيقاته. عبدالعظيم أنيس هو آخر ثلاثة إخوة من عباقرة مصر في القرن العشرين كل في مجاله، وهما محمد أنيس عالماً في التاريخ، بل وصاحب مدرسة بين المؤرخين المصريين واحد من أهم رواد دراسات التاريخ الاجتماعى في مصر، وإبراهيم أنيس عضو المجمع اللغوى وصاحب التآليف والمصنفات المعروفة في الفقه اللغوى، وكان في صباه شاعراً ويخطب أمام سعد زغلول عالماً في اللغويات. دخل عبدالعظيم أنيس إحدى مدارس حى العباسية، والذى انتقلت إليه العائلة، إلا أن دراسته تعثرت بسبب الحادث الذي تعرض له، عندما وقع عن السلم. وأجريت له عملية شوهت فمه.
غلاف الكتاب
وقد خلف له هذا الواقع صعوبات كثيرة في دراسته الأولية.
وقاده إلى الوقوع في حالة الانطواء والخجل في تلك المرحلة. كما قاده إلى الفشل في مرحلة دراسته الأولى. وهو الأمر الذي استدركه شقيقه الأكبر إبراهيم لإخراجه من الوضع الذي كان عليه، باختياره مدرسة أخرى غير المدرسة التي لم ينجح في دراسته فيها. وأدى اهتمام أشقائه به إلى تجاوز تلك المحنة الأولى في دراسته. وصار بفعل ذلك الاهتمام، من الأوائل في تلك المدرسة وفى مراحل دراسته كلها. ثم توالى انتقاله من مرحلة إلى أخرى إلى أن أتم المرحلة الثانوية من دراسته في عام 1940. التحق بعد انتهاء دراسته الثانوية بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا).
وتخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1944، ومضى في بعثة إلى بريطانيا عام 1950 ونال دكتوراه الفلسفة في الإحصاء الرياضى من جامعة لندن عام 1952، اعتقل في العصر الملكى وفى العصر الجمهورى، وفصل من الجامعة في حركة التطهير، فهجر مصر للعمل بالخارج، أستاذًا للرياضيات بجامعة لندن، وعندما صدر قرار تأميم قناة السويس عاد للوطن ليشارك في المعركة، لكن سرعان ما اعتقله مع عشرات من رفاقه ليقضوا سنوات عدة بين سجون النظام ومعتقلاته.
ظهر نضاله السياسى في وقت مبكر، حيث شارك عام 1935 في مظاهرة ضد بريطانيا ووزير خارجيتها صمويل هور الذي أعلن أن مصر لا تستحق الاستقلال. وتفاديا للعقاب وقع الاختيار على أنيس ليردد: «يسقط هور ابن التور» وهو محمول على الأعناق وأفرج عنه لصغر سنه. حكى د.عبدالعظيم أنيس في كتابه «ذكريات من حياتى» قائلاً: «رأيت إحسان لأول مرة في المدرسة، مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وكان هو في السنة الخامسة أو الرابعة- لا أذكر بالضبط- وكنت بالسنة الأولى، وكنا نضرب عن الدراسة ونتظاهر في شارع العباسية احتجاجاً على تصريحات وزير خارجية بريطانيا «صمويل مور». كان إحسان في مقدمة المظاهرة، بينما كنت أنا في الثانية عشرة من عمرى في المؤخرة، وانتهت المظاهرة بالتصادم مع البوليس ونجا «إحسان»، بينما وقعت أنا في أيديهم وقضيت في حجز الشرطة- قسم الوايلى- يوماً واحداً حتى أفرج عنى بسبب صغر سنى، وعندما عدت في اليوم التالى إلى المدرسة استقبلت استقبالاً حماسياً من التلاميذ!
ومازال الحديث متصلا عن الدكتور عبدالعظيم أنيس المناضل، حيث تقول ابنته الكاتبة الصحفية والمترجمة المعروفة منى أنيس: أبويا كمناضل له تاريخ وحكايات. ورغم أن كلمة المناضل أصبحت أكلشيه، فإننى لا أجد كلمة أنسب منها لوصف الصراع الذي خاضه أبويا وزملاؤه منذ منتصف الأربعينيات من القرن العشرين ولمده ٢٠ سنة. هولاء أناس كانوا على استعداد للتضحية بكل شىء، بما في ذلك مستقبلهم المهنى، من أجل تحرير بلدهم بالمعنى الشامل لكلمة التحرير.
وعندما عاد أنيس إلى مصر بالدكتوراه نهاية عام ١٩٥٢ كانت ثورة يوليو قد أطاحت بالنظام الملكى وتصور أن الوقت قد حان للجمع بين العمل السياسى والأكاديمى دون اعتقال، لكنه وجد نفسه عام ١٩٥٤ مرفوتا من جامعة القاهرة، بسبب ممارسته السياسة قبيل يوليو ١٩٥٢ !، ومرة أخرى وجد نفسه أمام خيار السجن أو الخروج من مصر، فعاد إلى لندن يمارس تدريس الرياضيات في جامعة لندن لمدة عامين، انتهيا بالعدوان الثلاثى على مصر في أكتوبر عام ١٩٥٦، ما دفعه إلى الاستقالة من جامعة لندن والإصرار على العودة إلى مصر، ليبدأ دورة جديدة من العمل السياسى كمحرر في جريدة المساء ومرشح لبرلمان ١٩٥٧، كما أوضحت في عاليه، وانتهت تلك الفترة بعد عامين هي الأخرى بالسجن.. السجن الذي طالت مدته هذه المرة لتصل لخمس سنوات ونصف، حيث تم الإفراج عنه وعن زملائه في مايو ١٩٦٤.
رغم الدكتورعبدالعظيم أنيس كان عالمًا للرياضيات والإحصاء، لكنه لم يقف أبدًا عند حدود تخصصه الدقيق، فهو في الوقت ذاته الناقد الأدبى. برزت ممارسته الكتابة منذ وقت مبكر. وهى الكتابة التي تنوعت في مواضيعها، ما بين البحث العلمى والنقد الأدبى، والإعلان عن موقف سياسى في الشؤون العامة لبلده وللعالم العربى وللعالم. وكانت من أولى كتاباته في الأدب وفى الثقافة تلك السجالات التي اشترك فيها مع صديقه ورفيق دربه محمود أمين العالم فيها، السجالات مع العقاد أولاً، ثم مع طه حسين خصوصاً، حول وظيفة الأدب والفن. وكانت جريدة المصرى لسان حال حزب الوفد، هي التي نشرت القسم الأساسى من تلك المقالات في صفحتها الثقافية، وصدرت تلك المقالات في كتاب في عام 1955 تحت عنوان: «فى الثقافة المصرية»، وأثار صدور الكتاب ضجة في عالم الأدب. وكتب له مقدمة الطبعة الأولى حسين مروة. أما الطبعة الثانية التي صدرت في عام 1989، فقد قدم لها الكاتبان الصديقان.
وكان هذا الكتاب أول دخول لعبدالعظيم أنيس عالم الأدب، تجاوزاً لعالمه الخاص، عالم الرياضيات وأبحاثه المحصورة في نطاق ضيق. وكان نصيب أنيس في الكتاب الإنتاج النقدى والروائى، وتولى محمود أمين العالم أمر الشعر، ورغم ذلك سنجد أن عبدالعظيم أنيس يكتب مقالات في الشعر ذات وعى وذوق عاليين، وقد قدّم عددا من الدواوين لشعراء منهم الشاعر الفلسطينى معين توفيق بسيسو، والشاعر العراقى عبدالوهاب البياتى.
مثلت مؤلفاته علامة فارقة في المكتبة المصرية والعربية لعل أبرزها: «مقدمة في فهم الرياضيات،» و«الفهم والحضارة» و«التعليم في زمن الانفتاح» و«رسائل في الحب والحزن والثورة» و«قراءة نقدية في كتابات ناصرية» و«ذكريات من حياتى»، هذا بخلاف كتابه الشهير مع محمود أمين العالم، «فى الثقافة المصرية»، ومن أشهر ترجماته: «بنوك وباشوات» الذي يفهم تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطانى وبعده، فضلا عن مراجعته لعدد من الترجمات في مجال الرياضيات والإحصاء الرياضى والاقتصاد.
نقرأ لـ«انيس» المناضل والشاعر في آن واحد.. ورسائله بتوقيع «كامل» في كتابه «رسائل الحب والحزن والثورة»، يضم الكتاب عدداً من الرسائل المتبادلة بين عبدالعظيم أنيس وزوجته الصحفية عايدة ثابت في فترة اعتقاله كواحد من مئات الشيوعيين، وتأزم العلاقات بين ثورة يوليو والأحزاب الشيوعية العربية، كتاب سياسى يحكى تاريخ حقبة من أكثر الحقب سخومة في تاريخنا الحديث.. إنها السنوات الواقعة بين 1959-1964 وهى الفترة التي اعتقل فيها الدكتورعبدالعظيم أنيس، ويسرد وقائع وأحداث خلف قضبان المعتقلات المختلفة في القلعة والواحات الخارجة وأبوزعبل، كان يرسل ويستقبل هذه الرسائل التي نعرف من خلالها ما تعرض له الشيوعيون المصريون على يد جهاز المباحث العامة وضباط السجون من أشكال التعذيب الجماعى، التي شهدت واقعة استشهاد المناضل شهدى عطية.
ذكريات أنيس مع عدد من كبار المثقفين والسياسيين العالميين كشف عنها في كتابه «ذكريات في حياتى» الصادر عن «كتاب الهلال» في يونيو 2002؛ أبرزها ذكرياته مع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، والثائر الكوبى تشى جيفارا.
عبد العظيم أنيس ثقافة جامعة القاهرةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة جامعة القاهرة جامعة القاهرة عالم ا
إقرأ أيضاً:
سفير القرآن.. ذكرى ميلاد الشيخ محمود علي البنا
تحل اليوم الثلاثاء، 17 ديسمبر، ذكرى ميلاد أحد أعمدة دولة تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامى الشيخ محمود على البنا .
تميز الشيخ البنا بأسلوبه الفريد في التلاوة والتجويد، الذي جمع بين الدقة في الأداء وعذوبة الصوت وخشوع القلب، فاستطاع أن يجسد معاني الآيات بأسلوب يلامس قلوب المستمعين وتجعل العيون تفيض دموعًا، فقد كانت تلاواته تصدح في أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال الإذاعات والشرائط الصوتية، وما زال صوته العذب يتردد في قلوب محبيه حتى اليوم، وفي ذكرى ميلاده، نجدد عهد الامتنان والوفاء لإرث سفير القرآن الكريم الشيخ محمود البنا ونتذكر تلاواته ونبذة عن حياته الذاخرة، تقديرًا للإبداع الذي أضفاه على ذكر الله الحكيم.
الطبلاوي والبنا وعبد الباسطحفظ الشيخ محمود على البنا القرآن الكريم فى كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش وهو فى التاسعة من عمره.
في ذكرى وفاته.. تعرف على "صوت مكة" الشيخ عبد الباسط عبد الصمدالقابة
لُقب البنا بـ "كروان القران" من فرط جمال صوتة وبـ"الطفل المعجزة"؛ إذ كان لديه ملكة تقليد كبار المشايخ خاصة الشيخ محمد رفعت، مما أكسب صوته حلاوة وعذوبة مميزة، كما كان متميزا في تقليد أصحاب القراءات المختلفة مثل الشيخ الشعشاعي ومحمد سلامة والسعودي.
مولده ونشأته
ولد فضيلة القارئ الشيخ محمود علي البنا في السابع عشر من ديسمبر عام 1926، ويعد من أعلام هذا المجال البارزين، وولد البنا في قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
توجه الشيخ إلى القاهرة عام 1945 وسريعا ما اشتهر وذاع صيته وأصبح معروفا في وسط المقرئين والمشايخ، ثم تعلم سريعا علم المقامات والتجويد، ثم التحق الشيخ بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له بالإذاعة في شهر ديسمبر من نفس العام.
اختير قارئًا لمسجد عين الحياة بحدائق القبة بشارع مصر والسودان وكان اسمه مسجد الملك ثم عرف بمسجد الشيخ كشك في ختام الأربعينيات ، ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى في طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته، وترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.
وظل به حتى عام 1980، حيث تولى القراءة بمسجد الحسين حتى وفاته و ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967 والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.
السادات والبناوصل الشيخ البنا إلى القاهرة عام 1945، وبدأ صيته يذيع فيها، ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري، اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية.
وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا، والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية.
البنا وعبد الحليم محمودالتحاقة بالأزهر الشريف
لم يكمل الشيخ البنا دراسته في الأزهر الشريف وذلك لانشغاله بالقرآن الكريم، يذكر أنه كان يقول عن نفسه: أنا فشلت في الأزهر ونجحت الإذاعة، وتعلم القراءات العشر على يد الشيخ إبراهيم سلام المالكى بالمسجد الأحمدى بطنطا، وأتم حفظها في عام 1945، وهو العام الذي شهد نقلة في حياة الشيخ، فانتقل للعيش بالقاهرة.
الالتحاق بالإذاعة المصرية
كان الشيخ محمود البنا أصغر القراء في السن، عندما التحق بإذاعة القرآن الكريم وكان عمره لم يتعد الـ22 عاما،حيث التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.
سفير للقران الكريم في دول العالم
زار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوروبا، وكان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائبًا للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984.
فى عام 1967 سجل المصحف المرتل للإذاعة بناء على طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
الشيخ البناتزوج الشيخ محمود على البنا وأنجب سبعة أبناء خمسة ذكور، وبنتين، بعدها شارك فى تأسيس نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم بمعاونة الشيخ “عبد الباسط، وشعيشع، والرزيقي.
التكريمات
حصل الشيخ البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، وتسلم من الرئيس عبدالناصر هدية تذكارية عام 1967، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبى عام 1984 و منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990 في الاحتفال بليلية القدر وتسلمه نجله الأكبر اللواء مهندس شفيق محمود علي البنا وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، و كذلك كرمته محافظة سوهاج بإطلاق اسمه على احد شوارعها و احد مدنها بسوهاج الجديدة، كذلك أطلقت محافظة القاهرة اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة.
تكريم الشيخ البنا
البنا والشعراوي
رتبط فضيلة الشيخ البنا بالإمام محمد متولى الشعراوي بعلاقة صداقة قوية لدرجة أنه أوصاه بأن يصلى عليه ويتقدم ما أسماه التشريفة ويقصد جنازته، والتى خرجت من مسجد الإمام الحسين يوم السبت 20 يوليو 1985 إلى مثواه الأخير فى مسقط رأسه بجوار مسجده الذى لم يكتمل بنائه وقتها، ودعى له الشيخ الشعراوى عند قبره وأمن الناس خلفه وختم دعائه بقوله: اللهم أثبه خير ثواب عن كل حرف تلاه وعن كل من سمع حرفاً وعن كل ما أذيع له من القرآن الكريم.
لازال هناك بعض الوقت قبل الرحيل هكذا كان يشعر البنا قبل أن يطلب رؤية صديقه الشيخ الشعراوى وأخبره أبناؤه بأنه يسجل خواطره فى البحر الأحمر ليرد عليهم قائلًا "اذهبوا إليه وأحضروه فقد عاد"، وتوجه بالفعل نجل الشيخ البنا إلى منزل إمام الدعاة ووجده بالفعل عاد وأخبره بأن والده بالمستشفى ويريد لقاءه.
لقاء الشعراوى بالشيخ البنا قبل وفاته بساعات
عُين الشيخ محمود على البنا قارئًا بمسجد الحسين وتوطدت علاقته بإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى حيث كان يسكن بذات المنطقة ويحب أن يسمع القرآن الكريم بصوته وقال عنه الشعراوى فى أحد اللقاءات "أحبته منذ أن رأيته ثم بعد ذلك أحببت ما يقدمه"، وظلا أصدقاء حتى وفاته.
البنا والشيخ زايدوفاته
بعد رحلة عطاء حافلة مع القرآن توفى الشيخ في 20 يوليو 1985 المواقف 3 من ذي القعدة 1405 هـ عن عمر يناهز تسعة وخمسون عامًا، ودفن بالمقبرة التي بناها في حياته بجوار المركز الإسلامي الذي أقامه بقريته شبرا باص، وشيعت الجنازة من مسجد الإمام الحسين.