الدكتور عبدالعظيم أنيس أحد العلماء البارزين الذين تركوا بصماتهم الواضحة في العديد من المجالات الأكاديمية والفكرية والثقافية أحد كبار علماء الرياضيات المعروفين عالميًا والمفكر والمناضل والسياسى في العديد من القضايا الوطنية.

أخبار متعلقة

«عبدالعظيم أنيس»

تحية وداع د. عبدالعظيم أنيس والأستاذ محمود أمين العالِم الرائعين

عبدالعظيم أنيس: آخر ثلاثة إخوة من عباقرة مصر

عبد العظيم أنيس

واحتفالاً بمرور 100 عاماً على ميلاده.

.نقترب من حياة الدكتور«أنيس» ونتعرف كيف كان متبحراً في عالم الرياضيات، وسابحاً في عالم الأدب نقدا وشعراً ولغة، وخائضاً في غمار السياسة بمقدرة هائلة. سيكون من الصعب الإحاطة بعالم عبدالعظيم أنيس الواسع والمتعدد. لكن من خلال السطور القادمة نسرد لمحات من سيرته ومن فكره وأدبه ومن ثقافته العلمية الواسعة.

ولد أنيس الدكتور عبدالعظيم (15 يوليو 1923- 15 يناير 2009) بحى الأزهر بقلب القاهرة الفاطمية لعائلة لها ثمانية أبناء، أربعة ذكور وأربع إناث. وكان هو أصغرهم جميعا باستثناء واحدة من شقيقاته. عبدالعظيم أنيس هو آخر ثلاثة إخوة من عباقرة مصر في القرن العشرين كل في مجاله، وهما محمد أنيس عالماً في التاريخ، بل وصاحب مدرسة بين المؤرخين المصريين واحد من أهم رواد دراسات التاريخ الاجتماعى في مصر، وإبراهيم أنيس عضو المجمع اللغوى وصاحب التآليف والمصنفات المعروفة في الفقه اللغوى، وكان في صباه شاعراً ويخطب أمام سعد زغلول عالماً في اللغويات. دخل عبدالعظيم أنيس إحدى مدارس حى العباسية، والذى انتقلت إليه العائلة، إلا أن دراسته تعثرت بسبب الحادث الذي تعرض له، عندما وقع عن السلم. وأجريت له عملية شوهت فمه.

غلاف الكتاب

وقد خلف له هذا الواقع صعوبات كثيرة في دراسته الأولية.

وقاده إلى الوقوع في حالة الانطواء والخجل في تلك المرحلة. كما قاده إلى الفشل في مرحلة دراسته الأولى. وهو الأمر الذي استدركه شقيقه الأكبر إبراهيم لإخراجه من الوضع الذي كان عليه، باختياره مدرسة أخرى غير المدرسة التي لم ينجح في دراسته فيها. وأدى اهتمام أشقائه به إلى تجاوز تلك المحنة الأولى في دراسته. وصار بفعل ذلك الاهتمام، من الأوائل في تلك المدرسة وفى مراحل دراسته كلها. ثم توالى انتقاله من مرحلة إلى أخرى إلى أن أتم المرحلة الثانوية من دراسته في عام 1940. التحق بعد انتهاء دراسته الثانوية بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا).

وتخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1944، ومضى في بعثة إلى بريطانيا عام 1950 ونال دكتوراه الفلسفة في الإحصاء الرياضى من جامعة لندن عام 1952، اعتقل في العصر الملكى وفى العصر الجمهورى، وفصل من الجامعة في حركة التطهير، فهجر مصر للعمل بالخارج، أستاذًا للرياضيات بجامعة لندن، وعندما صدر قرار تأميم قناة السويس عاد للوطن ليشارك في المعركة، لكن سرعان ما اعتقله مع عشرات من رفاقه ليقضوا سنوات عدة بين سجون النظام ومعتقلاته.

ظهر نضاله السياسى في وقت مبكر، حيث شارك عام 1935 في مظاهرة ضد بريطانيا ووزير خارجيتها صمويل هور الذي أعلن أن مصر لا تستحق الاستقلال. وتفاديا للعقاب وقع الاختيار على أنيس ليردد: «يسقط هور ابن التور» وهو محمول على الأعناق وأفرج عنه لصغر سنه. حكى د.عبدالعظيم أنيس في كتابه «ذكريات من حياتى» قائلاً: «رأيت إحسان لأول مرة في المدرسة، مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وكان هو في السنة الخامسة أو الرابعة- لا أذكر بالضبط- وكنت بالسنة الأولى، وكنا نضرب عن الدراسة ونتظاهر في شارع العباسية احتجاجاً على تصريحات وزير خارجية بريطانيا «صمويل مور». كان إحسان في مقدمة المظاهرة، بينما كنت أنا في الثانية عشرة من عمرى في المؤخرة، وانتهت المظاهرة بالتصادم مع البوليس ونجا «إحسان»، بينما وقعت أنا في أيديهم وقضيت في حجز الشرطة- قسم الوايلى- يوماً واحداً حتى أفرج عنى بسبب صغر سنى، وعندما عدت في اليوم التالى إلى المدرسة استقبلت استقبالاً حماسياً من التلاميذ!

ومازال الحديث متصلا عن الدكتور عبدالعظيم أنيس المناضل، حيث تقول ابنته الكاتبة الصحفية والمترجمة المعروفة منى أنيس: أبويا كمناضل له تاريخ وحكايات. ورغم أن كلمة المناضل أصبحت أكلشيه، فإننى لا أجد كلمة أنسب منها لوصف الصراع الذي خاضه أبويا وزملاؤه منذ منتصف الأربعينيات من القرن العشرين ولمده ٢٠ سنة. هولاء أناس كانوا على استعداد للتضحية بكل شىء، بما في ذلك مستقبلهم المهنى، من أجل تحرير بلدهم بالمعنى الشامل لكلمة التحرير.

وعندما عاد أنيس إلى مصر بالدكتوراه نهاية عام ١٩٥٢ كانت ثورة يوليو قد أطاحت بالنظام الملكى وتصور أن الوقت قد حان للجمع بين العمل السياسى والأكاديمى دون اعتقال، لكنه وجد نفسه عام ١٩٥٤ مرفوتا من جامعة القاهرة، بسبب ممارسته السياسة قبيل يوليو ١٩٥٢ !، ومرة أخرى وجد نفسه أمام خيار السجن أو الخروج من مصر، فعاد إلى لندن يمارس تدريس الرياضيات في جامعة لندن لمدة عامين، انتهيا بالعدوان الثلاثى على مصر في أكتوبر عام ١٩٥٦، ما دفعه إلى الاستقالة من جامعة لندن والإصرار على العودة إلى مصر، ليبدأ دورة جديدة من العمل السياسى كمحرر في جريدة المساء ومرشح لبرلمان ١٩٥٧، كما أوضحت في عاليه، وانتهت تلك الفترة بعد عامين هي الأخرى بالسجن.. السجن الذي طالت مدته هذه المرة لتصل لخمس سنوات ونصف، حيث تم الإفراج عنه وعن زملائه في مايو ١٩٦٤.

رغم الدكتورعبدالعظيم أنيس كان عالمًا للرياضيات والإحصاء، لكنه لم يقف أبدًا عند حدود تخصصه الدقيق، فهو في الوقت ذاته الناقد الأدبى. برزت ممارسته الكتابة منذ وقت مبكر. وهى الكتابة التي تنوعت في مواضيعها، ما بين البحث العلمى والنقد الأدبى، والإعلان عن موقف سياسى في الشؤون العامة لبلده وللعالم العربى وللعالم. وكانت من أولى كتاباته في الأدب وفى الثقافة تلك السجالات التي اشترك فيها مع صديقه ورفيق دربه محمود أمين العالم فيها، السجالات مع العقاد أولاً، ثم مع طه حسين خصوصاً، حول وظيفة الأدب والفن. وكانت جريدة المصرى لسان حال حزب الوفد، هي التي نشرت القسم الأساسى من تلك المقالات في صفحتها الثقافية، وصدرت تلك المقالات في كتاب في عام 1955 تحت عنوان: «فى الثقافة المصرية»، وأثار صدور الكتاب ضجة في عالم الأدب. وكتب له مقدمة الطبعة الأولى حسين مروة. أما الطبعة الثانية التي صدرت في عام 1989، فقد قدم لها الكاتبان الصديقان.

وكان هذا الكتاب أول دخول لعبدالعظيم أنيس عالم الأدب، تجاوزاً لعالمه الخاص، عالم الرياضيات وأبحاثه المحصورة في نطاق ضيق. وكان نصيب أنيس في الكتاب الإنتاج النقدى والروائى، وتولى محمود أمين العالم أمر الشعر، ورغم ذلك سنجد أن عبدالعظيم أنيس يكتب مقالات في الشعر ذات وعى وذوق عاليين، وقد قدّم عددا من الدواوين لشعراء منهم الشاعر الفلسطينى معين توفيق بسيسو، والشاعر العراقى عبدالوهاب البياتى.

مثلت مؤلفاته علامة فارقة في المكتبة المصرية والعربية لعل أبرزها: «مقدمة في فهم الرياضيات،» و«الفهم والحضارة» و«التعليم في زمن الانفتاح» و«رسائل في الحب والحزن والثورة» و«قراءة نقدية في كتابات ناصرية» و«ذكريات من حياتى»، هذا بخلاف كتابه الشهير مع محمود أمين العالم، «فى الثقافة المصرية»، ومن أشهر ترجماته: «بنوك وباشوات» الذي يفهم تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطانى وبعده، فضلا عن مراجعته لعدد من الترجمات في مجال الرياضيات والإحصاء الرياضى والاقتصاد.

نقرأ لـ«انيس» المناضل والشاعر في آن واحد.. ورسائله بتوقيع «كامل» في كتابه «رسائل الحب والحزن والثورة»، يضم الكتاب عدداً من الرسائل المتبادلة بين عبدالعظيم أنيس وزوجته الصحفية عايدة ثابت في فترة اعتقاله كواحد من مئات الشيوعيين، وتأزم العلاقات بين ثورة يوليو والأحزاب الشيوعية العربية، كتاب سياسى يحكى تاريخ حقبة من أكثر الحقب سخومة في تاريخنا الحديث.. إنها السنوات الواقعة بين 1959-1964 وهى الفترة التي اعتقل فيها الدكتورعبدالعظيم أنيس، ويسرد وقائع وأحداث خلف قضبان المعتقلات المختلفة في القلعة والواحات الخارجة وأبوزعبل، كان يرسل ويستقبل هذه الرسائل التي نعرف من خلالها ما تعرض له الشيوعيون المصريون على يد جهاز المباحث العامة وضباط السجون من أشكال التعذيب الجماعى، التي شهدت واقعة استشهاد المناضل شهدى عطية.

ذكريات أنيس مع عدد من كبار المثقفين والسياسيين العالميين كشف عنها في كتابه «ذكريات في حياتى» الصادر عن «كتاب الهلال» في يونيو 2002؛ أبرزها ذكرياته مع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، والثائر الكوبى تشى جيفارا.

عبد العظيم أنيس ثقافة جامعة القاهرة

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة جامعة القاهرة جامعة القاهرة عالم ا

إقرأ أيضاً:

لم يكن هدفي الحصول على «الشهادة».. وزير التعليم يكشف تفاصيل دراسته في أمريكا

أدلى الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الجديد بأولى تصريحاته الإعلامية بعد توليه منصبه الجديد في وزارة التربية والتعليم في التشكيل الوزاري الجديد، مؤكدا أنه منذ 12 سنة كان لديه اهتمام قوي جدا بالتعليم أونلاين، والتعليم المدمج، قائلا «تابعت التغيير الذي حدث في التعليم على مستوى العالم، وسافرت أمريكا، وحصلت على دورات تدريبية في جامعات مهمة مثل هارفرد، ومن ضمن تجربتي وجدت جامعة اونلاين، فحرصت على التسجيل فيها لعمل الدراسات اللازمة لتعلم أصول التعليم أونلاين، ولم يكن هدفي الحصول على شهادات، كنت مهتم أفهم وأتعلم أكثر عن التعليم أونلاين»

وخلال مداخلة هاتفية مع قناة «إكسترا نيوز»، تحدث الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الجديد، عن الثانوية العامة، وخطته للنهوض بالتعليم، قائلا «بقالي أكتر من 25 سنة شغال في التعليم، وأنا أكثر واحد حاسس بحالة الضغط التي يعيشها طلاب الثانوية العامة

وأضاف، سنعمل خلال الفترة القادمة على إنهاء ضغط الثانوية العامة من خلال استراتيجيات عصرية، لكن لن يتم تطبيقها إلا بحوار مجتمعي يحضره جميع أطراف العملية التعليمية.

وتابع «أقول لأولادنا في الثانوية العامة: مش مهم النتيجة، المهم الاجتهاد، ذاكروا واعملوا اللي عليم، والنتيجة بتاعت ربنا، وربنا مش هيضيع تعبكم».

وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، أنه سوف يتابع امتحانات الثانوية العامة 2024 مع كل الكنترولات ومع المسئولين في غرفة العمليات المركزية لحظة بلحظة وسيعمل على حل أي مشكلة فورا

وقدم وزير التعليم الجديد الشكر للدكتور رضا حجازي وزير التعليم السابق على المجهود المبذول.

أشار الوزير إلى أنه «منحاز جدا لأولياء الأمور بصفتهم عنصر أساسي في العملية التعليمية»

منوها إلى أن خبرته في العملية التعليمية تمتد لأكثر من 25 سنة، وأنه يعرف جيدا مشاكل الطلاب وأولياء الأمور

وأضاف "اعتدت على مدار 25 سنة على النزول للعمل من 6 صباحا حتى 8 مساءا، وقضيت حياتي كلها في التعليم “وفاهم كويس كل حاجة ودي الخبرة اللي هابني عليها شغلي كوزير”

وختم وزير التعليم تصريحاته قائلا: لدينا 4 محاور أساسية سنعمل عليها من العام الدراسي القادم: الكثافة - نقص المدرسين - الثانوية العامة - إعادة الطلاب للمدارس، وأن التعليم التكنولوجي بدأ في التعليم المصري من أيام الدكتور طارق شوقي والدكتور رضا حجازي من بعده، وأنا سوف أكمل المسيرة

مقالات مشابهة

  • لم يكن هدفي الحصول على «الشهادة».. وزير التعليم يكشف تفاصيل دراسته في أمريكا
  • وزارة المجالس النيابية
  • الاحتلال يتسلم ردا من حماس على مقترح الصفقة ويتحدث عن دراسته
  • مناقشة آليات تطبيق رسوم النظافة بمنظومة التخلص الآمن من المخلفات بالإسماعيلية
  • لغز ظهور الجماعة!
  • سكرتير عام الإسماعيلية يناقش آليات تطبيق رسوم النظافة
  • التربية تعلن نتائج مناقشة أسئلة الرياضيات الورقتين الأولى والثانية
  • الدكتور بن حبتور يعزّي في وفاة المناضل الوحدوي اللواء خالد باراس
  • رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة المناضل اللواء خالد باراس
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة رئيس مكون الحراك الجنوبي المناضل خالد باراس