حماس أم إسرائيل... من المستفيد عسكريا وسياسيا من الهدنة الموقتة في غزة؟
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع | باربرة غابيل إعلان اقرأ المزيد
دخلت الهدنة المنتظرة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الجمعة، وقد تم إبرامها بوساطة قطرية مصرية أمريكية، وقضت بتبادل إطلاق سراح رهائن وأسرى.
وتبدأ الهدنة بالإفراج عن دفعة أولى هم 13 امرأة وطفلا من بين حوالي 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضا"خلال عام سنقضي عليهم جميعا"... أغنية لأطفال إسرائيليين تدعو إلى "إبادة غزة" تثير الجدل
في السياق، ذكر المفوض الفلسطيني لشؤون الأسرى قدورة فارس بأن الدولة العبرية ستفرج عن 39 أسيرا فلسطينيا، منهم 24 امرأة و15 من الذكور القصر في الضفة الغربية المحتلة أو القدس، وتسلمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سجن عوفر العسكري عند حدود الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت غرينتش). في المقابل، ستسلّم حماس 13 امرأة وطفلا على الحدود بين غزة ومصر.
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأن هذا الاتفاق "ينص على وقف كامل للأعمال العدائية لمدة أربعة أيام".
وقال الأنصاري إن أيام الهدنة الأربعة في غزة ستتيح فترة من الهدوء يمكن خلالها "إطلاق سراح الرهائن في بيئة آمنة". وأكد الدبلوماسي القطري أنه لن يتم استخدام أي طائرة مسيّرة تحلق فوق أراضي القطاع الفلسطيني خلال هذه الفترة.
كما قال نفس المتحدث إن "هذه الأربعة أيام سيتم خلالها جمع المعلومات حول بقية الرهائن للنظر في إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر من الرهائن يتم الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة".
لفهم هذه الهدنة وأبعادها والتحديات التي قد تواجهها، حاورت فرانس24 كلايف جونز أستاذ الأمن الإقليمي بجامعة دورهام في بريطانيا.
فرانس24: من المستفيد من الهدنة السارية في قطاع غزة؟كلايف جونز: من الناحية العسكرية، تعتبر هذه الهدنة بالنسبة إلى حماس بمثابة استراحة المحارب. ليس هناك أدنى شك في ذلك. حيث ستمنحها فرصة لإعادة تجميع صفوفها وإعادة التمركز وإعادة دراسة استراتيجيتها. لكن في الجهة الأخرى، فإن وقف إطلاق النار لن ينفع بالضرورة القوات الإسرائيلية بنفس الطريقة التي ستستفيد بها حماس.
لكن يبقى من الصعب على حماس استهداف القوات الإسرائيلية بسبب كون الأخيرة لا تزال لم تفقد زخمها من المنظور العسكري. فهي لا تكتفي بالتمركز في قواعد ثابتة، بل إنها تتحرك بشكل مستمر، ما يمنع حماس من مهاجمتها بسهولة.
كما ينبغي أخذ العامل السياسي للوضع الراهن في عين الاعتبار. حيث إن بنيامين نتانياهو هو تحت الضغط في وقت واحد من قبل عائلات الرهائن وكذلك من الشركاء الدوليين وخاصة الولايات المتحدة على حد سواء. وهو مدرك للوضع في بلاده ولعدم شعبيته. وهكذا فقد انتهى به الأمر إلى إجراء حسابات سياسية. وهو يعتبر بأن وقف إطلاق النار سيكون مفيدا من الناحية السياسية، ليس فقط لإسرائيل، بل على الأرجح له أيضا.
كيف يمكن للهدنة أن تؤثر على العمليات العسكرية؟يتخوّف البعض من أن الهدنة لن توقف زخم الهجوم الإسرائيلي في مدينة غزة ومحيطها. لكن العديد من المراقبين العسكريين هم متفقون على أنه ولغاية اليوم، فقد سارت العملية الإسرائيلية من وجهة نظر عسكرية بحتة بشكل جيد. وقد سمحت بإرباك حماس.
حيث سجل تراجع في عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل. لم يعد يتم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة كما كان عليه الحال في بداية الحرب. في هذه الأثناء، شرعت إسرائيل في اجتياح مواقع إطلاق الصواريخ وتحييد أنفاق (حماس).
اقرأ أيضا"ميترو غزة، المدينة الأرضية".. هل ينجح الجيش الإسرائيلي في تدمير أنفاق حماس؟
ومن ثم، أظن أنه كان هناك نقاش داخل الجيش الإسرائيلي بخصوص مسألة التوقف لفترة عن القتال. لطالما كانت الذريعة دائما هي ضرورة الاستمرار في الضغط العسكري على حماس وعلى جنوب قطاع غزة، بهدف مضاعفة فرص تحرير الرهائن.
هل ستستأنف المعارك بين حماس وإسرائيل بعد هذه الهدنة؟من المرجح أن المعارك ستُستأنف، لكن من المستحيل القول حاليا ما إذا كانت ستكون بنفس العنف كما كانت عليه من قبل. يتوقف ذلك على عوامل عدة، بما فيها نجاح عملية تبادل الرهائن وتفاعل إسرائيل مع الضغوط الدولية، وبشكل خاص من الولايات المتحدة. الرأي العام الأمريكي وخاصة الناخبين الشباب منه، مستاء من مستوى الدمار في غزة. في هذا السياق، فإن الأمريكيين من جانبهم حذرون فيما يتعلق بمخاوف مواطنيهم، بقدر اهتمامهم بتلك المخاوف التي يعبّر عنها على نطاق أوسع بمنطقة الشرق الأوسط من قبل حلفائهم العرب.
هذا، وتجدر الإشارة، إلى أن عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد ارتفع إلى 14854 قتيلا، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة حسب آخر حصيلة للسلطات الصحية التابعة لحماس. إضافة إلى ذلك، أصيب 36 ألف شخص.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل أكثر من 200 فلسطيني منذ بدء النزاع بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
على الجانب الآخر، تسبب الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيون حسب تل أبيب. كما قُتل ما لا يقل عن 51 جنديا إسرائيليا منذ بدء العملية البرية في غزة.
وصمدت الهدنة التي بدأت صباح الجمعة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وهي الأولى في الحرب المستمرة منذ 48 يوما ودمرت القطاع لكن الجانبين حذرا من أن الحرب أبعد ما تكون عن نهايتها.
ولم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع تفجيرات أو قصف بالمدفعية أو هجمات صاروخية رغم أن الجانبين تبادلا اتهامات بارتكاب انتهاكات منها إطلاق نار متقطع. كما أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عدم وقوع أي حادث أو قصف عند الحدود مع لبنان منذ بدء الهدنة في غزة.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ الساعة السابعة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش).
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج هدنة غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل رهائن أسرى للمزيد حماس فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الجیش الإسرائیلی هذه الهدنة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاقم الأوضاع في غزة مع وقف إسرائيل دخول المواد الغذائية والمساعدات
عواصم - رويترز
بدأ تأثير وقف إسرائيل دخول البضائع إلى غزة في الظهور داخل القطاع الفلسطيني حيث أغلقت بعض المخابز أبوابها بينما حذر مسؤولون فلسطينيون من مخاطر بيئية متزايدة، منها احتمال تصريف مياه الصرف الصحي في البحر دون معالجتها.
ويهدف هذا التعليق إلى الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في محادثات وقف إطلاق النار، ويطبق الوقف على واردات الغذاء والدواء والوقود. وتصف حماس الإجراء بأنه "عقوبات جماعية" وتصر على أنها لن تُرغم على تقديم تنازلات خلال المحادثات.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة إن قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية يهدد حياة المدنيين المنهكين بعد 17 شهرا من اندلاع الحرب "الوحشية"، مضيفة أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات.
وقال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة لرويترز إن ستة مخابز، من بين 22 ما زالت قادرة على العمل في القطاع، أُغلقت بالفعل بعد نفاد غاز الطهي لديها.
وأضاف "المخابز المتبقية من الممكن أن تغلق أبوابها بعد أسبوع أو أكثر إذا ما نفد الوقود أو الطحين، إلا إذا تم إعادة فتح المعبر".
وأردف قائلا "حتى قبل أن تغلق المخابز الست، لم يكن 22 مخبزا كافيا لتلبية احتياج الناس من الخبز. وبعد أن أغلقت ستة مخابز أبوابها، فإن الطلب على الخبز سوف يزداد والوضع سيزداد سوءا".
ومنعت إسرائيل الأسبوع الماضي دخول البضائع إلى القطاع في ظل تفاقم الأزمة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال خلال الأسابيع السبعة الماضية.
وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود، مما أجبر العديد من الناس على ترشيد استهلاكهم من الطعام.
وقالت غادة الركاب (40 عاما)، التي نزحت من منزلها المدمر وتعيش في خيمة في خان يونس، إنها تكافح من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية. وتصنع غادة، وهي أم لستة أطفال، بعض المخبوزات لعائلتها وجيرانها، وفي بعض الأحيان تستأجر فرنا مؤقتا من الطين مقابل سعر رمزي.
وقالت "إيش الحياة اللي احنا فيها؟ لا كهربا ولا مايه ولا حياة ولا حتة نعيش زي الخلق. إيش فيه في الحياة؟ حلال ربنا ياخدنا ويريحنا".
* "مخاطر بيئية وصحية"
قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أمس الأحد إنه أصدر تعليمات لشركة الكهرباء بعدم بيع الطاقة إلى قطاع غزة في أحدث إجراء عقابي تتخذه إسرائيل ووصفه الوزير بأنه وسيلة للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
ولن يكون لهذا الإجراء تأثير كبير على قطاع غزة حيث قطعت إسرائيل بالفعل إمدادات الكهرباء عند اندلاع الحرب. لكنه سيؤثر على محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي يجري تزويدها حاليا بالطاقة وفقا لشركة الكهرباء الإسرائيلية.
وقالت سلطة المياه الفلسطينية إن القرار أوقف العمليات في محطة لتحلية المياه تنتج 18 ألف متر مكعب يوميا للسكان في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة.
وقال محمد ثابت، المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة، لرويترز إن القرار سيحرم سكان تلك المناطق من المياه النظيفة مما سيعرضهم "لمخاطر بيئية وصحية".
وأضاف "القرار كارثي، بعض البلديات قد تضطر لترك مياه الصرف الصحي تتدفق إلى البحر وهذا ينذر بمخاطر بيئية وصحية قد تتعدى حدود قطاع غزة".
وأضاف أنه لا يوجد وقود كاف لتشغيل المولدات الاحتياطية في محطات التحلية والصرف الصحي وأن المولدات المتاحة قديمة وغير صالحة للعمل.
* الوسطاء يحاولون إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار
توقف القتال في غزة منذ 19 من يناير كانون الثاني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وأطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة تايلانديين مقابل الإفراج عن نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني.
لكن المرحلة الأولى من الاتفاق والتي استمرت 42 يوما انتهت، ولا تزال حماس وإسرائيل بعيدتين عن الاتفاق بشأن قضايا أوسع نطاقا بما في ذلك حكم غزة بعد الحرب ومستقبل حماس نفسها.
وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأجروا محادثات مع قادة حماس ومن المقرر أن يستقبلوا مفاوضين إسرائيليين في الدوحة اليوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع لرويترز اليوم الاثنين "التزمنا تماما بالمرحلة الأولى من الاتفاق... تعاملنا بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية".
وتهدف المرحلة الثانية إلى التركيز على الاتفاقات بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وتطالب إسرائيل حماس بإطلاق سراح الرهائن المتبقين دون البدء في المرحلة الثانية من المفاوضات.
وقال القانوع "حديث الاحتلال عن خطط عسكرية لاستئناف القتال في غزة وقرار قطع الكهرباء خيارات فشلت وتشكل تهديدا على أسراه ولن يحررهم إلا بالتفاوض".