لحظات سائلة لغسان أبو لبن.. استثمار اللون كنقطة جذب بصرية
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
عمّان "العُمانية": يستكشف التشكيلي الأردني غسان أبو لبن، في معرضه "لحظات سائلة" المقام على جاليري دار المشرق، المعنى الكامن وراء "السيولة" في الحياة.
ويوضح عبر لوحاته الجوانب المعقدة للمشاعر الإنسانية، كما أن هذه السيولة لا تخص ما يُلمَس من مادة، بل تتجاوزه إلى ما لا يمكن لمسه والتعامل معه كمادة؛ على غرار الحب، والقلق، والغضب، والفرح، والعزلة.
تظهر هذا الكيانات السائلة في أعمال أبو لبن المولود عام 1964، عبر ضربات فرشاة حادة، ولمسات جريئة بالسكّين، وتؤكد أن ما يتعرض لحالة السيولة تلك لا يمكن إعادته إلى هيئته الأولى. إنها تشبه فعل التكسير والتحطيم والتهشيم. كما يمكن لكل تلك الزوايا اللونية والتعرجات القادمة من التكتل اللوني على الحواف أن تعطي الناظر إحساسًا بالتهديد والقلق، وتنشئ في داخله ردود فعل نفسية عميقة.
وتتخذ أعمال غسان أبو لبن - الذي يدرّس الرسم والتصوير في الجامعة الأردنية - من الألوان القوية سمة لها، فتظهر التشكيلات على سطح اللوحة كأنها تنبض بالحياة، وفي الوقت ذاته تدفع المشاهد للتوقف والتأمل وإعادة النظر في تصوره المسبق للعالم والوجود.
وتتحرك اللوحة عند أبو لبن بين منطقة التعبير والتجريد، وهي تتحرر من القيود الأكاديمية ومن الأسلوب الصارم، لتنحو باتجاه استثمار اللون كنقطة جذب بصرية. وبالتوازي، فإن الضربات الحادة على السطح تمنحها حركة وملمسًا نافرًا، وتمتد إلى تحوير الشخصيات المرئية، أو تجعلها مجرد كتل لونية تُظهر الملامح العامة للجسد ولا تعتني بالتفاصيل، بل توجه عنايتها للحالة النفسية التي تعيشها تلك الشخصية، من قلق أو خوف أو تساؤل.
ويظهر الشخوص في لوحات أبو لبن بصيغ نفسية مركبة، ضمن مشاهد عابرة للزمان والمكان، مغلفة بالضباب والغموض، ومصنوعة عبر سيلان لوني من خطوط أفقية دقيقة، كأن هناك ماءًا ينسكب فوق اللون؛ فيتحلل هذا اللون ويصبح خطوطًا تنساب مع مجرى الماء، ثم تتنوع درجاته اللونية بين الغامق والفاتح، بحسب كمية الماء المنسكبة فوقه.
ويقدم أبو لبن شخصيات لوحاته بدقّة ورقّة في آن، لتبدو في مجملها كأنها تقف على حافة السقوط، أو تعوم في مسطحات لونية تتدلى منها خطوط سائلة، وتبدو كأنها تراكمت عبر طبقات، تشفّ مرة وتتكاثف في أخرى، ليصبح لها ثقل مادي وعاطفي، بل لعلها تلغي المسافة بين الاثنتين، فلا يعود هناك فرق بينهما.
ويرسم أبو لبن شخوصه في وضعية الوقوف، ولا يبدو أنها تقف على أرض صلبة، بل نراها في حالة من التفرد والتكدس والهلامية والضبابية، تنغمس في معاناتها الشخصية وتحاول أن تندمج في العالم المحيط بها، كما تحاول أن توصل ما تشعر به في تلك اللحظة التي تم تصويرها بها، وتجميد هيئتها خلالها.
ويقدم أبو لبن لوحات خالية من الشخوص، جاءت قريبة من التجريد اللوني، معتمدًا في ذلك على الكتل اللونية الواحدة، فقد يتكتل الأسود على شكل شجرة أو بيت، وقد تتجاور تلك الكتلة مع كتلة أخرى من الأبيض أو الأزرق، تبدو على شكل خطوط أو بقع مختلفة الحجوم. وقد تتداخل تلك الكتل التجريدية بشكل أساسي غير محدد الملامح يتوسط واجهة اللوحة.
وتمثل أعمال غسان أبو لبن مقاربة جمالية بصرية تعمد إلى التجريب اللوني، وتحرص على التنوع في الأشكال التي تنساب على سطح اللوحة، وهي في كل ذلك تحافظ على التوازن بين الكتل، كما تتعانق خطوطها الرشيقة وتتحاور في تجاورات لونية تشبه الإيقاع الموسيقي المنسجم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هندي في سن 25 عاما يستيقظ قبل لحظات من حرق جثته
استيقظ رجل هندي قبل لحظات من حرق جثته، بعد أن دون طبيب وفاته من دون إجراء عملية التشريح اللازمة، على ما أكد مسؤول طبي السبت.
وتدهورت صحة روهيتاش كومار البالغ 25 عاما، والذي كان يعاني صعوبات في النطق والسمع، ما استدعى نقله إلى مستشفى جونجونو في راجاستان (شمال).
وذكرت وسائل إعلام هندية أن كومار أصيب بنوبة صرع، وأن الطبيب أعلن وفاته فور وصوله إلى المستشفى.
لكن كبير أطباء المستشفى د. سينغ قال إن الطبيب “أعد تقريره من دون إجراء تشريح للجثة، ثم أ رسلت الجثة لحرقها”.
وأضاف كبير الأطباء أنه “قبل فترة وجيزة” من الحرق، “بدأ الجسم (…) يتحرك”، إذ كان الشاب “على قيد الحياة ويتنفس”.
ونقل الشاب إلى المستشفى للمرة الثانية، إلا أن وفاته أعلنت الجمعة.