قال موقع "CNBC" إن اقتصاد قطاع غزة الهش بالفعل بات الآن في حالة خراب، مثل الكثير من المباني في القطاع، بعد أكثر من شهر من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن إنهاء الصراع هذه المرة يتطلب مقاربة مختلفة، وقد تجد دول الخليج، خاصة السعودية، نفسها مطلوب منها دفع فاتورة "استمرارية الحياة في القطاع"، الذي يقطنه 2.

3 ملايين فلسطيني، جزء كبير منهم من الشباب، باتوا يعانون من انعدام الأمل.

وحتى قبل الحرب، كانت قدرة أغلبية سكان غزة على الحصول على مواد مغذية وبأسعار معقولة محدودة، وكانوا يعتبرون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لكن الوضع أصبح الآن مأساويا، كما يقول التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

اقرأ أيضاً

عدوان الدمار الشامل.. شمال غزة لم يعد صالحا للسكن وإسرائيل تدعو لإخلاء الجنوب

مصادر دخل غزة

وأشار إلى أن اقتصاد غزة كان يعتمد بنسبة 100% على مصدرين للدخل، الأول المساعدات التي تأتي من خارج القطاع، والثاني وصول العمالة من غزة للعمل داخل الأراضي المحتلة، وقد ذهب البند الأخير الآن بعد إلغاء حكومة الاحتلال كافة تصاريح عمل الفلسطينيين من القطاع.

ويضيف التقرير أن معدل البطالة في غزة، الذي كان تقليديا واحدا من أعلى المعدلات في العالم بنسبة تزيد عن 40%، يقترب الآن من 100%، مع "توقف نشاط" اقتصاد القطاع فعليا إلى أجل غير مسمى، وفقا لتقرير صادر عن مركز السياسة الاقتصادية الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية.

أرقام بائسة

وبعد أكثر من شهر من الحرب، فقد سكان غزة ما لا يقل عن 182 ألف وظيفة، أو 61% من القوى العاملة، وفقا لمنظمة العمل الدولية.

وتوقعت وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة، وهي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن تتراجع التنمية في غزة بمقدار 16 إلى 19 عامًا في تقييمها بناءً على المؤشرات الاقتصادية والصحية والتعليمية.

اقرأ أيضاً

كبير الاقتصاديين بالمالية الإسرائيلية: حرب غزة تتجه بالنمو إلى الصفر

ويشير إلى أنه قبل 50 عاما، كان سكان غزة قادرين على العمل في دولة الاحتلال ومصر والخليج وأماكن أخرى، وكانت هناك طبقة مهنية قوية وجامعة ومطار في ذلك الوقت، ولكن مع الصراع الحالي أصبح اقتصاد القطاع الآن سيئا، ويكاد يكون معطلا.

وفقاً للأمم المتحدة، شهد الاقتصاد الفلسطيني خلال السبعينيات والثمانينيات تدفقات رأسمالية قوية نسبياً، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تحويلات العمال الفلسطينيين في إسرائيل ودول الخليج.

لكن الحصار المشدد الذي فرضته دولة الاحتلال على غزة بعد سيطرة حركة "حماس" خرب كل شيء، كما يقول التقرير.

ولم يخسر الفلسطينيون العمل في إسرائيل والخارج فحسب بعد سيطرة "حماس"، لكن أيضا في مصر، والتي ظلت تنظر إلى "حماس" على أنها تهديد أمني.

وقد أدى الحصار والحروب المتكررة بين المقاومة في غزة والاحتلال منذ عام 2008 إلى تفريغ اقتصاد القطاع، حيث تراجع نموه الاقتصادي الهزيل عن نظيره في الضفة الغربية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وفقا لصندوق النقد الدولي.

اقرأ أيضاً

قناة إسرائيلية: دول خليجية أبلغت واشنطن موافقتها على تمويل اعادة إعمار غزة بشرطين

عواقب انتهاء الأمل

ويحذر التقرير من عواقب انتهاء الأمل لدى 2.3 ملاين فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، وهناك 65% منهم تحت سن 24 عاما.

وينقل التقرير عن ماركو بابيتش، الشريك وكبير الاستراتيجيين في مجموعة Clocktower Group قوله: "لهذه الأسباب، يجب التوصل إلى شكل من أشكال الاتفاق لإنهاء الصراع".

ويختم التقرير بالقول: "من المرجح أن تدفع هذه التطورات الدرامية دول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية لدفع جزء كبير من فاتورة استمرارية غزة في المستقبل".

المصدر | CNBC - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة دمار اقتصاد غزة حصار غزة حماس طوفان الأقصى السعودية دول الخليج

إقرأ أيضاً:

الجزء الثاني : بالاسرار – حظر(جماعة الاخوان ) في الأردن أربكت العراق ودول اخرى !

بقلم : د. سمير عبيد ..

رابعا :- لذا فمخطط دولة قطر وتركيا كان معقد ومتشابك للغاية خصوصا عندما نجح النظامين في أنقرة والدوحة من الهيمنة على قرار الحكومة العراقية بفترة محمد السوداني ومباشرة بعد ضعف الهيمنة الإيرانية التي استمرت لأكثر من عشرين عاما على النظام السياسي في العراق .فقررت كل من قطر وتركيا ملأ الفراغ الإيراني في العراق وبشكل ناعم جدا – وهناك موافقة ضمنية من إيران بذلك — فشرعت كل من دولة قطر وتركيا بتنفيذ مخططهما في الأردن والكويت ويكون العراق ممرا ومنطلقا لوجستيا غير متوقع في ذلك ( بعلم او بدون علم الحكومة العراقية ورئيسها السوداني .. الله أعلم ) وكان هدف تركيا وقطر تطويق السعودية من جهة الأردن والكويت وقطر والعراق وعزلها عن مصر ودول الخليج الأخرى. وبنفس الوقت تطويق مصر من جهة الأردن والبحر الأحمر والصومال التي وضعها اردوغان في جيبه اخيرا!
خامسا:- وهنا سيضمحل الدور الإيراني وستؤخذ ورقة القضية الفلسطينية من ايران بعد نجاحها بالاستحواذ عليها من العرب بعد احداث السابع من اكتوبر في غزة من جهة ،وسوف يُعوّم الدور المصري في القضية الفلسطينية والقضايا العربية وعزل مصر عن منطقة الخليج من جهة اخرى .( وطبعا العراق هنا وعلى الدوام مثل الأطرش بالزفة ) بسبب انعدام الانسجام بين الخطوط الحاكمة. وبسبب السابق على الاستقواء بالخارج من قبل البعض ضد البعض الاخر وبالعكس .
سادسا :- بحيث ذهب اخيرا كل من اردوغان والشيخ تميم بإجبار رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني بالقدوم سرا إلى الدوحة والجلوس والمصالحة والتحالف مع الرئيس السوري الجديد احمد الشرع حاليا والجولاني المصنف ارهابيا من قبل و( الذي فرضته قطر وتركيا رئيسا في سوريا ) .ودون ان ينسق السوداني مع حلفائه. وهي دلاله ان السوداني بات قراره بيد اردوغان وتميم .وهذه كارثة جدبدة تضاف للكوارث الاخرى في العراق !
سابعا :-وقد يسأل سائل من هي الدول التي ارتبكت بسبب قرار القيادة الأردنية الشجاع بحظر جماعات الاخوان المسلمين ومصادرة مقراتها وأرشيفها وكل شيء . فالجواب على هذا السؤال يتشعب قليلا فيكون كالآتي :-
١-لقد اهتزت كل من دولة قطر وتركيا ومعها النظام السوري الجديد ( سوريا) أضافة لتنظيم الاخوان الدولي لان القرار الأردني كان استباقيا ومباغتاً .فنسف المخطط الإخواني في الأردن ومن ثم نسف مخطط تركيا وقطر في المنطقة !
٢- من الدول التي ارتبكت هي كل من العراق لان القيادة العراقية الممثلة بمحمد شياع السوداني والتي وضعت بيضها في السلة القطرية التركية قد نجح الأردن بقص مقابض تلك السلة فتدحرج بيض السوداني، وطارت السلة القطرية التركية في الهواء وسيبقى السوداني بلا غطاء خصوصا بعد ان تكشفت اوراقه السرية بعد اللقاء السري مع الشرع في الدوحة والذي تسربت صوره للإعلام !
٣- ومن الدول التي ضربت كف بكف وملأها الأسف هي ايران لانها كانت كامنة تحت الطاولة القطرية التركية وتنسق مع السوداني ان يمضي معهم بعيدا من جهة ( ومن جهة اخرى نجحت ايران بحث جهات عراقية سياسية ومليشياتية بالتنسيق مع جهات اخوانية وجرها نحو العراق والتحالف معها على الارض داخل العراق سياسيا ومليشياتيا ) لان ايران لا تريد فقدان العراق فعندما تحصل الفوضى في الأردن سوف تتنفس الصعداء اي ايران وتقدم نفسها حليفا لتنظيمات الاخوان وفرض نفسها لاعبا ثالثا إلى جوار قطر وتركيا وسوف تعود لتساوم بورقة العراق !
٤- ولكن الأقمار الاصطناعية متعددة المهام التابعة لشبكة ” ستارلينك” ومالكها إيلون ماسك والتي نجحت بالاستحواذ على جميع السماء والمرافق في الأردن اخيرا سجلت نجاحا اوليا بكشف مخطط الاخوان الدولي بقيادة قطر وتركيا لنشر الفوضى والانقلاب على الحكم في الأردن !
٥-ولكن بالمقابل هناك دول أسعدها القرار الأردني بحظر جماعات الاخوان المسلمين في الأردن وهي كل من مصر والإمارات والكويت وتونس وحتما ستقف تلك الدول إلى جانب الأردن .
٦-اما السعودية فهي في غاية السعادة من القرار الأردني الأخير .وتعتبر نفسها فازت بحرب لم تخضها ، وكانت على موعد لخوضها مجبره فيما لو نجحت كل من دولة قطر وتركيا في تمكين جماعة الاخوان المسلمين في الاردن والكويت ووضع العراق بتصرف الدوحة وانقره . ولهذا اصبح الأردن حليف استراتيجي مهم للسعودية بعد قرار حظر جماعة الاخوان المسلمين في الأردن.بحيث طار العاهل الأردني عبد الله مع ولي العهد الأمير حسين إلى السعودية واللقاء مع القيادة السعودية. ونستطيع القول من هنا ولد واقع جديد ومختلف !
٦- إسرائيل من جانبها تعتبر القرار الأردني بحظر جماعة الاخوان المسلمين بمثابة نصر استراتيجي إلى إسرائيل المتوجسة أصلا من المشروع القطري التركي في سوريا ،والمتوجسة جدا من الحاكم السوري الجديد احمد الشرع وطبخته التي على نار تركية وقطرية والطبخة هي ( تمكين الاخوان المسلمين من حكم سوريا في آخر المطاف ويحميهم جيش انكشاري جديد يتكون من المتطرفين والارهابيين( الأوزبك ،والشيشانيين ،والافغان ،والإيغور ، وجنسيات اخرى ) . فالاردن بذلك نسف مخطط توطين الفلسطينيين في الأردن !
ثامنا- فتخيل منطقة تنفتح استراتيجيا وامنيا ولوجستيا ولصالح مشروع الاخوان الدولي بزعامة دولة قطر وتركيا من ( الجولان ، فسوريا ، فغور الأردن ، فالأردن الدولة ، فالعراق ( الاطرش بالزفة ) ثم الكويت … ويصلون إلى مياه الخليج وبحر العرب ويتحكمون فيما بعد بخطوط الحرير القديمة والحديثة ) لهو امر مرعب وخطير للغاية ان يتحكم الاخوان المسلمين بكل هذا. هؤلاء الذين عرفوا بعشقهم للسلطة والمال والحكم وتحليل المحرم وتحريم المحلل تحت غطاء البراغماتية والمصلحة العامة .
تاسعا:-وبالتالي ان هذه المنطقة الحيوية والمهمة للعالم اجمع اقتصاديا وامنيا ولوجستيا لن تترك اطلاقاً للاخوان المسلمين والى تنظيمات الإسلام السياسي بشقيه ( السني والشيعي ) ..خلاص فالقرار العالمي قد تم اتخاذه فلقد اسدل الستار على مستقبل هذه التنظيمات الإسلامية الراديكالية والجهادية والعقائدية وسوف يحل محلها الإسلام الصوفي الفلسفي الفكري الذي ينشد السلام !
إلى اللقاء في الجزء الثالث !
سمير عبيد
٢٥ نيسان ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • غزة الآن - 35 شهيدا في قصف إسرائيلي مستمر على القطاع
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في القطاع.. من يُطعم غزة الآن؟
  • مصادر عبرية: هجوم كبير للقسام الآن في جنوب قطاع غزة والمروحيات تنقل جنودا إسرائيليين إلى المستشفيات
  • الجزء الثاني : بالاسرار – حظر(جماعة الاخوان ) في الأردن أربكت العراق ودول اخرى !
  • كيف تدمر السوشيال ميديا عقول وسلوكيات أطفالنا؟.. استشاري نفسي يوضح
  • تجنب قطع الحرارة.. طريقة الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي أبريل 2025
  • اسواق الخليج في المقدمة.. العراق يصدر مليون و 500 الف طن من منتجاته الزراعية الى الخارج
  • توتر كبير بين الهند وباكستان وتخوفات من تصعيد عسكري
  • مشروع سياحي ترفيهي يربط بين الشرقية ودول الخليج .. فيديو
  • نائب: غياب مراكز التجميع والتعبئة يؤدي إلى فاقد كبير وضعف تنافسية المنتج الزراعي