تحل اليوم الذكرى الـ 43 على رحيل الشيخ محمود خليل الحصري، أحد أعلام دولة التلاوة المصرية، والذي عرف بكونه المعلم الأول، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز المحطات في حياة الشيخ الحصري.

عنقود العنب ورؤيا البشارة بـ الحصري  

روي أن والد الشيخ الحصري خليل السيد كان يعمل بصناعة الحصير، فلقب بالحصري، وكان كلما وجد مصلى بلا حصير أو مفروشا بقش الأرز، هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد، حتى جاءته الرؤيا العجيبة، حيث رأى عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقودا من العنب، والناس تأتي جماعات جماعات، يأكلون من عنقود العنب، وعنقود العنب لا ينفد.

ولما تكررت الرؤيا ذهب لأحد الشيوخ وقصها عليه، فسأله الشيخ إن كان له ذرية، قال: "ولدي محمود عمره عامان"، قال: "ألحقه بالأزهر، يتعلم العلوم الشرعية، فسوف يكون له شأن كبير"، وقد كان!!!! ولا نزال نأكل من عنقود العنب، وعنقود العنب لا ينفد.

وحرص في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في جميع وجوه البر.

8 محطات في حياة الشيخ الحصري

1- يعتبر الحصري أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم، وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بإنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.

2- وُلد في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، وكان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التي ولد فيها، وقد أجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر.

3- انتقل والده قبل ولادته من محافظة الفيوم إلى قرية شبرا النملة، حيث ولد الحصري، أدخله والده الكتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره، كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن وفي الثانية عشرة انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر.

4- حصل على شهاداته في ذلك العلم (علم القراءات) ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، وفي عام 1950م عين قارئا للمسجد الأحمدي بطنطا، كما عين في العام 1955م عين قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة.

5- أدرك الشيخ الحصري منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهم القرآن وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول؛ فهو يرى أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيدًا حيًا، ومن ثَمَّ يجسد مدلولها التي ترمي إليها تلك المفردات، كما أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.

6- تزوج عام 1938م، وكانت معظم مسئوليات التربية تقع على كاهل زوجته بسبب انشغاله بعمله وأسفاره، ويروي أحد أبنائه: "كان يعطي كل من حفظ سطرًا قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي، وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه، وقد كانت له فلسفة في ذلك فهو يؤكد دائمًا على حفظ القرآن الكريم حتى نحظى برضاء الله علينا ثم رضاء الوالدين، فنكافأ بزيادة في المصروف، وكانت النتيجة أن التزم كل أبنائه بالحفظ، وأذكر أنه في عام 1960م كان يعطينا عن كل سطر نحفظه خمسة عشر قرشًا وعشرة جنيهات عن كل جزء من القرآن نحفظه، وكان يتابع ذلك كثيرًا إلى أن حفظ كل أبنائه ذكورًا وإناثًا القرآن الكريم كاملًا والحمد لله".

7- ابنته "إفراج" -ياسمين الخيام- حاصلة على ليسانس آداب قسم فلسفة وعلم نفس، وعملت بعد تخرجها بمجلس الأمة (مجلس الشعب) حتى درجة وكيل أول وزارة، وهي الآن ترأس جمعية الشيخ الحصري للخدمات الدينية والاجتماعية.

8- في عام 1965م قضى الشيخ محمود خليل الحصري عشرة أيام كاملة فى مسجد بباريس، وهناك وعلى يديه أشهر عشرة من الفرنسيين إسلامهم، أيضا أشهر ثمانية عشرة أمريكيا إسلامهم من بينهم طبيبان وثلاثة مهندسين، وفى مدينة سان فرانسسكو تقدمت سيدة أمريكية مسيحية لتعلن أن قراءته مست وجدانها وأحست من عمق نبرات القراءة أن القرآن الكريم على حق، رغم أنها لم تفهم كلماته، ولذلك أشهرت إسلامها على يد الشيخ الحصرى ووعدته بأن تلتحق بأحد المراكز الإسلامية لتتعلم اللغة العربية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحصري الشيخ الحصري حياة الشيخ الحصري القران الكريم القرآن الکریم الشیخ الحصری فی عام

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يتفقد تصفيات مسابقة القرآن الكريم .. ويشيد بمستوى المشاركين

تفقد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، التصفيات النهائية للمسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، التي تُعقد حاليًا بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، ويشارك في تصفيات اليوم المتسابقين من محافظات الجيزة، والفيوم، والبحر الأحمر، والوادي الجديد، والإسكندرية.

وأشاد وكيل الأزهر بالمستوى المتميز الذي ظهر عليه الطلاب المتسابقون في مختلف مستويات المسابقة، مؤكدًا أن هذه المسابقة تمثل نموذجًا حيًا لاختبارات الجهد والجدية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وأشار إلى أن هذه التصفيات تأتي ضمن سعي الأزهر الشريف لرعاية  على كتاب الله وتطوير آليات تقييم حفظته وتشجيعهم على مواصلة تحصيلهم العلمي.

كما أثنى وكيل الأزهر على دور معلمي القرآن الكريم في تكوين جيل جديد من الحفاظ الذين سيحملون كتاب الله في صدورهم ويعززون مكانته في المجتمع، موضحًا أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا خاصًا بجميع المجالات العلمية والدينية، ويمضي قدمًا في تنظيم فعاليات تهدف إلى تعزيز الثقافة القرآنية لدى الشباب؛ وقد رافق وكيل الأزهر، الدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم، والشيخ عوض الله عبدالعال، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المناطق والخدمات، والشيخ حسن عبد النبي حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية،

وتستمر التصفيات النهائية لمسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم حتى الخميس المقبل، بمشاركة 958 طالبًا من مختلف أنحاء الجمهورية، ممن حصلوا على المراتب العشر الأولى في التصفيات التمهيدية، وسط إشراف لجنة مراجعة المصحف، وكبار المحفظين وعلماء القراءات بالأزهر.

وتأتي هذه المسابقة في إطار حرص الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على رعاية حفظة القرآن الكريم، وتكريم الطلاب المتميزين في حفظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الدينية الإسلامية في المجتمع، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى الطلاب في الحفظ والتجويد، ودعم  المتميزين وتحفيزهم على الحفظ والتبحر في علوم القرآن، وتتميز هذه التصفيات بمستوى تنافسي عالٍ، يعكس جودة التحفيظ في المعاهد الأزهرية والاهتمام الكبير بإعداد جيل متقن للقرآن علمًا وعملاً.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر يتفقد تصفيات مسابقة القرآن الكريم .. ويشيد بمستوى المشاركين
  • محافظ شمال سيناء يستقبل حفظة القرآن الكريم
  • في ذكرى رحيله الأولى.. طبيب الإنسانية هاني الناظر يواصل العطاء
  • ملتقى روح الآي بالحمراء يعزز الحفظ والمراجعة للقرآن الكريم
  • انطلاق التصفيات النهائية لمسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية في إندونيسيا
  • المفتي يحذر من تداول نسختين من القرآن الكريم
  • ندوة لمناقشة كتاب "الحيوان في القرآن الكريم".. الثلاثاء
  • 3 آلاف طالب يتنافسون في مسابقة حفظ القرآن الكريم بنى سويف
  • 3 آلاف طالب يتنافسون في مسابقة حفظ القرآن الكريم ببني سويف
  • في ذكرى رحيله.. محطات في حياة المخرج حسام الدين مصطفى