ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور هانى عودة، مدير عام الجامع الأزهر، والتى دار موضوعها حول"تأملات فى سورة الواقعة وصلاح الواقع العالمى".

خطيب الجامع الأزهر: سورة الواقعة دعوة للثبات فى مواجهة التحديات الراهنة بكل أنواعها

وأكد د. هاني عودة، أن سورة الواقعة جاءت بعد سورة الرحمن والتى تتحدث عن نعم الله سبحانه وتعالى، التى عجز الإنس عن الرد عليها ورد الجن بقولهم ولا شىء من نعمك يا ربنا نكذب فلك الحمد ولك الشكر، مضيفا: تناولت السورة عدة محاور منها؛ يوم القيامة وما به من أهوال وشدائد، أحوال الناس ودرجاتهم فى هذا اليوم، نعم الله التى أنعم بها على عباده، بيان حقيقة أن القرآن حق وأن الموت حق، جزاء الناس يوم القيامة.

وتابع خطيب الجامع الأزهر: لقد أخبرنا المولى عز وجل أن فى هذه السورة دليل ورد قاطع على منكرى البعث، حيث يصف ربنا فيها أحوال الناس واختلاف أصنافهم على ثلاثة أصناف: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة، والسابقون السابقون. وبينت السورة جزاء كل منهم عند الله عزّ وجلّ، ففى هذه السورة دعوة للثبات فى مواجهة التحديات الراهنة بكل أنواعها وذلك لحديثها عن مآل الإنسان يوم القيامة، فيها أيضا دعوة للعمل الجاد والإيمان الراسخ من أجل عقيدة سليمة تعلى من شأن المسلم؛ وترفع قدره من خلال ما يقوم به من أعمال ترضى الله ويعود نفعها عليه وعلى غيره.

وزير الأوقاف: الوقوف خلف رئيسنا ودعم مواقفه الحاسمة واجب الذكرى الـ43 على رحيل الحصري..أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم

وأشار د. عودة، إلى أن سورة الواقعة دعوة للتسابق إلى الخيرات بإعانة المحتاج وتفريج الكرب، وهى حصانة من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين للوصول إلى درجة حق اليقين؛ فيها دعوة للتفكر فى احوال العباد وبيان صاحب العقيدة السليمة والعمل الصالح، والسورة الكريمة تنبه على وجوب الإيمان بيوم القيامة وما به من البعث والنشور والحساب الذى ينفع الإنسان فى دنياه للتمسك بالحق والبعد عن المعاصر والآثام.

وشدد خطيب الجامع الأزهر، أنه لزاماً علينا التدبر والتأمل فى هذه السورة وأن نعلم أن الخير كل الخير فى طاعة الله عزّ وجلَّ، وأن نعاهد أنفسنا على ذلك حتى نكون من أصحاب اليمين ومن المقربين. ففيها بيان لقدرة الله عزّ وجلَّ على كل شىء. قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُم مَّا تُمۡنُونَ (58) ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ (59) نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ (60) عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ (61) وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُولَىٰ فَلَوۡلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَحۡرُثُونَ (63) ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّٰرِعُونَ (64) لَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَٰهُ حُطَٰمٗا فَظَلۡتُمۡ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ (66) بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ (67) أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ (68) ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ (69) لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ﴾.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر خطبة الجمعة اليوم سورة الواقعة سورة الرحمن الجن خطیب الجامع الأزهر سورة الواقعة

إقرأ أيضاً:

مرحلة لن تعود.. خطيب المسجد النبوي يوصي بالمداومة على 6 أعمال بعد رمضان

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن  صفحاتُ اللَّيالي تُطْوَى، وساعات العُمُرِ تنقضي، وقد مُضي أيَّامٌ مباركات من شهر رمضان المبارك، قَطَعَتْ بنا مرحلةً من مراحل العُمُرِ لن تعود. 

مرحلة لن تعود

وأوضح “ القاسم” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر شوال اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، مَنْ أحسن فيها فَلْيَحمدِ اللَّه وَلْيُواصلِ الإحسان، وأن الطَّاعة ليس لها زمنٌ محدود، بل هي حَقٌّ للَّه على العباد، إذ قال الله تعالى: “وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِين”.

وأكد على أهمية المداومة على فعل الأعمال الصالحة من صلاة، وذكر، وصيام، وتلاوة القرآن الكريم، وصدقة، ودعاء، منوهًا بأن العبد المؤمن لا ينقطع عن أداء الطاعات والعبادات على مرّ الأزمان.

ونبه إلى أن مَن قَصَد الهدايةَ يَهْدِهِ الله إليها، ويثبِّته عليها، ويزدْه منها، فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ"، مشيرًا إلى أن مَن عمل صالحًا، فَلْيَسألِ اللَّهَ قَبولَه.

وتابع: إذا صاحَبَ العملَ الصالحَ الدَّعاءُ والخوفُ من اللَّه رغَبًا ورهبًا، كان مَحَلَّ ثناءٍ من اللَّه، والمؤمن يجمع بين إحسانٍ ومخافة، فإذا أتمَّ عملًا صالحًا فَلْيَخْشَ من عَدَمِ قَبولِه، حَالُه كما قال سبحانه: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ".

محل ثناء من الله

وأضاف أن الأعمالُ الصَّالحةُ إذا لم تكن خالصةً عن الشَّوائب لم تكن عند اللَّه نافعة، فَلْيَحْذَرِ العبدُ بعد رجاءِ قَبولِ عَمَلِه من إحباطِه وإفسادِه، إذ أنَّ السَّيِّئاتِ قد يُحْبِطْنَ الأعمالَ الصَّالحاتِ.

وأشار إلى أن من مفسدات العمل الصَّالح العُجْبُ به، لما يورثه من التقصير في العَمَل، والاستهانةِ بالذُّنوب، والأَمنِ مِنْ مَكْرِ اللَّه، فالعبدُ مأمور بالتَّقوى في السِّرِّ والعلن، ولا بُدَّ أن يقع منه أحيانًا تفريطٌ في التَّقوى، فأُمِر أن يفعل ما يمحو به هذه السَّيِّئة وهو إتباعها بالحسنة.

واستشهد بما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ". (رواه أحمد)، فإذا تقبل الله عملَ عبدٍ وفقه لعمل صالح بعده.

وبين أن الاستقامةُ على طاعة اللَّه في كلِّ حين من صفات الموعودين بالجَنَّة، فأَرُوا اللَّهَ مِنْ أنفسِكم خيرًا بعد كلِّ موسمٍ من مواسم العبادة، واسألوه مع الهداية الثَّباتَ عليها، وسَلُوه سبحانه الإعانةَ على دوام العَمَلِ الصَّالح، فقد أَوْصَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذًا أن يقول في دُبُرِ كلِّ صلاة: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" (رواه أحمد).

خير العمل

وحذّر من الانقطاعَ والإعراضَ عن الطاعات، موضحًا أن خير العمل وأحبّه إلى اللَّه ما داوم عليه العبدُ ولو كان قليلًا، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ" (متفق عليه).

وأضاف أن كلُّ وقتٍ يُخْلِيه العبدُ من طاعةِ مولاه فقد خَسِرَه، وكلُّ ساعةٍ يَغْفَلُ فيها عن ذِكْرِ اللَّه تكونُ عليه يوم القيامة ندامةً وحسرة، ومَنْ كان مُقَصِّرًا أو مُفَرِّطًا فلا شيءَ يَحُولُ بينه وبين التَّوبة ما لم يُعايِنِ الموت، فاللَّيالي والأيَّام خزائنُ للأعمال يجدها العِباد يومَ القيامة. مبينًا أن الأزمنةُ والأمكنةُ الفاضلةُ لا تُقَدِّسُ أحدًا ما لم يعمل العبدُ صالحًا، ويَسْتَقِمْ ظاهرًا وباطنًا.

وأشار إلى أنه إذا انقضى موسمُ رمضان؛ فإنَّ الصِّيامَ لا يَزالُ مشروعًا في غيرِه من الشُّهور، ومن ضمن الأعمال الصالحة والطاعات أن يُتبع صيامَ رمضان بصيامِ سِتٍّ من شوَّال، وإن انقضى قيامُ رمضان، فإنَّ قيامَ اللَّيلِ مشروعٌ في كلِّ ليلةٍ من ليالِ السَّنَة، كما أن القرآن الكريم كثير الخير، دائم النفع، وكذلك الدُّعاءُ لا غِنَى عنه في كلِّ حين، والذِّكْرُ لا حياةَ للقلوبِ إلَّا به، والصَّدَقةُ تزكّي الأموالَ والنفوسَ في جميع الأزمان، داعيًا إلى المبادرة إلى الخيرات إذا فتحت أبوابها، فالمَغْبُونُ مَنِ انصرفَ عن طاعة اللَّه، والمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ رحمة اللَّه.

مقالات مشابهة

  • دعاء سورة يس لقضاء الحوائج في الصباح.. 7 كلمات تحقق لك المعجزات
  • الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف
  • حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن
  • معنى قيام الليل الوارد في أول سورة المزمل وآخرها.. الإفتاء توضح
  • المؤتمر: مصر قادرة على مواجهة التحديات والصمود في وجه محاولات تشويه الواقع
  • سلامة : أهمية التعاون والتآزر في مواجهة التحديات
  • زي النهارده.. جوهر الصقلي يبدأ إنشاء الجامع الأزهر
  • مرحلة لن تعود.. خطيب المسجد النبوي يوصي بالمداومة على 6 أعمال بعد رمضان
  • خطيب الجمعة بالجامع الأزهر يوضح أهمية مواسم العبادات في توجيه المؤمنين
  • خطيب الجامع الأزهر يوضح أهمية مواسم العبادات في توجيه المؤمنين