مصر وإسبانيا وبلجيكا تدعو إلى ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
دعت مصر وإسبانيا وبلجيكا اليوم الجمعة إلى ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إليه.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسا وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وبلجيكا ألكسندر دي كرو عقب مباحثاتهم بالقاهرة حول تطورات الأوضاع في غزة.
وقال السيسي إن المباحثات تناولت مرحلتين الأولى تتعلق بالتطورات الجارية في غزة حاليا من مواجهات عسكرية والثانية بالنتائج التي تتم على الأرض فيها والإجراءات التي تحتاج إلى التحرك بفاعلية أكثر.
وأشار في هذا الإطار إلى الهدنة المؤقتة التي أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي متمنيا زيادة مدتها لتبادل الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية “لإعاشة 3ر2 مليون إنسان في قطاع غزة”.
كما أكد أن معبر (رفح) البري “لم ولن يغلق” من أجل السماح بدخول المساعدات وخروج الأسرى وحاملي جنسيات الدول الصديقة وغيرها من الدول التي لها رعايا داخل القطاع وهي أكثر من 30 دولة.
وأوضح الرئيس المصري أن المباحثات تناولت أيضا “مرحلة ما بعد الحرب وأهميتها” مضيفا أن “فكرة إحياء مسار حل الدولتين استنفدت على مدى 30 سنة ولم تحقق الكثير ولا بد من التعامل مع هذه القضية بواقعية وموضوعية حتى نجد حلا ينهي الآلام”.
وأوضح أن “الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية كان دائما لا يصل إلى تحقيق المأمول ولا بد أن تكون هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية” معربا عن استعداده قبول “أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وأن يكون هناك ضمانات بوجود قوات تكون تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية حتى نحقق الأمن”.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب المجتمع الدولي وإدخالها إلى الأمم المتحدة مبينا أن “تحقيق هذا الأمر سيعكس مسؤولية وجدية حقيقية من جانب المجتمع الدولي والمهتمين بتحقيق السلام في المنطقة التي تشهد كل أربع أو خمس سنوات مسألة مثل التي نتعرض لها الآن ينتج عنها سقوط ضحايا ثم نتحدث بعدها عن إحياء المسار وأن يكون هناك حل للدولتين ثم مع الوقت تتأكل الفكرة والتفاصيل المختلفة لهذا الأمر”.
من جانبه أعرب سانشيز عن خالص شكره لمصر على “الدور الأساسي” الذي تقوم به في ظل الحرب في غزة قائلا إن “الدور المصري كان محوريا لتوصيل المساعدات للفلسطينيين الذين كانوا بحاجة إلى المعدات الطبية بالإضافة إلى إجلاء المدنيين من الجنسيات المختلفة”.
وأكد التزام إسبانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي بدعم السلطات المصرية في استجابتها للأزمة الفلسطينية وخاصة توفير المساعدات الطبية مشيرا في هذا الصدد إلى أنه “سيتم تقديم نحو أربعة أطنان من المساعدات لتسليمها للمستشفيات في مصر لتوفير المساعدات الطبية للمرضى القادمين من غزة”.
وشدد على ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مبينا أن أكثر من مليوني شخص يواجهون ويلات الحرب ويتزايد أعداد الضحايا المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال.
ودعا إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بقدر كاف وبشكل منتظم معربا عن أمله أن تستمر الهدنة الإنسانية وأن يتم في النهاية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق نار بمساعدة الرئيس المصري.
وأضاف سانشيز “اقترحنا عقد مؤتمر دولي في أقرب وقت ممكن وقد صدق الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على هذه الفكرة” معربا عن تمنياته أن يجتمع العرب والأوروبيون لإنهاء هذه الدائرة “غير المتناهية” من الصراع.
وطالب سانشيز المجتمع الدولي بأن يقوم بدور بناء وفعال تجاه القضية الفلسطينية مشددا على ضرورة البدء من اليوم في التنفيذ النهائي لحل الدولتين.
ومن جهته أكد دي كرو أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي “أدت دورا محوريا للغاية” في مسألة إجلاء الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة معربا عن بالغ شكره لإجلاء ما يقرب من 100 مواطن بلجيكي من غزة أمس الخميس.
وقال إن “وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم يجب أن يكون هو محور التركيز حاليا بعد وقف إطلاق النار المؤقت” مشيرا إلى أن الوقف المؤقت لإطلاق النار أمر مستحسن لكن الوقف الدائم له هو الهدف النهائي.
وأضاف أن المباحثات تناولت وقف إطلاق النار المؤقت الذي تحقق اليوم وإطلاق سراح ما يقرب من 13 أسيرا كل يوم “لكننا بحاجة إلى إطلاق سراح المزيد من الأشخاص”.
وأكد ضرورة زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مشيرا إلى أهمية فتح معابر أخرى من جانب الكيان الإسرائيلي المحتل لإدخال المزيد من المساعدات مطالبا إياه بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وتجنب الخسائر البشرية في غزة.
ودخلت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حيز التنفيذ الساعة السابعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي بعد عدوان للاحتلال الإسرائيلي تواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي ما أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
المصدر وكالات الوسومإسبانيا الاحتلال الإسرائيلي بلجيكا فلسطين مصرالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: إسبانيا الاحتلال الإسرائيلي بلجيكا فلسطين مصر الإنسانیة فی قطاع غزة المساعدات الإنسانیة من المساعدات إطلاق النار المزید من أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
تبون يتودد لماكرون لتجاوز التوترات مع فرنسا ويؤكد ضرورة التعاون مع الرئيس الفرنسي لحل الخلافات
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تهدئة في الخطاب الرسمي تجاه فرنسا، وذلك بعد سلسلة من التوترات التي شهدتها العلاقات بين البلدين.
تبون صرح في مقابلة تلفزيونية مساء السبت، أن حل الخلافات بين الجزائر وفرنسا يجب أن يتم عبر الحوار المباشر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصفه بـ”المرجعية الوحيدة” لتسوية الملفات العالقة بين الطرفين.
وفي معرض حديثه، اعتبر تبون أن التوتر الأخير الذي شاب العلاقات بين الجزائر وباريس “مفتعل بالكامل” وناجم عن “فوضى سياسية” داخل فرنسا، مشيرًا إلى أن الطرفين يجب أن يتحليا بالحكمة لتجاوز الأزمة. وأوضح تبون أنه، رغم وجود سوء تفاهم بين البلدين، إلا أن الرئيس الفرنسي ماكرون يبقى الشخص الأنسب للتوسط في حل أي نزاع.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الجزائري أن وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف يتولى ملف العلاقات مع فرنسا بكفاءة تامة، مضيفًا أن الجزائر لا تلتفت إلى التصريحات “العدائية” من بعض الأوساط السياسية الفرنسية، التي ألقى عليها تبون اللوم في تأجيج الخلافات.
وتطرق تبون أيضًا إلى دعم فرنسا لمقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت سيادة المغرب، موضحًا أن الجزائر لا ترى في ذلك تهديدًا طالما يتم في إطار الشرعية الدولية. وأشار إلى أن الجزائر تحترم سيادة المغرب، لكنها ترفض أي محاولات لفرض هذا الموقف من خلال وسائل دبلوماسية تستفز الأمم المتحدة.
في سياق متصل، تطرق الرئيس الجزائري إلى قضية الجزائريين المقيمين في فرنسا الذين صدرت بحقهم أوامر بترحيلهم، مؤكدا أن الجزائر لن تستقبلهم إذا كان الهدف من الترحيل سياسيًا أو مرتبطًا بتصريحاتهم المناهضة لسياسات معينة.
ورغم كل هذه التوترات، أبدى تبون تفاؤله بإمكانية إيجاد حلول دبلوماسية بين الجزائر وباريس، مشيرًا إلى أن هناك “فرنسيين يحبون الجزائر ويساندونها”، مما يفتح الباب لتعاون مستقبلي بين البلدين في قضايا متعددة.
الخطاب الهادئ الذي تبناه تبون يبدو بمثابة خطوة نحو تهدئة العلاقات مع فرنسا، ويعكس رغبة الجزائر في الحفاظ على علاقات دبلوماسية بناءة رغم التحديات العديدة التي تواجهها.