إسرائيل تحبذ سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
رأى الكاتب الإسرائيلي، حاييم رامون، أنه على الرغم من أن السلطة الفلسطينية تعاني من عيوب كبيرة، إلا أن إسرائيل تفضل تكليفها بالسيطرة على قطاع غزة، مؤكداً: "الأفضل أن تسيطر السلطة على غزة بعد الحرب وليس نحن".
وقال في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، ‘ن معسكر اليمين في إسرائيل بدأ، في الأسابيع الأخيرة، حملة لتشبيه السلطة الفلسطينية بحركة "حماس"، ويشارك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في هذه الحملة، على الرغم من أنه اقترح قبل أقل من 3 أشهر فقط "تعزيز السلطة الفلسطينية"، واستعرض الكاتب والسياسي الإسرائيلي المعروف إيجابيات وسلبيات السلطة الفلسطينية.
بعد تعثرها أمس.. بداية سريان الهدنة بين اسرائيل وحماس في #غزة https://t.co/2ZwXbu2VMC
— 24.ae (@20fourMedia) November 24, 2023
مزايا السلطة الفلسطينية
وأشار الكاتب إلى أن السلطة الفلسطينية تخوض حرب استنزاف ضد حماس، وأن قوات الأمن التابعة لها تعمل ضد نشاط الحركة التي تعتبرها عدواً يُهدد حكمها، مضيفاً أن السلطة في السنوات الأخيرة لم تقم بتحويل الأموال لدفع الرواتب في القطاع العام بغزة، وذلك بعد أن قرر أبو مازن خنق اقتصاد حماس، وتابع: "من سارع لملء فراغ السلطة؟ نتانياهو بالطبع، الذي انتقد خطوة أبو مازن بشدة، ورتب لتدفق الحقائب أموال من قطر إلى حماس".
وفقاً للكاتب، لم تتورط السلطة الفلسطينية خلال السنوات الـ17 منذ وصول أبو مازن إلى الحكم، في العنف، وليس هذا فحسب، بل هي تتعاون بشكل وثيق ويومي مع أجهزة الأمن الإسرائيلية بشكل عام، ومع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" بشكل خاص، وبحسب المسؤولين الأمنيين، فإن هذا التعاون أنقذ حياة مئات الإسرائيليين.
وأضاف رامون أن هناك ميزة أخرى مهمة تتمتع بها السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بإسرائيل، وهي أنها تدير حياة ما يزيد على 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ولولا السلطة الفلسطينية، لكان على إسرائيل أن تدير الحكومة المدنية في الضفة الغربية بتكلفة سنوية تتراوح بين 10 و15 مليار شيكل، مستطرداً: "ببساطة، 17 عاما من حكم أبو مازن وفرت على دافعي الضرائب ما بين 170 و255 مليار شيكل، وعلى الرغم من هذا لا يكفون عن نزع شرعية السلطة، وبين الحين والآخر يتم ابتزازها بالأموال".
رغم تهديدات إسرائيل.. مئات الفلسطينيين يعودون إلى شمال #غزة بعد بداية الهدنة
https://t.co/QlQvJTXjiJ
عيوب السلطة
وحتى تكتمل الصورة، من المهم أيضاً معالجة عيوب السلطة الفلسطينية، وذلك لأنها تدفع أموالاً لعائلات منفذي العمليات على الرغم من هذا يضرها أيضاً، واصفاً الواقع بـ"الإشكالي والمثير للغضب".
وتابع: "كما أن السلطة الفلسطينية لا تدين الأعمال المسلحة ضد إسرائيل بشكل واضح وقوي بما فيه الكفاية، وتكتفي عادة بإدانة ضعيفة لمقاومة العنف من الجانبين"، وفي بعض الأحيان يمتدح أعضاء السلطة الفلسطينية منفذي العمليات ضد إسرائيل.
وقال إنه على الرغم من أن السلطة الفلسطينية تعاني من عيوب كبيرة، إلا أنه لا شك أن المزايا من وجهة نظر إسرائيل أكبر، وبالتالي فإن الحملة اليمينية التي تعمل على تشبيه السلطة الفلسطينية بحماس تأتي لتضليل الجمهور الإسرائيلي.
وختم: "من الواضح للجميع أن من سيحكم قطاع غزة هو إما نحن أو السلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن معسكر اليمين يروج لهذه الحملة التي تهدف إلى إسقاط السلطة الفلسطينية وضم كامل الضفة الغربية وقطاع غزة بسكانها الفلسطينيين البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، وهو الأمر الذي سيحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري ثنائية القومية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل حماس غزة فلسطين أن السلطة الفلسطینیة على الرغم من أبو مازن
إقرأ أيضاً:
لبيد: هذا هو الحل لغزة بعيدا عن حماس والسلطة الفلسطينية
عرض زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في مقال بصحيفة "هآرتس" رؤيته للحل في قطاع غزة، وأكد أن مستقبل القطاع في السنوات القادمة يجب أن يرسم بعيدا عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية.
وقال لبيد إن العالم اكتشف بعد ما يقرب من عام ونصف من الحرب أن حماس لا تزال تسيطر على غزة، و"جندت أعدادا كبيرة من المقاتلين الجدد.. وتسيطر على المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة. تقيم احتفالات مثيرة للغضب عندما تُطلق سراح الرهائن. لم تتغير. لا تزال نفس المنظمة الإرهابية المشوهة والشريرة والقاسية كما كانت دائما".
واعتبر أن استخدام القوة في غزة يجب أن يكون وسيلة وليس غاية، وأشار إلى أن الحرب على غزة افتقدت لهدف، إذ فشلت الحكومة الإسرائيلية في تقديم بديل واقعي "يطمئن الشعب الإسرائيلي أن حماس لن تهددهم بعد الآن ويطمئن سكان قطاع غزة أن حماس لن تحكمهم بعد الآن".
وأمام هذا الوضع، يرى لبيد ضرورة التوصل لحل يأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل لن توافق على بقاء حماس في السلطة، كما أن السلطة الفلسطينية غير مستعدة ولا قادرة على حكم غزة في المستقبل القريب، والاحتلال الإسرائيلي للقطاع ليس ممكنا ولا مرغوبا فيه، فيما تشكل حالة الفوضى المستمرة تهديدا أمنيا لإسرائيل وكارثة إنسانية متواصلة لغزة.
إعلانوهنا يطرح زعيم المعارضة الإسرائيلية رؤيته للحل، ويؤكد أن كلمة السر هي مصر التي يجب أن تتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة لمدة 8 سنوات، يمكن تمديدها إلى 15 عاما. وخلال هذه الفترة، سيتم إعادة بناء غزة وخلق الظروف طويلة الأجل لحكومة مستقلة.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية مطالبة وقبل أن تحظى بدور كبير في إدارة غزة، بإجراء إصلاحات كبيرة في نظامها التعليمي لمنع التحريض، ويجب عليها مكافحة الفساد وتحسين فعاليتها كجهاز حكم بشكل كبير.
آلية مشتركةوقال إن مصر ستعمل خلال فترة سيطرتها المؤقتة في غزة على "تدمير البنية التحتية التي لا تزال موجودة في غزة، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة. وسيتم إنشاء آلية أمنية مشتركة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لضمان تنفيذ الاتفاق ومنع حماس من إعادة بناء قوتها العسكرية".
وأشار لبيد إلى أن السيطرة على غزة سيشكل رافعة تساعد مصر في التعامل مع أزمتها الاقتصادية المتفاقمة، وقال إن وضع مصر ليس سهلا. عليها إطعام 120 مليون نسمة، وسكانها ينمون بنسبة 2% سنويًا. يبلغ دينها الخارجي حوالي 155 مليار دولار، مما يعيق قدرتها على التعافي من أزمتها الاقتصادية وعلى الاقتراض. لقد دمرت جائحة كوفيد-19 وحرب غزة صناعتها السياحية، وأثّر عمليات الحوثيين بشدة على دخلها من قناة السويس.
وأضاف "سيكون عدم الاستقرار في مصر أخبارا سيئة للشرق الأوسط بأسره.. قوة مصر واستقرارها وازدهارها هي مصلحة إقليمية، وضعفها يمكن أن يخلق تأثير دومينو خطير للمنطقة بأسرها".
وأشار لبيد إلى أن مصر يجب أن تحصل في مقابل موافقتها على تولي المسؤولية المؤقتة عن غزة، على خطة من حلفاءها الإقليميين ومن المجتمع الدولي لتسديد ديونها الخارجية، مع توزيع المدفوعات على عدة سنوات.
واختتم مقاله بالتأكيد أن خطته "بسيطة وقابلة للتنفيذ"، وأن إعادة إعمار غزة سيكون واحدا من أكبر مشروعين اقتصاديين في الشرق الأوسط (إلى جانب إعادة إعمار سوريا). وبالتالي، فإن إدارة هذا المشروع ستؤدي إلى نمو وازدهار لمصر بعد فترة صعبة.
إعلان