نمو أنشطة ريادة الأعمال:

ثقة متزايدة في آفاق الاستمرارية والتوسع

نمو الاقتصاد وتزايد فرص التنويع

برامج تتيح لرواد الأعمال حصة متزايدة من الإنفاق العام والمناقصات

توجه واضح نحو تشجيع الاستفادة من المنتجات والمحتوى المحلي في كافة الأنشطة والقطاعات

مساندة لتخطي تبعات الجائحة.. وتسهيلات وحوافز وإعفاءات تشجيعا لمشروعات الشباب

الترويج والتسويق يسهل وصول الخدمات والمنتجات للأسواق المحلية والعالمية

ساهم الدعم الحكومي واسع النطاق لمشروعات ريادة الأعمال في نمو كبير حققته المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال العامين الماضي والحالي، ويمتد هذا الدعم ليشمل تسهيل التمويل والمساندة في تأسيس المشروعات وتخطي التحديات وإتاحة الاستفادة من كافة فرص النمو والتنويع الذي يشهده الاقتصاد.

وأوجد هذا الدعم تأثيرا إيجابيا في نظرة القطاع المصرفي وشركات التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي كانت تواجه عوائق في توفير الضمانات اللازمة للحصول على الائتمان المصرفي، ويصبح القطاع المصرفي أكثر انفتاحا تجاه تمويل المشروعات الجديدة في ظل الثقة المتزايدة التي تكتسبها آفاق استمرارية وتوسع أنشطة ريادة الأعمال بفضل ما يحققه الاقتصاد من نمو بمعدلات جيدة وما تقدمه الحكومة من دعم وتفعيل للأدوات والبرامج التي تتيح لرواد الأعمال حصة متزايدة من الإنقاق العام والمناقصات الحكومية وتعزيز التكامل مع المشروعات الكبرى في قطاعات التنويع مع توجه واضح نحو تشجيع الاستفادة من المنتجات والمحتوى المحلي في كافة الأنشطة والقطاعات.

وفي دراسة مسحية أجراها البنك المركزي العماني مع عدد من البنوك العمانية وشركات التمويل، توقع المشاركون أن يرتفع حجم الإقراض المقدم من القطاع المصرفي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 9.6 بالمائة خلال العام الجاري وسيكون بذلك النمو الأعلى للائتمان المقدم لمختلف أنواع المؤسسات، وتزيد هذه النسبة كثيرا عن المتوسط المركب للائتمان المصرفي المقدم لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الخمس الماضية الذي بلغ 2.7 بالمائة. كما توقع المشاركون نمو الائتمان المقدم لمؤسسات القطاع الخاص بنسبة 8.6 بالمائة، وبنسبة 5.5 بالمائة لكل من الشركات التابعة للقطاع العام وللإقراض الشخصي.

ورغم توجه عام نحو تشديد معايير الإقراض، اعتبر المشاركون أن توجه البنوك سيتزايد نحو منح الائتمان هذا العام، وقد رصدوا تحسنا أيضا في جانب الطلب على الاقتراض من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وسيستمر الطلب في التحسن بشكل ملموس هذا العام، معتبرين ذلك انعكاسا للثقة المتزايدة في نمو الاقتصاد وتركيز الاهتمام الحكومي على دعم مشروعات ريادة الأعمال وتعزيز مساهمتها في النمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل.

كما أظهرت نتائج الدراسة المسحية نموا متوقعا في الطلب على الائتمان من قبل مؤسسات القطاع الخاص مدعوما بتوجه القطاع نحو الحصول على تمويل لرأس المال العامل ولتوسعة الأنشطة والعمليات.

وفيما يتعلق بالائتمان الذي توجهه البنوك وشركات التمويل لمختلف القطاعات، توقع المشاركون نموا في منح الائتمان لمختلف القطاعات الاقتصادية، وأشاروا إلى أن قوة الطلب على الائتمان في قطاع الخدمات يرصد تعافيا جيدا للأنشطة التي كانت الأكثر تأثرا بتبعات القيود المصاحبة لتفشي الجائحة، كما يشهد الطلب على الائتمان نموا في قطاعات الصناعة والنقل والاتصالات، وتبدو الآفاق أيضا نحو الأفضل في قطاع التشييد الذي ظل نموه تحت ضغوط كبيرة خلال السنوات الماضية.

وتم إجراء المسح ضمن رصد البنك المركزي العماني للمتغيرات والتوجهات الخاصة بالاستقرار المالي، وترصد نتائج المسح توقعات ووجهات نظر المشاركين، وتنشر نتائج المسح ضمن تقرير الاستقرار المالي الذي يتضمن نتائج مسحين سنويين يجريهما البنك المركزي العُماني وهما «مسح المخاطر النظامية - 2023» ومسح «ظروف الائتمان-2023». حيث أوضحت نتائج مسح المخاطر النظامية تحسن الثقة في النظام المالي العُماني، فيما استخلصت نتائج مسح ظروف الائتمان أنه من المتوقع أن تتحسن بيئة الائتمان في سلطنة عمان خلال عام 2023.

وحتى الآن لا إحصائيات متاحة حول حجم الائتمان المقدم لقطاع ريادة الأعمال، لكن كانت تعميمات سابقة للبنك المركزي العماني حثت القطاع المصرفي على تخصيص نحو 5 بالمائة من المحفظة الإقراضية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتستهدف هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وضع الآليات اللازمة بالتنسيق مع البنك المركزي العماني لضمان زيادة التسهيلات الائتمانية المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتخصيص النسبة المعتمدة من البنك المركزي العماني من القروض التجارية لهذه المؤسسات، والتنسيق مع الجهات المعنية لوضع الخطط اللازمة لتطوير رأس المال المبادر في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقدمت مختلف الجهات المعنية بريادة الأعمال العديد من مبادرات وبرامج الدعم منها التوسع في مراكز وحاضنات الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين في مختلف محافظات سلطنة عمان، وبرامج تدريب وتأهيل لرفع قدرات وتنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير منتجاتها وخدماتها بما يتوافق مع أفضل المقاييس العالمية، وتنظيم دورات تدريبية وتأهيلية لرواد ورائدات الأعمال ومديري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين، لتزويدهم بالمهارات الأساسية لإدارة وتشغيل مؤسساتهم وفقا لأفضل الممارسات العالمية.

وضمن مبادرات الاستدامة المالية وتعزيز دور قطاع رأس المال والقطاع المصرفي في دعم توجهات التنويع الاقتصادي، صدر مؤخرا المرسوم السلطاني بإعادة تنظيم بنك التنمية لدعم دوره في التمويل وتشجيع مشروعات ريادة الأعمال، كما أجرى البنك المركزي العُماني خلال العام الجاري تعديلا لبعض المتطلبات الرقابية للأنشطة الحالية لشركات التمويل والتأجير التمويلي العاملة في سلطنة عُمان، بهدف زيادة مساهمتها في تنمية الاقتصاد بشكل عام، وتم السماح لشركات التمويل والتأجير التمويلي بتمويل المشروعات التجارية ومشروعات التطوير العقاري من أجل بناء الوحدات السكنية، والسماح لها بمنح تسهيلات رأس المال العامل لتشجيع هذه الشركات على زيادة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من القطاعات.

وقد حظيت مشروعات رواد الأعمال بالعديد من جوانب الدعم والمساندة لتخطي تبعات الجائحة، كما شهدت الفترة الماضية مدى واسع من التسهيلات والحوافز والإعفاءات تشجيعا لمشروعات الشباب التي تواكب متطلبات الاقتصاد وتلبي احتياجات السوق المحلي، كما لعبت جهود الترويج والتسويق محليا وخارجيا دورا في تسهيل وصول خدمات ومنتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للأسواق المحلية والعالمية.

وتعد هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المعنية بوضع الخطط والسياسات الخاصة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الحرفية في إطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة للتنمية، وعرضها على مجلس الوزراء للاعتماد، وتقديم الاستشارات المالية والفنية والإدارية والقانونية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بهدف تطويرها، وتعزيز قدرتها التنافسية، وتمكينها من تقديم منتجات عالية الجودة، وإنهاء إجراءات حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على التراخيص والموافقات اللازمة لممارسة أنشطتها، بناء على طلب أصحابها، مع إعطاء الأولوية في هذا الخصوص للطلبات المقدمة من المؤسسات التي يتفرغ أصحابها لإدارتها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الصغیرة والمتوسطة للمؤسسات الصغیرة والمتوسطة البنک المرکزی العمانی القطاع المصرفی ریادة الأعمال على الائتمان الطلب على

إقرأ أيضاً:

فرق الأغلبية بمجلس النواب تطالب بمهمة استطلاعية حول الدعم الحكومي لاستيراد الأغنام والأبقار

وجهت فرق الأغلبية بمجلس النواب، طلبا إلى رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية، للمطالبة بالقيام بمهمة استطلاعية تتعلق بالدعم الحكومي لاستيراد الأغنام والأبقار.

يأتي طلب فرق الأغلبية، بعد إعلان فرق المعارضة عن مبادرة لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول نفس الموضوع.

وكانت فرق المعارضة بمجلس النواب، أعلنت أول أمس الإثنين، بدء مساع لتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول الوقائع المتعلقة بالدعم الحكومي لاستيراد المواشي منذ نهاية 2022 إلى الآن، ولقطاع تربية المواشي بصفة عامة.

هذه المبادرة أعلن عنها كل من الفريق الحركي (الحركة الشعبية)، وفريق التقدم والاشتراكية، والمجموعة النيابية للعدالة والتنمية، قبل أن يلتحق الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بالمبادرة.

وأعربت هذه الأطراف في بلاغ يعلن عن مبادرتها عن «إرادتها الصادقة في أن تلتف جميع مكونات مجلس النواب، أغلبية ومعارضة، حول هذه المبادرة التي هدفها استجلاء الحقيقة الكاملة، والإسهام في مراقبة وتقييم السياسات العمومية، وتجويد القرار والتدبير العموميين، وتوفير الشروط لضمان الأثر الإيجابي للقرارات العمومية، واضطلاع نائبات ونواب الأمة بأدوارهم الرقابية، بشكل تام وناجع، تفعيلاً للمقتضيات الدستورية ذات الصلة».

وتستند الأطراف إلى الجدل الواسع في أوساط المجتمع بخصوص مختلف أشكال الدعم والإعفاءات التي تقدمها الحكومة منذ نهاية 2022 وإلى الآن لمستوردي المواشي، والمتمثلة أساساً في الإعفاء من الرسوم الجمركية وتحمل ميزانية الدولة للضريبة على القيمة المضافة عند استيراد المواشي، وكذا في شكل دعم مباشر بالنسبة لاستيراد الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى برسم سنتي 2023 و 2024، وهو دعم وإعفاءات تقدر تكلفتهما الإجمالية بمليارات الدراهم.

وينصب هذا الجدل كما تذكر هذه الأطراف، حول حيثيات هذه القرارات الحكومية، وجدواها، وحول مدى تحقق الأهداف والآثار المعلنة من ورائها، وكذا حول المبالغ الحقيقية والكاملة التي تكبدتها المالية العمومية من جرائها، وحول عدد وطبيعة المستوردين المستفيدين من هذه التدابير ومدى مراقبة الحكومة لمدى تقيدهم بالمعايير والشروط والغايات والتحملات ذات الصلة، وكذا بخصوص شفافية المعلومة والمساواة وتكافؤ الفرص، ارتباطاً بهذه الإجراءات.

مقالات مشابهة

  • “منشآت” تُنظم أسبوع التراث والحرف اليدوية بمشاركة 35 جهة الأسبوع المقبل
  • إطلاق الموسم الثالث من برنامج «رامب-آب» لدعم رواد الأعمال
  • أمازون العالمية تعتزم دعم دمج المتاجر التقليدية الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الرقمي بمصر
  • فرق الأغلبية بمجلس النواب تطالب بمهمة استطلاعية حول الدعم الحكومي لاستيراد الأغنام والأبقار
  • بنك عُمان العربي يستعرض مبادرات دعم رواد الأعمال في اجتماع بـ"الغرفة"
  • «قمة AIM» تستعرض آفاق تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • قبل قرار البنك المركزي.. التأثير المتوقع لخفض أسعار الفائدة على البنوك والبورصة
  • التنمية المحلية: "مشروعك" يوفّر تسهيلات بنكية وإجراءات مرنة لتشجيع الشباب على بدء مشروعاتهم
  • وزيرة البيئة: "مشروعك" يوفّر تسهيلات بنكية وإجراءات مرنة لتشجيع الشباب على البدء
  • تتويج بنك مسقط بجائزة عالمية لريادته في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة