عقد الدكتور ناجح فوزي غربية، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة كفر الشيخ، اجتماعا اليوم الجمعة، بقاعة الإرشاد بالمديرية، وذلك بحضور مديري عموم المديرية، ومديري عموم الإدارات الزراعية والتعاونية، ورؤساء أقسام المكافحة بالمراكز.

توعية المزارعين باستخدام الأساليب الحديثة في الزراعة

وفي بداية الاجتماع، رحّب وكيل الوزارة بالحضور، ثم تحدث عن أهمية زراعة القمح، وضرورة التواجد مع المزارعين في الحقول للتوعية باستخدام التقاوي الجيدة المعتمدة والتي تُحقق أعلى إنتاجية تكون لها مردود إيجابي على المزارعين، لافتاً أنّ الوزارة وضعت سعر ضمان للقمح وهو 1600 جنيه للأردب وهو سعر استرشادي، بمعنى أنّ الدولة ملتزمة بالأسعار العالمية وقت الحصاد وفقاً لآليات السوق وبما يُحقق مصلحة الفلاح تشجيعاً له على زراعة المحصول، مشدداً على ضرورة وصول هذا المفهوم وتوضيحه للمزارعين، وأيضاً توعية المزارعين باستخدام الأساليب الحديثة في الزراعة وحتى الحصاد من أجل تخفيض تكاليف الإنتاج، وتقليل الفاقد، وترشيد المياه، وزيادة الإنتاجية.

كما أعطى وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، تعليماته بأهمية الرقابة والمتابعة المستمرة في إطار المنظومة الجديدة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، وعدم التلاعب في الأسمدة، ومتابعة كارت الفلاح، والمتابعة مع البنك الزراعي حتى يستطيع المزارع صرف الأسمدة بسهولة، وكذلك متابعة تطهير الترع والمساقي الخصوصية، ومكافحة الحشائش، وذلك للحفاظ على المياه وعدم إهدارها، وضمان وصولها لكل المزارعين في نهاية الترع، لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.

إزالة أي تعديات وإعادة الأرض إلى طبيعتها الزراعية

وأكد وكيل الوزارة منع التعديات على الأراضي الزراعية، وإزالة أي تعديات في المهد، وإعادة الأرض إلى طبيعتها الزراعية، مشيراً إلى أنّ هذه قضية أمن قومي، حيث تعتبر الأرض الزراعية هي المصدر الرئيسي للغذاء وثروة تتوارثها الأجيال، وأنّ الدولة المصرية تُنفق المليارات لاستصلاح الصحراء وإضافة مساحات أرضي جديدة إلى الرقعة الزراعية ومن باب أولى الحفاظ على الأراضي القديمة، مطالباً بسرعة الرد على الشكاوى المرسلة إلى الإدارات الزراعية والتعاونية والعمل على حلها في أسرع وقت.

وفي نهاية الاجتماع، وجّه وكيل وزارة الزراعة مرة أخرى بإعطاء محصول القمح أولوية قصوى، وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعته لتحقيق المساحة المستهدفة والتواجد مع المزارعين طوال الموسم بالإرشادات والتوصيات الفنية لتحقيق أعلى إنتاجية تسهم في رفع مستوى معيشة المزارعين، وتقلل من فاتورة الاستيراد في ظل ظروف عالمية بالغة التعقيد، قائلاً: «الوطن في مرحلة تحتاج إلى العمل بكل إخلاص ونبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق الأمن الغذائي لشعب مصر العظيم».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كفر الشيخ مديرية الزراعة اجتماع إزالة تعديات التقاوي الجيدة محصول القمح زراعة كفر الشيخ

إقرأ أيضاً:

من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان

على أحد التلال اليابانية الخضراء، تترامى الحقول كأمواج بحر هادئ، بين ضفتي مزرعة قديمة تحوّلت إلى وجهة سياحية فريدة. هنا، لا يأتي الزوار بحثًا عن فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، بل يسعون وراء تجربة أصيلة تملأ أرواحهم بالدفء والهدوء. يحصدون الخضروات بأيديهم، يطهون الطعام بمكونات طازجة، ويجلسون حول موقد تقليدي يتبادلون الحكايات مع أصحاب المزرعة. إنها رحلة إلى عالم مختلف في تفاصيله، حيث لا يزال الإيقاع البطيء للحياة يحمل في طياته سحرًا لا يُقاوَم.

السياحة الزراعية هي نوع من السياحة يُتيح للزوار التعايش مع الحياة الريفية والمشاركة في الأنشطة الزراعية الحقيقية، مثل زراعة المحاصيل، وتربية الحيوانات، وإعداد المأكولات التقليدية من منتجات المزارع الطازجة. إنها تجربة تفاعلية، تعليمية، وثقافية تعزز الوعي بأساليب الزراعة المستدامة، وتُعمّق التواصل مع التراث المحلي والطبيعة.

يُعد استقبال الضيوف في منازل العائلات الريفية من أبرز أساليب السياحة الزراعية في اليابان. تتيح هذه التجربة للزائر التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في الريف الياباني، حيث يُستقبل الضيوف بأذرع مفتوحة في بيوتٍ مبنية من الخشب والحجارة الطبيعية، وتكون تفاصيلها معبّرة عن التراث العريق.

من بين التجارب الفريدة التي تشتهر بها اليابان، يُذكر "منزل السين"، وهو بيت قديم تم تجديده بعناية ليجمع بين اللمسات التقليدية والعصرية. يقع هذا المنزل في منطقة هادئة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، ويضم حمامين ساخنين خارجيين يُعرفان بالينابيع الساخنة، وهي مصادر طبيعية للعلاج والاسترخاء. تمنح هذه الينابيع الساخنة الزائر إحساسًا بالراحة والانتعاش، إذ تُستخدم مياهها الطبيعية الدافئة لتدليك الجسم وتخفيف آلام اليوم الطويل.

هناك نموذج آخر رائع هو تجربة "بيت الضيافة الريفية"، الذي تحوَّل من منزل زراعي قديم إلى فندق صغير يقدم إقامة مميزة تجمع بين الراحة والتقاليد.يقدّم هذا البيت للضيوف وجبات متعددة الدورات تُعد باستخدام مكونات محلية طازجة، وتتميز بتركيزها على الأطباق التي تُبرز النكهات الأصيلة للمناطق الريفية. كما يتم تنظيم ورش عمل تعليمية لتعلُّم فنون الطبخ وصناعة الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة الفخار والخزف، مما يتيح للزائر فرصة التعمق في الثقافة المحلية.

أما تجربة "المنزل الهادئ"، فهي مثال آخر على التجارب المميزة، حيث تحوَّل البيت الزراعي القديم إلى نُزُل فاخر يقدم تجربة سياحية متكاملة. يتيح هذا النُزُل للزائر المشاركة في الأنشطة الزراعية، مثل حصاد المحاصيل والعناية بالحيوانات، كما يُقدم جلسات تعريفية حول الزراعة العضوية وطرق الزراعة المستدامة. وتُضاف إلى ذلك جولات سيرًا على الأقدام لاستكشاف الطبيعة الخلابة المحيطة، وزيارات إلى أسواق القرى، حيث يُمكن التعرف على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية المحلية.

وفي تجارب ناجحة أخرى، أظهرت دول أوروبية عدة نماذج تُبرز روح الاستدامة والابتكار في السياحة الزراعية. فقد نجحت النرويج في تحويل المزارع إلى وجهات سياحية تجمع بين الراحة والأنشطة الزراعية التقليدية. وقدمت العديد من المزارع النرويجية إقامة ريفية فاخرة، مع ورش عمل تعليمية حول الزراعة العضوية وإعداد الأطباق المحلية، مما يُعزز دخلا للمزارعين ويسهم في الحفاظ على البيئة.

وفي السويد، ظهر نهج مستدام في تطوير السياحة الزراعية، حيث أتيحت للمسافرين فرصة الإقامة في منازل المزارعين والمشاركة في الأنشطة الزراعية والتراثية. كما تُعقد ورش عمل وحلقات تعليمية تركز على الزراعة المستدامة والحرف اليدوية، مما يسهم في نقل المعرفة والتجارب بين الأجيال.

أما هولندا، فهي من الدول الرائدة في تقديم تجارب السياحة الزراعية، حيث تجمع بين جولات الدراجات بين المزارع، وزيارات للمزارع الحيوانية، وورش عمل لصناعة الجبن والمنتجات الحليبية. يعتمد النموذج الهولندي على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل بين المزارعين والزوار، مما يضفي بُعدًا عصريًا على التجربة الريفية التقليدية.

وتؤكد التجارب الدولية الناجحة والرائدة في السياحة الزراعية أن هذا النوع من السياحة يُعد فرصة استثمارية واعدة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المناطق الريفية، إذ يُساعد على توفير دخل إضافي للمزارعين، ودعم الصناعات المحلية. فمن خلال إقامة الزوار والمشاركة في الأنشطة الزراعية، يتم خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النشاط الاقتصادي في القرى والمناطق النائية. كما تُسهم هذه التجارب في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية من خلال نقل القصص والعادات والتقاليد عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، تُعد السياحة الزراعية وسيلة لتعزيز الوعي البيئي، حيث يتعلم الزائرون أهمية الحفاظ على الطبيعة، وتبنّي أساليب الزراعة المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تبنّي هذه النماذج يُشكل استثمارًا واعدًا في مستقبل السياحة المستدامة، مع فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة التي تُثري المجتمعات وتدعم الاقتصاد المحلي.

لقد أثبتت التجارب الدولية أن السياحة الزراعية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي استثمار حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالدول التي نجحت في تحويل مزارعها إلى وجهات سياحية مزدهرة استطاعت تحقيق فوائد اقتصادية مستدامة، ودعم المجتمعات الريفية. فلماذا لا نستفيد من هذه التجارب، ونوظّف مواردنا الطبيعية ومناخ بلادنا المتنوع لجذب السياح الباحثين عن تجارب أصيلة؟

إن السياحة الزراعية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد الريفي، بل هي أيضًا فرصة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة. فمع التخطيط السليم والاستثمار الذكي، يمكن أن يتحول الريف إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة، تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.

مقالات مشابهة

  • وكيل تعليم كفر الشيخ يتفقد المدارس ويتابع التقييمات.. صور
  • من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان
  • رئيس زراعة الشيوخ يدعو إلى وقف تصدير الخامات المحلية
  • وزير الزراعة يبحث تحقيق الاستدامة الزراعية ودعم صغار المزارعين.. نواب: خطوة لدعم الإنتاج و إحداث تنمية حقيقية.. و نقص مستلزمات الإنتاج أكبر معاناتهم
  • وكيل تعليم الشرقية يوجه بتخصيص ساعة يوميًا للأنشطة الترفيهية داخل فناء المدرسة
  • أساس التنمية الزراعية.. روشتة برلمانية لدعم صغار المزارعين
  • برلماني: دعم صغار المزارعين خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى
  • السوداني يوجه بإطلاق مبادرة الخير لدعم الشباب وتمويل مشاريعهم الزراعية
  • وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع لـ«الاتحاد»: مبادرات رائدة لتحقيق أهداف «عام المجتمع»
  • «الأفلاج».. شريان الاستدامة الزراعية