دورة الأديب حمدي أبو جليل.. قصور الثقافة تطلق مؤتمر الفعل الثقافي في زمن التحولات بـ الفيوم
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
تطلق الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، الاثنين المقبل، 27 نوفمبر، فعاليات مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي في دورته الثالثة والعشرين، تحت عنوان ''الفعل الثقافي في زمن التحولات''- دورة الأديب الراحل حمدي أبو جليل، بفندق كلية السياحة والفنادق التابع لجامعة الفيوم، وتستمر فعالياته على مدار أربعة أيام.
تتضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر جلسة افتتاحية وكلمات كل من الشاعر محمد شاكر أمين عام المؤتمر، الشاعر محمد حسني إبراهيم رئيس المؤتمر، لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى، الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ومن المقرر أن يتم تكريم عدد من الأدباء وهم محمد حسني إبراهيم، اسم الأديب الراحل حمدي أبو جليل، محمد الشرقاوي، زينب أبو سنة، سعيد الصاوي، دعاء عبد المنعم، وصبري رضوان، ويقام على هامش الافتتاح عرض فني لفرقة الفيوم للموسيقى العربية.
وتنطلق الفعاليات بمناقشة كتاب ''الشخصية المكرمة'' للأديب الراحل حمدي أبو جليل.. دليل القارئ إلى كاتب استثنائي، إعداد وتقديم الأديب عصام الزهيري، ويشارك بها د.يسري عبد الله، والشاعر أشرف أبو جليل، والناقد شعبان يوسف.
يشمل اليوم الثاني والذي يقام بمكتبة الطفل والشباب بطامية المحور البحثي الأول بعنوان ''الإبداع والتحولات المعرفية والبيئية والتقنية''، ويشارك بها الدكتور أيمن تعيلب، الدكتور شريف الجيار، الدكتور معتز سلامة، ويديرها الناقد سيد الوكيل.
وتحت عنوان ''التلقي ومفارقات الزمن الرقمي''، تبدأ فعاليات المحور البحثي الثاني بمشاركة د.عايدي علي جمعة، والحسن زكي، ونورا غنيم، الدكتور محمد سيد عبد التواب، ويديرها الأديب أحمد قرني.
وفي المساء تعقد أمسية قصصية تديرها الأديبة ميرفت ياسين، وأخرى شعرية يديرها الشاعر أسامة سند، بمصاحبة الفنان عهدي شاكر، وذلك بمكتبة الفيوم العامة، بالتزامن مع أمسية شعرية أخرى يديرها الشاعر ربيع شكري، بمصاحبة الفنان أحمد صالح، بمكتبة الطفل والشباب بسنورس.
وفي اليوم الثالث تبدأ فعاليات المحور البحثي الثالث بعنوان ''المثقف وسؤال الهوية والتنوير'' بنقابة الزراعيين بالفيوم، بمشاركة الدكتور هشام محفوظ، د.سعيد الوكيل، الدكتور شوكت المصري، الدكتور شريف حتيتة، ويديرها الدكتور أشرف عبد الكريم، يعقبها المحور البحثي الرابع بعنوان ''قراءات الأداء وإمكانيات التطوير''، بمشاركة الدكتور طارق منصور، والدكتور عمر صوفي، الدكتور أحمد صلاح كامل، والأديب أحمد عامر، ويديرها القاص عويس معوض.
يليها مساءً أمسية قصصية يديرها الروائي محمد جمال الدين، ثم أمسية شعرية يديرها الشاعر محمد عصمت، بمصاحبة الفنان حسن زكي، بمكتبة الفيوم العامة، بالتزامن مع أمسية شعرية أخرى يديرها الشاعر محمود عبد المعطي، بمصاحبة الفنان عهدي شاكر، بمكتبة الطفل والشباب بطامية، وتختتم فعاليات المؤتمر في يومه الرابع بجلسة التوصيات، ويديرها الشاعر محمد شاكر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: امسية قصصية قصر ثقافة الفيوم قصور الثقافة محافظة الفيوم بمصاحبة الفنان یدیرها الشاعر حمدی أبو جلیل الشاعر محمد
إقرأ أيضاً:
الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
#سواليف
#الهوية_الوطنية و #الهوية_العربية: جدلية التداخل ومسارات #المشروع_الثقافي_الأردني
الشاعر #أحمد_طناش_شطناوي
رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين/ إربد
لطالما كانت الهوية الوطنية والهوية العربية في علاقة جدلية قائمة على التداخل والتكامل، فلا يمكن تصور هوية وطنية مغلقة دون امتدادها العربي، كما لا يمكن للهوية العربية أن تحقق حضورها دون انصهار مكوناتها الوطنية في مشروع ثقافي جامع، وفي السياق الأردني تتجلى هذه العلاقة بوضوح، حيث لم يكن الأردن يومًا منعزلًا عن قضايا الأمة، بل كان حاضرًا فكريًا وثقافيًا وسياسيًا في مشهدها، وخاصة في القضية الفلسطينية التي شكلت جزءًا من الوجدان الجمعي الأردني، وأسهمت في صياغة مسار الثقافة الوطنية.
وعليه، فإن أي سعي لبناء مشروع ثقافي وطني أردني لا يمكن أن يكون بمنأى عن الفضاء العربي، بل يجب أن يكون امتدادًا له في إطار الخصوصية المحلية، بحيث تتكامل الهوية الأردنية مع الهوية العربية في مشروع ثقافي يعيد الاعتبار للمشتركات الفكرية والتاريخية، ويواجه تحديات العصر بأدوات حديثة تضمن استمرارية الثقافة وتأثيرها في المجال العام.
فقد شكّل الأردن عبر تاريخه نقطة تفاعل بين حضارات متعددة، ما جعله بيئة خصبة للإنتاج الفكري والتبادل الثقافي، فمنذ نشأة الإمارة لعب الأردن دورًا محوريًا في المشهد الثقافي العربي، سواء من خلال حراكه الأدبي، أو عبر مواقفه السياسية والثقافية التي كرّست التزامه بقضايا الأمة، وقد أسهمت مؤسساته الثقافية، مثل وزارة الثقافة ورابطة الكتاب الأردنيين، في دعم الفعل الثقافي، إلا أن هذا الدور لا يزال بحاجة إلى مشروع متكامل يواكب التحديات الراهنة.
وهنا يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن تحويل هذه الهوية الثقافية إلى مشروع استراتيجي يحقق حضورًا وتأثيرًا في المشهد العربي؟
للإجابة عن هذا السؤال فإننا بحاجة إلى محاور أساسية للبدء في مشروع ثقافي متكامل، وذلك من خلال:
أولًا: تعزيز الإنتاج الثقافي المرتبط بالهوية الجامعة
إذ لا يمكن الحديث عن مشروع ثقافي دون توفير بيئة حاضنة للإبداع، تدعم الأدباء والمفكرين، وتربط الإنتاج الثقافي بالهوية الجامعة، بحيث لا يكون مجرد انعكاس لحالة محلية معزولة، بل رافدًا للمشروع الثقافي العربي ككل، وهنا لا بد من تطوير سياسات ثقافية تحفّز الإنتاج الأدبي والفني، وتضمن له الانتشار والتأثير في المجالين المحلي والعربي.
ثانيًا: ربط الثقافة بالسياسات العامة لتعزيز الوحدة الوطنية
إن الثقافة ليست مجرد نشاط فكري أو فني، بل عنصر رئيس في تشكيل السياسات العامة، سواء من خلال تعزيز الانتماء الوطني، أو دعم الاستقرار الاجتماعي، أو المساهمة في الدبلوماسية الثقافية، لذا فإن بناء مشروع ثقافي وطني يتطلب رؤية حكومية تدرك دور الثقافة في التنمية، عبر دمجها في المناهج التعليمية، ودعم الصناعات الثقافية، وتوسيع دائرة التفاعل بين المثقف وصانع القرار.
ثالثًا: إعادة الاعتبار للموروث الثقافي المشترك بأساليب حديثة
إن الثقافة العربية ليست مجرد تراث جامد، بل مشروع متجدد يجب إعادة قراءته وتقديمه بأساليب حديثة، ويشمل ذلك الاهتمام بترجمة الأعمال الفكرية العربية إلى لغات أجنبية، وتطوير الدراما والسينما والمسرح لتعكس القيم الثقافية العربية، واستثمار التقنيات الحديثة في تقديم التراث بصيغة معاصرة تجعل منه عنصرًا جاذبًا للأجيال الجديدة.
رابعًا: استثمار الإعلام والتكنولوجيا في نشر الثقافة
لم يعد بالإمكان الحديث عن مشروع ثقافي ناجح دون استثمار الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، إذ يمكن للأردن أن يكون مركزًا لإنتاج محتوى ثقافي عربي قادر على الوصول إلى شرائح أوسع، سواء عبر المنصات الرقمية، أو من خلال المبادرات الثقافية التفاعلية التي تربط الثقافة بجيل الشباب.
خامسًا: تعزيز الحوارات الثقافية العربية عبر منصات تفاعلية
إن المشروع الثقافي لا يمكن أن يكتمل دون خلق فضاءات للحوار بين المثقفين العرب، تتيح تبادل الأفكار والخبرات، وتساعد في بلورة رؤية ثقافية جامعة، وهنا يمكن للأردن أن يلعب دورًا رياديًا في إطلاق مبادرات ثقافية عربية مشتركة، وإنشاء منتديات ومنصات حوارية تجمع المفكرين والمثقفين في نقاشات معمقة حول قضايا الهوية والتحديث والتحديات الثقافية.
وعلى الرغم من أهمية المشروع الثقافي، إلا أنه يواجه تحديات كبرى تتطلب معالجتها، ومن أبرزها:
ضعف التمويل الثقافي: حيث تعاني المؤسسات الثقافية من نقص الدعم المالي، مما يؤثر على قدرتها في تنفيذ مشاريعها.
تهميش الثقافة لصالح الأولويات السياسية والاقتصادية: حيث لا تزال الثقافة في العديد من الدول العربية تُعامل كعنصر ثانوي في التخطيط الاستراتيجي.
تراجع القراءة والتفاعل مع الإنتاج الثقافي: بسبب انتشار الوسائط الرقمية والترفيه السريع الذي يزاحم المحتوى الثقافي العميق.
التحديات السياسية: حيث تواجه الثقافة العربية ضغوطًا سياسية تحدّ من حرية التعبير وتعيق المبادرات الثقافية المستقلة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بناء مشروع ثقافي وطني أردني قادر على تحقيق تأثير في المشهد العربي يتطلب إجراءات ملموسة، تتلخص في بعض المقترحات العملية التي يمكن لها ان تتجاوز هذه التحديات إلى حد بعيد:
إنشاء مركز أبحاث ثقافي أردني بالتعاون من الجامعات، يعنى بدراسة التحولات الثقافية العربية، ويقدم توصيات لصانعي القرار حول سياسات الثقافة ودورها في التنمية الوطنية والإقليمية. إطلاق منصات رقمية تفاعلية تهدف إلى تعزيز التفاعل بين المثقفين والجمهور، وتقديم محتوى ثقافي معاصر قادر على جذب الأجيال الجديد، من خلال استثمار المؤثرين وتأهيلهم ليكونوا رافدا أساسيا للمشروع الوطني. إعادة هيكلة الدعم الثقافي من خلال تخصيص ميزانيات أكبر للقطاع الثقافي، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الثقافية. دعم مشاريع الترجمة والتبادل الثقافي بين الدول العربية، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات بين المثقفين العرب. تنظيم مهرجانات ومنتديات ثقافية عربية في الأردن تستقطب المفكرين والكتاب من مختلف الدول العربية، لتعزيز الحوار الثقافي وتقديم الأردن كنموذج لدمج الهوية الوطنية بالهوية العربية في مشروع ثقافي متكامل.إن الأردن بحكم موقعه الجغرافي وتاريخه الثقافي، مؤهل ليكون نموذجًا لاندماج الهوية الوطنية في الإطار العربي، بحيث يتحول مشروعه الثقافي من مجرد استجابة للمتغيرات إلى رؤية استباقية تصنع المستقبل، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، وصانعي القرار، والمثقفين، والجمهور، في إطار استراتيجية واضحة تستثمر في الثقافة كقوة ناعمة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع.