كوريا الشمالية تحتفل بقمر الاصطناعي للتجسس.. يسمح بضرب العالم كله
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إن إطلاق قمر اصطناعي للتجسس كان ضمنحقها في الدفاع عن النفس، فيما احتفلت بيونغ يانغ بالحدث وقالت إنه سيجعلها قادرة على ضرب أي مكان في العالم.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم زار الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي "ناتا" للإشادة بعلماء وفنيي الفضاء، وقال إن الإطلاق كان "حدثاً مذهلاً" وجاء في مواجهة التحركات "الخطيرة والعدوانية" للقوات المعادية.وأضافت الوكالة إنه قال إن "امتلاك قمر صناعي للاستطلاع هو ممارسة كاملة لحق الدفاع عن النفس، ولا يمكن للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية التنازل ولو قليلاً أو التوقف ولو للحظة".
وأقامت كوريا الشمالية أمس الخميس حفلاً رسمياً للاحتفاء بالإطلاق، وقال رئيس الوزراء كيم توك هون إن القمر سيطور الجيش ليصبح "أفضل جيش في العالم يملك القدرة على ضرب العالم كله". وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أعائلة كيم مع الزعيم في الاحتفال بالإطلاق.
وكانت ابنة كيم تجلس إلى جواره في المأدبة بقميص يحمل شعار ناتا، إلى جانب زوجة كيم وشقيقته وعلماء صواريخ ومهندسين.
وكان إطلاق القمر الصناعي هذا الأسبوع هو المحاولة الثالثة لكوريا الشمالية هذا العام بعد إخفاقين، وجاء بعد رحلة كيم النادرة إلى روسيا في سبتمبر (أيلول)، والتي تعهد خلالها الرئيس فلاديمير بوتين بمساعدة بيونغ يانغ في الأقمار الاصطناعية.
وقالت كوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضي إنها وضعت أول قمر اصطناعي للتجسس في مداره، ما أثار إدانة دولية لانتهاكها قرارات الأمم المتحدة والتي تحظر استخدامها للتكنولوجيا التي يمكن تطبيقها على برامج الصواريخ الباليستية.
North Korean leader Kim Jong Un said the country's recent launch of a spy satellite was an exercise of its right to self-defense, as Pyongyang celebrated the event as showing it could strike anywhere in the world, state media reported https://t.co/8VgJ6RXKSf
— Reuters (@Reuters) November 24, 2023وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن الإطلاق الأخير شمل على الأرجح مساعدة فنية روسية في إطار شراكة متنامية شهدت تزويد بيونغ يانغ موسكو بملايين القذائف المدفعية. وهو ما نفته روسيا وكوريا الشمالية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة كوريا الشمالية کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
هل تغير قوات كوريا الشمالية قواعد اللعبة في أوكرانيا؟
تناول أستاذ العلوم السياسية بروس بيكتول الآثار المترتبة على قرار كوريا الشمالية بإرسال قوات من النخبة لدعم روسيا في أوكرانيا، مؤكداً أن هذا الانتشار دليل على التحالف الزائد بين بيونغ يانغ، ولكن ما يزال من غير المؤكد ما إذا كان هذا التطور سيغير بشكل أساسي ديناميكيات الصراع.
استخدام القوات الكورية الشمالية قد يخفف بعض الضغوط عن روسيا
وقال بيكتول، وهو ضابط استخبارات سابق في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست" إن كوريا الشمالية لعبت بالفعل دوراً حاسماً في دعم المجهود الحربي الروسي من خلال شحنات الأسلحة المكثفة، بما في ذلك قذائف المدفعية والصواريخ الباليستية والأسلحة الصغيرة، مشيراً إلى أن سلسلة التوريد هذه كانت ضرورية لاستمرار عمليات القتال الروسية.وعرضت كوريا الشمالية في البداية إرسال عدد كبير من القوات يصل إلى 100 آلف جندي في عام 2022، لكن التقارير الأخيرة تشير إلى عدد أكثر تحفظاً يتعلق بـ 12000 من قوات المشاة الخفيفة النخبة، وهذا الدعم بمنزلة تحول من مجرد الدعم اللوجستي إلى المشاركة العسكرية النشطة. قوات النخبة في ساحة المعركة
وأشار الكاتب إلى أن الموجة الأولى من القوات الكورية الشمالية تشمل 4 ألوية من الفيلق الحادي عشر الشهير في كوريا الشمالية، والمعروف أيضاً باسم "مكتب توجيه تدريب المشاة الخفيفة".
وتعد هذه القوات من بين أكثر القوات تدريباً وتحفيزاً في كوريا الشمالية، وهي مستعدة لمهام متخصصة تتراوح من تعطيل خطوط إمداد العدو إلى إجراء الاستطلاع إلى استهداف البنية الأساسية الحيوية مثل محطات الطاقة والسدود.
North Korean Special Forces in Russia’s War on Ukraine: A Game-Changer? https://t.co/Kt1XuD5qCv via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) November 4, 2024وتشير التقارير الأولية إلى أن حوالي 1500 جندي قد غادروا بالفعل الموانئ الكورية الشمالية ومن المتوقع أن ينخرطوا في معركة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا قريباً.
هل ستغير مسار الحرب؟وأثار بيكتول سؤالاً أساسياً مفاده: "هل سيؤثر نشر القوات الكورية الشمالية على قواعد اللعبة؟" ورغم القوة الرمزية لانتشار هذه القوات، يظل الخبراء حذرين بشأن التنبؤ بتأثير حاسم.
وأبلغ مسؤولان أمريكيان سابقان راديو آسيا الحرة، أنه نظراً للعدد الصغير نسبياً من القوات والأسلحة المحدودة، فإن النشر الحالي قد لا يغير ساحة المعركة بشكل كبير، لكن يشير بيكتول إلى أن الوضع قد يتغير إذا أرسلت كوريا الشمالية قوات أكثر بكثير.
North Korean Special Forces in Russia’s War on Ukraine: A Game-Changer? “I believe it is likely the North Koreans will send more troops, thus the real answer appears to be more nuanced. It could be a game changer if significantly more troops are sent… https://t.co/sPtpt5hnom
— Christodoulos (@AgenteChristo) November 4, 2024وتعتمد فعالية القوات الكورية الشمالية إلى حد كبير على الكيفية التي تختار بها روسيا نشرها.
ويشير بيكتول إلى أن الوحدة الأولية التي يبلغ قوامها 12 ألف جندي تضم 500 ضابط، بما في ذلك ثلاثة جنرالات، مما يشير إلى أن هذه القوات يمكن أن تعمل بشكل شبه مستقل ضمن القيادات الروسية.
وإذا سُمح لها بالاحتفاظ ببنيتها التنظيمية، فقد تعمل كوحدات متماسكة، مما يضيف عمقاً تكتيكياً للعمليات الروسية.
ومع ذلك، يحذر بيكتول من أن النجاح النهائي للانتشار يتوقف على كل من نطاق واستراتيجية المشاركة الكورية الشمالية.
تحديات ومخاطروقال الكاتب إن وحدات المشاة الخفيفة الكورية الشمالية مدربة تدريباً عالياً، وغالباً ما تشارك في تدريبات الأسلحة المشتركة داخل كوريا الشمالية.
ومع ذلك، يلاحظ بيكتول عدم اليقين بشأن مدى فعالية اندماجها في الديناميكيات المعقدة لساحة المعركة الأوكرانية.
وواجهت القوات الخاصة الروسية تحديات كبيرة في أوكرانيا، وقد يساعد إضافة وحدات كورية شمالية في سد الثغرات في القدرات النخبوية. لكن نشر هذه القوات دون تنسيق كاف قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، مما يقلل من القيمة الرمزية لهذا التحالف، حسب الكاتب.
المكاسب الاستراتيجية لكوريا الشماليةوأوضح الكاتب أن دعم المجهود الحربي الروسي يوفر فوائد ملموسة لكوريا الشمالية تتجاوز التوافق الاستراتيجي إلى الحصول على مزايا اقتصادية وعسكرية.
واعتمدت كوريا الشمالية طويلاً على مبيعات الأسلحة والمساعدات العسكرية للدول في الشرق الأوسط وإفريقيا، وقد امتد عملها الآن إلى أوروبا، مما يمثل تحولاً ملحوظاً.
ودعم المجهود الحربي الروسي لا يجلب المال والموارد فحسب، بل يؤمن أيضاً تحديثات محتملة للتكنولوجيا العسكرية القديمة لكوريا الشمالية.
ولفت الكاتب النظر إلى أن كوريا الشمالية تتلقى 2000 دولار أمريكي لكل جندي شهرياً، رغم أن هذا المبلغ يذهب مباشرة إلى النظام وليس الجنود الأفراد.
ويمنح هذا الترتيب كوريا الشمالية حافزاً مالياً لالتزام المزيد من القوات، خاصة وأن النظام يعامل قوات العمليات الخاصة كأصل عسكري قابل للتصدير على غرار المدفعية أو الصواريخ الباليستية.
التداعيات الاستراتيجية والأخلاقيةوسلط الكاتب الضوء على المخاطر الأخلاقية والاستراتيجية المرتبطة بالدور الموسع لكوريا الشمالية في حرب أوكرانيا، قائلاً إن التدخل المباشر لكوريا الشمالية قد يشكل سابقة لأنظمة استبدادية أخرى لتقديم الدعم القتالي في الصراعات خارج مناطقها المباشرة.
كما أن هذا التصعيد يعقد الاستجابة الدولية، حيث أن المشاركة المباشرة لدولة مسلحة نووياً وسرية للغاية مثل كوريا الشمالية تقدم أبعاداً جديدة للمشهد الجيوسياسي.
بالنسبة لروسيا، يقول الكاتب إن استخدام القوات الكورية الشمالية قد يخفف بعض الضغوط على قواتها المنهكة، مما يسمح باتخاذ إجراءات أكثر عدوانية في مناطق محددة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الشراكة غير مضمون؛ فإذا ما أساءت روسيا استخدام هذه القوات النخبوية أو نشرتها بشكل غير مناسب، فإنها تخاطر ليس فقط بوقوع خسائر بشرية عالية ولكن أيضاً بالتدهور المحتمل لما يمكن أن يكون تحالفاً قيماً.