الجزيرة:
2025-01-26@23:18:13 GMT

ألمانيا.. مؤتمر عن الإسلام دون دعوة ممثلي المسلمين

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

ألمانيا.. مؤتمر عن الإسلام دون دعوة ممثلي المسلمين

برلين- دعت وزارة الداخلية الألمانية إلى مؤتمر للإسلام، في حين أن غالبية الحضور لا يرتبطون بمؤسسات تمثل المسلمين.

ويركز المؤتمر على "مكافحة معاداة السامية ومعاداة المسلمين في فترات الانقسام الاجتماعي" حسب عنوانه، لكن المجلس الأعلى للمسلمين، الذي عادة ما يمثل الصوت المسلم في أحداث مشابهة، لم تتم دعوته.

واستمر المؤتمر على مدى يومي 21 و22 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولم تكن هناك أي كلمة افتتاحية خاصة بالهيئات التي تجمع المسلمين، ولم يظهر صوتها في النقاشات الرسمية إلا في اليوم الثاني مع شخصية وحيدة هي عمر كونتيش، عن اتحاد المساجد المالكية، وذلك من بين 11 متحدثا، في حين حضرت بعض الشخصيات المسلمة في الورشات التي لم يسمح للإعلام بتغطيتها.

يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين، عبد الصمد اليزيدي، للجزيرة نت "لا ندري سبب عدم دعوتنا، لكننا لا نبالي بذلك، وحتى عندما ندعى نحن من نقرر هل نشارك أم لا بناء على البرنامج".

وأضاف اليزيدي أن وزارة الداخلية الألمانية في تخبط واضح، ليست لديها رؤية، والمؤتمر كان مسرحية لمحاولة تبرئة ألمانيا وجزء كبير من المجتمع الذي له ميولات يمينية متطرفة معادية للسامية وللإسلام.

وربطت تقارير غياب المجلس لكونه يضم بين أعضائه المركز الإسلامي في هامبورغ، الذي تعرض مؤخرا لحملة تفتيش واسعة بحجة الاشتباه بمخالفته النظام العام ودعمه لحزب الله اللبناني. وقال المركز في بيان إنه على يقين أن نتائج البحث لن تؤدي إلى تأكيد الشكوك بحقه.

عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين (الجزيرة) صلوات الجمعة وإسرائيل

ركزت وزيرة الداخلية نانسي فايزر، بشكل كبير على "مواجهة معاداة السامية في المجتمعات المهاجرة". وقالت في كلمة مطولة إن "ضمان أمن إسرائيل ومواجهة معاداة السامية وحماية اليهود في البلد هي مصالح عليا لألمانيا".

وأضافت الوزيرة إن "معاداة السامية المتعلقة بإسرائيل" منتشرة في المجتمع، ولا توجد فقط عند من يمثلون الأغلبية، ولكن كذلك بين المسلمين في ألمانيا، ثم إن الأبحاث تؤكد هذه النتائج.

كما دعت المسؤولة الحكومية المجتمعات الإسلامية في ألمانيا إلى "التحدث بصوت عال وواضح ضد معاداة السامية وإدانة الإرهاب في صلوات الجمعة وكل التجمعات".

وقالت إنه "لا يكفي للمنظمات الإسلامية زيارة معبد يهودي أو اتخاذ موقف ضد معاداة السامية، دون إيصال ذلك إلى المساجد والمجتمعات المحلية ونشره عبر الإنترنت"، قائلة إن مثل هذا الموقف "لن تكون له قيمة إلا إذا تم نقله على نطاق واسع وصريح".

وخصصت الوزيرة جزءا كبيرا من وقتها للحديث عن حركة حماس، وقالت إنه لا "توجد كلمة (لا) عند الحديث عن هجمات حماس الإرهابية الفظيعة" حسب قولها، وشددت على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وعندما تحدثت الوزيرة عن الجانب الفلسطيني، اكتفت بالحديث عن "معاناة وموت الفلسطينيين في الحرب"، لكنها قالت إنهم "ضحايا الإرهاب الذي اقترفته حماس"، دون أي إشارة إلى مسؤولية الجانب الإسرائيلي.

كما قالت في معرض حديثها عن "معاداة المسلمين في ألمانيا"، إنه "لا يجب بأي حال من الأحوال تحميل المسلمين في ألمانيا مسؤولية الإرهاب الإسلامي"، وإن "إحساس عدد من المسلمين بوقوعهم ضحايا لهجمات تستهدف المسلمين هو حقيقة يومية في ألمانيا".

وأشارت إلى نتائج بحث رسمي حول انتشار الإسلاموفوبيا في ألمانيا، جاء فيه أن نصف الألمان يعترفون بمعاداة المسلمين، لكنها قالت إنها لا تتفق مع كل ما جاء فيه.

اتهامات خطيرة للإسلام

وأثارت تصريحات الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف كثيرا من الجدل، عندما قال إن "هناك جذورا لكراهية المسلمين لليهود في الدين الإسلامي"، زاعما أن هذه الكراهية هي جزء من التعليم في عدة أجزاء من العالم الإسلامي، كما ادعى أن القرآن يرسم صورة "مشوهة جزئيا" عن اليهودية، مطالبا المسلمين بمواجهة تاريخهم.

وفي تصريحات خطيرة، قال وولف "يجب أن يكون واضحا للجميع أننا لا نعيش في المدينة المنورة في القرن السابع، حيث أمر النبي محمد بقتل وطرد اليهود، بل على أعتاب عام 2024″، حسب ما نقلت عنه عدة وسائل إعلام ألمانية.

وانتقدت هيئة "مجلس الإسلام لأجل ألمانيا"، تصريحات فولف، وقال رئيسها برهان كيسيجي إن تصريحات وولف "تعتمد على قراءات منحازة ومشوهة للمصادر الإسلامية"، وكتب على "إكس" (تويتر سابقا) أنه لا يمكن العثور على ما يوصف بمعاداة الإسلام للسامية في التاريخ الإسلامي.

وتابع برهان أن هذا الكلام يعارض نظرة الإسلام للإنسانية، لافتا وجود ظاهرة حديثة تستغل نصوصا من التراث لأجل إظهار أنها معادية للسامية، وهي "الظواهر التي لا يجب إعطاؤها مساحة بحكم أنها تخدم الخطابات العنصرية".

من جانبه علق اليزيدي أن كلمة فولف "مخزية وفضيحة"، مستدركا للجزيرة نت "أعتقد أن هذا ليس رأيه، ولكن الضغط الذي وقع عليه بحكم أنه كان أول من قال إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا وبحكم أنه كان دائما متوازنا".

كما لم تكمل وزيرة الداخلية أشغال اليوم الأول، وانصرفت بعد قراءة خطابها الذي كان طويلا، مما أدى إلى انتقادات كبيرة، خصوصا ممن لم يتفقوا مع ما جاء في كلمتها. ونقلت قناة دويتشه فيله عن مصادرها أن عددا من المشاركين أحسوا كما لو أنهم "أطفال مدارس"، وأن فايزر بدت كما لو أنها معلمة في فصل دراسي.

الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف يلقي كلمة خلال مؤتمر عن الإسلام (وكالة الأنباء الأوروبية) أين ممثلو المسلمين؟

لم تتم دعوة الاتحاد الإسلامي التركي المعروف اختصارا بـ"ديتيب"، وهو أكبر اتحاد إسلامي في البلاد، يرعى نحو 900 مسجد، ويتوفر على قرابة ألف إمام يتم تكوينهم في تركيا، ومئات الآلاف من الأعضاء. وتتهم برلين دائما هذا الاتحاد بكونه ذراعا دينية لتركيا، لكنه ينفي أن يكون تابعا للسياسات التركية.

ورغم غيابه، أشارت وزيرة الداخلية إلى الاتحاد، وقالت إنها "مصدومة" من زيارة مسؤول من طالبان لمسجد كولونيا التابع لـ"ديتيب"، رغم تبرؤ هذا الأخير من الزيارة وتأكيده أن جمعية أفغانية هي من نظمتها. وعلاوة على التردد الدائم من برلين لدعوة "ديتيب"، فإن وصف أردوغان لحماس بـ"حركة تحرر وطني" زاد التوتر مع الألمان.

وحاولت الجزيرة نت التواصل مع "ديتيب"، وبعثنا له استفسارا مرتين على البريد المتعلق بالتواصل مع الصحفيين، لكننا لم نتوصل بأي رد.

ورغم أن المجلس الأعلى للمسلمين دائم التنسيق مع السلطات الألمانية، فهو بدوره لم يعد مرحبا به، وقد تعرض مؤخرا لحملة إعلامية كبيرة لمجرد دعوته غداة هجوم حماس إلى وقف أعمال العنف من كل الأطراف.

برهان كسيجي، رئيس مجلس الإسلام في ألمانيا (الجزيرة)

يقول اليزيدي "مجلسنا يسعى لإيقاف الردة الحاصلة على الدستور الألماني القائم على الحقوق والواجبات، وعلينا أن نسعى للتماسك المجتمعي في هذا البلد، وأن نوقف الظلم بحق المدنيين في أي مكان".

وتابع "لكن في هذا المؤتمر، دعيت شخصيات معروفة بعدائها للإسلام، لكي تتحدث على المنصة عن موضوع معاداة السامية. هذه محاولة لإبداء التعاطف مع المواطنين اليهود من خلال تحميل مسؤولية العداء للمسلمين، رغم أن المسلمين بريئون من هذا، والإسلام في تاريخه كان متصالحا مع جميع الطوائف، كما عاش اليهود حياة آمنة في عدة بلدان مسلمة بشهادة اليهود".

وحضر المؤتمر كذلك الإسرائيلي أحمد منصور، الذي يقدم نفسه خبيرا في الحركات الإسلامية، له آراء تنتقدها عدد من الشخصيات والمنظمات الإسلامية في ألمانيا. كما حضرت لمياء قدور، عن حزب الخضر، التي تقدم نفسها كصوت مسلم ليبرالي، وأسست قبل سنوات جمعية للترويج لإسلام ليبرالي، وهو نموذج تدعمه ألمانيا بقوة لتوافقه مع سياساتها الداخلية الخاصة باندماج المهاجرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأعلى للمسلمین معاداة السامیة المسلمین فی فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الفتوى تُعزز من الإخاء الإنساني بين المسلمين وغيرهم

قال الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد– مفتي الجمهورية، رئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إننا عندما ننظر إلى الواقع، فإننا نقف على جملةٍ من الأمور التي تتعلَّق بالإنسانية والمسلمين، خاصَّة في ظل وجود حالةٍ من التنازُع والتشرذُم بين المسلم وأخيه المسلم، مشيرًا إلى أن فلسفة التشريع الإسلامي تحرص على تحقيق مصدر التآخي بين الناس، وقد قامت على هذا المبدأ الأصيل، فهي تنظر إليه على أنه الركيزة الأولى والمدخل الرئيسي لتحقيق الأُخوَّة الإنسانية والريادة الحضارية التي ننشدها جميعًا. 


وتابع المفتي خلال مشاركته في ندوة "الفتوى وأثرها في تحقيق الوحدة الإسلامية"، التي استضافها جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد، وتحدث فيها فضيلة مفتي الجمهورية إلى جانب الأستاذ الدكتور سمير بودينار - مدير مركز الحكماء لبحوث السلام-: أن فلسفة التشريع الإسلامي تقوم على حرص الإسلام على تحقيق مصدر التآلف والتآخي والتوحُّد بين الإنسان وأخيه الإنسان، وكذلك بين المسلم وأخيه المسلم بشكل خاص، ذلك لأن فلسفة الإسلام تنطلق من قولِ الله عز وجل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، مشيرًا إلى أن هذه الآية تقوم على الوحدة بين المسلم وأخيه المسلم. ولو توقَّفنا عند العنصر الرئيسي، سوف نجد أن المبدأ الأصيل الذي قامت عليه هذه الفلسفة هو التأكيد على الوحدانية المطلقة لله، وهذه الوحدانية هي مقصد كافَّة الأنبياء، ومن ثَم نلحظ هذه الوحدة في مضامين الرسالة الغرَّاء التي حملها الإسلام. ويمكن أن نقف من خلالها على أن فلسفة التشريع الإسلامي تقود لمصلحة البلاد والعباد، فالوحدانيَّة لله تعالى هي مقصد للناس جميعًا. 


وأضاف مفتي الجمهورية أنه: لا يمكن أن نقف أمام هذه الأركان دون أن تأخذ عقلك إلى هذه الوحدة التي حافظ عليها الإسلام؛ فالصلاة على الرغم من مواقيتها المختلفة بين دولة وأخرى، إلا أنها محدَّدة بشروط مُعيَّنة وتفاصيل دقيقة وأركان وأصول تربط الناس من خلال هذه العبادة ومن خلال وحدة القِبلة والمعبود. فالجميع يصطفُّ لرَبٍّ واحدٍ في عبادة واحدة. والأمر ذاته يتأكَّد من خلال شروط الزكاة التي تقوم على وحدة النصاب ووحدة العام أو الحول. كذلك الصيام، إذ يبدأ الناس الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويمتنعون عن شهوتي البطن والفرج. كما تجمع شعيرةُ الحج الناسَ لمعبودٍ واحدٍ وشعائر واحدة وركن واحد؛ ومن ثَم فإن علَّة الشريعة أنها تُقرِّب ولا تُبعِّد. 


كما أوضح د. نظير عياد أننا إذا تركنا الفلسفة التي قامت عليها الشريعة الإسلامية في إرساء مبادئ الوحدة بين الناس، وانتقلنا إلى قضية الفتوى لوجدناها تُعزِّز من الإخاء الإنساني بين المسلم والمسلم وبين المسلم وغير المسلم. فالمسلم يبحث عن الوِئام والاتفاق، والمفتي لا يستطيع أن يكشف عن هذه الغاية إلا إذا توفَّرت معه الأدوات والعلوم والمعارف؛ لأنها تدفع لإزالة الإشكال بين النصوص وغيرها من الأمور، لنصل في النهاية إلى تحقيق مبدأ الوحدة والاتحاد. 
في السياق ذاته، أكد فضيلة المفتي أننا عندما نتوقف أمام الفتوى وما يتعلق بها من أمور، لا بد أن نشير إلى الأمر الأول، وهو كونها مهمَّةً عظيمةً؛ فالله عز وجل هو مَن تولَّى الإفتاء بذاته، ثم نقله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الخلفاء الراشدين، ثم العلماء. 


وتابع: أما الأمر الثاني، فهو أن هذه المهمة مع عِظَم قدرها إلا أنه لا بد أن ننظر إليها على أنها الحصن الآمن للمجتمع. وهنا ننظر قليلًا إلى علاقة الفتوى بالمقاصد الشرعية، وإذا ما نظرنا إلى علاقة الفتوى بهذه المقاصد أدركنا أن البقاء للبلاد والمحافظة على العباد لا تتأتَّى إلا من خلال الفتوى الرشيدة، ومن ثَم فهي مسؤولية مشتركة بين المفتي والمستفتي. فالمفتي يُدرِك عِظَم المسؤولية؛ فهو المُبلِّغ عن الله، أما المستفتي فلا بد أن يدرك أن المفتي يُبيِّن له الحكم وفقَ ما وقف عليه من أسئلة، ومن ثم فلا بد أن يترفَّع عن الأهواء؛ ولهذا نجد أن المفتي لا يتوافر فيه مجرد العلم فحسب، بل يجب أن يتوافر فيه العلم والهِبة الفِطريَّة والذكاء الفِطري ليقف على صِدق المستفتي من عدمه. 


ومن هنا، أُحيِّي التجربةَ التي وقفَتْ عليها المؤسسات الدينية في حرصها على الالتزام بالفتوى وآدابها ومراعاة ما يتعلق بالمفتي والمستفتي حتى يتم إنزال الحكم الشرعي في موضعه. 
وأشار فضيلته إلى قضية الفتوى والعلاقة بين المفتي والمستفتي، وكيف أن السؤال المعروض والإجابة عليه يُسهمان في خلق الأمن المجتمعي. وكيف أن جنوح المفتي أو المستفتي إلى الباطل لِهوًى أو منفعةٍ أو شهوةٍ يؤدِّي إلى إنزال الحكم على غير مُرادِه، مما ينتج عنه نظرة جائرة للشريعة ساعد عليها إما جرأة مُفتٍ أو تدليسُ مُستفتٍ. قائلًا: إذا كنا نتحدث عن أمنٍ مجتمعي، فلا بد أن يُراعَى في الفتوى أمانة السائل وسَعَة أفق المفتي، حتى يكون الحكم في موضعه والرأيُ في محله المعهود. 


كذلك تحدَّث عن أهمية تعزيز الأُخوَّة الإسلامية، موضحًا أن دار الإفتاء تنطلق في تحقيق هذا الأمر من خلال عدة أمور: 
الأول هو انطلاقها من المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو القرآن الكريم الذي يضع قواعد كليَّة تُسهم في إيجاد حلول لكثير من القضايا.
أما الأمر الثاني فيتعلق بنظرة دار الإفتاء إلى السنة النبوية باعتبارها المصدر الثاني من مصادر التشريع، حيث ننظر إليها باعتبارها المُذكِّرة التفسيرية لما جاء في القرآن. مؤكدًا أنه من خلال القرآن الكريم وسُنة النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يصل الإنسان إلى أمنٍ مجتمعي وفكري يتحقق من خلال القراءة المتأنِّية للنصوص الدينية. 
وأشار إلى قضية التطرف والغلو، موضحًا أن نصوص القرآن تربط بين هذين الجانبين بنطاقٍ مُحكَم من خلال تضييق النطاق على قضية التكفير والغلو. 


في السياق ذاته، أشار فضيلة المفتي إلى الأمر الثالث الذي تُعنَى به دار الإفتاء، وهو تَبنِّيها للتعدديَّة الثقافية والفكرية. موضحًا أن دار الإفتاء تحرص على عرض جميع الآراء المتعددة والمذاهب الفقهية المختلفة، وجميعها يتقارب في شِقها الأعظم. كما أكد أن دار الإفتاء تعمل أيضًا على نبذ الغلو والتطرف، وقد قطعت أشواطًا في العمل على تصحيح المفاهيم، وأصدرت جملةً من الإصدارات العلمية التي تُعنَى بذلك. 


كما ترى الدار أن المفتي لا بد أن يكون مُلمًّا بمسألة الأمن الفكري، ومن ثَم يتم تدريبه على جملة من العلوم الاجتماعية والفقهية والإنسانية، مما يُعِينه على اختيار الفتوى المناسبة في الوقت المناسب. 


من جانبه قال الأستاذ الدكتور سمير بو دينار - مدير مركز الحكماء لبحوث السلام: قال إن الوضع الراهن يؤثر في تغيير أولويات الفتوى، موضحًا أن الفتوى من صميم دور العلماء وأنهم ورثة الأنبياء. وتابع: عندما نرى تاريخ المسلمين نجد أن الفتوى صورة واضحة لحال الأمة. ومتى أدَّت الفتوى دورَها أدت إلى الوحدة والإخاء. وذكر أن ما يحول دون أداء الفتوى لدورها هو عدم تصدي المختصين لها، أو عدم طلب الفتوى من أهل الاختصاص. فالفتوى لها دور أساسي، ومن خلال علمائها يمكن أن نحفظ الأمن الفكري للأمة بأسرها. 


وفي الختام تطرَّق إلى دور المؤسسات البحثيَّة في تحقيق الأُخوَّة الإنسانية، مشيرًا إلى الدور التكاملي بين المعرفة الشرعيَّة والاجتماعية والإنسانية لإدراك الواقع. وكذلك قضية التمكُّن والرسوخ والخبرة العلمية التي تعدُّ معيارًا لمن يتصدَّى لإفتاء الناس، وأن مراكز الأبحاث لها دور كبير في تأهيل هذه الأجيال من المتصدِّين للإفتاء.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الفتوى تُعزز من الإخاء الإنساني بين المسلمين وغيرهم
  • السوداني يبحث التحضيرات لاستضافة ملتقى ممثلي الشركات الأمريكية
  • ضرورة التمييز بين معاداة الإسلاميين ومعاداة عموم الشعب السوداني الذي يخوض معركة الكرامة!!!
  • المفتي: التشريع الإسلامي يعزز الإخاء الإنساني بين المسلمين وغيرهم
  • أكد أهمية التعاون بين المسلمين في نشر منهج السلف.. اختتام مؤتمر “خير أمة” الثالث لدول آسيان بتايلاند
  • القائد الشرع ووزير الخارجية يلتقيان وفد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
  • وزير البترول يسلم دعوة السيسي لرئيس قبرص لحضور مؤتمر مصر للطاقة
  • وزير البترول يسلم دعوة الرئيس السيسي لنظيره القبرصي لحضور مؤتمر مصر للطاقة
  • حكماء المسلمين يجيب عن أبرز 100 سؤال في العقيدة والشريعة بأحدث إصداراته بمعرض الكتاب
  • “صباح جمعة” تناقش مع ممثلي نقابة الصيادلة القرار رقم “7”