الجزيرة:
2024-12-24@00:40:50 GMT

ألمانيا.. مؤتمر عن الإسلام دون دعوة ممثلي المسلمين

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

ألمانيا.. مؤتمر عن الإسلام دون دعوة ممثلي المسلمين

برلين- دعت وزارة الداخلية الألمانية إلى مؤتمر للإسلام، في حين أن غالبية الحضور لا يرتبطون بمؤسسات تمثل المسلمين.

ويركز المؤتمر على "مكافحة معاداة السامية ومعاداة المسلمين في فترات الانقسام الاجتماعي" حسب عنوانه، لكن المجلس الأعلى للمسلمين، الذي عادة ما يمثل الصوت المسلم في أحداث مشابهة، لم تتم دعوته.

واستمر المؤتمر على مدى يومي 21 و22 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولم تكن هناك أي كلمة افتتاحية خاصة بالهيئات التي تجمع المسلمين، ولم يظهر صوتها في النقاشات الرسمية إلا في اليوم الثاني مع شخصية وحيدة هي عمر كونتيش، عن اتحاد المساجد المالكية، وذلك من بين 11 متحدثا، في حين حضرت بعض الشخصيات المسلمة في الورشات التي لم يسمح للإعلام بتغطيتها.

يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين، عبد الصمد اليزيدي، للجزيرة نت "لا ندري سبب عدم دعوتنا، لكننا لا نبالي بذلك، وحتى عندما ندعى نحن من نقرر هل نشارك أم لا بناء على البرنامج".

وأضاف اليزيدي أن وزارة الداخلية الألمانية في تخبط واضح، ليست لديها رؤية، والمؤتمر كان مسرحية لمحاولة تبرئة ألمانيا وجزء كبير من المجتمع الذي له ميولات يمينية متطرفة معادية للسامية وللإسلام.

وربطت تقارير غياب المجلس لكونه يضم بين أعضائه المركز الإسلامي في هامبورغ، الذي تعرض مؤخرا لحملة تفتيش واسعة بحجة الاشتباه بمخالفته النظام العام ودعمه لحزب الله اللبناني. وقال المركز في بيان إنه على يقين أن نتائج البحث لن تؤدي إلى تأكيد الشكوك بحقه.

عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين (الجزيرة) صلوات الجمعة وإسرائيل

ركزت وزيرة الداخلية نانسي فايزر، بشكل كبير على "مواجهة معاداة السامية في المجتمعات المهاجرة". وقالت في كلمة مطولة إن "ضمان أمن إسرائيل ومواجهة معاداة السامية وحماية اليهود في البلد هي مصالح عليا لألمانيا".

وأضافت الوزيرة إن "معاداة السامية المتعلقة بإسرائيل" منتشرة في المجتمع، ولا توجد فقط عند من يمثلون الأغلبية، ولكن كذلك بين المسلمين في ألمانيا، ثم إن الأبحاث تؤكد هذه النتائج.

كما دعت المسؤولة الحكومية المجتمعات الإسلامية في ألمانيا إلى "التحدث بصوت عال وواضح ضد معاداة السامية وإدانة الإرهاب في صلوات الجمعة وكل التجمعات".

وقالت إنه "لا يكفي للمنظمات الإسلامية زيارة معبد يهودي أو اتخاذ موقف ضد معاداة السامية، دون إيصال ذلك إلى المساجد والمجتمعات المحلية ونشره عبر الإنترنت"، قائلة إن مثل هذا الموقف "لن تكون له قيمة إلا إذا تم نقله على نطاق واسع وصريح".

وخصصت الوزيرة جزءا كبيرا من وقتها للحديث عن حركة حماس، وقالت إنه لا "توجد كلمة (لا) عند الحديث عن هجمات حماس الإرهابية الفظيعة" حسب قولها، وشددت على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وعندما تحدثت الوزيرة عن الجانب الفلسطيني، اكتفت بالحديث عن "معاناة وموت الفلسطينيين في الحرب"، لكنها قالت إنهم "ضحايا الإرهاب الذي اقترفته حماس"، دون أي إشارة إلى مسؤولية الجانب الإسرائيلي.

كما قالت في معرض حديثها عن "معاداة المسلمين في ألمانيا"، إنه "لا يجب بأي حال من الأحوال تحميل المسلمين في ألمانيا مسؤولية الإرهاب الإسلامي"، وإن "إحساس عدد من المسلمين بوقوعهم ضحايا لهجمات تستهدف المسلمين هو حقيقة يومية في ألمانيا".

وأشارت إلى نتائج بحث رسمي حول انتشار الإسلاموفوبيا في ألمانيا، جاء فيه أن نصف الألمان يعترفون بمعاداة المسلمين، لكنها قالت إنها لا تتفق مع كل ما جاء فيه.

اتهامات خطيرة للإسلام

وأثارت تصريحات الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف كثيرا من الجدل، عندما قال إن "هناك جذورا لكراهية المسلمين لليهود في الدين الإسلامي"، زاعما أن هذه الكراهية هي جزء من التعليم في عدة أجزاء من العالم الإسلامي، كما ادعى أن القرآن يرسم صورة "مشوهة جزئيا" عن اليهودية، مطالبا المسلمين بمواجهة تاريخهم.

وفي تصريحات خطيرة، قال وولف "يجب أن يكون واضحا للجميع أننا لا نعيش في المدينة المنورة في القرن السابع، حيث أمر النبي محمد بقتل وطرد اليهود، بل على أعتاب عام 2024″، حسب ما نقلت عنه عدة وسائل إعلام ألمانية.

وانتقدت هيئة "مجلس الإسلام لأجل ألمانيا"، تصريحات فولف، وقال رئيسها برهان كيسيجي إن تصريحات وولف "تعتمد على قراءات منحازة ومشوهة للمصادر الإسلامية"، وكتب على "إكس" (تويتر سابقا) أنه لا يمكن العثور على ما يوصف بمعاداة الإسلام للسامية في التاريخ الإسلامي.

وتابع برهان أن هذا الكلام يعارض نظرة الإسلام للإنسانية، لافتا وجود ظاهرة حديثة تستغل نصوصا من التراث لأجل إظهار أنها معادية للسامية، وهي "الظواهر التي لا يجب إعطاؤها مساحة بحكم أنها تخدم الخطابات العنصرية".

من جانبه علق اليزيدي أن كلمة فولف "مخزية وفضيحة"، مستدركا للجزيرة نت "أعتقد أن هذا ليس رأيه، ولكن الضغط الذي وقع عليه بحكم أنه كان أول من قال إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا وبحكم أنه كان دائما متوازنا".

كما لم تكمل وزيرة الداخلية أشغال اليوم الأول، وانصرفت بعد قراءة خطابها الذي كان طويلا، مما أدى إلى انتقادات كبيرة، خصوصا ممن لم يتفقوا مع ما جاء في كلمتها. ونقلت قناة دويتشه فيله عن مصادرها أن عددا من المشاركين أحسوا كما لو أنهم "أطفال مدارس"، وأن فايزر بدت كما لو أنها معلمة في فصل دراسي.

الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف يلقي كلمة خلال مؤتمر عن الإسلام (وكالة الأنباء الأوروبية) أين ممثلو المسلمين؟

لم تتم دعوة الاتحاد الإسلامي التركي المعروف اختصارا بـ"ديتيب"، وهو أكبر اتحاد إسلامي في البلاد، يرعى نحو 900 مسجد، ويتوفر على قرابة ألف إمام يتم تكوينهم في تركيا، ومئات الآلاف من الأعضاء. وتتهم برلين دائما هذا الاتحاد بكونه ذراعا دينية لتركيا، لكنه ينفي أن يكون تابعا للسياسات التركية.

ورغم غيابه، أشارت وزيرة الداخلية إلى الاتحاد، وقالت إنها "مصدومة" من زيارة مسؤول من طالبان لمسجد كولونيا التابع لـ"ديتيب"، رغم تبرؤ هذا الأخير من الزيارة وتأكيده أن جمعية أفغانية هي من نظمتها. وعلاوة على التردد الدائم من برلين لدعوة "ديتيب"، فإن وصف أردوغان لحماس بـ"حركة تحرر وطني" زاد التوتر مع الألمان.

وحاولت الجزيرة نت التواصل مع "ديتيب"، وبعثنا له استفسارا مرتين على البريد المتعلق بالتواصل مع الصحفيين، لكننا لم نتوصل بأي رد.

ورغم أن المجلس الأعلى للمسلمين دائم التنسيق مع السلطات الألمانية، فهو بدوره لم يعد مرحبا به، وقد تعرض مؤخرا لحملة إعلامية كبيرة لمجرد دعوته غداة هجوم حماس إلى وقف أعمال العنف من كل الأطراف.

برهان كسيجي، رئيس مجلس الإسلام في ألمانيا (الجزيرة)

يقول اليزيدي "مجلسنا يسعى لإيقاف الردة الحاصلة على الدستور الألماني القائم على الحقوق والواجبات، وعلينا أن نسعى للتماسك المجتمعي في هذا البلد، وأن نوقف الظلم بحق المدنيين في أي مكان".

وتابع "لكن في هذا المؤتمر، دعيت شخصيات معروفة بعدائها للإسلام، لكي تتحدث على المنصة عن موضوع معاداة السامية. هذه محاولة لإبداء التعاطف مع المواطنين اليهود من خلال تحميل مسؤولية العداء للمسلمين، رغم أن المسلمين بريئون من هذا، والإسلام في تاريخه كان متصالحا مع جميع الطوائف، كما عاش اليهود حياة آمنة في عدة بلدان مسلمة بشهادة اليهود".

وحضر المؤتمر كذلك الإسرائيلي أحمد منصور، الذي يقدم نفسه خبيرا في الحركات الإسلامية، له آراء تنتقدها عدد من الشخصيات والمنظمات الإسلامية في ألمانيا. كما حضرت لمياء قدور، عن حزب الخضر، التي تقدم نفسها كصوت مسلم ليبرالي، وأسست قبل سنوات جمعية للترويج لإسلام ليبرالي، وهو نموذج تدعمه ألمانيا بقوة لتوافقه مع سياساتها الداخلية الخاصة باندماج المهاجرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأعلى للمسلمین معاداة السامیة المسلمین فی فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

ما الذي ينتظر منفذ هجوم ألمانيا الدموي؟ تفاصيل مصير المتهم بعد التحقيق

تم اعتقال طالب أ. مساء الجمعة بعد الهجوم الذي استهدف سوق عيد الميلاد بمدينة  ماجدبورغ في ألمانيا، وأُودع الحبس الاحتياطي بعد قرار قضائي. كيف ستتطور الأمور الآن؟

تفاصيل الاعتقال والإجراءات القانونية

في مساء يوم الجمعة، وبعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في سوق عيد الميلاد، تم القبض على طالب أ. وفقًا للقانون، يجب تقديم المشتبه به أمام قاضٍ خلال 24 ساعة من اعتقاله، ليقرر ما إذا كان سيتم احتجازه في السجن أثناء سير التحقيقات. وبتاريخ السبت، أصدر قاضي التحقيق في ماجدبورغ قرارًا بوضع طالب أ. في الحبس الاحتياطي، حيث نُقل إلى مؤسسة إصلاحية لمتابعة التحقيقات.

اتهامات متعددة تشمل القتل العمد

تتضمن التهم الموجهة إلى طالب أ. القتل العمد لخمس ضحايا، بينهم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات وأربع نساء تتراوح أعمارهن بين 45 و75 عامًا، بالإضافة إلى الشروع في القتل عدة مرات والاعتداء الجسيم على آخرين. تجدر الإشارة إلى أن الحبس الاحتياطي لا يعني أن المشتبه به قد تم إدانته، بل هو إجراء لضمان سير التحقيقات.

اقرأ أيضا

الزيادات المحتملة على الحد الأدنى للأجور في تركيا

الإثنين 23 ديسمبر 2024

التحقيقات والمحاكمة المستقبلية

تتولى النيابة العامة في ماجدبورغ التحقيقات تحت إشرافها، حيث يجري جمع الأدلة وتحليلها. بعد الانتهاء من التحقيقات، من المتوقع أن توجه النيابة التهم أمام المحكمة الإقليمية في ماجدبورغ، والتي ستقرر ما إذا كان سيتم بدء الإجراءات الرئيسية للمحاكمة. لم يتم بعد تحديد الجدول الزمني لهذه الخطوات.

مقالات مشابهة

  • خبراء: المساواة والعدل في العمل من أساسيات التشريع الإسلامي
  • ما الذي ينتظر منفذ هجوم ألمانيا الدموي؟ تفاصيل مصير المتهم بعد التحقيق
  • معاداة السامية.. أحدث اتهام للرئيس الروسي| تفاصيل
  • «حكماء المسلمين» يُدين حادث الدهس المروع في ألمانيا
  • "حكماء المسلمين" يُدين حادث الدهس المروع في ألمانيا
  • مرتكب عملية الدهس في ألمانيا مرتد عن الإسلام وهارب من السعودية
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • ما الذي يحدث؟.. تسريح 35 ألف عامل في ألمانيا
  • رابطة العالم الإسلامي تدين عملية الدهس بمدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا