خطيب المسجد الحرام: الحكمة من سمات الأنبياء والصالحين والعلماء
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الحكمة سمة من سمات الأنبياء والصّالحين، والعلماء العاملين، بعث الله بها رسله، وأقام عليها كونه وشرعه، وهي نعمة عظيمة، ذكَّر الله بها عباده، ألا وهي الحكمة.
الحكمة من سمات الأنبياءواستشهد " المعيقلي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما قال الله عز وجلَّ: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ)، مشيراً إلى أن الحكمة هي وضع الأمور في مواضعها اللائقة بها، وتكون بالعلم النافع والعمل الصالح، ومعرفة مقاصد الشرائع، وهي تسود بصاحبها، وتكسوه ثوب الوقار، وتحفظه عن ما يورث الخزي والعار.
وأوضح أن أعظم الناس حكمة، الأنبياء والرسل، لما اختصهم الله به من الفضل، في حمل الرسالة، وإبلاغ الدعوة، فقال سبحانه عن نبينا صلى الله عليه وسلم: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)، فكان صلى الله عليه وسلم أعلم الناس، وأنفع الناس، وأحكم الناس، فسيرته العطرة، كلها عين الحكمة، في أقواله وأفعاله، وسمته ودله.
واستند إلى ما قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، فأسعَدُ الناس بالحكمة، من تعرف على سيرة سيد الأنبياء، وتأسى بهديه، واتبع سنته، فكم في سيرته صلى الله عليه وسلم من مواقف وأحداث، تجلّت فيها حكمته، وسداد رأيه، وحسن مشورته.
وتابع: فتجلت حكمته، سواء مع من استجاب لدعوته، أو مع من خالفه ولم يؤمن به، وهكذا تكون الحكمة، سبباً بعد الله في درء الفتنة، وحفظ الأمن واجتماع الكلمة، وقيام مصالح الناس الدنيوية والأخروية، وكم كان لغيابها، واتباع أدعياء الهوى، من مفاسد وأضرار متعدية.
نماذج حكمة الرسولوأضاف أن من نماذج حكمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حديث أَنَس بن مالك رضي الله عنه حيث قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، وفي رواية: فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ ليَقَعُوا بِهِ – بالضرب ونحوه- ، فلما رأى ذلك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ)، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: (إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ).
وأشار إلى أنه قد كان هذا الخلق النبيل من النبي صلى الله عليه وسلم، جانباً من جوانب حكمته، ورفقه ورحمته، التي أسر بها قلوب من حوله، على اختلاف طبائعهم، وتنوّع مشاربهم، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، وإن الله تعالى يُعطي على الرفق، ما لا يُعطي على العنف.
ونبه بأن الحاجة تزداد إلى الحكمة، في تعاملاتنا اليومية، وخاصة بين الزوجين، لاستمرار المودة والرحمة، وفي تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه، وصبره وحلمه، وتغاضيه وحسن تصرفه، ما هو حريّ بالمؤمن أن يتأمله، والمشورة من الحكمة، لما فيها من التماس الرأي السديد، والعمل الرشيد، وقد أمر الله تعالى بها نبيه.
وأفاد بأنه كان صلى الله عليه وسلم، كثير المشورة لمن حوله، وهو نبي الله ورسوله، أوفر الناس عقلا، وأسدهم رأيا، ففي صلح الحديبية، غضب الصحابة رضي الله عنهم، ظناً منهم أنهم بخسوا حقهم، حتى جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَقَالَ: ((يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللهُ أَبَدًا)).
وواصل: فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ((قُومُوا، فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا))، قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَامَ، فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ، فَيَحْلِقَكَ. فَقَامَ، فَخَرَجَ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ: نَحَرَ هَدْيَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا"، رواه الإمام أحمد في مسنده، فكان رأي أم سلمة رضي الله عنها، رأياً موفقاً ومشورة مباركة.
ضالة المؤمنوأكد أن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، وإن من علاماتها، أن يبتغي المرء الرشد في تصرفاته، ويبدأ بالأهم فالأهم، ويأخذ بالأولى فالأولى، فإذا تعارضت مصلحتان، عامة وخاصة، قدم العامة على الخاصة، وإذا ترتب على تصرفه مصلحة ومفسدة، قدم ما فيه درء المفسدة على جلب المصلحة، والحكيم لا يدخل في أمر حتى ينظر في عواقبه.
ونوه بأن من الحكمة: أن يصمت المرء حين يكون الصمت أفضل، ويتكلم حين يكون الكلام أفضل، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت، ألا فليتق الله من يبثون أسباب النزاع والفرقة، في الشبكات الاجتماعية، خلف أسماء وهمية، فالله مطلع عليهم، عالمُ بما كتبت أيديهم، وبما تخفي صدورهم.
ولفت إلى أن من الحكمة مخاطبة الناس بما تحتمل عقولهم ومداركهم، ومراعاة تنوع ثقافتهم، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة"، فاتقوا الله عباد الله، وتحلوا بالحكمة في سائر الأحوال، فإنها من أعظم النوال، واطلبوها من مظانها، واسألوا الله المزيد منها.
واستطرد: من الحكمة ما هو محض هبة من الله تعالى، يؤتيها من يشاء من عباده، ومنها ما هو مكتسب، فإنما العلم بالتعلّم، والحلم بالتحلّم، والصبر بالتصبّر، فيرزقها الله تعالى، لمن بذل أسباب تحصيلها، وتوفرت فيه أركانها، ولا يكون ذلك إلا بسؤالها من مالكها، سبحانه جل شأنه، وتقدست أسماؤه، ومن أسباب كسب الحكمة، الإخلاص والتقوى، ومخافة الله جلَّ وعلا، فمن خاف الله، انتظمت حياته، وصلحت سريرته وعلانيته.
وحذر من أن أهل البدع والأهواء، محرومون من الحكمة، لأن الهوى يعمي ويصم، ومنزلة الحلم والأناة من الحكمة، كمنزلة الرأس من الجسد. وإن من الحكمة، التغافل عن أخطاء الناس وزلاتهم، وذكر محاسنهم ومواطن الخير فيهم، والتجارب تنمي المواهب، وتجعل العاقل حكيما، وتزيد الحليم حلماً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام الدكتور ماهر المعيقلي خطبة الجمعة من المسجد الحرام صلى الله علیه وسلم الله تعالى من الحکمة رضی الله ى الله ع الله ب ی الله
إقرأ أيضاً:
هل يجب الاستئذان قبل دخول البيوت للزيارة؟.. الإفتاء توضح
هل يجب الاستئذان عند دخول البيوت للزيارة؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: إنه يجب على الزائر أن يستأذن قبل زيارته لأحد أقاربه أو أصدقائه.
واستشهدت بقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27].
وأكدت أنه ينبغى على الزائر حسن اختيار الوقت المناسب للزيارة ؛ فلا يكون في وقت راحة أو انشغال لأهل البيت ونحو ذلك.
وفى حالة إذا لم يأذن له أهل البيت بالزيارة فليرجع عنها، ولا كراهة في ذلك؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ».
1- الاستئذان قبل الزيارة، وذلك بإعلام أهل البيت حتى يستعدُّوا لمقابلة الزائر.
2- ترك الزيارة والرجوع عنها إذا كانت هناك ظروف تمنع أهل البيت من استقبال الزائر؛ يقول تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [النور: 28].
3- إلقاء الزائرِ السلامَ على أهل البيت عند الاستئذان للدخول؛ فعَن رِبعِيٍّ رضي الله عنه قال: حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بيت فقال: أَلِجُ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لخادمه: «اخرُجْ إلى هذا فعلِّمه الاستئذان، فَقُل له: قل: السَّلامُ عليكُمْ، أأدخُل؟، فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل، «سنن أبي داود».
4- تعريف الزائر بنفسه واسمه حين يُسأل عنه، حتى يأذن له صاحب البيت بالدخول؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: «مَن ذَا؟» فقلت: أنا، فقال: «أنا أنا»، كأنه كرهها، فالحديث يدل على كراهة قول المستأذن «أنا»؛ لأن هذه اللفظة لا تُعَرِّف به.
5- عدم الإكثار من الزيارة؛ حتى لا يملّ أهل البيت من الزائر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُر غِبًّا، تَزدَد حُبًّا»، المعجم الأوسط، فالمراد من الحديث أنَّ الإقلال من الزيارة يجعل النفس تشتاق لرؤية الشخص ومقابلته والجلوس معه.
6- عدمُ الإطالة في وقت الزيارة مراعاةً لظروف أهل البيت؛ لأنهم قد يكونون منشغلين بأمور أخرى مهمة؛ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب: 53]، فقد نزلت هذه الآية بسبب قوم يأكلون عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وليمة أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم جلسوا يتحدثون في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منشغلٌ بحاجة أهله، لكن منعه الحياءُ من أن يأمرهم بالخروج من منزله.
7- اختيار الوقت المناسب للزيارة حتى لو كانت الزيارة للوالدين، فهناك أوقات لا تناسب أهل البيت في استقبال أحد من الزائرين؛ كأوقات الراحة ونحو ذلك؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النور: 58].