بسط السيطرة على المفاعلات النووية في قطاع غزّة!
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
هناك دولة تملك ترسانة نووية وتملك عتادا يعتبر عالميا آخر صرعة في القتل والتدمير؛ منذ 49 يوما تخوض حربا ضروسا في قطاع ضيّق لا يكاد يسع ساكنيه، وتستهدف فيما تستهدف "المفاعلات النووية" ومصانع "أسلحة الدمار الشامل" التي يمتلكها هذا القطاع. والخلل الكبير في هذه الحرب الضروس هو في حرب المصطلحات، حيث يطلق الناس في هذا القطاع على هذه المفاعلات النووية مصطلحا غريبا: المستشفى، ويطلقون على عناصر التخصيب للمواد المشعّة: الجرحى والمرضى، وكذلك يطلقون على الطاقة النووية مصطلح الشهداء، ويقولون إن لدماء هؤلاء الشهداء إشعاع حضاري وقوّة خارقة تصنع لهم المستقبل الزاهر، وتضيء هذه الطاقة المخصّبة إضاءة خارقة تسع حاضرهم ومستقبلهم القريب والبعيد إلى يوم الدين.
لذلك كان لهذه الدولة القويّة العتيدة أن تأتي بقضّها وقضيضها وبكل ما تملك من أسلحة دمار شامل، وكان عليها أن تقصف محيط هذه المفاعلات النووية جوّا وبرّا وبحرا، وأن تُسقط عليها ما يزيد عن ثلاث قنابل نووية لتحقّق هذا الهدف العظيم، وهو بسط السيطرة الكاملة على هذه المفاعلات النووية، وأن تضع حدّا لهذا التخصيب العظيم كي تحمي نفسها من الخطر القادم والماحق لوجودها. فقد كان عليها أن تبادر بكلّ ما تملك من إمكانيّات القوة والجبروت لتوقف هذا الفعل الشنيع، كان عليها أن تضرب بقوّة غرف العمليات العاملة ليل نهار على ضخّ الحياة لهذه العناصر الفتّاكة قبل أن تدركها الوفاة المُخصّبة لحركة التاريخ، وهذه من شأنها أن ترتدّ عليهم بكلّ قوّة لتنهي كلّ تاريخ مزيّف يحاول المساس بها أو الاقتراب منها.
في غرف العمليات هذه يجري تخصيب العناصر المشعّة الخطرة والتي يطلقون عليها حسب مصطلحاتهم: الإنسان المقاوم أو الفلسطيني الحرّ أو القوم الجبّارين. هنا لا تعنينا مصطلحاتهم كثيرا على قدر ما يعنينا جوهر هذه العناصر، حيث أنها مشّعة مشحونة بالطاقة النووية العالية والتي من شأنها لو ترك لها العنان أن تدمّر دولة الحرب والعدوان، فالحلّ الوحيد لا يكون إلا في القصف المُدمّر قبل فوات الأوان وقبل أن تتمّ عملية التخصيب بالكمال والتمام.
وللوصول إلى هذه المفاعلات كان لا بدّ من الاشتباك مع حُماتها، فقامت الطائرات المقاتلة الساحقة الماحقة بقصف جويّ ليمهّد الطريق للدبّابات المجنزرة والجرافات الكاسحة لكلّ شيء يقف أمامها من حجر وشجر وبنيان، ولمّا ترصّدتها أسود بشرية وأوقعت فيها من الخسائر في الأرواح والمعدّات ما لا يطاق؛ أخذت تبحث عن أهداف سهلة، غضّ لحمها طريّ عظمها، فلم تجد لها هدفا سوى الأطفال والنساء..
هربت من مواجهة الأسود وصبّت جام حقدها فألقت بأحمالها المتفجّرة على شكل صواريخ مزلزلة على البيوت الوادعة الآمنة، وجدت ضالّتها في المزيد من سفك الدماء المسالمة، أعملت نارها وحديدها في أجساد الأطفال البريئة لتمهّد طريقها نحو المفاعلات النووية الصامدة، قصفت بروح متوحّشة ووصلت مشارف هذه "المفاعلات"، حاصرتها وأعملت الذبح والقتل والحرق فيها، دخلتها محتلّة كاسرة لتجد كوارث ما ارتكبت أيدي إجرامها، دخلت مفاعلا نوويا يسمونه أصحابه بمصطلحاتهم مستشفى مجمّع الشفاء، كان مجمّعا لعدة مفاعلات، إحداها يعالج من السرطان ويعمل على معالجة مصادر الطاقة النووية من أية أعطاب وأضرار لتعود إلى عافيتها ولتقوم بدورها خير قيام دون أوجاع أو سرطانات، فكان لا بدّ من المزيد من القصف والقتل وضربهم بكلّ موبقات الاحتلال، وقد تمّ بالفعل السيطرة على هذا المفاعل لتتمّ بعد ذلك السيطرة على مرافقه وفروعه كافّة.
لقد سجل هذا الجيش الهمام نصرا عظيما في السيطرة على المفاعلات النووية التي يسمّونها مستشفيات (ظلما وزورا) في قطاع غزة بعد فشله الذّريع في السيطرة على مراكز تخصيب الرجولة والفداء، وكان هذا النصر العظيم أيضا بعد أن تمكّن من سحق قرابة الأربعة عشر ألفا من المدنيّين بغالبية كبيرة من الأطفال والنساء.. هذا العدوّ المتغطرس الجبان يحتاج إلى سنة ضوئية ليلحق ركب بني الانسان، وليكون قادرا على التمييز بين المصطلحات وما بين المفاعلات النووية والمستشفيات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال مستشفيات غزة غزة الاحتلال جرائم مستشفيات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المفاعلات النوویة السیطرة على
إقرأ أيضاً:
مسؤولون إسرائيليون: ضرب المواقع النووية الإيرانية “صعب للغاية”، لكن ترامب سيدعمنا
شمسان بوست / وكالات:
حذر مسؤولون إسرائيليون من أن توجيه ضربة إلى المواقع النووية الإيرانية سيكون “صعبا للغاية”، لكنهم أعربو عن ثقتهم بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيقف إلى جانب تل أبيب.
وقالت مصادر دفاعية لصحيفة “نيويورك بوست” إن المنشآت النووية الإيرانية سيكون “صعباً للغاية” على القوات الإسرائيلية ضربها، مضيفة أن الدولة اليهودية مستعدة لاتخاذ مثل هذه الخطوة الجريئة إذا رأى المسؤولون أنها ضرورية، حيث لم يعترض الرئيس المنتخب دونالد ترامب على هذا الاحتمال.
ووفقا للصحيفة، كانت إسرائيل في حالة حرب غير مباشرة مع إيران منذ 7 أكتوبر 2023، عندما أطلقت حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى”.
وتشكل “حماس” في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن مخالب التهديد من قبل “الأخطبوط” الإيراني، كما يصفه المسؤولون الإسرائيليون.
والآن، مع “إضعاف طهران بشدة بعد أكثر من عام من الصراع”، يقول المطلعون لـ”نيويورك بوست” إن “إسرائيل متحرّقة للقضاء على القدرات النووية الإيرانية، بالقوة، إذا لزم الأمر”.
وصرح أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة بالقول: “ليس لدينا خيارُ عدم معالجة التهديد، لأننا ندرك أن الأسلحة النووية الإيرانية ستوجه إلينا وموقفنا هو أننا ضدها ونأمل أن تكون هناك طريقة لوقفها غير عسكرية، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فنحن مستعدون للتحرك عسكريا”.
وتعمل إيران على بناء قدراتها النووية منذ سنوات، مع انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2018، مشيرا إلى “عدم رغبة طهران” في الالتزام بشروط الاتفاق التي تتطلب تفكيك جزء كبير من برنامجها النووي والسماح بعمليات تفتيش دولية أكثر شمولا.
ونقلت “نيويورك بوست” عن مصدر دفاعي إسرائيلي قوله: “أعتقد أن المشكلة النووية أكبر مما تبدو عليه.. أحد الأسباب هو الطريقة التي انتشرت بها. إنها تحت الأرض وفي مواقع متعددة، مما يجعل من الصعب جدا القضاء عليها جميعا في نفس الوقت وبنجاح. لا سيما أن بعضها عميق جدا تحت الأرض”.
وحسب الصحيفة، يتطلب تعقيد التصميم (تصميم المنشآت النووية) أيضا قدرات عسكرية كبيرة، مثل ما يسمى بالقنابل الخارقة للتحصينات التي استخدمتها إسرائيل في هجومها في سبتمبر في بيروت وهو ما أسفر عن اغتيال أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله.
وقد أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل أسلحة تزن 2000 رطل في عام 2023، لكن الرئيس جو بايدن ألغى شحنة أخرى من الذخائر العام الماضي، لافتا إلى “مخاوف من استخدامها في غزة”، وهي خطوة مثيرة للجدل يزعم أنصار إسرائيل أنها “اتخذت لاسترضاء المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين”.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون العواقب العالمية لمثل هذه المهمة هائلة، حيث تعد إيران واحدة من أربع دول في محور الدول المتحالفة ضد الغرب، وفق الصحيفة.
وأوضح أحد المطلعين الإسرائيليين لـ”نيويورك بوست” قائلا: “قد يهدد هذا استقرار العالم، لأنه بمجرد أن ترى روسيا وكوريا الشمالية أننا هاجمنا “رئيس إيران النووي”، فقد تتساءلان.. مهلا، ماذا يحدث؟ يبدو أن الأمر يتعلق بمسألة أكبر، مسألة عالمية شاملة، سيتعين على الولايات المتحدة مواجهتها”.
وأضاف المصدر أن “إسرائيل من غير المرجح أن تستفيد أيضا من الغموض الاستراتيجي، كما حدث في سبتمبر 2007 عندما هاجمت مفاعلا مشتبها بكونه نوويا في سوريا”.
واستطرد: “لم يحدث هجوم على موقع نووي منذ سنوات عديدة، وأعتقد أن العالم مختلف في الطريقة التي يعمل بها الآن، مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي وكل ذلك.. قبل خمسة عشر عاما، عندما هاجمنا المحطة النووية السورية، لم نتحدث عنها حتى لمدة 10 سنوات. لقد ساعدنا ذلك على حفظ ماء الوجه وعدم استفزاز أي رد فعل”.
وذكر المسؤولون للصحيفة في تل أبيب أنهم واثقون من أن ترامب سيقف إلى جانبها كحليف للولايات المتحدة بينما يناقش المسؤولون الإسرائيليون خياراتهم.
فعلى عكس بايدن، لم يندد ترامب علنا بمثل هذه الخطوة المحتملة، وأشار باستمرار إلى دعمه السماح لإسرائيل بتحديد استراتيجياتها الدفاعية الخاصة بها.
“ما تحتاجه إسرائيل حقًا هو أن تدعمنا أمريكا إذا هاجمنا إيران”، هذا ما قاله المفكر الإسرائيلي وزميل الأبحاث في معهد سالوم هارتمان ميكا غودمان لـ”صحيفة نيويورك” في مقابلة الشهر الماضي.
وتابع غودمان: “نحن بحاجة إلى معرفة أن أمريكا ستكون معنا، إما لمهاجمة إيران معنا أو لمنحنا كل ما نحتاجه من ترسانتها”.
وأردف: “بمجرد أن تصبح إيران نووية، سينهار ما تبقى من النظام العالمي القديم”، مضيفا: “قالت الولايات المتحدة إن إيران لن تمتلك قنبلة نووية – جورج بوش، أوباما، ترامب، بايدن- لذا فهذا ليس مجرد وعد من رئيس واحد.. هذه كلمة تردد، مما يعني أن كلمة أمريكا لن تساوي شيئا إذا وصلت إيران إلى المشط النووي”.
وعن الدعم الأمريكي لتل أبيب، صرحت متحدثة باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية لصحيفة “نيويورك بوست” بالقول: “ما نعرفه جميعا هو أن الولايات المتحدة وقفت دائما إلى جانبنا لسنوات.. منذ قيام إسرائيل كدولة.. أنا متأكدة من أنها ستستمر في الوقوف إلى جانبنا كما فعلت مدى سنوات، وخاصة في مواجهة المحور الإيراني الذي يهدد العالم”.