داود عبدالسيد.. مجدد السينما والباحث عن حريتها
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قرار ابتعاده عن الفن اقترب من العامين، اختار لنفسه وبنفسه العزلة بعيدًا عن أحب الأشياء إلى قلبه، وهي السينما التي طالما سعى للوصول إليها، معشوقته التي طالما ارتمى في أحضانها باحثًا عن ذاته مستمتعًا بلذاته، ومع شدة إخلاصه واهتمامه بكل التفاصيل، كافآته بطريقتها التي لا تقبل التأويل، حيث توجته رجلًا يجلس على عرش الإخراج، يشار إليه بالبنان، يحتفي به النقاد، يلهث وراء أفلامه جمهورًا من نوع خاص، تنهال عليه التكريمات والجوائز.
وأمام كل هذا النجاح يقف هادئًا، ممتنًا لمشوار فني بدأه مع مطلع السبعينيات شابًا حالمًا باحثًا عن وسيلة لترجمة همومه الذاتية في أفلام غير مسبوقة، صنعت منه اسمًا لا تخطئه العين عند قراءته على الأفيشات، تشعر باللهفة والسعادة تلقائيًا، تجعلك تترقب انطلاق القصة على الشاشة أمامك ومتابعة ماذا يحدث، ولما لا وهو فيلمًا لـ داود عبدالسيد، الذي انتقل إلى خانة الشيوخ، ليس بحكم العمر وإكمال عامه السابع والسبعين قبل ساعات قليلة باعتباره من مواليد 23 نوفمبر 1946.
وبحكم الخبرات وزهرة شبابه التي اصطدمت مثل غيره من أبناء جيله بنكسة 1967، والتغيرات التي طرأت على المجتمع بمرور السنوات في فترتي السبعينيات والثمانينيات، كلها أمور جعلته غارقًا في أدق تفاصيل الحياة وكانت السينما هى ملاذه الآمن في طرح ما عايشه من هموم.
لم يسع إلى جمهور بعينه، بل حمل الكاميرا فوق جسده متنقلًا في الشوارع، ينبش وجوه الناس، يسجل ويدون، يقف على أرض ثابتة لا تعرف الخوف، تارة يبحث عن «سيد مرزوق»، وأخرى يقترب من عالم «الصعاليك» وكل ما به من «مواطن ومخبر وحرامي»، ينظر إلى ما يفعله «سارق الفرح» وإذا ما كان يمتلك «قدرات غير عادية»، لا يأبه إذا كان يعيش في «أرض الأحلام» أو في «الكيت كات».
كل ما يهمه تقديم فنه ورحلة تطور الإنسان بكل ما بها من أوجاع وعجز وطموحات ورغبة، لا يهمه الكم حتى ولو اكتفى برصيد فني يضم 11 فيلمًا طويلًا بينهما اثنان من الأفلام التسجيلية، لا يشغله إذا عكف على تجهيز وإعداد مشروع فني واحد سنوات طويلة حتى يرى النور، لأن الأقرب إلى قلبه وعقله دائمًا هو أن يكون حرًا وأن يفعل ما يحلو له دون املاءات من أحد، ويكفيه فخرًا - حتى لو بات يشعر بالغربة مع تقدم السن وتآكل أبناء جيله - كما قال يومًا «في شباب بيقابلوني ويكلموني عن أفلامي وإزاي أثرّت فيهم بشكل جعلهم يحبون السينما، أعتقد بالطريقة دي إنِ نجحت».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
باحث اقتصادي: جهود تنمية سيناء تدعم النهضة الاقتصادية في مصر
بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، أكد الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، محمد محمود عبد الرحيم، أن تعمير سيناء يتجاوز الأبعاد الاقتصادية التقليدية، مشيرًا إلى أن كل مشروع تنموي جديد على أرض الفيروز يسهم في تشكيل واقع مستقبلي جديد للاقتصاد المصري.
وقال عبد الرحيم إن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتطوير البنية التحتية في سيناء، حيث ضخت استثمارات ضخمة في مشروعات استراتيجية متنوعة لافتا إلى أنه وفقًا لما أعلن عام 2023، فقد تم ضخ نحو 11 مليار جنيه لتطوير وإنشاء 5 مطارات في سيناء، تشمل: مطار البردويل الدولي، مطار شرم الشيخ، مطار طابا، مطار الطور، ومطار سانت كاترين، وهو ما يمثل طفرة كبرى تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتنشيط السياحة.
وأضاف أن العاصمة المصرية أصبحت لأول مرة في التاريخ الحديث أقرب إلى سيناء، حيث تقع العاصمة الإدارية الجديدة على مسافة لا تتجاوز 100 كيلومتر من نفق الشهيد أحمد حمدي، مما يعزز الترابط الجغرافي والاستراتيجي مع سيناء.
مقترح لإعادة التقسيم الإداري وإنشاء محافظة وسط سيناء
وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن سيناء كانت قد قُسمت إداريًا بموجب القرار الجمهوري رقم 84 لسنة 1979 إلى محافظتي شمال وجنوب سيناء، مقترحًا إعادة التقسيم الإداري مرة أخرى عبر تدشين محافظة وسط سيناء كمرحلة أولى، مع إمكانية استحداث محافظات أخرى مستقبلًا لاستيعاب الزيادة السكانية ودعم خطط التعمير.
مدن جديدة لتحقيق التوطينوأكد عبد الرحيم أن سيناء تشهد طفرة في إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة بهدف توطين الشباب المصري وتوفير مستوى معيشة كريم، مستشهدًا بمدن مثل الإسماعيلية الجديدة، ومدينة سلام شرق بورسعيد، ومدينة رفح الجديدة، التي تضم نحو 4352 وحدة سكنية مع تخفيضات تصل إلى 55% على أسعار الوحدات بناءً على قرارات القيادة السياسية لتشجيع المواطنين على الاستقرار في شمال سيناء.
سيناء.. مستقبل الاقتصاد المصريوشدد الباحث الاقتصادي على أن تنمية سيناء تساهم بشكل كبير في مستقبل الاقتصاد المصري، نظرًا للفرص الاقتصادية الهائلة التي توفرها، مشيرًا إلى وجود ثروات طبيعية ضخمة مثل الرمال السوداء، والرخام، والكبريت، والفحم، والنحاس، فضلًا عن الرمال البيضاء فائقة النقاوة التي تدخل في صناعات تكنولوجية متقدمة، ويمكن أن تكون محورًا رئيسيًا لنهضة الاقتصاد الوطني في العقود المقبلة.
وأضاف أن سيناء تتيح فرصًا واعدة في مجالات تربية الإبل، وزراعة النخيل والزيتون والخوخ، وتنمية الثروة السمكية، ما يسمح بإقامة مجمعات صناعية وزراعية ضخمة تخلق آلاف فرص العمل وتساهم في تعمير سيناء وتغيير المعادلة السكانية لصالح التنمية.
مقترح ببناء مدينة رياضية في شرم الشيخوفي ختام حديثه، اقترح عبد الرحيم إنشاء مدينة رياضية متكاملة في شرم الشيخ تكون نواة لاستضافة الأحداث والمباريات المحلية والدولية، بما يعزز من مكانة شرم الشيخ عالميًا ويدعم السياحة الرياضية ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة في سيناء.