التليغراف: قوات أمريكية خاصة لاحقت مستهدفي قاعدة عين الأسد وصوّبت عليهم هجماتها
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
كشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية، عن تفاصيل تنفيذ الجيش الأمريكي لضربات انتقامية ضد الحشد الشعبي في العراق، فيما أشار التقرير الى أن هذه الخطوة تأتي ردًا على سلسلة من الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف في جميع أنحاء العراق وسوريا.
ووفق تقرير الصحيفة الذي ترجمته السومرية نيوز، منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، واجهت القوات الأمريكية 66 هجوما في كل من العراق وسوريا.
بدأ التصعيد في أعقاب توغل حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى رد فعل عسكري إسرائيلي ساحق، وقد أدى هذا بدوره إلى هجمات على القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها من قبل فصائل مسلحة.
ومساء الثلاثاء، شنت طائرات مقاتلة أمريكية ضربات مستهدفة على منشأتين في العراق بهدف تفكيك العمليات الحيوية لكتائب حزب الله، وجاءت هذه العملية في أعقاب حادثة سابقة حيث ردت القوات الأمريكية على هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية.
لعبت الطائرة AC-130J Ghostrider، وهي نسخة متقدمة للغاية من الطائرة الحربية AC-130، دورًا محوريًا في العمل الأمريكي في عين الأسد، إذ تشتهر طائرة AC-130J بقوتها النارية الهائلة، وهي عبارة عن طائرة نقل من طراز C-130 معدلة بشكل كبير ومجهزة بـ "حزمة الضربة الدقيقة"، يتم تشغيله فقط من قبل قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
وتشتمل المعدات الخاصة لـ Ghostrider على وحدة تحكم لإدارة المهمة، ومجموعة اتصالات خاصة، وجهازي استشعار كهروضوئيين/الأشعة تحت الحمراء متطورين للغاية، ومعدات متقدمة للتحكم في الحرائق، وقدرة على تسليم ذخائر موجهة بدقة، ومدافع ضخمة قابلة للتدريب من عيار 30 ملم و105 ملم.
المهام الأساسية لهذا العملاق الجوي هي الدعم الجوي القريب، والمنع الجوي، والاستطلاع المسلح، مما يجعله مناسبًا بشكل خاص للعمليات الحضرية وإيصال ذخائر دقيقة منخفضة القوة ضد الأهداف الأرضية، على الرغم من قوتها، فإن طائرة AC-130J دقيقة وجراحية مقارنة بالأسلحة الجوية التقليدية: يمكنها القضاء على مسلحين على الأرض دون الإضرار بالأشخاص الآخرين القريبين.
وأضاف التقرير، أن وجود الطائرة في الجو أثناء الهجوم الصاروخي على قاعدة الأسد الجوية قد وفر ميزة هائلة للأمريكيين، وقد سمح توفرها الفوري بالتعرف السريع على مصدر الهجوم واتخاذ إجراءات سريعة ضد مرتكبيه، وكانت قدرات المراقبة الخاصة بـ Ghostrider حاسمة في تعقب تحركات المسلحين.
ووضعت الهجمات الأخيرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في موقف صعب، إذ إن أي عمل أمريكي عدواني بشكل مفرط ضد الفصائل المسلحة في العراق يمكن أن يؤدي عن غير قصد إلى زعزعة استقرار الحكومة، لكن بينما يعتمد السوداني على دعم الجماعات المدعومة من إيران، فإنه يسعى أيضًا إلى استمرار العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ودعم الوجود المستمر للقوات الأمريكية في بلاده.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2000 جندي في العراق و900 في سوريا، كما شاركت قوات العمليات الخاصة البريطانية، وخاصة الخدمة الجوية الخاصة (SAS)، بنشاط في العمليات في العراق. وقع حادث ملحوظ في يناير 2021 عندما أصيب جندي من القوات الجوية الخاصة بجروح خطيرة خلال عملية ليلية سرية ضد تنظيم داعش بالقرب من بيجي، على بعد 130 ميلاً شمال بغداد. في حين أن الأخبار عن العمليات نادرة لأن القوات الموجودة على الأرض تتكون في معظمها من أفراد العمليات الخاصة، يقال إن القوات البريطانية والأمريكية تزيد من وتيرة عملياتها ضد داعش بعد الهدوء الناجم عن فيروس كورونا.
وأشار التقرير الى، إن أي انسحاب من جانب الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها من العراق و/أو سوريا من شأنه أن يدعو إلى عودة داعش: وبالتالي فإن الحكومة العراقية والولايات المتحدة حريصتان على إبقاء القوات الغربية هناك، لكن العدوان من قبل الفصائل المسلحة التي تهاجم القواعد الأمريكية قد يؤدي إلى كسر الحكومة العراقية، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية أو على الأقل نزاع داخلي، وهو ما من شأنه أن يعيق العمليات الغربية ويخلق فراغا يمكن لتنظيم داعش أن يستغله.
وأوضحت الصحيفة، إنه وضع حساس يدعو الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء مستهدف بعناية للدفاع عن قواعدها دون إحداث أكثر من الحد الأدنى الضروري من الضرر. هذا، بالطبع، هو نوع المهمة التي من المفترض أن تتفوق فيها القوات الخاصة: وأنظمة الأسلحة مثل AC- 130J Ghostrider تتلاءم مع هذه الفلسفة بشكل ملائم.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: القوات الأمریکیة الولایات المتحدة فی العراق
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: كيف ستتعامل إدارة ترامب مع الحوثيين وهل استهداف قيادة الجماعة ضمن بنك أهدافها؟ (ترجمة خاصة)
قالت مجلة أمريكية إن جماعة الحوثي في اليمن التي تشن هجمات على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تعتبر في مرمى "صقور إيران" في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وذكرت مجلة "ذا ناشيونال انترست" في تحليل للباحثة "إيميلي ميليكين" وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إنه على العكس من ذلك، أدلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ببيان بعد أيام فقط من الانتخابات انتقد فيه الإدارة القادمة ورفض احتمال أن يتمكن ترامب من إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما هدد بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر".
وقالت إن هذا ترك الكثيرين يتساءلون كيف سترد إدارة ترامب بالضبط على المتمردين المدعومين من إيران الذين تقدموا من ميليشيا محلية إلى قوة قادرة على تعطيل حركة الملاحة البحرية العالمية وضرب الأراضي الإسرائيلية في غضون سنوات.
وأفادت أن بعض المحللين أشاروا إلى تصريحات ترامب التي انتقدت ضربات إدارة بايدن أثناء الحملة الانتخابية ورغبتها في تجنب الانخراط في ما يسمى "الحروب الأبدية" للزعم بأن الإدارة الجديدة ستتخذ نهجًا أكثر ليونة تجاه المتمردين اليمنيين. ومع ذلك، فإن الاهتمام العالمي بالحوثيين توسع فقط منذ آخر مرة تولى فيها ترامب منصبه. يزعم الحوثيون أنهم استهدفوا 202 سفينة منذ بدء حملتهم البحرية واستهدفوا الأراضي الإسرائيلية بالصواريخ.
وأضاف التحليل "إذا استمرت الهجمات، فقد يعني ذلك اضطرابات مطولة وتكاليف شحن مرتفعة حيث تختار شركات الشحن إما عبور مسافات أطول أو دفع رسوم مقابل المرور الآمن عبر الممرات المائية، مما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد ونقل التكاليف إلى المستهلكين".
وبعيداً عن الهجمات نفسها، يشير التحليل إلى أن هناك مخاوف متزايدة من أن الحوثيين يعملون على إقامة علاقات مع جهات فاعلة عالمية أخرى مثل الصين وروسيا، التي ورد أنها تجري مفاوضات مع إيران لتزويد الجماعة بصواريخ مضادة للسفن متطورة. وفي الوقت نفسه، وسعت الجماعة عملياتها في مختلف أنحاء المنطقة مع ورود تقارير تفيد بأنها تعمل في سوريا وتتعاون مع فرع تنظيم القاعدة في الصومال، حركة الشباب.
وتابع "حتى قبل أن يشكل الحوثيون تهديدًا كبيرًا لحركة الملاحة البحرية الدولية والحليف الأبرز للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كانت إدارة ترامب صارمة في التعامل مع المتمردين. فعلى مدار السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، قدم ترامب دعمًا عسكريًا كبيرًا للمملكة العربية السعودية، التي كانت لا تزال تجري عمليات في الأراضي اليمنية، بما في ذلك المعدات العسكرية المتقدمة مثل أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة والقنابل من خلال العديد من اتفاقيات الأسلحة الكبيرة، بما في ذلك حزمة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار في عام 2017".
وأردف "كما عزز تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة اللوجستية والتزود بالوقود جواً للعمليات العسكرية السعودية والإماراتية. وقبل وقت قصير من مغادرته منصبه، وصف المجموعة بأول تصنيف لها على الإطلاق كمنظمة إرهابية أجنبية وسمى ثلاثة من كبار قادة المنظمة - عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم - كإرهابيين عالميين معينين بشكل خاص".
وتوقع التحليل أن يعيد ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية". مشيرا إلى إدارة بايدن ألغت التصنيف فور توليها المنصب بسبب المخاوف بشأن عواقبه الإنسانية (أعاد بايدن إدراج الحوثيين على قائمة "الإرهابيين العالميين المعينين خصيصًا" في يناير 2024)".
وقال "على الرغم من أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية سيكون لها تأثير محدود على الحوثيين بسبب علاقاتهم المالية الضئيلة بالغرب، فإن إدارة ترامب ترى أن التصنيف يرمز إلى تصميمها ضد سلوك المجموعة". شارك مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، السناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا)، في صياغة رسالة ثنائية الحزب في وقت سابق من هذا الشهر إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكين يدعو إدارة بايدن إلى إعادة تصنيف الحوثيين. وبالمثل، قاد مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي، النائب مايكل والتز (جمهوري من فلوريدا)، جهدًا مماثلاً في نوفمبر 2023.
واستدرك "بينما من المرجح أن يتجنب ترامب نشر قوات أميركية على الأرض في اليمن، فقد نرى إدارته تستخدم مزيجًا من الضربات على كبار قادة الحوثيين والمواقع العسكرية لإضعاف الجماعة".
وقالت مجلة "ناشبونال انترست" في تحلليها "في الواقع، كتب روبيو نفسه مقالاً في مجلة ناشيونال ريفيو حيث انتقد إحجام الرئيس بايدن عن الموافقة على الضربات ضد كبار قادة الحوثيين ومستودعات الأسلحة، مدعيًا أن الإدارة وافقت فقط على الضربات على مواقع إطلاق الطائرات بدون طيار ومستودعات الأسلحة الفارغة. في نفس المقال، أدان أيضًا رفض إدارة بايدن تسليح الحلفاء في المنطقة الذين يقاتلون الحوثيين، مؤكدًا أن إدارة ترامب من المرجح أن توسع دعمها للجهات الفاعلة الإقليمية التي تقاتل الجماعة.
وذكرت "قد يشمل ذلك الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي للإسرائيليين في ضرباتهم على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، والدعم العسكري المعزز للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إذا قرروا استئناف العمليات في أراضي اليمن، أو الحوكمة والمساعدة العسكرية للقوات اليمنية المحلية المتحالفة مع المجلس الرئاسي للقيادة والمجلس الانتقالي الجنوبي".
وأوضحت: في حين كانت اليمن تُعامل في كثير من الأحيان على أنها ذات أولوية منخفضة في الماضي، فإن الدور الجديد للحوثيين في قيادة العمليات الإيرانية المناهضة لإسرائيل سيضع المجموعة في مرمى "صقور إيران".
وختمت المجلة الأمريكية تحلليها بالقول "ربما الأهم من ذلك، أن تأثير الهجمات البحرية التي تشنها الجماعة على الاقتصاد العالمي والتعاون المحتمل مع منافسي الولايات المتحدة مثل روسيا والصين من شأنه بالتأكيد أن يرفع من أهمية القضية في نظر الرئيس ترامب، حتى لو أوقفت المجموعة الهجمات على حركة المرور البحرية والأراضي الإسرائيلية".