لم يكن طريق التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس سهلا وميسرا، بل استغرق عدة أسابيع من "المفاوضات الشاقة والسرية"، وسط توترات شديدة.

وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن قطر اتصلت بالبيت الأبيض بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر، بمعلومات عن الرهائن الذين احتجزتهم الحركة، مضيفة أن المسؤولين القطريين اقترحوا حينها تشكيل خلية صغيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للعمل على قضية المحتجزين.

بعدها، توضح الصحيفة، أن أسرى حماس أصبحوا "عنصرا أساسيا" في مكالمات الرئيس جو بايدن الهاتفية المتعددة واجتماعاته المباشرة.

وحققت هذه الجهود نجاحها الأولي يوم 23 أكتوبر، بعدما قامت حماس بالإفراج عن مواطنتين أميركيتين.

وأبرزت "بوليتيكو": "بعد ذلك بيوم واحد، أرسلت حماس رسالة عبر قنواتها إلى الخلية الصغيرة، مفادها: يمكن لعدد من النساء والأطفال المحتجزين مغادرة غزة، لكن المشكلة هي أن عبورهم الآمن إلى الخارج رهين بعدم شن إسرائيل هجومها البري على القطاع".

وقد طرح المسؤولون الأميركيون آنذاك "أسئلة صعبة" على القيادة الإسرائيلية بشأن ما إذا كان ينبغي تأجيل الهجوم البري أم لا لإعطاء فرصة للصفقة، لكن المسؤولين في تل أبيب قرروا المضي قدما، معتبرين أن "الشروط غير كافية لتأخير الغزو البري، خاصة وأنه لم يكن هناك أي دليل على أن الرهائن أحياء".

هذا وقال مسؤول لـ"بوليتيكو" إن "خطة الغزو تم تكييفها لتكون تدريجية ومصممة لدعم التوقف المؤقت، في حال تم التوصل إلى اتفاق".

بالتزامن مع الهجوم البري، كانت موجة من الخطوات الدبلوماسية تجري "خلف الأبواب المغلقة"، مما جعل الصفقة تصبح أقرب من أي وقت مضى، حسب المصدر نفسه، لاسيما وأن حماس قدمت معلومات عن 50 من الرهائن المحتجزين لديها، في إشارة إلى الإدارة الأميركية بإمكانية الإفراج عنهم.

ويوم 14 نوفمبر، نقل الرئيس الأميركي هذه المعطيات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوافق الأخير على ذلك. لكن الهجوم ظل متواصلا، حيث جرى قطع الاتصالات داخل غزة، مما جعل من الصعب نقل أي معلومات من وإلى حماس، التي، بدورها، هددت بإنهاء المفاوضات بالكامل، بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة.

بعد 3 أيام، بدأ جو بايدن يشعر أن الوقت ينفد، فاتصل بأمير قطر، لإخباره أن كبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، سيكون في الدوحة في اليوم التالي، لمراجعة "النص النهائي للاتفاق". 

وقبيل وصوله، تلقت الدوحة تعليقات وملاحظات حماس على الصفقة. وكان مدير وكالة المخابرات المركزية "CIA" بيل بيرنز، يقوم هو الآخر بدبلوماسيته الإقليمية الخاصة، وكان القناة الرئيسية للتواصل مع الموساد.

وفي صباح اليوم الموالي، حلّ ماكغورك بالقاهرة، حيث التقى رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل. وخلال حديثهما، دخل مساعد مصري حاملا رسالة مفادها أن قادة حماس قبلوا تقريبا كل ما تم التوصل إليه في الدوحة في الليلة السابقة.

وشهدت الساعات اللاحقة بعض "التعديلات الطفيفة" على الاتفاق، ثم أخبرت قطر حماس "هذا هو العرض الأخير".

وفي 21 نوفمبر، أعطت حماس الضوء الأخضر. وجاءت بعدها موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي. وهكذا تمت الصفقة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الرهائن حماس جو بايدن غزة إسرائيل الهجوم البري تل أبيب الإدارة الأميركية الرئيس الأميركي بنيامين نتنياهو مستشفى الشفاء جو بايدن الموساد المخابرات المصرية الدوحة أخبار فلسطين أخبار إسرائيل أخبار العالم غزة الرهائن جو بايدن قطر مصر الرهائن حماس جو بايدن غزة إسرائيل الهجوم البري تل أبيب الإدارة الأميركية الرئيس الأميركي بنيامين نتنياهو مستشفى الشفاء جو بايدن الموساد المخابرات المصرية الدوحة أخبار فلسطين

إقرأ أيضاً:

يائير لابيد: ‏الوقت ينفد لدى المحتجزين في أنفاق حماس

التقى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الاثنين، بمستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، خلال زيارته إلى العاصمة واشنطن، مشيرا إلى أن الوقت ينفد أمام المحتجزين الإسرائيليين .

ونشر لابيد تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "إكس"، مساء اليوم الاثنين، أوضح من خلالها أن الوقت ينفد أمام المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.

 

كثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق 

وأوضح لابيد في تغريدته أنه التقى بسوليفان خلال زيارته إلى واشنطن، حيث ناقش معه أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطين لدى حماس، بدعوى أن الوقت ينفد لدى الخاطفين في أنفاق حماس.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية أن "كل ساعة تمر تقربهم من موتهم. يجب أن نحضر صفقة تبادل أسرى".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت، اليوم الاثنين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يستعد لإقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، وأن هناك وزيرا سابقا في الواجهة لتسلم الحقيبة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصدر في مكتب نتنياهو، أن "نتنياهو في طريقه لإقالة وزير دفاعه، يوآف غالانت، ووزير العدل السابق، غدعون ساعر، هو المرشح للحصول على حقيبة الدفاع بدلا من غالانت".

وفي السياق نفسه، أوضحت صحيفة "هآرتس"، نقلا عن مصادر، أن "نتنياهو يسعى لإقالة غالانت، بذريعة عرقلته توسيع الهجوم في لبنان أمام "حزب الله"، وفي حال إقالة غالانت، فإن غدعون ساعر، مستعد للدخول بدلًا منه في وزارة الدفاع، خلال ساعة".

يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية بشن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.

وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، قد تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن: مقترح جديد لصفقة تبادل المحتجزين والأسرى قريبًا
  • يائير لابيد: ‏الوقت ينفد لدى المحتجزين في أنفاق حماس
  • دبلوماسي أجنبي: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا سبب إفشال الصفقة
  • سهم معادن السعودية يصعد بعد صفقة استحواذ بقيمة 1.1 مليار دولار
  • بعد 10 أشهر.. الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل 3 رهائن في غزة
  • إعلام إسرائيلي: نتائج التحقيق أشارت إلى أن المحتجزين الـ 3 قتلوا في غارات إسرائيلية
  • عاجل| حزب العمل الإسرائيلي: نتنياهو أفشل 3 فرص للتوصل لاتفاق لإعادة المحتجزين
  • الإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين في غزة.. احتجاجات جماهيرية في تل أبيب
  • عائلات الأسرى : توسيع الحرب بالشمال هو حكم بالإعدام على المختطفين
  • عائلات المحتجزين بغزة: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يعرقل صفقة التبادل