"خلية صغيرة ومفاوضات شاقة".. هكذا تم التوصل إلى صفقة الرهائن
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
لم يكن طريق التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس سهلا وميسرا، بل استغرق عدة أسابيع من "المفاوضات الشاقة والسرية"، وسط توترات شديدة.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن قطر اتصلت بالبيت الأبيض بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر، بمعلومات عن الرهائن الذين احتجزتهم الحركة، مضيفة أن المسؤولين القطريين اقترحوا حينها تشكيل خلية صغيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للعمل على قضية المحتجزين.
بعدها، توضح الصحيفة، أن أسرى حماس أصبحوا "عنصرا أساسيا" في مكالمات الرئيس جو بايدن الهاتفية المتعددة واجتماعاته المباشرة.
وحققت هذه الجهود نجاحها الأولي يوم 23 أكتوبر، بعدما قامت حماس بالإفراج عن مواطنتين أميركيتين.
وأبرزت "بوليتيكو": "بعد ذلك بيوم واحد، أرسلت حماس رسالة عبر قنواتها إلى الخلية الصغيرة، مفادها: يمكن لعدد من النساء والأطفال المحتجزين مغادرة غزة، لكن المشكلة هي أن عبورهم الآمن إلى الخارج رهين بعدم شن إسرائيل هجومها البري على القطاع".
وقد طرح المسؤولون الأميركيون آنذاك "أسئلة صعبة" على القيادة الإسرائيلية بشأن ما إذا كان ينبغي تأجيل الهجوم البري أم لا لإعطاء فرصة للصفقة، لكن المسؤولين في تل أبيب قرروا المضي قدما، معتبرين أن "الشروط غير كافية لتأخير الغزو البري، خاصة وأنه لم يكن هناك أي دليل على أن الرهائن أحياء".
هذا وقال مسؤول لـ"بوليتيكو" إن "خطة الغزو تم تكييفها لتكون تدريجية ومصممة لدعم التوقف المؤقت، في حال تم التوصل إلى اتفاق".
بالتزامن مع الهجوم البري، كانت موجة من الخطوات الدبلوماسية تجري "خلف الأبواب المغلقة"، مما جعل الصفقة تصبح أقرب من أي وقت مضى، حسب المصدر نفسه، لاسيما وأن حماس قدمت معلومات عن 50 من الرهائن المحتجزين لديها، في إشارة إلى الإدارة الأميركية بإمكانية الإفراج عنهم.
ويوم 14 نوفمبر، نقل الرئيس الأميركي هذه المعطيات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوافق الأخير على ذلك. لكن الهجوم ظل متواصلا، حيث جرى قطع الاتصالات داخل غزة، مما جعل من الصعب نقل أي معلومات من وإلى حماس، التي، بدورها، هددت بإنهاء المفاوضات بالكامل، بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة.
بعد 3 أيام، بدأ جو بايدن يشعر أن الوقت ينفد، فاتصل بأمير قطر، لإخباره أن كبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، سيكون في الدوحة في اليوم التالي، لمراجعة "النص النهائي للاتفاق".
وقبيل وصوله، تلقت الدوحة تعليقات وملاحظات حماس على الصفقة. وكان مدير وكالة المخابرات المركزية "CIA" بيل بيرنز، يقوم هو الآخر بدبلوماسيته الإقليمية الخاصة، وكان القناة الرئيسية للتواصل مع الموساد.
وفي صباح اليوم الموالي، حلّ ماكغورك بالقاهرة، حيث التقى رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل. وخلال حديثهما، دخل مساعد مصري حاملا رسالة مفادها أن قادة حماس قبلوا تقريبا كل ما تم التوصل إليه في الدوحة في الليلة السابقة.
وشهدت الساعات اللاحقة بعض "التعديلات الطفيفة" على الاتفاق، ثم أخبرت قطر حماس "هذا هو العرض الأخير".
وفي 21 نوفمبر، أعطت حماس الضوء الأخضر. وجاءت بعدها موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي. وهكذا تمت الصفقة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الرهائن حماس جو بايدن غزة إسرائيل الهجوم البري تل أبيب الإدارة الأميركية الرئيس الأميركي بنيامين نتنياهو مستشفى الشفاء جو بايدن الموساد المخابرات المصرية الدوحة أخبار فلسطين أخبار إسرائيل أخبار العالم غزة الرهائن جو بايدن قطر مصر الرهائن حماس جو بايدن غزة إسرائيل الهجوم البري تل أبيب الإدارة الأميركية الرئيس الأميركي بنيامين نتنياهو مستشفى الشفاء جو بايدن الموساد المخابرات المصرية الدوحة أخبار فلسطين
إقرأ أيضاً:
إعلامي إسرائيلي: تل أبيب تسلمت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم غدًا السبت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد أن إسرائيل تسلمت قائمة المحتجزين الذين من المتوقع إطلاق سراحهم غدًا السبت.
أسماء الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم
وفي بيان له، كشف المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، "أبو عبيدة"، عن أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى في إطار عملية "طوفان الأقصى".
الأسماء التي تم الإعلان عنها هي: عوفر كالدرون، كيث شمونسل سيغال، وياردن بيباس.
استقبال الأسرى المحررين في رام الله
وفي وقت سابق، استقبلت حشود غفيرة من الفلسطينيين في رام الله 110 أسرى فلسطينيين تم تحريرهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في الدفعة الثالثة من صفقة التبادل ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقد عبر الفلسطينيون عن فرحتهم الكبيرة بإطلاق سراح ذويهم من خلال الاحتشاد والاحتفال والتعبير عن سرورهم بهذه اللحظة.
حماس تؤكد على إصرار الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أكدت حركة حماس أن الاحتشاد الكبير لجماهير الشعب الفلسطيني في عمليتي تسليم الأسرى في مدينة خانيونس ومخيم جباليا، وسط الركام الذي خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقتين، يمثل رسالة إصرار وقوة.
وأوضحت حماس أن هذه الاحتفالات هي تعبير عن التحدي لشعبنا الفلسطيني الذي يظل صامدًا على أرضه، وأنه مصمم على استكمال مشروعه في التحرير والعودة إلى وطنه وتقرير مصيره.
صفقة تبادل الأسرى وتداعياتها
تأتي هذه العملية في إطار عملية تبادل الأسرى التي تم الاتفاق عليها بين حماس وإسرائيل في إطار تهدئة للأوضاع، حيث يسعى الطرفان للتركيز على القضايا الإنسانية بعد شهور من التصعيد العسكري المكثف.