اليماني: غرامة مجلس المنافسة ضد شركات المحروقات هزيلة مقارنة مع حجم الأرباح التي راكمتها
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قال الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، تعليقا على قرار مجلس المنافسة، القاضي بالتوصل لصلح مع 9 شركات للمحروقات، تدفع بموجبها هذه الشركات غرامة بقيمة 1.84 مليار درهم (نحو 180 مليار سنتيم) تسوية لقضايا نزاع بشأن ممارسات منافية لقواعد المنافسة في الأسواق، إنه “انتصار أولي بالنسبة لنا نيابة عن كل المغاربة والمكتوين بنار المحروقات، ورغم كل الضغوطات والإرهاق و”الإرهاب”، الذي كنا نتعرض له في هذا الملف”.
واعتبر اليماني، أنه “لكي يتم التوصل إلى نتيجة تقر بها الشركات بالتواطؤ والتوافق حول الأسعار، وتقبل بالمسطرة التصالحية… فهذا في حد ذاته انتصار كبير لجميع المغاربة ينبغي تسجليه، ويرجع الفضل في ذلك إلى نقابة النقل الطرقي المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي كانت لها الجرأة والفضل، في وضع شكاية لدى مجلس المنافسة، وتمسكت بها، وما يهمنا في هذا السياق، هو المستقبل…”.
بالنسبة للقيادي النقابي، فإن بلاغ مجلس المنافسة “حابل بمجموعة من التعابير الإنشائية، التي تمنى أن يتم تنزيلها على أرض الواقع…”.
وشدد المتحدث في حديث مطول مع “اليوم 24″، على أن “التنافس في السوق المغربية لا يمكن أن يتحقق إلا بالتكامل ما بين التكرير المحلي والاستيراد من الخارج، بالإضافة إلى مجموعة من البنيات الموروثة تاريخيا التي يجب إعادة النظر في إمكانية الاستفادة منها من جميع الفاعلين في هذا القطاع…”.
وحول مدى تناسب التغريم المالي لمجلس المنافسة ضد الشركات مع حجم الأرباح الفاحشة التي قيل إن الشركات راكمتها طيلة السنوات التي تلت تحرير أسعار المحروقات، أوضح اليماني، أنه بنهاية سنة 2023 سيتم استكمال 60 مليار درهم من الأرباح، وبالتالي مقارنتها مع 1.8 مليار درهم قيمة هذه الغرامة فهي لا تمثل إلا النزر القليل، لكن بالنسبة للمصدر ذاته، فما ينبغي معرفته في هذا السياق، هو أن” القانون لا يتحدث عن استرجاع الأرباح الفاحشة، بل يتحدث عن التغريم بنسبة مئوية على حسب رقم المعاملات، ولكن نحن نقرأ المعطيات يضيف اليماني، وفقا لمسار يصل إلى 8 أو 9 سنوات، لهذه الممارسات المنافية لشركات المحروقات التي تقررت في مجلس المنافسة، لذلك فالبنسبة لغرامة المجلس نعتبرها هزيلة مقارنة مع حجم الأرباح التي راكمتها الشركات المعنية بفعل التفاهم بينها والذي أقره مجلس المنافسة”.
حسب النقابي ذاته، فقطاع المحروقات “لا يمكن دعمه بالرفع من عدد محطات البنزين بالبلاد، بل بالرفع من المخزون الحقيقي والاحتياطي للنفط، وليس الاكتفاء بالصهاريج الفارغة الموجودة على الأراضي الوطنية”. علاوة على أن القيمة المضافة التي نستوردها من الخارج ينبغي أن نستثمرها داخل المغرب، وهو ما يؤكد عليه الملك محمد السادس، حين دعا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الاستراتيجية، وخصوصا بعد أزمة كورونا.
وأوضح اليماني، أن “مجلس المنافسة بمثابة المحكمة الابتدائية أو محكمة للتقاضي من الدرجة الأولى، إذا لم يكن هناك طرف مشتكي فلا حاجة لفتح الملف…”
وكشف النقابي ذاته، أن سبب فتح الملف داخل مجلس المنافسة، في شأن خروقات شركات المحروقات، “ليس إحالة ذاتية، بل هو ملف تنازعي، يرجع فيه الفضل إلى النقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي تقدمت في نونبر 2016 بشكاية لمجلس المنافسة، حين كان يترأسه عبد العالي بنعمور. وبناء على هذه الشكاية، فإن القانون يلزم مجلس المنافسة بالجواب عنها، وبالتالي قراره اليوم يعتبر بحسب اليماني، بتا في الشكاية المقدمة من نقابة CDT، واستغرب المتحدث ذاته، كون مجلس رحو لم يشر إلى الطرف المشتكي في الموضوع، وكل السجالات السياسية والجدل حول ممارسات شركات المحروقات، وقعت بناء على شكاية النقابة المذكورة، ولو سحبت الشكاية ما كان مجلس المنافسة ليبت فيها، لأن الطرف المشتكي انسحب”.
ونبه اليماني في هذا الإطار، إلى أن العديد من الأطراف التي كانت تقدمت بالشكايات في وقت من الأوقات تراجعت عنها، منها نقابات وتجمعات مهنية في مقدمتها الجامعة الوطنية لأرباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب، التي تراجعت عن شكايتها يكشف اليماني.
وبحسب بيان مجلس المنافسة، فقد تعهدت الشركات المعنية ومنظماتها المهنية بالعمل على تحسين تصرفاتها لضمان سير تنافسي في سوق المحروقات، والوقاية من مخاطر المساس بالمنافسة لفائدة المستهلك.
وقال المجلس، إنه سيسهر على تتبع تنفيذ هذه التعهدات للشركات الـ9، التي تعمل في قطاعات تموين وتخزين وتوزيع “الغاز” و”البنزين”.
وبخصوص العلاقة بين أسعار البيع محليا والأسعار الدولية لمنتجات الوقود، نصت التعهدات على إعداد وإرسال وضعية مفصلة، تتيح تتبع نشاط كل شركة على حدة، بجانب مد المجلس كل 3 أشهر بمعلومات تتعلق بالمشتريات والمبيعات الشهرية للمحطات المنجزة من قبل كل شركة على حدة، بالإضافة إلى مستويات مخزونها من الوقود.
كلمات دلالية النفط اليماني سامير نقابة CDT
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: النفط اليماني سامير نقابة CDT شرکات المحروقات مجلس المنافسة فی هذا
إقرأ أيضاً:
تحولات صنعها مشهد الإسناد اليماني لغزة
ما بين تاريخ السبت 7 أكتوبر 2023م وبين السبت 18يناير 2025م أحداث جليلة وجسيمة يلزمنا مؤلفات لشرحها.
غير أن الجدير بالإشارة إليه هو أن صنعاء المقدسة استوقفت عجلة التاريخ العربي، وهي على وشك أن تطوي أسوأ صفحات الضعف والذل والهوان من واقع الأمة العربية.
وأجبرتها على تغيير المحتوى الموصول بالنظر إلى اليمن، من شعب يعيش ظروفاً صعبة فرضتها عليه 9سنوات من العدوان الذي قادته السعودية بأوامر أمريكا، إلى فينيق بشري انبعث من ركام الدمار، ليخط من المواقف العظيمة ما يبَيّضُ وجوه أبناء الأمة العربية ويشرّف اليمنيين أمام الله والأجيال القادمة.
لقد حققت اليمن تحولات كبيرة على إيقاع مشهد إسناد غزة وبجهد ذاتي، وتوجه صادق مستقل، وإصرار إيماني نبيل، مواجهةً كل التحديات، إذ مع كل مرحلة من مراحل الإسناد كانت تتضاعف الالتزامات وتتعاظم المسؤولية على اليمنيين الأحرار المعروفين بضمائرهم الحية وشدة حميتهم على دينهم وأعراضهم، فتجلت التحولات الاستراتيجية عبر العديد من المحطات دونت بعضها على عجالة أبرزها:
الأولى: صدق الموقف
تتحلى هذه المحطة المفصلية من تاريخ اليمن المعاصر في صدق الموقف المجرد من دبلوماسية الساسة وشوائب المصالح الذاتية، فليس موقف شكلي لإسقاط الواجب، بل برزت اليمن من عمق جراحاتها ومنطلقاتها الإيمانية، مستدله بمقولة شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله في خطابه وعيناه تذرف الدموع وصوته يتقطع من التأثر (يا سيدنا أنتم محاصرون.. فهل لديكم خبز؟) في جواب على موقف قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في أحد خطاباته (حاضرون أن نتقاسم اللقمة الواحدة مع أهلنا في فلسطين).
الثانية: ثبات موقف القيادة
وهو ما تحقق في موقف سيد القول والفعل: عبد الملك الحوثي، وحكمته بالرد على مبعوثي أمريكا المكلفين بإيصال أوامر ورسائل التحذير عبر الوسطاء ((اصدروا أوامركم لمن يستمع لها ووجهوا تهديداتكم لمن يخافها)). الأمر الذي دفع الأمريكي إلى التصعيد الاقتصادي عبر حلفائه في الرياض وأبوظبي وأدواتهم من المرتزقة اليمنيين، بالضغط على صنعاء بتنفيذ إجراءات اقتصادية ظالمة شملت إلغاء التعامل بالعملة الوطنية، ونقل مقرات البنوك التجارية من العاصمة صنعاء إلى عدن، وحظر التعاملات معها ومع شركات الصرافة بصنعاء وإغلاق رحلات طيران اليمنية من مطار صنعاء وعرقلة مسار المفاوضات وخارطة الطريق مع السعودية، لكن كل ذلك لم يثنِ اليمنيين عن موقفهم.
الثالثة: النتائج الواقعية
لم يلتفت القائد الشهم علم وحادي الركب اليماني السيد عبدالملك الحوثي للتصعيد السياسي والاقتصادي الأمريكي والبريطاني ومن يدور في فلكهما، بل ظهر محذرا ومتوعدا بمواجهة التصعيد العسكري بالتصعيد، والبنوك بالبنوك والمطار بالمطار، والميناء بالميناء.. حتى أجبر الرياض على توجيه حكومة الارتزاق بإلغاء القرارات وإجراءاتها العقابية والتعهد بعدم تكرار تلك الإجراءات.
الرابعة: الفشل الأمريكي وأسلوب المقايضة
بعد فشل خطط أمريكا (العظمى بنظر العالم) وتزايد حرجها من مأزق اليمن وأحرارها (الذين يرونها مجرد قشة) استخدمت أسلوب المقايضة لتغيير موقف صنعاء بعروض جديدة ومتوالية ومغرية ومن أبرزها:
معالجة آثار العدوان وفك الحصار وتنفيذ بنود خارطة الطريق الموقعة مع السعودية وأولها الملفات الإنسانية والاقتصادية اعتماد نسبة كبيرة من قيمة صادرات النفط والغاز اليمنية لصالح صنعاء.الخامسة: طرح الاستحقاقات كعروض مغرية
بعد أن أدركت جدية موقف صنعاء من غزة وقضية فلسطين عامة تركت أمريكا مكرهة أساليب المراوغة فجاءت من الآخر بالمقولة الشائعة وهي وحلفائها وممثل الأمم (الغير متحدة) مراهنين على أن صنعاء لن ترفض هذه العروض الكبيرة.. ((عجز وانكسار على شكل عروض)) وابرز تلك المغريات :
* تتوقف أمريكا ودول العدوان عن تقديم الدعم المالي والعسكري لحكومة المرتزقة بشكل كامل.
* التزام دول العدوان بإعادة الإعمار وجبر الضرر الناتج عن عدوانهم.
* اعتماد رسوم على مرور السفن من مضيق باب المندب لصالح صنعاء.
*الاعتراف بحكومة صنعاء.
وكل تلك العروض والمقايضات مقابل التخلي عن غزة ورفع الحظر عن سفن العدو الإسرائيلي ووقف إطلاق الصواريخ والطيران المسير على منشآته في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مع أن طرح تلك العروض وتنفيذها يعد بمثابة تحول استراتيجي في كسر عزلة صنعاء عن العالم ونهاية لمعاناة شعبنا من العدوان والحصار المفروض من أمريكا للقضاء على ثورة الـ21 من سبتمبر وأهدافها المتجلية في استقلالية القرار اليمني والخروج من عبائة الوصاية والتبعية الخارجية.
إن قيادتنا تنظر إلى هذه المكاسب كاستحقاق يمني آت لا محالة، بفضل صمود الشعب اليمني وتضحيات مجاهديه الشرفاء، وليس بالمزايدة والمتاجرة أو المقايضة والتفريط بأهم قضية للأمة، مؤكدة أن صمود اليمن مع غزة شكل عامل الحسم والفصل في بقاء القضية الفلسطينية في الواجهة، برغم التفريط والتخلي المعيب والمخزي الذي بدر من غالبية الدول العربية بعد الـ7 من أكتوبر ٢٠٢٣، واستمر قطار الإسناد اليماني لغزة حتى وقف العدوان على قطاع غزة آخر ساعات السبت 18 يناير 2025م ولا تزال مستمرة إلى مالا نهاية، مهما استطال عار الخذلان وخزي التواطئ الرسمي للأنظمة العربية.
عضو مجلس الشورى