بوابة الوفد:
2025-03-18@02:43:59 GMT

شـحّ فى السكر فى معـقل زراعة القـصب!

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

 

فى المجتمعات المحلية القروّية والريفية لا يُنظر إلى السكر بوصفه سلعة إستهلاكية يمكن الاستغناء عنها بسبب الغلاء أو للأضرار التي يُسببها حسبما يُسميه أطباء الأغذية بـ «السم الأبيض»، بل هو جزء أصيل ورئيسي فى الغذاء اليومي للأسر. 

فى الصباح الباكر تنشط رباّت البيوت فى إعداد وجبة الإفطار، قد لا يشمل هذا الإفطار الصباحي لدي هذه الأسر غير المستديمة الدخل، سوي الشاي وحبات الخبز المنزلي المُجفف«العيش الشمسي»! تُستخدم كميات كبيرة من السكر  فى تحلية المشروب بحيث يُوفر مصدرًا للطاقة بسعراته العالية، التي يحتاجها رب الأسرة وأولاده فى عملهم اليومي الشاق فى الزراعة أو غيرها من المهن التي تحتاج إلى قوة البدن.

 

منذ قرون مضت استقرت هذه السلعة فى وجدان سكان المجتمعات المُستزرعة لقصب السكر  ــــــ وهو المادة الخام الذي يستخلص منه السكر الأبيض، بوصفه مكونًا رئيسيًا لا فى الغذاء وحده، بل هو الوسيلة لضبط الأمزجة المُعتلة وإكرام الضيوف فى دواوين القري، أيضا هو الهدية الكلاسكية المُتبادلة فى حفلات الزفاف والمأتم بين أسر هذه المجتمعات، وقديمًا كان التهادي بالسكر يُقدر بشكل المنتج، واعتبرت الذهنية الشعبية، السكر المصنوع بشكل الأقماع أو المُعلب فى عبوات بشكل المكعبات أعلي قيمة! 

ثبات ضرورة هذه السلعة فى الذهنية الشعبية مرتبط بالطبع بقدم زراعة المادة الخام ونشوء المعامل المحلية الصغيرة التي أقيمت فى  محيط القري المستزرعة لمحصول القصب لتكرير السكر وبيعه محليًا وتصديره، فقدت بدأت زراعة القصب وتكرير السكر فى مصر سنة 710 ميلادية، وقد  كان مناخ أقاليم جنوب الصعيد ملائمًا لذلك النوع من  المحاصيل. 

 

يحيطنا المُورخ تقي الدين المقريزي علمًا بأهمية محصول القصب والصناعة القائمة عليه «التكرير» فى العصر المملوكي«اشتهر محمد أبوالسنون بن عمر بن عبد العزيز الهواريّ بإنه أكثر من زراعة قصب السكر وإقامة الدواليب للسكر واعتصاره وأثري من ذلك ثراء طائلاً». 

 

كانت محافظات الصعيد أو «ولاية الصعيد» أثناء الاحتلال العثماني لمصر، هي المُصدر الرئيسي لسلعة السكر إلى إستنابول وكانت «فرشوط» شمال محافظة قنا، هي إحدي أهم مراكز تكرير السكر ، حيث انتشرت بها المعامل الصغيرة وكان إنتاجها يتقاسمه السوق المحلي والأسواق الأوربية وبينها إيطاليا وفرنسا وألمانيا! 

أرقام عن تكرير السكر 

بعد اعتلاء محمد علي باشا الكبير الحكم، أدرك بخبرته المُسبقة فى إدارة المال والتجارة، أهمية هذه السلعة، فقد إمتلك «الباشا» زراعات واسعة بمحصول القصب وبدأ إدخال صناعة تكرير السكر الحديثة سنة 1818 وإستعان بمهندس بريطاني ليقيم أول مصنع بمحافظة المنيا. 

 

 ثم أسست الشركة العامة لمصانع السكر فى الوجه القبلي، وأقامت مصنعًا فى«الشيخ فضل» المنيا، و«نجع حمادي» فى قنا، العام 1896، وفى السنوات التالية تم إنشاء مصانع أخري فى مطاي ، أبوقرقاص بمحافظة المنيا، «أرمنت» الأقصر. 

 

وحاليًا توجد 7 مصانع لتكرير السكر فى محافظات الوجه القبلي توجد ثلاثة منها فى محافظة قنا وحدها؛ بمراكز نجع حمادي، قوص، ودشنا.

واحد من مصانع السكر فى قنا 

من المعلومات الرسمية المُهمة أن إنتاج الثلاث مصانع الموجودة بحيز محافظة قنا وهي أكبر المحافظات المستزرعة لمحصول القصب، يبلغ سنويًا 395 ألف طن من السكر، إذا تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع نجع حمادي 150 ألف طن، ومصنع قوص 170 ألف طن، ومصنع دشنا 75 ألف طن من السكر سنويًا. 

إنتاج  مصنع نجع حمادي من السكر

يتندر صغار مزارعي قصب السكر على السعر غير المسبوق الذي وصل إليه سعر الكيلو فى المتاجر ــ ما بين 45 إلى 50 جنيهًا للكيلو الواحد، يقولون إن

بلد القصب لا تجد السكر! فى إشارة إلى الشح الذي وصلت إليه السلعة فى محافظة قنا التي تنتج 36% من إجمالي محصول القصب فى الجمهورية! على نحو 116 ألف و616 أفدنة. 

 

لم تسلم محافظة قنا، ككل المحافظات المصرية من أزمة شحّ السكر، رغم الجهود المبذولة من الحكومة لاحتواء الأزمة، ومنها ضخ 70 طن يوميًا من وزارة التموين حسب تصريحات المحافظ أشرف الداودي. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السكر معقل زراعة قصب السكر أزمة السكر أزمة ارتفاع أسعار السكر السم الابيض

إقرأ أيضاً:

"القابضة للصناعات الغذائية" تكشف مستجدات موسم إنتاج السكر لعام 2025

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور علاء ناجي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة القابضة للصناعات الغذائية، أن الشركة تعمل على تعزيز إنتاج السكر لموسم 2025 من خلال تطوير منظومة الإنتاج ودعم المزارعين، وذلك في إطار جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين احتياجات السوق المحلية.

وأوضح ناجي، خلال مؤتمر صحفي، أن إجمالي الإنتاج المستهدف من قصب السكر  خلال الموسم الحالي 6 ملايين طن، مشيرا إلى أن الإنتاج الفعلي حتى الآن بلغ 660 ألف طن، بينما تم بالفعل إنتاج 450 ألف طن في مختلف مصانع الشركة.

وأضاف أن مصنع السكر في أبو قرقاص بمحافظة المنيا يعد أحد المصانع الرئيسية في إنتاج سكر البنجر، إلى جانب مصانع أخرى تعمل بكامل طاقتها لتلبية احتياجات السوق المحلية.

وكشف رئيس الشركة عن مجموعة من الإجراءات التي تم اتخاذها لدعم الإنتاج، والتي تشمل:

تحليل تكاليف الإنتاج لضمان تحقيق أعلى كفاءة تشغيلية.

رفع سعر توريد القصب والبنجر لتشجيع المزارعين وزيادة الإنتاج

تطبيق تقنيات حديثة في عمليات الزراعة والحصاد لتحسين جودة المحصول المساهمة في تمويل الزراعة الشتوية، حيث تم توفير دعم إضافي لكل فدان من محصول القصب لضمان استمرارية الإنتاج.

وأشار ناجي إلى أن الشركة تعمل على تطوير منظومة تكنولوجيا المعلومات لتعزيز كفاءة الإنتاج وتسهيل عمليات التوريد والمراقبة، مما يساعد في تحسين جودة المنتج وتقليل الفاقد.

وأكد ناجي أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية مستمرة في خطتها الاستراتيجية لزيادة الإنتاج المحلي من السكر وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مشدد على أهمية دعم المزارعين واستخدام التقنيات الحديثة لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال الأعوام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • ضبط تاجر تمويني هرب السكر المدعم للسوق السوداء بالبحيرة
  • انفجارات تهزّ صنعاء وغارة تستهدف معقل الحوثيين في صعدة
  • طبيب: التغذية أساس خفض السكر التراكمي .. فيديو
  • استشاري: اكسر صيامك إذا هبط السكر حتى وإن كان المغرب قريب .. فيديو
  • حسب سنك .. اعرف كمية السكر المسموحة يوميا للأطفال والكبار والمراهقين
  • الصناعة: 196 عقد شراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الإنتاج
  • عقدة ريال مدريد في ملعب سيراميكا معقل فياريال
  • "القابضة للصناعات الغذائية" تكشف مستجدات موسم إنتاج السكر لعام 2025
  • محافظة دمشق: تدعوكم جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات احتفال ذكرى الثورة السورية المباركة، التي ستُقام اليوم السبت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً في ساحة الأمويين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً
  • التغذية الصحية لمرضى السكر.. ندوة بمعهد تكنولوجيا الأغذية