بوابة الوفد:
2024-07-02@10:15:45 GMT

شـحّ فى السكر فى معـقل زراعة القـصب!

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

 

فى المجتمعات المحلية القروّية والريفية لا يُنظر إلى السكر بوصفه سلعة إستهلاكية يمكن الاستغناء عنها بسبب الغلاء أو للأضرار التي يُسببها حسبما يُسميه أطباء الأغذية بـ «السم الأبيض»، بل هو جزء أصيل ورئيسي فى الغذاء اليومي للأسر. 

فى الصباح الباكر تنشط رباّت البيوت فى إعداد وجبة الإفطار، قد لا يشمل هذا الإفطار الصباحي لدي هذه الأسر غير المستديمة الدخل، سوي الشاي وحبات الخبز المنزلي المُجفف«العيش الشمسي»! تُستخدم كميات كبيرة من السكر  فى تحلية المشروب بحيث يُوفر مصدرًا للطاقة بسعراته العالية، التي يحتاجها رب الأسرة وأولاده فى عملهم اليومي الشاق فى الزراعة أو غيرها من المهن التي تحتاج إلى قوة البدن.

 

منذ قرون مضت استقرت هذه السلعة فى وجدان سكان المجتمعات المُستزرعة لقصب السكر  ــــــ وهو المادة الخام الذي يستخلص منه السكر الأبيض، بوصفه مكونًا رئيسيًا لا فى الغذاء وحده، بل هو الوسيلة لضبط الأمزجة المُعتلة وإكرام الضيوف فى دواوين القري، أيضا هو الهدية الكلاسكية المُتبادلة فى حفلات الزفاف والمأتم بين أسر هذه المجتمعات، وقديمًا كان التهادي بالسكر يُقدر بشكل المنتج، واعتبرت الذهنية الشعبية، السكر المصنوع بشكل الأقماع أو المُعلب فى عبوات بشكل المكعبات أعلي قيمة! 

ثبات ضرورة هذه السلعة فى الذهنية الشعبية مرتبط بالطبع بقدم زراعة المادة الخام ونشوء المعامل المحلية الصغيرة التي أقيمت فى  محيط القري المستزرعة لمحصول القصب لتكرير السكر وبيعه محليًا وتصديره، فقدت بدأت زراعة القصب وتكرير السكر فى مصر سنة 710 ميلادية، وقد  كان مناخ أقاليم جنوب الصعيد ملائمًا لذلك النوع من  المحاصيل. 

 

يحيطنا المُورخ تقي الدين المقريزي علمًا بأهمية محصول القصب والصناعة القائمة عليه «التكرير» فى العصر المملوكي«اشتهر محمد أبوالسنون بن عمر بن عبد العزيز الهواريّ بإنه أكثر من زراعة قصب السكر وإقامة الدواليب للسكر واعتصاره وأثري من ذلك ثراء طائلاً». 

 

كانت محافظات الصعيد أو «ولاية الصعيد» أثناء الاحتلال العثماني لمصر، هي المُصدر الرئيسي لسلعة السكر إلى إستنابول وكانت «فرشوط» شمال محافظة قنا، هي إحدي أهم مراكز تكرير السكر ، حيث انتشرت بها المعامل الصغيرة وكان إنتاجها يتقاسمه السوق المحلي والأسواق الأوربية وبينها إيطاليا وفرنسا وألمانيا! 

أرقام عن تكرير السكر 

بعد اعتلاء محمد علي باشا الكبير الحكم، أدرك بخبرته المُسبقة فى إدارة المال والتجارة، أهمية هذه السلعة، فقد إمتلك «الباشا» زراعات واسعة بمحصول القصب وبدأ إدخال صناعة تكرير السكر الحديثة سنة 1818 وإستعان بمهندس بريطاني ليقيم أول مصنع بمحافظة المنيا. 

 

 ثم أسست الشركة العامة لمصانع السكر فى الوجه القبلي، وأقامت مصنعًا فى«الشيخ فضل» المنيا، و«نجع حمادي» فى قنا، العام 1896، وفى السنوات التالية تم إنشاء مصانع أخري فى مطاي ، أبوقرقاص بمحافظة المنيا، «أرمنت» الأقصر. 

 

وحاليًا توجد 7 مصانع لتكرير السكر فى محافظات الوجه القبلي توجد ثلاثة منها فى محافظة قنا وحدها؛ بمراكز نجع حمادي، قوص، ودشنا.

واحد من مصانع السكر فى قنا 

من المعلومات الرسمية المُهمة أن إنتاج الثلاث مصانع الموجودة بحيز محافظة قنا وهي أكبر المحافظات المستزرعة لمحصول القصب، يبلغ سنويًا 395 ألف طن من السكر، إذا تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع نجع حمادي 150 ألف طن، ومصنع قوص 170 ألف طن، ومصنع دشنا 75 ألف طن من السكر سنويًا. 

إنتاج  مصنع نجع حمادي من السكر

يتندر صغار مزارعي قصب السكر على السعر غير المسبوق الذي وصل إليه سعر الكيلو فى المتاجر ــ ما بين 45 إلى 50 جنيهًا للكيلو الواحد، يقولون إن

بلد القصب لا تجد السكر! فى إشارة إلى الشح الذي وصلت إليه السلعة فى محافظة قنا التي تنتج 36% من إجمالي محصول القصب فى الجمهورية! على نحو 116 ألف و616 أفدنة. 

 

لم تسلم محافظة قنا، ككل المحافظات المصرية من أزمة شحّ السكر، رغم الجهود المبذولة من الحكومة لاحتواء الأزمة، ومنها ضخ 70 طن يوميًا من وزارة التموين حسب تصريحات المحافظ أشرف الداودي. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السكر معقل زراعة قصب السكر أزمة السكر أزمة ارتفاع أسعار السكر السم الابيض

إقرأ أيضاً:

باستخدام نفق.. قوة روسية تسيطر على معقل أوكراني كبير

يبدو أن الأنفاق كأداة عسكرية لم تعد تقتصر على القوات غير النظامية، كما تفعل حركة حماس في غزة أو كما فعلت قوات الفيتكونغ في فيتنام خلال حرب فيتنام الشهيرة.

فأمس الأحد، أعلنت الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع الروسية، أن الوحدات الروسية سيطرت على معقل كبير للقوات الأوكرانية على المشارف الشرقية لبلدة كيروف، باستخدام نفق تحت الأرض.

وقالت الوزارة في تقرير: "تمت السيطرة على معقل كبير للقوات الأوكرانية عند المشارف الشرقية لبلدة كيروف من قبل وحدات هجومية من وحدة المحاربين القدامى التابعة لمجموعة قوات -المركز- باستخدام نفق تحت الأرض".

وقام أفراد الكتيبة العسكرية بتطهير واستخدام نفق يزيد طوله على 3 كيلومترات على طول قناة "سيفيرسكي دونيتس" سرا وتوجهوا إلى الجزء الخلفي من نقطة قوية محصنة جيدا بها نقاط إطلاق نار بعيدة المدى وملاجئ تحت الأرض.

وأضافت الوزارة: "من خلال النفق، قام الجنود بإمداد القوات الهجومية بالذخيرة والأسلحة والغذاء. وبفعل عامل المفاجأة، نجح العسكريون في الاقتحام وسيطروا على المعقل بالكامل، ما أجبر العدو على الاستسلام والتخلي عن مواقعه".

 هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن القوات الروسية حررت بلدتي سبورنوي ونوفوأليكساندروفكا في دونيتسك، كما تصدت وحدات قوات "المركز" الروسية لخمس هجمات مضادة للقوات  الأوكرانية.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، إلى أنه تم تحييد نحو 1860 عسكريًا أوكرانيًا بعمليات للقوات الروسية، خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها القوات الروسية بمباغتة القوات الأوكرانية من خلال استخدامها لأنفاق في الحرب في أوكرانيا.

فخلال عملية السيطرة على مدينة أفدييفكا في دونيتسك، استخدمت القوات الروسية نفقا قديما كان يمتد خلف الخطوط الأوكرانية، وتمكنت من خلاله من الوصول خلف الجيش الأوكراني في منطقة منتجعات في جنوب المدينة.

وكانت القوات الأوكرانية عمدت إلى استخدام الأنفاق في المصانع القديمة التي تم بناؤها منذ عهد الاتحاد السوفيتي في حربها ومعاركها المختلفة ضد القوات الروسية، كما فعلت في مصنع الحديد والصلب "آزوفستال" في مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف.

مقالات مشابهة

  • 20 منتجا بالمرحلة الاولى.. خطة ثلاثية لإحياء مصانع ميسان
  • لصحة أفضل لمرضى السكر .. بعض الأخطاء تؤثر على فاعلية الأنسلوين
  • 8 علامات تكشف إصابتك بمرض السكر.. تعرف عليها
  • 7 معلومات عن مدارس مصنع السكر في المحافظات.. الشروط وتنسيق القبول
  • مهرجان «المانجو 2024» يختتم دورته الثالثة بنجاح
  • طريقة عمل ميلك شيك فراولة المنعش في الصيف
  • أستاذ زراعة: لدينا طفرة في صادرات الحاصلات المصرية
  • باستخدام نفق.. قوة روسية تسيطر على معقل أوكراني كبير
  • أطعمة للحصول على مستويات صحية للسكر في الدم.. وهذه الأطعمة احذر تناولها
  • زراعة العراق تزدهر مجدداً.. المزارعون يكافحون الجفاف والخليج "يذوب" بمحاصيله