بوابة الوفد:
2025-02-07@00:14:31 GMT

شـحّ فى السكر فى معـقل زراعة القـصب!

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

 

فى المجتمعات المحلية القروّية والريفية لا يُنظر إلى السكر بوصفه سلعة إستهلاكية يمكن الاستغناء عنها بسبب الغلاء أو للأضرار التي يُسببها حسبما يُسميه أطباء الأغذية بـ «السم الأبيض»، بل هو جزء أصيل ورئيسي فى الغذاء اليومي للأسر. 

فى الصباح الباكر تنشط رباّت البيوت فى إعداد وجبة الإفطار، قد لا يشمل هذا الإفطار الصباحي لدي هذه الأسر غير المستديمة الدخل، سوي الشاي وحبات الخبز المنزلي المُجفف«العيش الشمسي»! تُستخدم كميات كبيرة من السكر  فى تحلية المشروب بحيث يُوفر مصدرًا للطاقة بسعراته العالية، التي يحتاجها رب الأسرة وأولاده فى عملهم اليومي الشاق فى الزراعة أو غيرها من المهن التي تحتاج إلى قوة البدن.

 

منذ قرون مضت استقرت هذه السلعة فى وجدان سكان المجتمعات المُستزرعة لقصب السكر  ــــــ وهو المادة الخام الذي يستخلص منه السكر الأبيض، بوصفه مكونًا رئيسيًا لا فى الغذاء وحده، بل هو الوسيلة لضبط الأمزجة المُعتلة وإكرام الضيوف فى دواوين القري، أيضا هو الهدية الكلاسكية المُتبادلة فى حفلات الزفاف والمأتم بين أسر هذه المجتمعات، وقديمًا كان التهادي بالسكر يُقدر بشكل المنتج، واعتبرت الذهنية الشعبية، السكر المصنوع بشكل الأقماع أو المُعلب فى عبوات بشكل المكعبات أعلي قيمة! 

ثبات ضرورة هذه السلعة فى الذهنية الشعبية مرتبط بالطبع بقدم زراعة المادة الخام ونشوء المعامل المحلية الصغيرة التي أقيمت فى  محيط القري المستزرعة لمحصول القصب لتكرير السكر وبيعه محليًا وتصديره، فقدت بدأت زراعة القصب وتكرير السكر فى مصر سنة 710 ميلادية، وقد  كان مناخ أقاليم جنوب الصعيد ملائمًا لذلك النوع من  المحاصيل. 

 

يحيطنا المُورخ تقي الدين المقريزي علمًا بأهمية محصول القصب والصناعة القائمة عليه «التكرير» فى العصر المملوكي«اشتهر محمد أبوالسنون بن عمر بن عبد العزيز الهواريّ بإنه أكثر من زراعة قصب السكر وإقامة الدواليب للسكر واعتصاره وأثري من ذلك ثراء طائلاً». 

 

كانت محافظات الصعيد أو «ولاية الصعيد» أثناء الاحتلال العثماني لمصر، هي المُصدر الرئيسي لسلعة السكر إلى إستنابول وكانت «فرشوط» شمال محافظة قنا، هي إحدي أهم مراكز تكرير السكر ، حيث انتشرت بها المعامل الصغيرة وكان إنتاجها يتقاسمه السوق المحلي والأسواق الأوربية وبينها إيطاليا وفرنسا وألمانيا! 

أرقام عن تكرير السكر 

بعد اعتلاء محمد علي باشا الكبير الحكم، أدرك بخبرته المُسبقة فى إدارة المال والتجارة، أهمية هذه السلعة، فقد إمتلك «الباشا» زراعات واسعة بمحصول القصب وبدأ إدخال صناعة تكرير السكر الحديثة سنة 1818 وإستعان بمهندس بريطاني ليقيم أول مصنع بمحافظة المنيا. 

 

 ثم أسست الشركة العامة لمصانع السكر فى الوجه القبلي، وأقامت مصنعًا فى«الشيخ فضل» المنيا، و«نجع حمادي» فى قنا، العام 1896، وفى السنوات التالية تم إنشاء مصانع أخري فى مطاي ، أبوقرقاص بمحافظة المنيا، «أرمنت» الأقصر. 

 

وحاليًا توجد 7 مصانع لتكرير السكر فى محافظات الوجه القبلي توجد ثلاثة منها فى محافظة قنا وحدها؛ بمراكز نجع حمادي، قوص، ودشنا.

واحد من مصانع السكر فى قنا 

من المعلومات الرسمية المُهمة أن إنتاج الثلاث مصانع الموجودة بحيز محافظة قنا وهي أكبر المحافظات المستزرعة لمحصول القصب، يبلغ سنويًا 395 ألف طن من السكر، إذا تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع نجع حمادي 150 ألف طن، ومصنع قوص 170 ألف طن، ومصنع دشنا 75 ألف طن من السكر سنويًا. 

إنتاج  مصنع نجع حمادي من السكر

يتندر صغار مزارعي قصب السكر على السعر غير المسبوق الذي وصل إليه سعر الكيلو فى المتاجر ــ ما بين 45 إلى 50 جنيهًا للكيلو الواحد، يقولون إن

بلد القصب لا تجد السكر! فى إشارة إلى الشح الذي وصلت إليه السلعة فى محافظة قنا التي تنتج 36% من إجمالي محصول القصب فى الجمهورية! على نحو 116 ألف و616 أفدنة. 

 

لم تسلم محافظة قنا، ككل المحافظات المصرية من أزمة شحّ السكر، رغم الجهود المبذولة من الحكومة لاحتواء الأزمة، ومنها ضخ 70 طن يوميًا من وزارة التموين حسب تصريحات المحافظ أشرف الداودي. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السكر معقل زراعة قصب السكر أزمة السكر أزمة ارتفاع أسعار السكر السم الابيض

إقرأ أيضاً:

كامل الوزير: مصانع العاشر من رمضان تعزز مكانة مصر كقوة رائدة في المنطقة|صور

تفقد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصناعة والنقل، عددا من المصانع الكبرى بمدينة العاشر من رمضان، في إطار دعم وتعزيز القطاع الصناعي المصري. 

ورافق الوزير، خلال الجولة، المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، والدكتور عبد الرحمن عطا الله زكي، نائب رئيس الجهاز، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية.

وبدأ وزير الصناعة، جولته، بزيارة مصنع السويدي للكابلات، وكان في استقباله أعضاء مجلس إدارة مجموعة السويدي. 

واطلع الوزير، على أحدث التقنيات المستخدمة في عمليات التصنيع، معربًا عن إعجابه بمستوى الجودة العالية التي تواكب المعايير العالمية، مؤكدا أن مثل هذه المشروعات تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات المتطورة.

وتوجه الفريق إلى شركة يوتوبيا للصناعات الدوائية، وأوضح مسؤولو الشركة أن المصنع يهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلية بمنتجات عالية الجودة، مع التخطيط للتوسع في الأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية، مشيدا بجهود الشركة في تعزيز قطاع الصناعات الدوائية محليًا ودوليًا.

وفي ختام الزيارة، أشاد الفريق كامل الوزير بالتطور التكنولوجي الذي تشهده هذه المصانع، مؤكدًا أن الصناعة الوطنية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد المصري ودعم الصادرات.

وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وزيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد أن الحكومة ستواصل دعمها للقطاع الصناعي من خلال تذليل العقبات وتوفير البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات، بما يعزز مكانة مصر كقوة صناعية رائدة في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • كيف ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تطور مصانع الغزل والنسيج بالمحلة؟.. تفاصيل
  • 56 مليار جنيه إجمالي استثمارات مشروع تطوير مصانع غزل المحلة
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • محافظة الجوف.. نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح
  • من معقل للمعارضة إلى وجهة سياحية.. كيف أصبحت إدلب مقصدًا للسوريين بعد سقوط الأسد؟
  • رئيس هيئة الشراء الموحد: مصر تمتلك 20% من مصانع اللقاحات حول العالم
  • السكر والأمعاء.. احذر شرب القهوة في هذا الموعد
  • وزير النقل يتفقد 3 مصانع في مدينتي العاشر من رمضان وبدر
  • كامل الوزير: مصانع العاشر من رمضان تعزز مكانة مصر كقوة رائدة في المنطقة|صور
  • قائمة محدثة بأسماء المناطق التي قد تشهد تساقطا للثلوج الخميس