لبنان ٢٤:
2024-09-17@06:20:39 GMT

وقت مستقطع.. هل تفتح هدنة غزة الباب على تسوية شاملة؟

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

وقت مستقطع.. هل تفتح هدنة غزة الباب على تسوية شاملة؟


 
تنفّس العالم الصعداء مع الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق على هدنة إنسانيّة لمدّة أربعة أيام قابلة للتمديد في غزة، يشمل وقفًا لكل العمليات العسكرية وحتى الاعتقالات في القطاع المُحاصَر، ويتخلّله تبادلٌ للأسرى والأسيرات من النساء والأطفال لدى حركة حماس، أو من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من حرب "مدمّرة"، أعقبت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل في غلاف غزة.


 
تنفّس العالم الصعداء مع الإعلان عن الهدنة للعديد من الأسباب والاعتبارات، الإنسانيّة بالدرجة الأولى، خصوصًا أنّ "الفاتورة الثقيلة" التي دفعها فلسطينيّو غزة منذ بدء الحرب ما عادت تُحتمَل، في ظلّ صمت دوليّ أقرب إلى "التواطؤ"، خصوصًا بعد انتهاك إسرائيل لكلّ المعاهدات والاتفاقيات، بل للقانون الدولي الإنساني، واستهدافها المباشر للمدنيين، وصولاً لحدّ اعتبار المستشفيات التي ما عادت تعمل أصلاً، "أهدافًا عسكرية مشروعة"، بلا حسيب أو رقيب.
 
وإذا كان السؤال الأكبر الذي طُرِح لبنانيًا خلال اليومين الماضيين تمحور حول مدى "انعكاس" هذه الهدنة اللبنانية، وما إذا كانت مفاعيلها ستسري على جبهته الجنوبية التي شهدت تصعيدًا غير مسبوق في المرحلة الأخيرة، فإنّ علامات استفهام بالجملة طُرِحت حول "مآلات" هذه الهدنة، فهل تكون مجرّد "وقت مستقطع" كما يوحي المسؤولون الإسرائيليّون، أم تفتح الباب على "تسوية شاملة" تمتدّ من قطاع غزة إلى جنوب لبنان؟
 
"إنجاز للمقاومة"
 
يقول المتابعون إنّ ما تحقّق على مستوى الهدنة الإنسانية، يشكّل بلا شكّ إنجازًا للمقاومة الفلسطينية، و"هزيمة معنوية" بالحدّ الأدنى للعدو الإسرائيلي، الذي كان يرفض البحث بأيّ وقف ولو مؤقت لإطلاق النار، ويشترط إطلاق سراح جميع الرهائن قبل أيّ نقاشٍ آخر، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ الحكومة الإسرائيلية رضخت لضغوط أهالي الأسرى، ولا سيما أنّ المجريات على الأرض أوحت بأنّ الملف لا يشكّل "أولوية" بالنسبة إليها على الإطلاق.
 
ويتوقّف المتابعون عند "شروط" الهدنة ليؤكدوا على "الإنجاز"، فإسرائيل هي التي "تنازلت"، في حين أنّ المقاومة بقيت منسجمة مع ما تقوله منذ اليوم الأول، وهي التي كانت تعلن صراحةً انفتاحها على صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما حصل، علمًا أنّ اقتصار "الصفقة" على 50 محتجزًا من النساء والأطفال لا يشكّل "تناقضًا" مع مطلب المقاومة بإطلاق كلّ الأسرى في سجون إسرائيلية، خصوصًا أنّ معادلة "50 إسرائيليًا مقابل 150 فلسطينيًا" تبدو واضحة أيضًا.
 
ويبقى الأهمّ من كلّ ذلك، وفق المطّلعين، أنّ الجانب الإسرائيلي ذهب إلى وقفٍ لإطلاق النار، ولو بصيغة "مؤقتة"، قبل تحقيق ولو جزء يسير من "الأهداف المُعلَنة" من الحرب، والتي لا تزال بعيدة عن التحقق، وعلى رأسها "القضاء على حركة حماس" كقوة سياسية وعسكرية كما يردّد المسؤولون الإسرائيليون ومعهم الأميركيون، الذين لا يوفّرون فرصة إلا ويستغلّونها لنقاش "اليوم التالي" للحرب، ومن سيحكم قطاع غزة بعدها.
 
"الحرب لم تنتهِ"؟
 
لكن، عطفًا على ما تقدّم، يحرص المتابعون على التأكيد أنّ اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تمّ التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية، لا يعني بالمُطلَق أن الحرب "انتهت"، بل أنّ جولة منها هي التي انتهت، ولو أنّ ثمّة انطباعًا بأنّها "الجولة الأقسى والأكثر دمويّة"، لأنّ "الاندفاعة" لا بدّ أن تتراجع بعد انتهاء الهدنة، التي قد يوحي مجرّد الالتزام بها وجود "استعداد" لدى كلّ الأطراف لبحث "المَخرَج الملائم" من هذه الدوّامة.
 
هنا، يشير العارفون إلى أنّ "الوساطات" لن تخمد على امتداد أيام الهدنة، بل على العكس من ذلك، قد يشكّل "الوقت المستقطع" الذي توفّره، فرصة "مثالية" للبحث إما بتمديدها كمرحلة أولى، أو توسيعها ليصار إلى وقف "دائم" لإطلاق النار، ولو أنّ المطلب لا يزال يصطدم باعتراض إسرائيلي وغربي، من بعض الدول التي تصرّ على وجوب الذهاب إلى "حلّ جذري" للصراع في الشرق الأوسط، حتى لا نكون مع جولة جديدة في غضون أشهر.
 
لكنّ هذا "الحلّ الجذري" الذي يطالب به البعض قد لا يكون "الخيار العسكري" هو الوسيلة الأفضل للوصول إليه، وفق ما يقول هؤلاء، باعتبار أنّ 45 يومًا كانت كافية لإثبات العجز الإسرائيلي عن تحقيق النتائج، حتى باعتماد تكتيك "الانتقام" من الشعب بأسره، وهو ما قد يفتح برأي البعض الباب أمام البحث بـ"تسوية سياسية" لا تقف عند حدود غزة، بل تشمل لبنان، بوصفه أكثر من مجرّد "جبهة مسانِدة" لغزة، كما يعرف القاصي والداني.
 
لم تنتهِ الحرب في غزة بالمطلَق إذًا، ولن تخمد معها المواجهات الدائرة في "جبهة الإسناد" في جنوب لبنان، التي تبقى مرشّحة للانفجار من جديد في أيّ لحظة. مع ذلك، قد تكون "الهدنة الإنسانية" بابًا أمام بحث "مصير" هذه الحرب، التي ثبُت أنّها لن تحقّق شيئًا، أكثر من القتل والترويع، الذي يستهدف المدنيّين بالدرجة الأولى، فهل ينجح الوسطاء في فرض "نهاية" لهذه الحرب، أم أنّ كلّ شيء يعود إلى ما كان عليه بعد انقضائها؟! 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«الصحة العالمية»: اكتمال تطعيم أطفال غزة بالجرعة الأولى ضد شلل الأطفال

جنيف (وكالات)

أخبار ذات صلة الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بإخلاء مناطق شمالي غزة عبدالله بن زايد يجدد التأكيد على ضرورة قيام دولة فلسطينية

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، انتهاء الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة بنجاح. وقال جيبريسوس في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «تلقى أكثر من 560 ألف طفل دون سن 10 سنوات جرعة أولى من اللقاح». وأردف قائلاً: «هذا نجاح هائل وسط واقع يومي مأساوي للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة». يشار إلى أن المنظمة والجماعات الشريكة لها، تفاوضت على وقف مؤقت لإطلاق النار مع إسرائيل وحركة حماس لتمكين الأسر من إحضار أطفالها إلى مراكز التطعيم، وكذلك تمكين فرق التطعيم المتنقلة للوصول إلى الأسر. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية ريتشارد بيبركورن «إن الهدنة الإنسانية لمدة تسع ساعات كل يوم ضمنت سلامة المجتمعات والعاملين في المجال الصحي، ومكنت من بذل جهود التطعيم». وتابع «في المناطق التي شهدت الهدنة الإنسانية، لم تقدم الحملة اللقاحات فقط، ولكن أيضاً لحظات من الهدوء». 
ولم تقع حوادث كبيرة خلال الحملة التي استمرت أقل من أسبوعين بقليل، وسيحتاج الأطفال إلى جرعة ثانية من اللقاح الفموي في غضون 4 أسابيع لحمايتهم من العدوى. 
وأضاف بيبركورن «بينما نستعد للجولة الثانية خلال أربعة أسابيع، نأمل أن تستمر هذه الهدن لأن هذه الحملة أظهرت بوضوح للعالم ما هو ممكن إذا تم منح السلام فرصة». من جانبها، رحبت جين جوف، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في فلسطين، بالتقدم الذي تحقق في الجولة الأولى من التطعيم، لكنها أضافت أن «المهمة لم تكتمل بعد». وقالت «نحن مستعدون لإنهاء المهمة وندعو كل المعنيين إلى ضمان قدرتنا على ذلك في الجولة الثانية بعد أربعة أسابيع، من أجل الأطفال في كل مكان». وتأتي الحملة بعد اكتشاف ثلاث حالات إصابة بشلل الأطفال في غزة في يوليو الماضي، وهي أول حالات تسجل في القطاع منذ 25 عاماً.

مقالات مشابهة

  • هدنة غزة.. الولايات المتحدة تعمل على اتفاق "منقح"
  • لابيد: على نتنياهو إنجاز اتفاق الهدنة في غزة فورا
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: إمكانية التوصل إلى تسوية في الشمال تتلاشى وحزب الله يواصل ربط نفسه بحماس
  • عاجل: الجيش الإسرائيلي يكشف مفاجأة جديدة عن نوع الصاروخ الحوثي الذي ضرب ”تل ابيب” ولماذا فشل باعتراضه
  • فصائل المقاومة تٌعقّب على الصاروخ اليمني الذي استهدف العمق الإسرائيلي
  • ‏الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي أطلق من اليمن انفجر في الجو على الأرجح
  • الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي أطلقه الحوثيين تحطم في الجو
  • «الاحتلال الإسرائيلي»: نفحص نتائج محاولات اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون
  • ترقب لنتائج زيارة هوكستاين لاسرائيل.. و حزب الله يحذّر من حرب شاملة
  • «الصحة العالمية»: اكتمال تطعيم أطفال غزة بالجرعة الأولى ضد شلل الأطفال