لبنان ٢٤:
2025-02-05@18:11:09 GMT

وقت مستقطع.. هل تفتح هدنة غزة الباب على تسوية شاملة؟

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

وقت مستقطع.. هل تفتح هدنة غزة الباب على تسوية شاملة؟


 
تنفّس العالم الصعداء مع الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق على هدنة إنسانيّة لمدّة أربعة أيام قابلة للتمديد في غزة، يشمل وقفًا لكل العمليات العسكرية وحتى الاعتقالات في القطاع المُحاصَر، ويتخلّله تبادلٌ للأسرى والأسيرات من النساء والأطفال لدى حركة حماس، أو من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من حرب "مدمّرة"، أعقبت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل في غلاف غزة.


 
تنفّس العالم الصعداء مع الإعلان عن الهدنة للعديد من الأسباب والاعتبارات، الإنسانيّة بالدرجة الأولى، خصوصًا أنّ "الفاتورة الثقيلة" التي دفعها فلسطينيّو غزة منذ بدء الحرب ما عادت تُحتمَل، في ظلّ صمت دوليّ أقرب إلى "التواطؤ"، خصوصًا بعد انتهاك إسرائيل لكلّ المعاهدات والاتفاقيات، بل للقانون الدولي الإنساني، واستهدافها المباشر للمدنيين، وصولاً لحدّ اعتبار المستشفيات التي ما عادت تعمل أصلاً، "أهدافًا عسكرية مشروعة"، بلا حسيب أو رقيب.
 
وإذا كان السؤال الأكبر الذي طُرِح لبنانيًا خلال اليومين الماضيين تمحور حول مدى "انعكاس" هذه الهدنة اللبنانية، وما إذا كانت مفاعيلها ستسري على جبهته الجنوبية التي شهدت تصعيدًا غير مسبوق في المرحلة الأخيرة، فإنّ علامات استفهام بالجملة طُرِحت حول "مآلات" هذه الهدنة، فهل تكون مجرّد "وقت مستقطع" كما يوحي المسؤولون الإسرائيليّون، أم تفتح الباب على "تسوية شاملة" تمتدّ من قطاع غزة إلى جنوب لبنان؟
 
"إنجاز للمقاومة"
 
يقول المتابعون إنّ ما تحقّق على مستوى الهدنة الإنسانية، يشكّل بلا شكّ إنجازًا للمقاومة الفلسطينية، و"هزيمة معنوية" بالحدّ الأدنى للعدو الإسرائيلي، الذي كان يرفض البحث بأيّ وقف ولو مؤقت لإطلاق النار، ويشترط إطلاق سراح جميع الرهائن قبل أيّ نقاشٍ آخر، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ الحكومة الإسرائيلية رضخت لضغوط أهالي الأسرى، ولا سيما أنّ المجريات على الأرض أوحت بأنّ الملف لا يشكّل "أولوية" بالنسبة إليها على الإطلاق.
 
ويتوقّف المتابعون عند "شروط" الهدنة ليؤكدوا على "الإنجاز"، فإسرائيل هي التي "تنازلت"، في حين أنّ المقاومة بقيت منسجمة مع ما تقوله منذ اليوم الأول، وهي التي كانت تعلن صراحةً انفتاحها على صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما حصل، علمًا أنّ اقتصار "الصفقة" على 50 محتجزًا من النساء والأطفال لا يشكّل "تناقضًا" مع مطلب المقاومة بإطلاق كلّ الأسرى في سجون إسرائيلية، خصوصًا أنّ معادلة "50 إسرائيليًا مقابل 150 فلسطينيًا" تبدو واضحة أيضًا.
 
ويبقى الأهمّ من كلّ ذلك، وفق المطّلعين، أنّ الجانب الإسرائيلي ذهب إلى وقفٍ لإطلاق النار، ولو بصيغة "مؤقتة"، قبل تحقيق ولو جزء يسير من "الأهداف المُعلَنة" من الحرب، والتي لا تزال بعيدة عن التحقق، وعلى رأسها "القضاء على حركة حماس" كقوة سياسية وعسكرية كما يردّد المسؤولون الإسرائيليون ومعهم الأميركيون، الذين لا يوفّرون فرصة إلا ويستغلّونها لنقاش "اليوم التالي" للحرب، ومن سيحكم قطاع غزة بعدها.
 
"الحرب لم تنتهِ"؟
 
لكن، عطفًا على ما تقدّم، يحرص المتابعون على التأكيد أنّ اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تمّ التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية، لا يعني بالمُطلَق أن الحرب "انتهت"، بل أنّ جولة منها هي التي انتهت، ولو أنّ ثمّة انطباعًا بأنّها "الجولة الأقسى والأكثر دمويّة"، لأنّ "الاندفاعة" لا بدّ أن تتراجع بعد انتهاء الهدنة، التي قد يوحي مجرّد الالتزام بها وجود "استعداد" لدى كلّ الأطراف لبحث "المَخرَج الملائم" من هذه الدوّامة.
 
هنا، يشير العارفون إلى أنّ "الوساطات" لن تخمد على امتداد أيام الهدنة، بل على العكس من ذلك، قد يشكّل "الوقت المستقطع" الذي توفّره، فرصة "مثالية" للبحث إما بتمديدها كمرحلة أولى، أو توسيعها ليصار إلى وقف "دائم" لإطلاق النار، ولو أنّ المطلب لا يزال يصطدم باعتراض إسرائيلي وغربي، من بعض الدول التي تصرّ على وجوب الذهاب إلى "حلّ جذري" للصراع في الشرق الأوسط، حتى لا نكون مع جولة جديدة في غضون أشهر.
 
لكنّ هذا "الحلّ الجذري" الذي يطالب به البعض قد لا يكون "الخيار العسكري" هو الوسيلة الأفضل للوصول إليه، وفق ما يقول هؤلاء، باعتبار أنّ 45 يومًا كانت كافية لإثبات العجز الإسرائيلي عن تحقيق النتائج، حتى باعتماد تكتيك "الانتقام" من الشعب بأسره، وهو ما قد يفتح برأي البعض الباب أمام البحث بـ"تسوية سياسية" لا تقف عند حدود غزة، بل تشمل لبنان، بوصفه أكثر من مجرّد "جبهة مسانِدة" لغزة، كما يعرف القاصي والداني.
 
لم تنتهِ الحرب في غزة بالمطلَق إذًا، ولن تخمد معها المواجهات الدائرة في "جبهة الإسناد" في جنوب لبنان، التي تبقى مرشّحة للانفجار من جديد في أيّ لحظة. مع ذلك، قد تكون "الهدنة الإنسانية" بابًا أمام بحث "مصير" هذه الحرب، التي ثبُت أنّها لن تحقّق شيئًا، أكثر من القتل والترويع، الذي يستهدف المدنيّين بالدرجة الأولى، فهل ينجح الوسطاء في فرض "نهاية" لهذه الحرب، أم أنّ كلّ شيء يعود إلى ما كان عليه بعد انقضائها؟! 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إبراهيم الأمين: أمريكا تفتح رحلة لبنان نحو التطبيع.. وترامب ينتظر إضعاف حزب الله

شدد رئيس تحرير جريدة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، على أن الولايات المتحدة تفتح رحلة لبنان نحو تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر خلق واقع لبناني "يناسب مشروع التطبيع الواسع" في المنطقة.

وقال الأمين في مقال له، "ليقل الجميع ما يقولون، لكنّ الحقائق صارت أقوى من أن تحل مكانها ألاعيب وشيطنات الصغار في قومنا. فملف تشكيل الحكومة، ليس سوى ملحق لانتخابات رئاسة الجمهورية، وكل ما يمكن لنواف سلام أن يفعله، لا يمكن أن يخرج عما هو مرسوم أصلاً من دور للعهد الجديد".

وأضاف أنه "مع مرور الأيام، تتكشف التفاصيل عن المشروع الكبير الذي يُعد للبنان، حيث تخطط الإدارة الأمريكية لخلق واقع لبناني يناسب مشروع التطبيع الواسع في المنطقة بين العرب وإسرائيل".



وأشار إلى أن "الأمريكيون كانوا شركاء كاملين في الحرب على لبنان، وتظهر تباعاً التفاصيل عن دور أمني وعسكري مباشر في الحرب أيضاً"، موضحا أن هناك "برنامجا تقوده الولايات المتحدة من أجل بناء الإدارة العامة في لبنان، بما يساعد على كبح جماح أي قوة تريد مقاومة مشروع التطبيع، ما يجعل شعار الحرب الآن، هو كيفية إخضاع لبنان لطلبات العدو بتنفيذ النسخة الإسرائيلية من القرار 1701، والسير في مهمة نزع سلاح المقاومة في كل لبنان".

واستدرك الكاتب بالقول "لكن الجانب الأميركي لا يقف عند حد معين، بل هو يذهب بعيداً في الاستعدادات والتحضيرات. وكل فكرة الحكومة الجديدة الخالية من الحزبيين والسياسيين، والتي يكون فيها الوزراء مجرد موظفين في مجلس إدارة يُعهد بإدارته إلى الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، لهي مجرد مقدمة لكثير من الخطوات الداخلية، التي تتصل بتعيين القيادات العسكرية والأمنية على اختلافها، ومن يشغل مناصب القضاء وإدارة المؤسسات المالية ومصرف ولبنان. إضافة إلى نشر فرق اختصاصيين ستشرف على إعادة هيكلة قطاعات الطاقة والاتصالات. ومن دون إهمال أكثر الملفات حساسية، وهو المتعلق بإعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية، حيث المسعى الدائم لمنع وصول الأموال لمساعدة الناس على إعادة بناء منازلهم".

ولفت الأمين إلى أن "المفاجأة التي يريدون تحويلها إلى رشوة كبيرة للبنان، تتعلق بإبداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لزيارة لبنان، بعد تحديد موعد افتتاح أكبر سفارة أمريكية في الشرق الأوسط، أي المجمع الاستخباراتي والقاعدة اللوجستية لعمل وكالات الدفاع والأمن الأمريكية في منطقة المشرق العربي، وخصوصا في لبنان وسوريا".


و"هو مجمع ضخم، سيستوعب نحو ألفي موظف أمريكي بين دبلوماسي وأمني وعسكري إلى جانب الفريق العامل في مجالات العلاقات العامة، حيث ستنطلق أكبر ورشة لجذب الشباب اللبناني المهتم بتطوير مهاراته وخدماته ضمن عمل المنظمات غير الحكومية، علماً أن إدارة الجامعة الأمريكية في بيروت، أنجزت شراء مستشفى في كسروان وبدء تجهيزه ليكون مخصصاً للأمريكيين. إضافة إلى اختيار مرفأ بحري خاص يخضع لإشراف الأمن الأمريكي"، حسب المقال.

وأشار الكاتب إلى أن "ترامب الذي يتميز بصراحته الواسعة، يريد أن يزور لبنان بعد أن يكون حزب الله قد أُضعف إلى أبعد الحدود، وقد تمت إزالة السلاح من كامل المخيمات الفلسطينية وفق برنامج يعمل عليه بالتعاون مع عواصم عربية، ويتولاه الموظف في رئاسة الحكومة باسل الحسن، وصولاً إلى رفع شعار تحسين الشروط الحياتية للاجئين الفلسطينيين ضمن برنامج يقود إلى توطينهم في لبنان على غرار ما سيحصل في سوريا ودول عربية أخرى".

وشدد الأمين على أن "ما يجري ليس إلا استكمالا للحرب التي بدأها العدو في غزة ولبنان ويستكملها في سوريا وربما يخطط لما هو أكثر خطورة ضد العراق وإيران واليمن أيضا".

مقالات مشابهة

  • سويسرا تفتح تحقيقا ضد جندي إسرائيلي ارتكب جرائم حرب في غزة
  • مسؤول أوكراني: لم نبدأ الحرب.. ونريد السلام الكامل لا الهدنة
  • قبل لقائه المرتقب مع ترمب اليوم.. الرئيس الإسرائيلي وقادة المعارضة يطالبون نتنياهو بتنفيذ هدنة غزة
  • باحثة: مصر حريصة على ضمان تنفيذ جميع مراحل الهدنة بقطاع غزة
  • وزير الخارجية يشدد على أهمية الدور الأمريكي لتحقيق تسوية نهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • عبد العاطي يشدد على الدور الأمريكى الهام لضمان إيجاد تسوية نهائية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
  • إبراهيم الأمين: أمريكا تفتح رحلة لبنان نحو التطبيع.. وترامب ينتظر إضعاف حزب الله
  • ما الذي ورط الجمهوريون أنفسهم فيه؟!
  • سمير فرج: نتنياهو يخطط لإعادة الحرب وترامب لن يوافق على كسر هدنة غزة
  • سمير فرج: نتنياهو يخطط لإعادة الحرب وترامب لن يوافق على كسر الهدنة