فايننشال تايمز: حرب إسرائيل انتقامية.. سترتد عليها
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
بعد نحو سبعة أسابيع من الصراع المدمر بين إسرائيل وحماس، أمكن التوصل إلى اتفاق على إطلاق سراح 50 امرأة وطفل محتجزين رهائن لدى الحركة، ووقف الأعمال العدائية، ما أدى أخيراً إلى بعض الأخبار الإيجابية.
ذا استمرت إسرائيل على مسارها الحالي فلن يتبقى سوى أرض قاحلة حيث ستبدأ جذور الأزمة المقبلة حتماً في الترسخ فيها.
وأدت محنة نحو 240 رهينة، من ضمنهم مدنيون، إلى تفاقم الصدمة العميقة التي يشعر بها الإسرائيليون بعد الهجوم المروع الذي شنه مسلحون فلسطينيون في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أدى إلى الحرب. لقد طال انتظار إطلاق سراحهم.
وفي جزء من الصفقة، تقول "فايننشال تايمز" وافقت إسرائيل على وقف هجومها البري والجوي على غزة أربعة أيام لضمان خروج آمن للرهائن والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع المحاصر.
سيجلب هذا بعض الراحة الموقتة لـ2.3 مليون فلسطيني داخل القطاع الذين عانوا من القصف الإسرائيلي، فهم في حاجة ماسة إلى الغذاء، والماء، والدواء، والوقود، ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة منذ أن شنت حربها ضد حماس.
A much-needed truce between Israel and Hamas https://t.co/hVA2bECL0v | opinion
— Financial Times (@FT) November 23, 2023استغلال الفرصة تشدد الصحيفة على ضرورة ألا يذهب هذا الاختراق الدبلوماسي هباءً. لا بد من الضغط على إسرائيل وحماس لحملهما على تمديد الاتفاق، لضمان حرية الرهائن المتبقين، وتخفيف معاناة سكان غزة الذين شرد أكثر من نصفهم. يجب أن يؤدي الاتفاق إلى وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية. يجب أن تنتهي الكارثة في غزة، وأن يسلم المزيد من المساعدات. وعلى إسرائيل أن تستغل هذه اللحظة لتحسين أهدافها والابتعاد عن خطابها المتطرف.
إن رغبتها في سحق حماس التي تسيطر على غزة منذ 2007 أمر مفهوم بعدما نفذ مقاتلو الجماعة الهجوم الأكثر دموية على الإطلاق ضد إسرائيل. لكن عدد القتلى في غزة كان مروعاً، حيث قتل ما يقرب من 13 ألف شخص، كما يقول مسؤولون فلسطينيون. ومن الواضح أن إسرائيل تفتقر إلى خطة سياسية متماسكة لمرافقة هجومها الشرس.
تداعيات السياسة الإسرائيلية
وحتى لو استنزفت إسرائيل قدرة حماس العسكرية وبنيتها القيادية بشدة، فإن الجماعة، أو مقاتلين تحت راية مختلفة، سيستمرون في التعبئة والقتال. ولن تسحق أيديولوجيتها بالقنابل. لقد أحرزت إسرائيل بالفعل تقدماً في إضعاف حماس. الهدف الأكثر واقعية لعمليتها هو منع المجموعة من تشكيل تهديد، بدل القضاء عليها بالكامل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتدمير غزة وتسويتها بالأرض.
From @ft Editorial
https://t.co/n3ouCVrDWT
إن المذبحة في القطاع تهدد بولادة جيل مقبل من المسلحين في الأراضي الفلسطينية ما يعرض الأهداف الأمنية التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها للخطر، ويقوض دعمها حول العالم. وكلما طال أمد الهجوم دون أن تلوح نهاية اللعبة في الأفق، أصبح يحمل بصمات انتقام لا الاستراتيجية.
ووفق الصحيفة نفسها، يظهر أن إسرائيل تراهن على قدرتها على رمي المسؤولية عما سيحصل لاحقاً على الولايات المتحدة والدول العربية، وسط الحديث عن شكل من أشكال الإدارة الدولية أو قوة حفظ سلام في غزة. لكن أي لاعب خارجي لا يريد في أن يُشاهد وهو يتوغل في حطام غزة على ظهر دبابات إسرائيلية ويتحمل مسؤولية سكان مقفرين ويواجه تمرداً.
نهاية المسار
حتى ينتهي القصف على غزة، يستحيل فهم الواقع الذي سيرسم بعد ذلك في القطاع. إن مناقشات في عواصم غربية عن "اليوم الموالي" مهمة، ولكن لا يمكن فصلها عما يحدث اليوم لغزة وشعبها.
وقالت الصحيفة في الختام، إنه إذا استمرت إسرائيل على مسارها الحالي فلن يتبقى سوى أرض قاحلة حيث ستبدأ جذور الأزمة المقبلة حتماً في الترسخ فيها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
آخر تطورات صفقة الأسرى ووقف الحرب في غزة.. عاجل
عواصم - رويترز
أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون اليوم الاثنين إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة.
واكتسبت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب زخما هذا الشهر، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن أي تقدم حتى الآن.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وقال شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض". وأضاف أن الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال.
وشكلت مدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة. وتريد حماس إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولا.
وقال المسؤول الفلسطيني إن "مسألة إنهاء الحرب تماما لم يتم حلها بعد".
وقال زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش إن الهدف هو إيجاد إطار متفق عليه من شأنه حل نقاط الخلاف خلال مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار الوزير شيكلي إلى أن المرحلة الأولى ستكون مرحلة إنسانية تستمر 42 يوما وتتضمن إطلاق سراح رهائن.
* مستشفى
أطلقت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم شنته حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 45300 فلسطيني قتلوا في الحملة الإسرائيلية منذ ذلك الحين. كما نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.
وقال مسعفون إن 11 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية اليوم الاثنين.
ويسعى أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيا في شمال القطاع، وهي منطقة تتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، إلى الحصول على مساعدة عاجلة بعدما أصابته النيران الإسرائيلية.
وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان "نواجه تهديدا مستمرا يوميا... القصف مستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر على المبنى والأقسام والموظفين". وجدد أبو صفية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية.
ولم يدل الجيش الإسرائيلي بتعليق بعد. وقال أمس الأحد إنه يزود المستشفى بالوقود والغذاء ويساعد في إجلاء بعض المرضى والموظفين إلى مناطق أكثر أمانا.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن عملياتها عند المناطق السكنية الثلاث في الطرف الشمالي لغزة، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، لاستهداف مسلحي حماس.
وقال توم فليتشر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة اليوم الاثنين إن القوات الإسرائيلية تعيق جهود توصيل المساعدات الضرورية إلى شمال غزة.
وأضاف "شمال غزة يخضع لحصار شبه كامل منذ أكثر من شهرين، مما يثير شبح المجاعة... وجنوب غزة مكتظ جدا بالسكان مما يجعل الظروف المعيشية مروعة والاحتياجات الإنسانية أكبر مع حلول فصل الشتاء".