بسبب أنفاق غزة..مطالبات إسرائيلية بسحب الجنسية من إيهود باراك
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
موجة غضب عارمة واتهامات بالعمالة تلقاها وزير الأمن الإسرائيلي السابق إيهود باراك إثر اعترافه بأن إسرائيل هي من بنت الملاجئ، وحفرت الأنفاق الموجودة تحت مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة.
وحسبما نشر موقع الجزيرة تعالت الأصوات المطالبة بمحاكمته بتهمة الخيانة، وسحب الجنسية الإسرائيلية منه.
موجة الانتقادات جاءت رسمية و جماهيرية، إذ ألقى وزير التعليم من حزب الليكود، يوآف كيش، اللوم على باراك قائلًا" إن الضرر الذي يلحقه بإسرائيل والمجهود الحربي في مقابلاته مع وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن فهمه.
وتابع "وإذا لم يكن ينوي المساعدة، على الأقل عليه الصمت وعدم التسبب بأي ضرر".
تكذيب الرواية الإسرائيلية
وكان الشارع الإسرائيلي أكثر حدة تجاه تصريحات باراك، وعبر عنها الناقد التلفزيوني في صحيفة "إسرائيل اليوم"، نوعم فتحي، حيث كتب، "لقد كان تصريحًا غبيًا ومحزنًا، خصوصا أنها قيلت في وسائل إعلام أجنبية والتي هي أكثر نقدًا وقسوة بالنسبة لنا".
وأضاف "لكن لا يوجد شيء يمكن القيام به، حجر ألقاه الأحمق في البئر، حتى 200 وسيلة إعلامية لن تكون قادرة على إخراجه".
اقرأ أيضاً
مقررون أمميون : انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية ودعم فلسطين ليس إرهابا
وتابع فتحي "باراك، بدلاً من البحث عن مخبأ للاختباء فيه بعد تدمير الرواية الدعائية الإسرائيلية، واصل الحفر في الماضي عندما ساعدت إسرائيل في بناء الملاجئ، والأنفاق في غزة".
وواصل انتقاداته قائلاً "إن تصريحاته تسحب السجادة من تحت أقدام الجيش الإسرائيلي وجهوده لإثبات أن حماس هي من بنت شبكة أنفاق تحت مستشفى الشفاء، وتستخدمها كمقرات عسكرية.. اذهب واثبت بعد ذلك للعالم أن إسرائيل ليست من بنتها لهم".
ووصلت كلمات باراك الشنيعة، بحسب وصف الموقع الإلكتروني "هيدبروت" التابع للمستوطنين إلى الناشط يوآف إلياسي الملقب بـ"الظل" الذي هاجم باراك عبر حسابه على فيسبوك وكتب، "أخبروني بغض النظر عن موقفكم وانتمائكم السياسي، هل يبدو هذا طبيعيًا بالنسبة لك؟ هل هذا مقبول لديكم؟".
وتابع إلياسي في تغريدته مخاطبًا الجمهور الإسرائيلي "هل تفهمون الضرر الذي لا يمكن إصلاحه؟ هذه التصريحات تتعلق برئيس الأركان، وزير الدفاع، رئيس الوزراء الأسبق، كيف يمر هذا الأمر بهدوء وكأن شيئًا لم يحدث؟ يجب على شخص ما أن يوقف فورًا التدمير والفوضى الذي يتسبب به هذا العميل. أين سلطات إنفاذ القانون؟".
عاصفة كبيرة
بدوره، قال الصحفي في القناة 14 الإسرائيلية، يتسحاق أبو حتسيرا، إن "إيهود باراك وجه ضربة قاتلة لإسرائيل في مقابلته مع شبكة سي إن إن وأثار ضجة في العالم العربي".
وأضاف "باراك يرفض أن يهدئ من روعه، ويصر على أن يثير الضجة في خضم الحرب وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود قواتنا للكشف عن مدينة حماس تحت الأرض الواقعة تحت مستشفى الشفاء"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً
مع بدء هدنة غزة.. الاحتلال يكثف حملات القمع بالضفة
مؤيد للإرهاب
وهناك من ذهب إلى ما أبعد من توجيه الانتقادات أو إلقاء اللوم على باراك، حيث تجند المغني الإسرائيلي كوبي بيرتس، لمعالجة ما وصفه بـ"العاصفة الكبيرة" التي أثارها باراك واعترافه أن "إسرائيل هي التي بنت الملاجئ والأنفاق في الشفاء".
وشن بيرتس عبر صفحته على "إنستجرام، هجومًا شديدًا على باراك، وطالب بتجريده من جنسيته الإسرائيلية، ووصفه بأنه "مؤيد للإرهاب". وأكد، "يجب أن نحرم هذا التافه الداعم للإرهاب من جنسيته ونرسله إلى إيران. لدينا أعداء عظماء في الداخل والخارج ويجب التخلص منهم وإبعادهم عنا".
كما وجهت عارضة الأزياء الإسرائيلية ناتالي ديدون، رسالة شديدة اللهجة إلى إيهود باراك عبر صفحتها على "فيسبوك"، ونشرت قصة أمام مئات الآلاف من متابعيها الإسرائيليين كتبت فيها على خلفية شاشة سوداء، "إيهود باراك، اخرج من حياتنا".
ادعاءات كاذبة
وجاءت اعترافات باراك، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء، في سياق رده على أسئلة المذيعة كريستيان أمانبور، خلال حوار معه على قناة "سي إن إن" الأميركية، بشأن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود أنفاق ومقر عسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس تحت مجمع الشفاء في غزة.
وقال باراك إن بلاده هي التي بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت المجمع وذلك قبل 40 أو 50 عامًا، حيث كان الجيش الإسرائيلي يسيطر على قطاع غزة.
وأوضح أنه "من المعروف منذ سنوات عديدة أن هناك ملاجئ بناها متعهدون إسرائيليون تحت مستشفى الشفاء، وتُستخدم مقر لحماس، وتقاطع عدة أنفاق هو جزء من هذا النظام".
جدل وانتقادات
وأثارت تصريحات باراك جدلا في تل أبيب ووُجهت له الانتقادات، في حين تمادى جيش الاحتلال باستهداف المستشفيات في القطاع ومحاصرتها واقتحامها، في محاولة لإثبات مزاعمه بأن المستشفيات خاصة "الشفاء"، توجد بأسفلها ملاجئ وشبكة أنفاق بناها قادة حماس وتستخدم كقاعدة عسكرية للمقاومة، وهو ما تم تفنيده ودحضه.
وسعيًا منه لاحتواء وتدارك تصريحاته واعترافاته حول دور إسرائيل في بناء الملاجئ والأنفاق بمستشفى الشفاء، أصدر مكتب باراك بيانًا قال فيه إنه "تم تحريف كلامه لأغراض دعائية".
اقرأ أيضاً
موقف بايدن من العدوان على غزة.. خسارة أمريكية فادحة بالشرق الأوسط
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ايهود باراك أنفاق مستشفى الشفاء مستشفى الشفاء إسرائيل حماس إیهود باراک
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.