RT Arabic:
2025-04-08@06:22:43 GMT

الأرجنتين.. إفلاس الديمقراطية فكرة ونموذجا

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

الأرجنتين.. إفلاس الديمقراطية فكرة ونموذجا

بعد وصول ترامب إلى السلطة في أمريكا، وانتخاب المهرج زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا، وأخيرا انتخاب مهرج آخر، خافيير مايلي، رئيسا للأرجنتين، آن الأوان لتلخيص المعلومات واستخلاص النتائج.

إن كل هذه الحالات تثبت انتصار الشعبوي الذي يعد بحلول سهلة إلا أنها مستحيلة، وخلاص سهل من مشكلة معقدة في سياق أزمة اقتصادية عميقة ومستويات معيشة متدنية.

سؤال: هل معظم الناس بهذا القدر من الغباء والسذاجة الطفولية لدرجة أنهم يؤمنون بالمعجزات؟ أجب بنفسك عن هذا السؤال عزيزي القارئ.

إقرأ المزيد هل تصبح الهند قوة عظمى؟

وفقا لدراسة أجرتها "مؤسسة الرأي العام" الروسية، فإن 43.8% فقط من الروس يظهرون نماذج إيجابية للسلوك المالي، فيما يظهر 56.2% نماذج سلبية (المغامرة والسذاجة المفرطة والمقامرة والاندفاع والمبالغة في تقدير معرفتهم والتردد في تحمل المسؤولية). وفي قرون سابقة، أدت الأنماط التي تندرج ضمن النموذج السلبي للسلوك المالي إلى استعباد هؤلاء الناس بالديون. وأعتقد أن الناس في جميع البلدان متماثلون في هذا الجانب، وبشكل عام، فإن غالبية البشرية غير قادرة على الاعتناء بنفسها.

ولم يكن من قبيل الصدفة أن يرتبط حق التصويت في روما القديمة وكذلك في الولايات المتحدة في المراحل الأولى من وجود الجمهورية بمؤهل الملكية، أي أنه يمنح فقط للأشخاص الحائزين لأملاك، وبالتالي أثبتوا إيجابية نموذجهم المالي، ومسؤولية سلوكهم. أي أن النموذج الجمهوري المبكر كان أقل ديمقراطية، لكنه كان أكثر استقرارا.

فالديمقراطية، أي إعطاء كل الناس حق التصويت، تؤدي بطبيعة الحال وحتما إلى وصول الشعبويين إلى السلطة. وأثناء الأزمة، كلما استفحلت مشكلات المجتمع وأصبحت أكثر تعقيدا، كلما زاد الإيمان بالمعجزات بين السكان، وكلما كان السياسي الأقل مسؤولية والأكثر انعداما للضمير أقرب للفوز بالانتخابات. وهذا يعني أن يلتسين وترامب وزيلينسكي ومايلي ليسوا الاستثناء، بل القاعدة. ثم يلي ذلك الانهيار، لكن الناس يختارون مرارا وتكرارا الشخص الذي يعد بمزيد من المعجزات، وليس المزيد من العمل مقابل أموال أقل، على الرغم من أنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.

ولحسن الحظ، يتمتع السياسيون بالقدرة على خداع الناخبين وعدم الوفاء بمعظم وعودهم، ولكن مع مرور الوقت، تؤدي القرارات الشعبوية إلى زيادة الإنفاق الاجتماعي الحكومي بمعدلات أسرع من نمو إنتاجية العمل والإنتاج. ونتيجة لذلك، لا توجد بلدان في العالم خالية من الديون، حيث تعاني خمس من كل ست دول في العالم الآن من عجز في الميزانية، أي أنها تنفق أكثر مما تكسب. وربما تكون النسبة أسوأ من ذلك، ولكن هناك دول غنية صغيرة في العالم مثل ممالك الخليج، حيث يتجاوز الدخل من الموارد الطبيعية التكاليف الاجتماعية، حتى لو لم تتسم السياسات المالية بكثير من الحكمة.

إن الديمقراطية هي النموذج الأقل قابلية للحياة في المجتمع، ولا يمكن تحقيقها إلا بعد أن تطور الدكتاتورية الاقتصاد، وتحل جميع المشكلات، وتزيل جميع التهديدات، بعدها يمكن للمجتمع أن يسترخي ويبدأ في الاستمتاع دون التعرض لخطر الموت الفوري، بما في ذلك من خلال أساليب تشكل خطورة على الحياة، من خلال الانحطاط والتحلل. وبطبيعة الحال، فإن الفكرة التي تروج لها الدعاية الغربية بأن الديمقراطية تولد الرخاء هي محض كذب، فكل شيء هو عكس ذلك تماما، أي أن الرخاء هو ما يولد الديمقراطية وما عدا ذلك مستحيل.

إقرأ المزيد شي جين بينغ في ديار بايدن.. من يدفع الفاتورة؟

وإذا أمكن تلخيص المقال في جملة واحدة، بإمكاننا تذكر المثل القائل أن "الأوقات العصيبة تخلق أشخاصا أقوياء، والأشخاص الأقوياء يخلقون أزمنة الرخاء، وأزمنة الرخاء تخلق أشخاصا ضعفاء، والأشخاص الضعفاء يخلقون أوقاتا عصيبة". دائرة مفرغة.

إلا أن ما قيل لا يعني على الإطلاق أنني أفضل الدكتاتورية على الديمقراطية، وأؤيد حرمان غالبية الناس من حق التصويت، كما لا أقول إن الدكتاتورية أكثر فعالية من الديمقراطية. ومن غير الصحيح مقارنة الدكتاتورية بالديمقراطية من حيث أيهما أفضل أو أسوأ. كلاهما مرحلتان طبيعيتان في تطور المجتمعات، وكل منهما يتوافق مع المرحلة الخاصة به من تطور المجتمع، ويكون أكثر فعالية في ظروف معينة. وتطور الكائنات الحية (بما في ذلك المجتمعات) هو تطور فطري يصفه المخطط التالي: الولادة-التوسع-تعقيد النظام-تراكم الأخطاء-الموت.

شخصيا، كنت أفضل أن أعيش لحظة منح حق التصويت للجميع، فهذه قمة رفاهية وحيوية المجتمع، ولكننا جميعا نعيش في نهاية مرحلة تراكم الأخطاء.

ولك أن تخمن عزيزي القارئ شكل المجتمع الذي سيتعين على البشرية من خلاله الخروج من هذه الأزمة؟

ختاما، دعونا ننظر إلى الدول العربية. وبطبيعة الحال، فإن النضال من أجل حقوق الفرد هو أمر جيد وصحيح، ولكن يجب على المرء أن يفهم أن الديمقراطية في المجتمعات الفقيرة مستحيلة بحكم التعريف، لأن مطالب السكان تتجاوز في كثير من الأحيان قدرة هذه المجتمعات/الاقتصادات على ضمان تلبية هذه المطالب. والإطاحة بالحكومات الاستبدادية في المجتمعات الفقيرة لن تؤدي، تحت أي ظرف من الظروف، إلى إقامة ديمقراطيات. وإذا مضينا في طريق الثورات، فإن ذلك سيؤدي، في أحسن الأحوال، إلى انتخاب مهرجين غير أكفاء مرارا وتكرارا.

إذا كنت تريد الديمقراطية، فاعمل على تطوير اقتصاد بلدك، وناضل من أجل مكانة رفيعة لاقتصادك في سلسلة القيمة العالمية، وهذا الأخير يعني نظاما عالميا جديدا أكثر عدالة. بعد ذلك، من خلال التطور الطويل داخل البلاد والحروب خارج البلاد، بعد جيل او جيلين أو ثلاثة، وربما أكثر، قد يتطور في بلدك لبعض الوقت ما يمكن تسميته بالديمقراطية.

وأكرر، على سبيل الاحتياط، أنا لا أقوم بحملة للدعاية من أجل الدكتاتورية، كل ما هنالك أنني أقدم روايتي في تفسير ما يحدث.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف الثورات العربية انتخابات خافيير ميلي دونالد ترامب حق التصویت

إقرأ أيضاً:

أوباما يحث الأمريكيين على التصدي لسياسات ترامب والدفاع عن القيم الديمقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما المواطنين والجامعات ومكاتب المحاماة إلى مقاومة أجندة الرئيس دونالد ترامب السياسية، مؤكدا أن الدفاع عن القيم الديمقراطية قد يتطلب "تضحيات".

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أوباما يوم الخميس في كلية هاميلتون بنيويورك، حيث قال: "طوال حياتنا، كان من السهل أن تعلن نفسك تقدميا أو مناصرا للعدالة الاجتماعية أو حرية التعبير دون أن تدفع ثمن ذلك".

ووصف الرئيس الديمقراطي الأسبق (2009-2017) إدارة ترامب بأنها تهدد النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، محذرا من تآكل قواعد الاختلاف السياسي في ظل الاحترام المتبادل لحرية التعبير وسيادة القانون.

وأكد أوباما أن مسؤولية إصلاح هذا الوضع تقع على عاتق الجميع، بما في ذلك "المواطن العادي الذي يقول هذا خطأ".

وانتقد أوباما سياسات ترامب الاقتصادية مثل الرسوم الجمركية الجديدة، لكنه أعرب عن قلقه الأعمق من "حكومة اتحادية تهدد الجامعات إذا لم تسلم طلابا يمارسون حقهم في حرية التعبير".

في إشارة إلى قرارات إدارة ترامب بسحب التمويل الفيدرالي من جامعات مرموقة ما لم تلغ برامج التنوع الطلابي وتفرض قيودًا على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي تعتبرها معاداة للسامية.

وحث أوباما الجامعات على مراجعة سياساتها الأكاديمية والاستعداد لفقدان التمويل الحكومي دفاعا عن مبادئها، قائلا: "إذا كنت جامعة، قد تضطر للتساؤل: هل نتصرف بشكل صحيح؟ هل انتهكنا قيمنا أو قوانيننا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب أن تتمكن من الرفض".

وأصبحت جامعة كولومبيا مركزا لجهود الإدارة الأمريكية للحد من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين تحت ذريعة مكافحة معاداة السامية، حيث سحبت منها 400 مليون دولار من المنح الفيدرالية. كما تواجه جامعات هارفارد وبرينستون مراجعات مماثلة.

وتساءل أوباما عن صمت مكاتب المحاماة الكبرى على قرارات الإدارة ضد محاميين شاركوا في ملاحقات قضائية ضد ترامب، قائلا: "من غير المتصور أن تتحمل هذه الأطراف مثل هذا السلوك لو صدر عني أو عن رؤساء سابقين".

كما انتقد قرار البيت الأبيض تقييد وصول وكالة "أسوشيتد برس" إلى الفعاليات الرسمية بعد رفض الوكالة استخدام تسمية ترامب "خليج أمريكا" بدلا من خليج المكسيك.

واختتم أوباما كلمته بالقول: "نحن الآن في لحظة تتطلب أكثر من مجرد الإعلان عن المواقف، بل قد تضطر لاتخاذ إجراءات فعلية".

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان يُتابع معدلات تسويق عدد من مشروعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة
  • شباب ليبيا يبحثون مع البعثة الأممية كيفية «الحد من العنف داخل المجتمعات»
  • أمينة خليل عن مسلسل “لام شمسية”: قضية تستحق جمهور رمضان
  • قتلى في الكونغو الديمقراطية جراء فيضانات
  • 13 أبريل.. الحكم في دعوى إشهار إفلاس «المتحدة للصيادلة»
  • برلماني يطالب بتوحيد الإطار القانوني لتأسيس وإدارة شركات التجارة
  • أوباما يحث الأمريكيين على التصدي لسياسات ترامب والدفاع عن القيم الديمقراطية
  • أحمد سعد: نحتاج إلى أعمال فنية تغير نظرة الناس إلى شريحة مسكوت عنها
  • تأجيل دعوى إفلاس «المتحدة للصيادلة» وسط مطالبات مليارية وتدخل مصرفي موسع
  • بعد قليل.. المحكمة الاقتصادية تستكمل دعوى إفلاس «المتحدة للصيادلة»