هل بات الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين ممكناً؟
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
مع التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن ووقف القتال، تدخل الحرب في غزة مرحلة جديدة. وستشهد الأيام الأربعة المقبلة تبادل عشرات الرهائن، وسيمنح توقف القتال الأسرة الدولية فرصة للترويج لسلام مستقر ودائم في إسرائيل، والأراضي الفلسطينية.
من هذا ذا المنطلق، كتب مدير مركز ميتفيم، المؤسسة الإسرائيلية للسياسات الخارجية الإقليمية، رويي كيربيك في "غارديان" البريطانية، "إننا على مفترق طرق، وأمامنا إما مواصلة النزاع، أو السعي إلى تسوية دائمة".
وبدد هجوم حماس الدامي في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الكثير من المعتقدات السائدة، وأعاد القضية الفلسطينية إلى قلب المسرح، وشكل تحدياً لفكرة أن النزاع الإسرائيلي- لفلسطيني يمكن إدارته بكلفة بسيطة، وقوض الاعتقاد بأن إسرائيل قادرة على مواصلة الاندماج في الشرق الأوسط مع تجاهل المطالب الفلسطينية.
وبدل ذلك كله، يسود الآن رأي مشترك في المجتمع الإسرائيلي مفاده أن "إدارة النزاع" لم تنجح، وعوض ذلك، لا بدمن حل دائم.
A lasting peace in Gaza is now within reach - here's how it can be achieved | Roee Kibrik https://t.co/kX4Wt6mVk8
— Guardian US (@GuardianUS) November 23, 2023وفي الوقت نفسه، هناك أسباب لإدارة النزاع، عوض الحل الدائم، تناسب بعض اللاعبين الأساسيين. وتواجه الحكومتان الأمريكية والبريطانية انتخابات 2024، وهما مشغولتان بالحرب في أوكرانيا، فضلاً عن الحاجة إلى الاستقرار وأسعار طاقة أرخص.
وفي الوقت نفسه، تتعامل القيادات العربية مع مروحة من التحديات الداخلية، ولذلك، فإن الهدوء النسبي في الأراضي الفلسطينية قد يكون كافياً لتهدئة الشارع. وستكون حماس سعيدة بمواصلة الكفاح ضد إسرائيل دون مواجهة عملية سياسية قد توفر شرعية للسلطة الفلسطينية، وتقوي السياسيين المعتدلين، وتقوض في نهاية المطاف سلطتها.
كما أن نتانياهو سيكون راضياً بإدارة النزاع، لأن أي محاولة لحله ستهدد استقرار ائتلافه، واستمرار حكمه. ويعتمد ائتلافه وقيادته، على دعم حركة الاستيطان المتطرفة. وهذه الشريحة تعارض أي تسويات مع الفلسطينيين وترى في حماس "قيمة"، لأن وجودها يعيق احتمال إطلاق عملية السلام.
وهكذا يسهل تخيل انزلاق الجانبين مجدداً نحو نزاع أقل حدة. وبمقتضى هذا السيناريو، يبقى الجيش الإسرائيلي في غزة لفترة ممتدة، ويواصل قتال حماس. وسيقتصر النزاع على قطاع غزة. وسيتكيف الجمهور معه. ولن تكون هناك أخبار، وسيحول العالم انتباهه إلى مكان آخر، حتى الإنفجار الموالي في غزة والضفة الغربية، أو في لبنان.
This could be the last chance for the two state solution ... If there is a will to do it.
A lasting peace in Gaza is now within reach - here's how it can be achieved | Roee Kibrik https://t.co/l91pEEZCdw
وفي غياب الإرادة والقدرة من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية على تغيير ذي معنى، فإن على الأسرة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة أن تدفع نحو حل للنزاع. ولتحقيق ذلك، على الأسرة الدولية الأخذ في الاعتبار سلسلة من الخطوات الرئيسية.
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تحدد الهدف النهائي، الذي يجب أن يلتزم بتنفيذ حل الدولتين وينسجم مع المبادرة العربية للسلام، مع جدول زمني لتحقي ه. ويمكن ذلك بعد قرار من مجلس الأمن.
ثانياً، وفي غاية الأهمية، أن يقود الرئيس الأمريكي جو بايدن الاعتراف بدولة فلسطينية من الولايات المتحدة ودول رئيسية أخرى، في جزء من عملية ديبلوماسية شاملة. مثل هذه الخطوة ستمنع العودة إلى الوراء.
لا شك أن الإقرار بإقامة دولة فلسطينية هو الهدف النهائي، سيمكن من الوصول إلى الخطوة الثالثة الحاسمة التي يتعين أن تتخذها الأسرة الدولية، وهي إنشاء نظام فلسطيني دولي مؤقت.
ومع هدف واضح ومعترف به وهو تحقيق حل الدولتين، يمكن إنشاء قوة دولية من الدول العربية والغربية لتحل تدريجياً محل الجيش الإسرائيلي في غزة، وتتولى مسؤولية فيه الأمن والتنمية.
وإذا حدد الطريق إلى حل الدولتين، فإن الدول الأوروبية والعربية ستوافق على الاستثمار في البنى التحتية المادية والمؤسساتية لما سماه بايدن "السلطة الفلسطينية المعاد تجديدها"، ما يقود إلى الدولة الفلسطينية. لا أحد سيرغب في الاستمرار في ضخ الأموال إلى غزة إذا استمرت استراتيجية إدارة النزاع، وإذا كانت بناها التحتية في حاجة إلى إعادة البناء كل بضع سنوات، بعد جولة أخرى من الحرب.
وخلص الكاتب إلى أن غياب قيادة مؤهلة في إسرائيل وفي الأراضي الفلسطينية، يعني أن تأمين السلام مسؤولية بايدن والأسرة الدولية، وعليه أن يبادر وأن يفي بوعوده.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأسرة الدولیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف ردت المقاومة الفلسطينية على تهديدات ترامب من أمام منزل السنوار المهدم؟
بعثت حركة المقاومة الإسلامية حماس٬ رسالة واضحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب٬ عبر لافتة كبيرة نُصبت قرب منزل رئيس الحركة في غزة٬ الشهيد يحيى السنوار في خان يونس، كُتب عليها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية: "لا هجرة إلا للقدس".
وجاء في بيان للحركة: "نقولها للعالم ألا هجرة لا إلى القدس، وهذا ردنا على دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها ترامب ومن يدعم نهجه".
أكثر ما لفت انتباهي هو وجود الأعلام العربية في منصة المقاومة خلال تسليم الأسرى الإسرائيليين في خانيونس، وهو أمر يحمل دلالات هامة ورسائل كبيرة. pic.twitter.com/rPPcE8AXCK — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) February 15, 2025
ويأتي ذلك بعد تهديد ترامب٬ الاثنين الماضي بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذا لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن السبت قد يكون موعدًا نهائيًا لهذا الإجراء.
وأكد ترامب: "إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرًا يوم السبت، سأدعو إلى إلغاء وقف إطلاق النار".
وأعاد ترامب تذكير تهديداته السابقة قائلًا: "أبواب الجحيم ستفتح إذا لم يعد الرهائن من غزة"، مضيفًا أن حركة حماس "ستكتشف ما أعنيه بهذا التهديد".
وتابع: "قد أتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اعتبار السبت موعدًا نهائيًا".
وأوضح أن إسرائيل ستتخذ قرارها بنفسها، لكنه أضاف: "بالنسبة لي، بعد الساعة 12 ظهرًا يوم السبت، أعتقد أن وقف إطلاق النار يجب أن ينتهي".
وأشار ترامب إلى أنه "لا يمكننا الانتظار كل سبت لخروج 2 أو 3 من الرهائن من غزة"، مؤكدًا أنه شاهد "حالة الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم السبت الماضي وكانوا في وضع صحي صعب، ولا يمكن الانتظار أكثر".
وكان الناطق باسم كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - أبو عبيدة، قال الاثنين الماضي٬ إن المقاومة ستؤجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين حتى يلتزم الاحتلال الإسرائيلي ببنود الاتفاق وتعوض عن استحقاقات الأسابيع الماضية بأثر رجعي.
واتهم أبو عبيدة الاحتلال بانتهاك الاتفاق، مؤكدًا أن المقاومة ستؤجل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت "حتى إشعار آخر".
وفي تطور لاحق، أعلنت حركة حماس السبت إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين مزدوجي الجنسية، وسلمتهم إلى الصليب الأحمر في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
وردًا على تصريحات ترامب، أكدت حركة حماس أنها ستستمر في عملية تبادل الأسرى بعد حصولها على ضمانات من الوسطاء لإلزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع إلى أن "استئناف عملية التبادل اليوم جاء وفق التزامنا مع الوسطاء، وحصولنا على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق".
وبعد الإفراج عن الأسرى من قطاع غزة٬ قال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "لقد أفرجت حماس للتو عن ثلاثة رهائن من غزة، من بينهم مواطن أمريكي. ويبدو أنهم في حالة جيدة! وهذا يختلف عن بيانها الأسبوع الماضي بأنها لن تطلق سراح أي رهائن".
وأضاف: "سيتعين على إسرائيل الآن أن تقرر ما ستفعله بشأن الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الرهائن في الساعة 12 ظهر اليوم. ستدعم الولايات المتحدة القرار الذي ستتخذه!".